ترمب «مندهش» من استقالة رئيس الوزراء الياباني... من هو شيغيرو إيشيبا؟

وصفه بأنه «رجل لطيف للغاية»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا في مناسبة سابقة بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا في مناسبة سابقة بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

ترمب «مندهش» من استقالة رئيس الوزراء الياباني... من هو شيغيرو إيشيبا؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا في مناسبة سابقة بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا في مناسبة سابقة بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأحد، إنه «مندهش» من استقالة رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، بعد أقل من عام منذ تولّيه منصبه.

وقال ترمب، للصحافيين، لدى عودته بعد حضور نهائي بطولة أميركا المفتوحة للتنس في مدينة نيويورك: «أنا مندهش، كنت أعرفه، وأُعجبتُ به، وهو الآن يتنحى عن منصبه. في الواقع، وجدته رجلاً لطيفاً للغاية، وتعاملنا معاً بشكل جيد للغاية»، وفق ما نقلته صحيفة «ماينشي» اليابانية.

وأعلن إيشيبا، الأحد، استقالته من رئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي، وبالتالي من رئاسة الحكومة، مدفوعاً إلى ذلك من كبار أعضاء حزبه، الذين دعوا إلى تغيير القيادة بعد الانتكاسة الانتخابية الأخيرة. وقال إيشيبا، خلال مؤتمر صحافي، بعد ظهر الأحد: «قررت الاستقالة من منصبي رئيساً للحزب الليبرالي الديمقراطي».

وتابع: «الآن وقد أُنجِزت المفاوضات حول التعريفات الجمركية الأميركية، أعتقد أن الوقت مناسب، قررت الانسحاب والإفساح للجيل التالي».

وتوصّل إيشيبا، في أواخر يوليو (تموز) الماضي، إلى اتفاق مع الولايات المتحدة أتاح خفض الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على المنتجات المستوردة من اليابان.

يأتي هذا القرار بعد أقل من عام على تولّي إيشيبا، البالغ 68 عاماً، قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي المهيمن تقليدياً على الحياة السياسية اليابانية، ليصبح رئيساً للحكومة.

وبموجب النظام في اليابان، فإن رئيس البرلمان هو تقليدياً رئيس الحزب الحاكم، مع العلم بأن الحزب الليبرالي الديمقراطي يحكم اليابان بصورةٍ شبه متواصلة منذ عقود.

وذكرت قناة «إن إتش كاي» الرسمية أن البرلمانيين والمسؤولين المحليين في الحزب عبر أنحاء اليابان سيدعون، الاثنين، إلى انتخابات جديدة لرئاسة الحزب.

وأوضحت القناة أن إيشيبا اتخذ قراره لتفادي انقسام داخل صفوف حزبه، في حين ذكرت صحيفة «أساهي شيمبون» أنه لم يعد بإمكانه الصمود بوجه الدعوات المتزايدة لتنحّيه.

مسيرة شيغيرو إيشيبا

وُلد شيغيرو إيشيبا يوم 4 فبراير (شباط) 1957 لعائلة سياسية مرموقة، إذ كان والده جيرو إيشيبا محافظاً لإقليم توتوري بجنوب غربي اليابان، بين عاميْ 1958 و1974، قبل أن تُسند إليه حقيبة وزارة الداخلية.

وإيشيبا من الأقلية المسيحية في اليابان، وقد درس الحقوق في جامعة كييو، إحدى أعرق جامعات اليابان الخاصة، وفيها التقى زوجته المستقبلية يوشيكو ناكامورا، وهما، اليوم، والدان لابنتين.

وبعد التخرّج توظّف في مصرف «ميتسوي»، قبل أن يسير على خُطى والده ويدخل مجال السياسة بتشجيع من صديق والده ورئيس الوزراء الأسبق كاكوي تاناكا.

ففي عام 1986، انتُخب نائباً عن الحزب الليبرالي الديمقراطي في البرلمان عن دائرة توتوري الموسّعة حتى عام 1996، ثم عن دائرة توتوري الأولى منذ ذلك الحين، وحتى أصبح رئيساً للوزراء.

مواقف اعتراضية

لم تخلُ مسيرة إيشيبا السياسية من الإثارة؛ حيث شهدت مواقف اعتراضية واستقلالية وضعته غير مرة في مسار تصادميّ مع حزبه وحزب والده.

