من بعيد، يتابع المدرب الأرجنتيني المخضرم تاتا مارتينو تجربة مواطنه ماوريسيو بوتشيتينو مع المنتخب الأميركي، وهي تجربة لم تخلُ من الجدل منذ أن تولى القيادة قبل عام. مارتينو، الذي درّب المكسيك وأندية كبرى في أميركا الشمالية مثل أتلانتا يونايتد وإنتر ميامي، تحدث لصحيفة «The Athletic» من منزله في روساريو، محللاً ما يجري مع صديقه القديم.
مارتينو أشار إلى أن اللاعبين الكبار اليوم يحتاجون لمزيد من الراحة، وأن بطولات مثل الكأس الذهبية ودوري أمم الكونكاكاف لا تجذب دائماً المحترفين في أوروبا، لكنه شدد في النهاية: «المدرب يُحكم عليه بالنتائج، لا بقرارات إراحة اللاعبين».
بوتشيتينو أثار ضجة باعترافه أنه نادراً ما يتواصل مع لاعبيه، حتى مع بوليسيتش. مارتينو لم يرَ الأمر صادماً: «الأمر يختلف من مدرب لآخر. مع منتخب الأرجنتين كنت أقل تواصلاً، بينما مع المكسيك زرت بعض اللاعبين في أوروبا. في النهاية، كل مدرب له أسلوبه».
الانتقادات الأوسع وُجهت لاختيار بوتشيتينو عدداً كبيراً من لاعبي الدوري الأميركي بدل الاعتماد على محترفي أوروبا. هنا كان مارتينو واضحاً: «إذا كان ميسي ودي بول مهمين للأرجنتين رغم لعبهما في أميركا، وإذا كان ألميرون مهماً لباراغواي، ودييغو روسي مهماً لأوروغواي، فلماذا لا يكون لاعبو أميركا من نفس الدوري مهمين لمنتخبهم؟».
مع ذلك، اعترف مارتينو بأن الأفضل لأي منتخب هو امتلاك لاعبين في الدوريات الأوروبية الكبرى، لكنه رفض استبعاد قيمة الدوري الأميركي، معتبراً أن معظم منتخبات أميركا الجنوبية تعتمد على لاعبيه.
قبل قبوله تدريب المنتخب الأميركي، استشار بوتشيتينو مارتينو حول طبيعة العمل في أميركا الشمالية. نصيحته كانت أن الانتقال من تدريب الأندية إلى قيادة المنتخبات يتطلب تغييراً جذرياً في الذهنية. واليوم، بعد عام في المنصب، لا يزال المدرب الأرجنتيني في مرحلة التجربة والبحث عن التوازن بين لاعبي أوروبا والدوري الأميركي، وهو على مسافة 9 أشهر فقط من كأس العالم.
مارتينو ختم بقوله: «عادةً ما يكون المدرب قد حسم تشكيلته قبل هذه الفترة من المونديال. لكن في النهاية، كل شيء يُحسم داخل الملعب».
