رحيل إيشيبا يدفع بنك اليابان لإعادة التفكير في توقيت رفع الفائدة

التضخم قد يُجبر خليفته المحتملة على تخفيف دعوات التحفيز

ساناي تاكايشي المرشحة الأبرز لتولي منصب رئيس الوزراء في اليابان خلال مؤتمر صحافي سابق بالعاصمة طوكيو (رويترز)
ساناي تاكايشي المرشحة الأبرز لتولي منصب رئيس الوزراء في اليابان خلال مؤتمر صحافي سابق بالعاصمة طوكيو (رويترز)
TT

رحيل إيشيبا يدفع بنك اليابان لإعادة التفكير في توقيت رفع الفائدة

ساناي تاكايشي المرشحة الأبرز لتولي منصب رئيس الوزراء في اليابان خلال مؤتمر صحافي سابق بالعاصمة طوكيو (رويترز)
ساناي تاكايشي المرشحة الأبرز لتولي منصب رئيس الوزراء في اليابان خلال مؤتمر صحافي سابق بالعاصمة طوكيو (رويترز)

ربما يُعطي تعيين رئيس وزراء ياباني جديد الشهر المقبل بنك اليابان المركزي مزيداً من الأسباب للتباطؤ في الرفع التالي لأسعار الفائدة، خصوصاً إذا كان رئيس الوزراء القادم حذراً من ارتفاع تكاليف الاقتراض بسرعة كبيرة.

ورغم أن القلق الرئيسي لبنك اليابان لا يزال منصبّاً على التضخم المحلي والأضرار الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية، فإن حالة عدم اليقين بشأن هوية القيادة المقبلة وطبيعة سياساتها تضيف مزيداً من المخاطر إلى مداولات السياسة النقدية.

وأعلن رئيس الوزراء، شيغيرو إيشيبا، قراره بالاستقالة يوم الأحد الماضي، بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية، بما في ذلك انتخابات مجلس الشيوخ في يوليو (تموز) الماضي، وتحوّل التركيز الآن إلى مَن سيخلفه.

وانخفضت عوائد السندات اليابانية يوم الثلاثاء إثر تقارير تُفيد بأن ساناي تاكايشي، المؤيدة للتحفيز الحكومي والتيسير النقدي، ستخوض سباق قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما قد يجعلها رئيسة الوزراء المقبلة.

وكتب محللون في شركة «إيفركور آي إس آي» في مذكرة بحثية: «من المرجح أن تُثني استقالة رئيس الوزراء الياباني إيشيبا، والتنافس المُتصاعد على قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، بنك اليابان عن رفع أسعار الفائدة في أكتوبر»، مُضيفين أنهم يُرجّحون تأجيل رفع أسعار الفائدة المقبل إلى يناير (كانون الثاني).

وأدّى رحيل إيشيبا، الذي يُنظر إليه على أنه من أشدّ السياسيين الماليين تأييداً لرفع أسعار الفائدة تدريجياً من قِبَل بنك اليابان، إلى انخفاض قيمة الين وعوائد السندات؛ حيث قلّل المستثمرون من رهاناتهم على رفع أسعار الفائدة في المدى القريب.

وتُظهر أسواق المال الآن احتمالية تبلغ نحو 20 في المائة لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بنهاية أكتوبر، بانخفاض عن 46 في المائة قبل أسبوع.

وسيختار الحزب الليبرالي الديمقراطي خليفته في تصويت يُجرى في 4 أكتوبر، الذي سيسعى بعد ذلك للحصول على موافقة البرلمان لتولي رئاسة الحكومة. وقد لا تُشكَّل إدارة جديدة حتى منتصف أكتوبر، ما سيوجِد فراغاً سياسياً مضطرباً قبل اجتماع بنك اليابان للسياسة النقدية يومي 29 و30 أكتوبر.

وفي حين أن حالة عدم اليقين السياسي الأوسع لن تُعوق خطة بنك اليابان لمواصلة رفع أسعار الفائدة تدريجياً، فإنها قد تؤثر على توقيت الزيادة التالية، وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على تفكير البنك.

وقال أحد المصادر: «بنك اليابان ليس بحاجة إلى رفع أسعار الفائدة في خضم الاضطرابات؛ إنه ليس في عجلة من أمره، ولديه حرية كاملة في تحديد التوقيت، ما دام أنه سيُجري رفعاً آخر لأسعار الفائدة، ربما بحلول أوائل العام المقبل».