في عام 1993، خرج من صفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي ليلتحق بحزب «تجديد اليابان» الذي أسسته قيادات منشقّة عن الحزب بقيادة تسوتومو هاتا (رئيس الوزراء عام 1994)، وإيتشيرو أوزاوا (وزير داخلية سابق) حتى عام 1994، ثم انتقل إلى حزب «الحدود الجديدة» الذي أُسس نتيجة اندماج «تجديد اليابان» مع قوى أخرى، وفيه مكث بين 1994 و1996، وبعدها ظل نائباً مستقلاً إلى أن عاد إلى صفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي.

وفي أعقاب العودة عام 1997، تبوّأ إيشيبا عدداً من المسؤوليات، بدأت بمنصب المدير العام لوكالة الدفاع، ثم منصب وزير الدفاع بين عاميْ 2007 و2008 في حكومتيْ جونيتشيرو كويزومي وياسوو فوكودا، ثم عُيّن وزيراً للزراعة والغابات والثروة السمكية في حكومة تارو آسو بين 2008 و2009، وتولّى أيضاً منصب الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي بين 2012 و2014.

ومع الأخذ في الحسبان هذه الخلفية، كان طبيعياً أن يدفع طموح إيشيبا الشخصي هذا السياسي الجريء إلى التوق لخوض التنافس على زعامة الحزب، وبالتالي، رئاسة الحكومة.

رئيس الوزراء الياباني المستقيل شيغيرو إيشيبا (أ.ف.ب)

وجرّب شيغيرو إيشيبا حظه في الزعامة مرّات عدة. وكانت المرة الأولى التي يرشح نفسه فيها عام 2008، إلا أنه في تلك المنافسة احتل المرتبة الخامسة بين المتنافسين. وبعدها رشح نفسه عاميْ 2012 و2018، وفي المرتين كان غريمه رئيس الوزراء الأسبق الراحل شينزو آبي، الزعيم الذي شغل منصب رئاسة الحكومة لأطول فترة في تاريخ المنصب.

ثم في أعقاب استقالة آبي (الذي اغتيل عام 2022) لأسباب صحية عام 2020، رشّح إيشيبا نفسه، إلا أنه خسر هذه المرة وجاء ثالثاً، وذهبت الزعامة ورئاسة الحكومة ليوشيهيدي سوغا.

وفي العام التالي، بعدما أحجم إيشيبا عن خوض المنافسة، فاز الزعيم ورئيس الحكومة السابق السابق فوميو كيشيدا. بَيْد أن الأخير قرّر، في أغسطس (آب) الماضي، أنه لن يسعى إلى التجديد في الموعد المقرر في سبتمبر (أيلول).

وهكذا بات لا بد من الدعوة إلى إجراء انتخابات الزعامة التي فاز بها إيشيبا، متغلباً بفارق بسيط وفي الدورة الثانية على منافِسته الوزيرة اليمينية المتشدّدة ساناي تاكايشي، التي كانت تصدرت دورة التصويت الأولى.

وهكذا صار زعيماً للحزب الليبرالي الديمقراطي ومرشحه لرئاسة الحكومة الرسمي، وعلى الأثر، اختاره مجلس النواب رئيساً للوزراء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكان إيشيبا يواجه انتقادات داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي، بعد تكبد الحزب أسوأ نكسة منذ 15 عاماً في الانتخابات الأخيرة.

ففي 20 يوليو الماضي، خسر الائتلاف، بقيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي، انتخابات مجلس المستشارين الذي يُعد بمثابة مجلس الشيوخ في اليابان، بعد أشهر قليلة من اضطراره إلى تشكيل حكومة أقلية، على أثر هزيمته في انتخابات مجلس النواب.

تناقض مع استطلاعات الرأي

لكن الاستقالة تأتي في سياق متناقض، إذ كان إيشيبا يسجل مؤخراً تقدّماً في استطلاعات الرأي، ولا سيما بعد توصله إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

وسجلت حكومته ارتفاعاً مفاجئاً في نسبة شعبيتها وصل، في نهاية أغسطس الماضي، إلى 39 في المائة من الآراء المؤيدة، ما يمثل زيادة قياسية بـ17 نقطة عن يوليو، وفق استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «يوميوري».

