البنك المركزي الروسي يخفض سعر الفائدة إلى 17 %

أشار إلى أن التضخم لا يزال أعلى من المستهدف

رجل يخرج من مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)
رجل يخرج من مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)
TT

البنك المركزي الروسي يخفض سعر الفائدة إلى 17 %

رجل يخرج من مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)
رجل يخرج من مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)

خفض البنك المركزي الروسي، يوم الجمعة، سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس ليصل إلى 17 في المائة، وهو أقل مما توقعه المحللون، مُشيراً إلى أن التضخم لا يزال أعلى من المستهدف وأن التوقعات التضخمية لا تزال مرتفعة.

وقال البنك المركزي، في بيان: «لم تتغير توقعات التضخم بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. وبشكل عام، لا تزال مرتفعة. وقد يعوق هذا حدوث تباطؤ مُستدام في التضخم».

وتوقع محللون استطلعت «رويترز» آراءهم في 8 سبتمبر (أيلول) الحالي خفضاً بمقدار 200 نقطة أساس، على الرغم من أن انخفاض الروبل بنسبة 5 في المائة هذا الأسبوع أثار شكوكاً حول ما إذا كان البنك المركزي سيُخفّض سعر الفائدة إلى هذا الحد.

وقال البنك المركزي: «لا تزال مخاطر التضخم المعززة تتفوق على مخاطر انكماش التضخم على المدى المتوسط»، مضيفاً أن هذه المخاطر مرتبطة «بانحراف تصاعدي طويل الأمد للاقتصاد عن مسار نمو متوازن وتوقعات تضخم مرتفعة، بالإضافة إلى تدهور في شروط التجارة الخارجية».

ويشهد الاقتصاد الروسي تباطؤاً حاداً؛ حيث من المتوقع أن ينخفض النمو من 4.3 في المائة في عام 2024 إلى 1.2 في المائة هذا العام. ويحذر بعض الاقتصاديين وقادة الأعمال من الركود.

وأظهرت أحدث البيانات انكماشاً شهرياً بنسبة 0.4 في المائة في أغسطس (آب)، وهو الشهر الذي عادة ما يؤدي فيه انخفاض أسعار الفواكه والخضراوات الجديدة إلى انخفاض الأسعار. وعلى أساس سنوي، تباطأ التضخم إلى 8.14 في المائة في أغسطس، مقارنة بـ8.79 في المائة في يوليو (تموز) .

جدل حول ركود الاقتصاد

وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 21 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 20 عاماً، وذلك في إطار جهود مكافحة التضخم، الذي نتج عن ارتفاع الإنفاق العسكري المرتبط بالصراع في أوكرانيا. وأدت هذه الخطوة إلى رفع أسعار الفائدة على الإقراض في الاقتصاد إلى مستوى مُعقّد يتجاوز 25 في المائة، ما أدى إلى عجز العديد من الشركات عن الاستثمار، وتضررت القطاعات الهشّة مثل البناء والفحم والمعادن أكثر من غيرها. وصرح جيرمان غريف، الرئيس التنفيذي لبنك «سبيربنك»، أكبر بنك في البلاد، وهو من الشخصيات العامة القليلة المؤثرة في روسيا التي تُعبّر عن آراء تتعارض مع الموقف الرسمي، الأسبوع الماضي، بأن الاقتصاد في حالة «ركود فني».

ووفقاً للبيانات الإحصائية، نما الاقتصاد الروسي بنسبة 1.1 في المائة في الربع الثاني على أساس سنوي. وأظهر رسم بياني نشره البنك المركزي الأسبوع الماضي انكماش الناتج المحلي الإجمالي في الربعين الأول والثاني على أساس ربع سنوي. ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، ركود الاقتصاد، مشيراً إلى استمرار نمو الإقراض. وأعرب عن دعمه للبنك المركزي، الذي تعرّض لانتقادات شديدة بسبب سياسته النقدية المُتشددة.

