تبديل المدرب أنجي بوستيكوغلو بنونو إسبيريتو سانتو ربما يكون من أكثر القرارات جرأة في الدوري الإنجليزي مؤخراً. الانتقال من مدرب يؤمن بالانضباط الدفاعي وتحقيق انتصارات صغيرة إلى آخَر يقدّس الهجوم الكاسح والضغط العالي هو أشبه بانتقال من ضفة إلى أخرى تماماً.
ووفق شبكة «The Athletic»، فإن أول انعكاسات ثورة بوستيكوغلو ظهرت في التدريبات؛ اللاعب ريان ييتس وصف الحصة الأولى بأنها «شاقة وكثيفة». مدرب توتنهام السابق يريد من لاعبيه الركض بلا توقف خارج الاستحواذ، بينما كان فورست، الموسم الماضي، من أقل فِرق البريميرليغ ضغطاً على الخصوم (بمعدل 15 تمريرة مسموحة قبل أي تدخُّل دفاعي).
وهذا يعني أن لاعبين مثل كريس وود (33 عاماً)، رغم حِسه التهديفي العالي، قد يعانون في منظومة تتطلب سرعة وضغطاً متواصلاً. هنا قد يلجأ بوستيكوغلو إلى خيارات أكثر حيوية مثل أرنود كاليمويندو لقيادة الضغط من الأمام.
أسلوب الضغط العالي يعني دفاعاً متقدماً، ومساحات شاسعة خلف الخط الخلفي. في توتنهام، ساعدت سرعة كريستيان روميرو وميكي فان دي فين على إنجاح المنظومة. في فورست، يمتلك موريلو سرعة تعويضية كبيرة، وفق إحصاءات «سكيل كورنر»، لكن زميله نيكولا ميلينكوفيتش أبطأ كثيراً، وقد يتعرض للانكشاف، كما حدث في هزيمة صربيا 5-0 أمام إنجلترا.
ورغم مخاطر المغامرة، يملك فورست عناصر قد تزدهر مع أسلوب بوستيكوغلو: مورغان غيبس-وايت صانع ألعاب قادر على قيادة التحولات، تعاقدات مثل أوماري هوتشينسون ودان نداوي تُعزز القوة في الأجنحة.
الفريق سجل سابقاً من المرتدّات، وهو مجالٌ يتقنه المدرب الأسترالي، إذ كان توتنهام ثاني أكثر الفرق تسجيلاً عبر الهجمات السريعة بعد ليفربول، الموسم الماضي.
نونو قدّم نجاحات ملموسة: سبعة انتصارات 1-0 الموسم الماضي، وتأهل أوروبي بفضل صلابة دفاعية وتركيز على تسجيل الهدف أولاً ثم غلق المباراة. لكن هذه المعادلة صعبة الاستدامة. مالك النادي إيفانغيلوس ماريناكيس يريد تحولاً أسرع نحو أسلوب أكثر سيطرة وجرأة، حتى لو كان محفوفاً بالمخاطر.
بوستيكوغلو صرّح بوضوح: «أحب من فِرقي أن تهاجم وتسجل. هذا لا يعني اللعب بشكل واحد فحسب، بل لأنني أحب الفوز بالألقاب».
فورست على أعتاب ثورة كروية: من الانكماش الدفاعي إلى الهجوم الشامل. السؤال الآن: هل يملك الفريق القدرة البدنية والذهنية لاستيعاب هذه النقلة السريعة؟ أم أن التجربة ستثبت أن القفز فوق المراحل قد يكون مكلفاً؟