وقال مصدر آخر، في معرض حديثه عن توقيت رفع أسعار الفائدة: «إن المهم ليس ما يجري على صعيد السياسة، بل ما إذا كانت تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الياباني ستبقى ضمن نطاق التوقعات».

التعقيدات المالية

ويقول المحللون إن الفائز في السباق سيكون له تأثير كبير على وتيرة وتوقيت رفع أسعار الفائدة من قِبَل بنك اليابان.

وتُعدُّ النائبة المحافظة ساناي تاكايشي من أبرز المرشحين، وكانت سابقاً من أشدّ المؤيدين لمزيج «آبينوميكس» من التحفيز المالي والنقدي الذي تبنّاه رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي. وتتميز بانتقادها رفع أسعار الفائدة من قِبَل بنك اليابان.

ومن بين المتنافسين الآخرين شينجيرو كويزومي، وهو من دعاة تحرير الاقتصاد، ولا يُعرف الكثير عن آرائه بشأن السياسة النقدية. وكان كلاهما من أبرز المرشحين في سباق قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي في سبتمبر (أيلول) 2024؛ حيث فازت ساناي تاكايشي بأكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى، قبل أن يهزمها إيشيبا في الجولة التالية.

وهناك غموض يكتنف مصير ساناي تاكايشي هذه المرة، مع فقدان بعض مؤيديها السياسيين وظائفهم أو نفوذهم بسبب فضيحة طالت فصيل آبي السابق. وحتى في حال فوزها، قد تحتاج ساناي تاكايشي إلى تخفيف حدة الدعوات إلى أسعار فائدة منخفضة للغاية مع ارتفاع التضخم، بدلاً من التركيز على خطر الانكماش، الذي أصبح الآن مشكلة أكبر للجمهور، كما يقول المحللون.

وصرح ريوتارو كونو، كبير الاقتصاديين اليابانيين في بنك «بي إن بي باريبا»: «لقد تقلَّص دعم المشرعين ذوي التوجهات الإصلاحية داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي. ومن ثم، ستحتاج ساناي تاكايشي لكبح جماح دعواتها إلى سياسات إصلاحية إلى حد ما لكسب تأييد واسع داخل الحزب».

وأيّاً كان الفائز في سباق القيادة، فإنه سيقود في النهاية ائتلاف الأقلية، وسيحتاج إلى دعم من أحزاب المعارضة لإقرار الميزانية في البرلمان.

أما أحزاب المعارضة الصغيرة، التي يُنظر إليها بصفتها مرشحةً لتشكيل تحالف، فتعارض رفع أسعار الفائدة المبكر من قِبل بنك اليابان، فيما دعت بعضها البنك المركزي إلى توخي الحذر في تقليص برامج التحفيز.

وفي حين أن السياسة قد تُشكّل عقبات أمام رفع أسعار الفائدة على المدى القريب، فإن الدعوات المتزايدة من معظم المرشحين وأحزاب المعارضة لزيادة الإنفاق قد تُلزم بنك اليابان برفع أسعار الفائدة على المدى الطويل لكبح جماح الضغوط التضخمية.

وسيكون السيناريو الأسوأ لصانعي السياسات هو الارتفاع الحاد والمستدام في عوائد السندات، نتيجة قلق المستثمرين من فقدان اليابان للانضباط المالي. وفي مثل هذه الحالة، قد تضغط الحكومة على بنك اليابان لوقف خطته للتشديد الكمي والتدخل في السوق بعمليات شراء طارئة للسندات، وفقاً لبعض المحللين. وستُمثل هذه الخطوة انتكاسة كبيرة لجهود بنك اليابان، التي بدأها البنك العام الماضي بتقليص مشترياته الضخمة من السندات تدريجياً. وكل هذا من شأنه أن يمنح بنك اليابان ذريعةً للتوقف عن العمل ريثما تهدأ الأزمة السياسية. لكن الانتظار طويلاً يحمل مخاطر أيضاً.

واستقر معدل التضخم فوق هدف بنك اليابان البالغ 2 في المائة لثلاث سنوات، واتسع نطاق ضغوط الأسعار متجاوزاً ارتفاع أسعار المواد الغذائية المستمر؛ حيث أدّى ضيق سوق العمل إلى ارتفاع الأجور.

وقال مصدر ثالث: «يجب على بنك اليابان توخي الحذر، لكنه يدرك أيضاً أن الانتظار طويلاً ليس خالياً من المخاطر».