وكان البنك المركزي قد صرّح سابقاً بأن السياسة المالية الحكيمة عامل مهم في إبقاء نمو الأسعار تحت السيطرة. مع ذلك، يبدو أن روسيا، في ظل انخفاض عائدات الطاقة، على وشك تجاوز العجز المخطط له والبالغ 1.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وأعلن البنك المركزي أن التطبيع المالي «لم يتحقق بعد، بالنظر إلى عجز الموازنة المتراكم منذ بداية هذا العام». وأضاف أن معايير الموازنة الجديدة، المقرر تقديمها إلى البرلمان هذا الشهر، قد تُجبره على تعديل السياسة النقدية.

ضغوط أميركية

وفي إطار الضغوط الغربية المستمرة، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، يوم الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي يمكنه الاستغناء تدريجياً عن النفط والغاز الروسيين بشكل أسرع، مضيفاً أن ذلك سيكون مفيداً في إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف رايت، في كلمة خلال فعالية في بروكسل نظمها «مركز دراسات السياسة الأوروبية» للأبحاث، أنه إذا لم يقم الاتحاد الأوروبي بإصلاح قوانينه المتعلقة بالميثان، فإنه سيحول دون تلقي واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

إطلاق مبادرة «تقنيات التحوّل الاستثنائي» لتطوير الصناعة في السعودية

الاقتصاد أحد المصانع في السعودية (واس)

إطلاق مبادرة «تقنيات التحوّل الاستثنائي» لتطوير الصناعة في السعودية

أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية إطلاق مبادرة «تقنيات التحوّل الاستثنائي»، بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست».

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد رجل يمر أمام مجمع سكني وتجاري تابع لشركة «تشاينا فانكي» المتعثرة في العاصمة الصينية بكين (رويترز)

الصين تتعهد بتحقيق استقرار سوق الإسكان في 2026

ستُسرّع الصين وتيرة التجديد الحضري وجهودها الرامية إلى تحقيق استقرار سوق العقارات في عام 2026، مع بداية خطتها الخمسية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد علم الصين فوق لوحة إلكترونية تحمل شعار «صنع في الصين» (رويترز)

الذكاء الاصطناعي الصيني يجذب المستثمرين وسط مخاوف «فقاعة وول ستريت»

يزيد المستثمرون العالميون من رهاناتهم على شركات الذكاء الاصطناعي الصينية، متوقعين نجاح نماذج عدة قادمة على غرار «ديب سيك».

«الشرق الأوسط» (نيويورك-هونغ كونغ)
الاقتصاد رجل يمر بجانب «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

أوسع موجة تيسير نقدي عالمي تهز الأسواق في 2025 منذ الأزمة المالية

شهدت البنوك المركزية الكبرى خلال عام 2025 أكبر وأسرع حملة لتيسير نقدي منذ الأزمة المالية العالمية، في حين تصاعدت وتيرة التيسير النقدي بين صناع السياسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

البنوك السعودية تحافظ على زخم النمو في الربع الثالث

سجل القطاع المصرفي السعودي نمواً مستقراً في الإقراض خلال الربع الثالث من عام 2025؛ إذ ارتفع إجمالي القروض والسلف بنسبة 2.5 في المائة على أساس فصلي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أميركا تؤجل فرض رسوم جمركية على الرقائق الصينية إلى منتصف 2027

علما الصين والولايات المتحدة على لوحة دوائر مزودة برقائق أشباه موصلات (رويترز)
علما الصين والولايات المتحدة على لوحة دوائر مزودة برقائق أشباه موصلات (رويترز)
TT

أميركا تؤجل فرض رسوم جمركية على الرقائق الصينية إلى منتصف 2027

علما الصين والولايات المتحدة على لوحة دوائر مزودة برقائق أشباه موصلات (رويترز)
علما الصين والولايات المتحدة على لوحة دوائر مزودة برقائق أشباه موصلات (رويترز)

قال الممثل ‌التجاري الأميركي ‌جيميسون ‌غرير، الثلاثاء، ⁠إن ​الولايات ‌المتحدة ستفرض رسوماً جمركيةً جديدةً ⁠على ‌الرقائق ‍المستوردة ‍من ‍الصين، والتي ⁠لا تخضع لأي رسوم حالياً، لكنها ستؤجل التطبيق إلى 23 ​يونيو (حزيران) 2027.

وأرجعت إدارة ترمب، السبب في ذلك إلى سعي بكين «غير المعقول» للهيمنة على صناعة الرقائق. لكن واشنطن قالت إنها ستؤجل هذا الإجراء حتى يونيو 2027.

