«من يستطيع إيقافهما؟»... سؤال طرحه أسطورة كرة المضرب الأسترالي رود ليفر إثر فوز الإسباني كارلوس ألكاراس على الإيطالي يانيك سينر في نهائي بطولة «فلاشينغ ميدوز»؛ آخرة البطولات الأربع الكبرى، الذي أكد سيطرة الثنائي على منافسات الكرة الصفراء.
لم ينجح الإسباني أو الإيطالي أقله حتى الآن في تحقيق «غراند سلام»؛ أي الفوز بالبطولات الأربع الكبرى في عام واحد، كما فعل ليفر بإحرازه «أستراليا المفتوحة» و«رولان غاروس» و«ويمبلدون» و«فلاشينغ ميدوز» عامي 1962 و1969، لكنهما في المقابل فازا مناصفة بألقاب البطولات الــ8 الكبيرة الأخيرة (4 لكل منهما).
وبات سينر وألكاراس أول ثنائي يخوض 3 مباريات نهائية توالياً في الـ«غراند سلام»، وتحديداً في «رولان غاروس» و«ويمبلدون» و«فلاشينغ ميدوز» في العصر الاحترافي (منذ 1968) خلال الموسم الحالي.
كما أن الفارق شاسع بين الثنائي والآخرين في التصنيف العالمي للاعبي كرة المضرب المحترفين.

نجح ألكاراس في انتزاع المركز الأول من سينر بفضل تتويجه في «فلاشينغ ميدوز»، بعد أن حصد ألفي نقطة، في حين يتقدم سينر بفارق نحو 5 آلاف نقطة على الألماني ألكسندر زفيريف صاحب المركز الثالث.
أشاد بهما النجم الصربي المخضرم نوفاك ديوكوفيتش الذي خسر في نصف النهائي أمام ألكاراس في نيويورك، بقوله: «ما حققاه في السنتين الأخيرتين مدهش»، علماً بأن الصربي كان آخر لاعب يحقق لقباً كبيراً وتحديداً في «فلاشينغ ميدوز» عام 2023، قبل أن يسيطر الثنائي على الألقاب الكبيرة بعده.
وتابع ديوكو: «التنافس بينها رائع لرياضتنا، ويبدو أنه سيستمر طويلاً».
أما زفيريف، فقال: «تنتج رياضة كرة المضرب نجوماً باستمرار. عندما اعتزل بيت سامبراس وآندريه أغاسي، فجأة ظهر روجيه (فيدرر)، ثم رافا (نادال) وبعده نوفاك (ديوكوفيتش)».
ألكاراس هو الأصغر سناً بين الثنائي، وبات في عمر 22 عاماً و125 يوماً ثاني أصغر لاعب يحقق 6 ألقاب كبيرة، وراء السويدي الأسطورة بيورن بورغ (22 عاماً و32 يوماً). كما أنه أصبح أصغر لاعب يتبوأ صدارة التصنيف العالمي منذ استحداثه عام 1973 عندما توج بطلاً لـ«فلاشينغ ميدوز» عام 2022 في عمر الـ19.

في المقابل، فإن سينر، البالغ 24 عاماً، بات أصغر لاعب يخوض نهائي البطولات الأربع الكبرى في عام واحد.
بيد أن الطريق إلى قمة كرة المضرب ما زالت طويلة، فألكاراس لم يفز حتى الآن بـ«بطولة أستراليا المفتوحة»، في حين لم يحرز سينر لقب «رولان غاروس»، علماً بأنه كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك عندما تقدم على ألكاراس في نهائي هذا العام بمجموعتين نظيفتين، ثم سنحت له 3 فرص لحسم النتيجة في مصلحته نهائياً في الثالثة، ليقلب عليه الإسباني الطاولة ويحرز اللقب.
كما أن كليهما لم يحرز «الذهبية الأولمبية»، خلافاً لنادال عام 2008 في «بكين»، وديوكوفيتش عام 2024 في «باريس» على حساب ألكاراس بالذات. كما أنهما بعيدان جداً عن الرقم القياسي للاستمرار في صدارة التصنيف العالمي المسجل باسم ديوكوفيتش (428 أسبوعاً) الذي يليه فيدرر (310)، وسامبراس (286)، في حين استمر سينر 65 أسبوعاً، وألكاراس 36 حتى الآن.
بالنسبة إلى خوان كارلوس فيريرو، مدرب ألكاراس، فإن «الإمكانات موجودة لدى ألكاراس، لكن لا شيء يأتي تلقائياً».

لكن نهائي «رولان غاروس» المثير الذي استمر 5 ساعات و29 دقيقة جعل الثنائي يترك بصمة «لا تنسى» في تاريخ كرة المضرب، كما صرح نادال لموقع «The Athletic» الأميركي.
,قال الماتادور: «أنا مهتم بمعرفة كيف سيتطوران؛ لأنني أعتقد أن لديهما هامشاً لذلك، وأن كليهما جيد جداً في الوقت الحالي».
أما بالنسبة إلى ديوكوفيتش فـ«ثمة لاعبون شبان آخرون» أمثال هولغر رونه وجواو فونسيكا «يستطيعان تهديد (عرشهما)» وأضاف: «لديّ نقطة ضعف تجاه المستفيدين من تنافسهما (ألكاراس وسينر)؛ لأنني كنت في هذه الوضعية مع فيدرر ونادال».