مقالات ذات صلة

المؤشرات الصينية ترتفع مع عطلة الأعياد

الاقتصاد سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

المؤشرات الصينية ترتفع مع عطلة الأعياد

واصلت أسهم البر الرئيسي الصيني مكاسبها يوم الخميس، حيث سجل مؤشر شنغهاي الرئيسي جلسة رابحة للجلسة السابعة على التوالي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

كيف تواجه أسواق الخليج الديون المتعثرة دون صدمات؟

في وقتٍ تحافظ فيه اقتصادات الخليج على مستويات مرتفعة من السيولة يبرز ملف الديون المتعثرة وإعادة الهيكلة بوصفه أحد المؤشرات الدقيقة على متانة النظام المالي.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام (واس)

ارتفاع الصادرات غير النفطية السعودية 32.3 % في أكتوبر

سجّلت الصادرات غير النفطية في السعودية (شاملة إعادة التصدير) ارتفاعاً بنسبة 32.3 في المائة خلال شهر أكتوبر 2025 مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شاحنة تنقل حاويات في ميناء بانكوك (رويترز)

رغم طفرة الشحنات نحو أميركا... الصادرات التايلاندية تتباطأ في نوفمبر

قالت وزارة التجارة التايلاندية، يوم الخميس، إن صادرات البلاد ارتفعت في نوفمبر (تشرين الثاني) بأقل من التوقعات، رغم القوة الملحوظة للشحنات المتجهة إلى أميركا.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد رجل يمر أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشرات حركة الأسهم وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

«نيكي» يغلق على ارتفاع مع التأثر بمكاسب «وول ستريت»

أنهى مؤشر نيكي الياباني تداولات يوم الخميس على ارتفاع طفيف، متأثراً بمكاسب «وول ستريت»، حيث قادت أسهم التكنولوجيا هذه المكاسب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

المؤشرات الصينية ترتفع مع عطلة الأعياد

سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
TT

المؤشرات الصينية ترتفع مع عطلة الأعياد

سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
سيدة تستعد لالتقاط صورة تذكارية مع زينة العام الجديد في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

واصلت أسهم البر الرئيسي الصيني مكاسبها يوم الخميس، حيث سجل مؤشر شنغهاي الرئيسي جلسة رابحة للجلسة السابعة على التوالي، مدفوعاً بمكاسب أسهم قطاعي الطيران والروبوتات، في حين كانت بورصة هونغ كونغ مغلقة بمناسبة عطلة عيد الميلاد.

وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر شنغهاي المركب الرئيسي بنسبة 0.47 في المائة، بينما ارتفع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية بنسبة 0.18 في المائة.

وكانت أسهم قطاعي الطيران والروبوتات من بين أكبر الرابحين، حيث قفزت المؤشرات الفرعية التي تتبع هذين القطاعين بنسبة 4.39 و2.84 في المائة على التوالي. وكانت أسهم قطاعي الطيران والروبوتات من بين أكبر الرابحين، حيث قفزت المؤشرات الفرعية التي تتبع هذين القطاعين بنسبة 4.39 و2.84 في المائة على التوالي.

وتراجع قطاع العقارات عن مكاسبه السابقة، رغم تخفيف بكين لبعض القيود المفروضة على شراء العقارات بهدف استقرار القطاع المتعثر. وانخفض مؤشر «سي إس آي 300 للعقارات»، الذي يرصد أداء القطاع، بنسبة 0.34 في المائة.

وخففت سلطات بلدية بكين القيود المفروضة على شراء المنازل يوم الأربعاء، وخفضت الحد الأدنى المطلوب لتأهيل المشترين، في أحدث الجهود المبذولة لتعزيز الطلب وسط تراجع أسعار المنازل في العاصمة الصينية.

وتعهد البنك المركزي الصيني باستقرار توقعات السوق والحفاظ على سعر الصرف «مستقراً بشكل أساسي عند مستوى معقول ومتوازن»، وفقاً لبيان صادر عن اجتماع يوم الأربعاء. وسيكون سوق هونغ كونغ مغلقاً يومي الخميس والجمعة بمناسبة عطلة عيد الميلاد. ستُستأنف التداولات في 29 ديسمبر (كانون الأول).