ووفقاً للبيان الصادر، سيتم الإعلان عن قيمة الرسوم الجمركية قبل 30 يوماً على الأقل، وذلك في أعقاب تحقيق استمر عاماً كاملاً حول واردات الرقائق الصينية إلى الولايات المتحدة، والذي أطلقته إدارة بايدن.

وقال الممثل التجاري الأميركي في بيانه: «إن استهداف الصين لصناعة أشباه الموصلات للهيمنة عليها أمر غير معقول، ويُثقل كاهل التجارة الأميركية أو يُقيدها، وبالتالي فهو يستوجب اتخاذ إجراءات قانونية».

وتمثل هذه الخطوة أحدث مساعي الرئيس دونالد ترمب لتهدئة التوترات مع بكين، في ظل القيود الصينية المفروضة على صادرات المعادن الأرضية النادرة التي تعتمد عليها شركات التكنولوجيا العالمية، والتي تسيطر عليها الصين.

وفي إطار المفاوضات مع الصين لتأجيل هذه القيود، تراجع ترمب عن قاعدة تقيّد صادرات التكنولوجيا الأميركية إلى وحدات تابعة لشركات صينية مدرجة بالفعل على القائمة السوداء. كما بدأ مراجعة قد تُسفر عن أولى شحنات رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة «إنفيديا»، ثاني أقوى رقائقها، إلى الصين، وفقاً لـ«رويترز»، على الرغم من المخاوف التي أبداها المتشددون تجاه الصين في واشنطن، والذين يخشون أن تُعزز هذه الرقائق القدرات العسكرية الصينية بشكل كبير.

وينتظر قطاع صناعة الرقائق نتائج تحقيق آخر في واردات الرقائق، والذي قد يؤثر على البضائع الصينية، ويؤدي إلى فرض تعريفات جمركية على مجموعة واسعة من التقنيات، لكن مسؤولين أميركيين يقولون في أحاديث خاصة إنهم قد لا يفرضونها في أي وقت قريب، بحسب «رويترز».


«بابكو إنرجيز» البحرينية ترسل أول شحنة ديزل إلى أستراليا منذ عامين ونصف العام

مصفاة تكرير للنفط تابعة لشركة «بابكو إنرجيز» البحرينية (الموقع الإلكتروني لشركة بابكو)
مصفاة تكرير للنفط تابعة لشركة «بابكو إنرجيز» البحرينية (الموقع الإلكتروني لشركة بابكو)
TT

«بابكو إنرجيز» البحرينية ترسل أول شحنة ديزل إلى أستراليا منذ عامين ونصف العام

مصفاة تكرير للنفط تابعة لشركة «بابكو إنرجيز» البحرينية (الموقع الإلكتروني لشركة بابكو)
مصفاة تكرير للنفط تابعة لشركة «بابكو إنرجيز» البحرينية (الموقع الإلكتروني لشركة بابكو)

أظهرت بيانات من شركات تتبع السفن وثلاثة مصادر تجارية أن شركة «بابكو إنرجيز»، وهي شركة تكرير النفط الوحيدة في البحرين، وجهت أول شحنة ديزل إلى أستراليا منذ ما يقرب من ​عامين ونصف العام، في الوقت الذي تسعى فيه لزيادة الإنتاج والصادرات وسط توسع في طاقتها الإنتاجية، وفقاً لـ«رويترز».

وأظهرت بيانات «كبلر» و«فورتكسا» لتتبع السفن تحميل نحو 400 ألف برميل من الديزل على متن السفينة «تورم كيرستن» خلال الفترة من التاسع إلى 11 ديسمبر (كانون الأول) من موقع التكرير التابع لشركة «بابكو» في سترة، بينما تم تحميل 140 ألف برميل إضافي على السفينة «زوندا» بأسلوب النقل من سفينة إلى أخرى.

وتظهر بيانات تتبع السفن أن ‌من المتوقع أن ‌تصل «تورم كيرستن» إلى ميناء كوينانا الأسترالي ‌بين ⁠أواخر ​ديسمبر وأوائل يناير (كانون الثاني).

وقالت المصادر التجارية، وفقاً لـ«رويترز»، إن السفينة مستأجرة بواسطة ذراع الشحن التابعة لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية، التي تتولى معظم مبيعات صادرات «بابكو» بعد أن وقعت الشركتان اتفاقاً في عام 2024 لزيادة التعاون بينهما.

غير أن تجاراً قالوا إن من المرجح أن يظل استمرار صادرات البحرين إلى أسواق شرق قناة السويس مرهوناً بما إذا كانت نافذة التصدير مع الاستفادة من فروق الأسعار مربحة ⁠إذ لا يزال ممر آسيا التجاري طويلاً في حين يبقى شمال غرب أوروبا مستورداً صافياً ‌تقليدياً.

وقال مصدران ‍تجاريان مطلعان، في تصريحات منفصلة، إن شركة «بي إكس تي تريدنج»، ‍المشروع المشترك الجديد للتجارة والمبيعات بين «بابكو» و«توتال إنرجيز»، ستكون الكيان الرئيسي الذي يتولى مبيعات تصدير الوقود المكرر الجارية لمصفاة سترة.

وأضافا أن المقر الرئيسي لشركة «بي إكس تي تريدنج» يقع في دبي، حيث يوجد بالفعل عدد من المديرين التنفيذيين ​وموظفي المبيعات. وقال محللو شركة «إف جي إي نيكسانت إي سي إيه» في مذكرة للعملاء إن من المتوقع أن يرتفع إنتاج ⁠مصفاة سترة من النفتا بمقدار 22 ألف برميل يومياً في عام 2026، وأن يرتفع إنتاج زيت الغاز ووقود الطائرات بمقدار 40 ألف برميل يومياً، و24 ألف برميل يومياً على الترتيب، مع «استقرار» الإنتاجية بحلول نهاية ديسمبر أو يناير.

وأظهرت بيانات «كبلر وفورتكسا» لتتبع السفن أن شركة «بابكو تزيد» من صادراتها من وقود الطائرات والديزل منذ الشهر الماضي، إذ وصلت كميات الديزل إلى مستوى غير مسبوق بلغ نحو أربعة ملايين برميل لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما بلغ المتوسط لوقود الطائرات ثلاثة ملايين برميل.

وجاء في بيان صحافي للشركة في السابع من ديسمبر أن مستويات الإنتاج ‌ارتفعت من 265 ألف برميل يومياً إلى 380 ألف برميل يومياً، دون تحديد المدى الزمني لذلك.


ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا مع توقعات بانخفاض درجات الحرارة

مؤشر قياس ضغط الغاز في إحدى المحطات (رويترز)
مؤشر قياس ضغط الغاز في إحدى المحطات (رويترز)
TT

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا مع توقعات بانخفاض درجات الحرارة

مؤشر قياس ضغط الغاز في إحدى المحطات (رويترز)
مؤشر قياس ضغط الغاز في إحدى المحطات (رويترز)

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، بشكل طفيف، مع توقعات بانخفاض درجات الحرارة في القارة، مما قد يؤثر على الطلب على الوقود.

واستردت أسعار العقود الآجلة خسائرها السابقة بعد أن اشتدت التوقعات بانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في معظم أنحاء شمال غرب أوروبا حتى بداية العام الجديد. وقد تشهد باريس ولندن وبرلين درجات حرارة تحت الصفر، على الرغم من أن توقعات الطقس لا تزال متقلبة، حسب «بلومبرغ».

في الوقت نفسه، يتراجع استهلاك الغاز الصناعي عادة في هذا الوقت من العام مع انخفاض النشاط قبل موسم عطلات عيد الميلاد ورأس السنة. كما تتلقى أوروبا تدفقاً ثابتاً من الغاز الطبيعي المسال إلى جانب التدفقات عبر خطوط الأنابيب النرويجية، مما يحافظ على إمدادات جيدة في السوق.

وعلى صعيد المخزونات، أظهرت البيانات امتلاء مستودعات التخزين الأوروبية للغاز الطبيعي حالياً بنسبة 67 في المائة من طاقتها الاستيعابية، مقابل متوسط موسمي يبلغ 76 في المائة.

وبحلول الساعة الثالثة و10 دقائق مساء بتوقيت أمستردام ارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي بنسبة 0.5 في المائة إلى 27.82 يورو لكل ميغاواط/ساعة.