ومن جانبه، سجل اليوان الصيني في السوق المحلية أعلى مستوى له منذ نحو 15 شهراً يوم الخميس، مقترباً من 7 يوانات للدولار، مدعوماً بتسارع المصدرين في نهاية العام لتحويل حيازاتهم من الدولار إلى العملة المحلية، وتوقعات بانخفاض قيمة الدولار الأميركي أكثر في العام المقبل. ورغم أن الارتفاع المتسارع لليوان قد دفع البنك المركزي للتدخل لإبطاء وتيرة صعوده، فإن العديد من المحللين يرون أن هذا الاتجاه ما زال في بدايته.

وقالت شركة «إندستريال سيكيوريتيز» في مذكرة لها: «قد تتحول العوامل التي كانت تعيق اليوان في السابق إلى عوامل مواتية تدفعه نحو مزيد من الارتفاع في المستقبل»، مشيرةً إلى حيازات الشركات من الدولار التي تبلغ قيمتها نحو 1.2 تريليون دولار والتي يتم استقطابها بشكل متزايد إلى الصين.

وارتفعت قيمة العملة الصينية بنحو 5 في المائة مقابل الدولار منذ أوائل أبريل (نيسان)، مع انحسار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وانتعاش سوق الأسهم الصينية الذي اجتذب تدفقات استثمارية أجنبية.

وقالت شركة «غالاكسي سيكيوريتيز» في تقرير لها: «يعود ارتفاع اليوان إلى تحسن الاقتصاد، وخفض أسعار الفائدة من قِبَل (الاحتياطي الفيدرالي) الأميركي، وتوقعات ارتفاع قيمة اليوان التي تحققت ذاتياً».

وفي تحذير واضح من المبالغة في تقلبات العملة، تعهد بنك الشعب الصيني يوم الأربعاء بالعمل على استقرار توقعات السوق والحفاظ على سعر الصرف «مستقراً بشكل أساسي عند مستوى معقول ومتوازن». وانعكاساً لهذا الجهد، حدد بنك الشعب الصيني سعر صرف اليوان عند 7.392 يوان للدولار قبل افتتاح السوق يوم الخميس، أي أقل بـ244 نقطة من توقعات «رويترز».

وقالت شركة «إندستريال سيكيوريتيز»: «يشير هذا إلى أن البنك المركزي، الذي يُلمح إلى ارتفاع قيمة اليوان، قد بدأ في إبطاء وتيرة ارتفاعه بشكل طفيف». وتتوقع الشركة أن يرتفع اليوان أكثر العام المقبل، حيث من المرجح أن يتجاوز التيسير النقدي الأميركي توقعات السوق، مما سيدعم ارتفاع اليوان.


وزير الصناعة السعودي: ولي العهد سرّع إلغاء المقابل المالي لتعزيز تنافسية القطاع عالمياً

وزير الصناعة متحدثاً للحضور في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة متحدثاً للحضور في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)
TT

وزير الصناعة السعودي: ولي العهد سرّع إلغاء المقابل المالي لتعزيز تنافسية القطاع عالمياً

وزير الصناعة متحدثاً للحضور في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة متحدثاً للحضور في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، عن كواليس ما قبل إصدار قرار مجلس الوزراء، الأخير، المتمثل في إلغاء المقابل المالي عن القطاع الصناعي، مبيناً أن ولي العهد قاد اجتماعاً كان مدافعاً عن المنظومة، وهو مَن اتخذ القرار بهذه السرعة، في خطوة الهدف منها تعزيز تنافسية الصناعة السعودية على مستوى العالم.

يأتي ذلك بعد أيام من قرار مجلس الوزراء، بإلغاء المقابل المالي المقرر على العمالة الوافدة في المنشآت الصناعية، في خطوة ستسهم في تعزيز تنافسية الصناعة السعودية عالمياً، وزيادة وصول الصادرات غير النفطية وانتشارها في مختلف الأسواق العالمية.

وجاء كلام وزير الصناعة والثروة المعدنية، خلال «مجلس صناعيي الرياض الثامن»، بتنظيم غرفة الرياض، يوم الخميس، مؤكداً أن قرار إلغاء المقابل المالي، يعكس وضوح «رؤية 2030» والحكومة تجاه هذه المنظومة وأهميتها في تنويع القاعدة الاقتصادية وزيادة الصادرات وخلق الفرص الاستثمارية لنمو القطاع غير النفطي.

استقرار السياسات

واستطرد الخريف: «علينا مسؤولية جماعياً أن نثبت أن هذا القرار صحيح ويخلق تنافسية عالية للقطاع الصناعي ويجعل هذه المنظومة منافسة دون قيود ودون ترقب».

جانب من لقاء وزير الصناعة والثروة المعدنية في مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)

وأبدى تفاؤله بأن القرار سيكون عاملاً مهماً لخلق الاستقرار للسياسات المرتبطة بالاستثمار الصناعي، وتمكين المستثمرين لاتخاذ القرارات المناسبة، مطالباً في الوقت ذاته من المنشآت ضرورة الاستفادة من كل الممكنات لخدمة المنظومة.

من جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، المهندس عبد الله العبيكان، في كلمته على هامش الحدث، إلى الدور المحوري الذي تقدمه الوزارة في قيادة التحول الصناعي، وتعزيز تنافسية القطاع، وتمكين الاستثمارات النوعية التي تشكل ركيزة أساسية في بناء مستقبل الصناعة الوطنية، والتي تحظى بدعم غير مسبوق من الحكومة، الأمر الذي حوَّل الصناعة إلى محرك حقيقي للنمو، وركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030».

التحول الرقمي

وقال إن محورَي المجلس هذا العام يتركزان على التحول الرقمي وربط البيانات، وتعزيز المحتوى المحلي ورفع الأثر الاقتصادي، ويمثلان حجر الأساس لأي نهضة صناعية حديثة، وأن الرقمنة ليست مجرد أداة تطوير، بل ركيزة استراتيجية تعيد تشكيل سلاسل الإمداد، وتحسين كفاءة التشغيل، وترفع جودة القرار.

المهندس عبد الله العبيكان في كلمته خلال مجلس صناعيي الرياض الثامن (الشرق الأوسط)

وأكد العبيكان أن المحتوى المحلي ليس مجرد نسبة تقاس، بل قيمة تُبنى واستثمار يعاد ضخه في الاقتصاد الوطني، وفرص عمل تُخلق، وأثر اقتصادي يتسع ويتجذر.

وحسب العبيكان، فإن غرفة الرياض تؤمن بأن دورها يتجاوز تنظيم الفعاليات إلى صناعة الحوار، ودفع البيئة الصناعية نحو التطور، وهذا المجلس، بما يحمله من خبرات ورؤى، يمثل مساحة خصبة لتوليد أفكار عملية وبناءه، والخروج بتوصيات قادرة على المساهمة في تعزيز مسار الصناعة الوطنية.


انفتاح الأسواق الأميركية... عهد جديد للأصول البديلة في 2026

أشخاص يغادرون مقر هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن (رويترز)
أشخاص يغادرون مقر هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن (رويترز)
TT

انفتاح الأسواق الأميركية... عهد جديد للأصول البديلة في 2026

أشخاص يغادرون مقر هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن (رويترز)
أشخاص يغادرون مقر هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن (رويترز)

تشهد الأسواق المالية في الولايات المتحدة مرحلة من التحول، والتطور، مع اتساع نطاق الخيارات الاستثمارية المتاحة للمستثمرين الأفراد. وفي هذا السياق، يبرز التحدي في موازنة الاستفادة من الفرص الجديدة مع إدارة المخاطر المحتملة، لا سيما لأولئك الذين يفتقرون إلى الخبرة، أو الدعم الاستشاري المستمر. ومع اقتراب هذه الأدوات المعقدة من متناول الجميع، يطرح السؤال المحوري: هل تمثل هذه الخيارات فرصة حقيقية لتعزيز العوائد، أم إنها تحمل مخاطر لم يعتد عليها المستثمر العادي في خططه التقاعدية التقليدية؟

وفي هذا الإطار، قد يُتاح قريباً للمستثمرين الأميركيين الوصول إلى مجموعة أوسع من المنتجات المرتبطة بفئات الأصول، مثل الائتمان الخاص، والعملات الرقمية، في إطار جهود إدارة الرئيس ترمب، وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لفتح الأسواق. ويرى بعض مستشاري الاستثمار أن هذا التوسع قد يضع عبئاً إضافياً على الأفراد لتحمل مسؤولية حماية أنفسهم مالياً.

واعتمد كل من البيت الأبيض وهيئة الأوراق المالية والبورصات، برئاسة بول أتكينز، منح المستثمرين خيارات أوسع للاستفادة من بعض فئات الأصول التي قد تحقق عوائد مرتفعة. ومع ذلك، يحذر بعض المستشارين الماليين عملاءهم المعتادين على الاستثمار في الأسهم والسندات من أنهم قد لا يكونون مستعدين تماماً لتدفق هذه العروض الجديدة، التي يتوقع محللو السوق ازديادها في 2026، وفق «رويترز».

يقول مارك ستانكاتو، مؤسس شركة «في آي بي ويلث آدفايزرس» في ديكاتور، جورجيا: «سيحدث شيء سلبي، وسيقول الناس: لحظة، لم أدرك المخاطر التي كنت أتعرض لها». ويضيف أن المستثمرين قد يجدون صعوبة في اتخاذ قرارات مدروسة، لا سيما عند تقييم أصولهم التقاعدية.

وأكدت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، والبيت الأبيض استمرار تركيزهما على حماية المستثمرين. وقالت تايلور روجرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض: «يلتزم رئيس الهيئة، أتكينز، بضمان أسواق عادلة، ومنظمة، وفعّالة، مع حماية المستثمرين الأفراد». وأضافت أن الولايات المتحدة تظل «المكان الأفضل، والأكثر أماناً للاستثمار».

وأشار متحدث باسم الهيئة إلى أن تركيزها ينصب على ضمان حصول المستثمرين على «معلومات موثوقة لاتخاذ قرارات مدروسة» بشأن جميع المنتجات الجديدة. وكان أتكينز قد صرّح في سبتمبر (أيلول) بأن إتاحة الوصول إلى الأصول الخاصة تستلزم وضع ضوابط مناسبة. كما قالت وزارة العمل إنها ستضع قواعد وإرشادات لأفضل الممارسات عند تقديم الأصول الخاصة، وغيرها من البدائل لمستثمري التقاعد.

ويُثار التساؤل حول ما إذا كانت هذه الخطوات توفر مزيداً من العوائد للمستثمرين، أو تزيد المخاطر على صغار المستثمرين. فقد أعلنت إدارة ترمب في أغسطس (آب) عن خطط لتسهيل وصول المستثمرين الأفراد إلى أصول مثل الائتمان الخاص، والأسهم الخاصة، وطلب من وزير العمل، المسؤول عن خطط التقاعد، التشاور مع جهات أخرى، بما فيها هيئة الأوراق المالية والبورصات، خلال ستة أشهر. وكان أتكينز قد صرّح في نوفمبر (تشرين الثاني) بأن أدوات التقاعد التقليدية، مثل صناديق التاريخ المستهدف، تتجنب الاستثمار في هذه الأصول، ما يضر بالمستثمرين.

حالياً، تتيح خطط التقاعد، مثل 401(k)، الاستثمار في الأصول المتداولة علناً، كالأسهم، والسندات، عبر صناديق الاستثمار المشتركة، أو صناديق المؤشرات المتداولة. وفتح الاستثمار في الأسهم الخاصة، أو الائتمان الخاص قد يوفر فوائد من حيث التنويع، لكنه يثير تساؤلات حول كيفية تقييم هذه الأصول، وسيولتها، وجودة الخيارات المتاحة للمستثمرين الأفراد.

كما تعمل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على تسهيل وصول المستثمرين إلى العملات المشفرة من خلال تسريع إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة الجديدة، عبر اعتماد معايير الإدراج العامة في سبتمبر، ما أزال عقبة أمام إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة الفورية المرتبطة بالعملات المشفرة.

وقال روبرت بيرسيكيت، المخطط المالي في شركة «ديلاجيف فايناشال» بارفادا، كولورادو إن العروض الجديدة قد تزيد المخاطر على المستثمرين الأفراد، الذين يعتبرهم الأكثر عرضة للخطر، والأقل خبرة في تقييم مخاطر المنتجات الجديدة، أو المعقدة، مضيفاً: «المستثمر العادي... لا يملك فريقاً من المستشارين لدعمه».

ومنذ تطبيق معايير الإدراج العامة في سبتمبر، شهدت صناديق المؤشرات المتداولة للعملات المشفرة نمواً ملحوظاً، وفقاً لبيانات «مورنينغ ستار»، فيما توقعت شركة «بايتوايز» لإدارة الأصول ظهور نحو مائة صندوق أخرى خلال عام 2026. كما ازداد الاهتمام بصناديق الفترات، وهي صناديق مغلقة تستثمر في الأصول الخاصة، نتيجة استفادتها من توسيع نطاق خطط التقاعد.

وقال برايان أرمور، المحلل في «مورنينغ ستار»: «أتوقع تدفقاً كبيراً للصناديق التي تستثمر في الأصول الخاصة في عام 2026».