وأظهر التحقيق أن عدداً متزايداً من اليابانيين وصل إلى 50 في المائة يريدون بقاء إيشيبا في السلطة، مقابل 42 في المائة يريدون استقالته.

ووفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة «ماينشي»، فإن 33 في المائة من اليابانيين يدعمونه، وهي أول مرة يتخطى التأييد له نسبة 30 في المائة منذ فبراير الماضي.

وعَزَت صحيفة «يوميوري» هذا الارتفاع في الشعبية بصورة خاصة إلى الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة، الذي أُبرم بعد يومين من الانتخابات اليابانية، وخفض الرسوم الجمركية الأميركية على المنتجات اليابانية من 25 في المائة إلى 15 في المائة.

كما أشارت الصحيفة إلى جهود الحكومة لوقف الارتفاع الأخير بأسعار الأرز، الذي شكّل عاملاً أساسياً في معدلات التضخم المرتفعة.

ويتوقع بعض المراقبين أن تخلفه منافِسته الأولى ساناي تاكايشي، القومية المتشددة التي حلّت في المرتبة الثانية في الانتخابات الأخيرة لقيادة الحزب عام 2024. وقد أعلنت، منذ الآن، أنها تعتزم الترشح.


مقالات ذات صلة

ترمب يؤكد أنه لن يحذو حذو إسرائيل في الاعتراف بـ«أرض الصومال»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)

ترمب يؤكد أنه لن يحذو حذو إسرائيل في الاعتراف بـ«أرض الصومال»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رفضه الاعتراف باستقلال أرض الصومال، وذلك عقب اعتراف اسرائيل رسمياً بالجمهورية المعلنة من طرف واحد والمنفصلة عن الصومال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: أتوقع لقاءً «جيداً» مع زيلينسكي وقد أتحدث مع بوتين قريباً

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يتوقع عقد لقاء «جيد» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإنه قد يتحدث قريباً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ) play-circle

تقرير: زيلينسكي مستعد للدعوة لاستفتاء على خطة ترمب بعد التوصل لوقف النار

نقل موقع «أكسيوس» عن الرئيس الأوكراني قوله إنه «مستعد» للدعوة إلى إجراء استفتاء على خطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا إذا وافقت روسيا على وقف النار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ صورة للقاء عاصف بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير (أ.ف.ب)

ترمب وزيلينسكي يبحثان «عقبتين رئيسيتين» أمام اتفاق السلام

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيلتقي نظيره الأميركي دونالد ترمب، الأحد، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام الأميركية لأوكرانيا.

علي بردى (واشنطن)
أفريقيا صورة مأخوذة من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية تُظهر إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد 25 ديسمبر (رويترز)

وزير خارجية نيجيريا يكشف تفاصيل «الخط الساخن» قبل الضربة الأميركية

أكّد توغار أن بلاده قدمت معلومات استخباراتية للأميركيين لتنفيذ الضربة العسكرية على معاقل «داعش»، في إطار «عملية مشتركة لمكافحة الإرهاب».

الشيخ محمد (نواكشوط)

ميانمار إلى صناديق الاقتراع وسط حرب أهلية وأزمة إنسانية حادة

لوحة إعلانية تحمل صور مرشحين من حزب الشعب في رانغون (أ.ف.ب)
لوحة إعلانية تحمل صور مرشحين من حزب الشعب في رانغون (أ.ف.ب)
TT

ميانمار إلى صناديق الاقتراع وسط حرب أهلية وأزمة إنسانية حادة

لوحة إعلانية تحمل صور مرشحين من حزب الشعب في رانغون (أ.ف.ب)
لوحة إعلانية تحمل صور مرشحين من حزب الشعب في رانغون (أ.ف.ب)

يتوجه الناخبون في ميانمار (بورما) إلى صناديق الاقتراع غداً الأحد لاختيار برلمانهم في خضم حرب أهلية دمرت أجزاء من البلاد وسببت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في آسيا.

وتعاني ميانمار، التي تعد من أفقر دول جنوب شرق آسيا، صراعاً نجم عن انقلاب أطاح فيه الجيش عام 2021 ​حكومة مدنية منتخبة بقيادة أونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام.

وتُعد الأزمة الإنسانية في ميانمار واحدة من أقسى الأزمات الإنسانية في آسيا، بسبب الحرب الأهلية المتصاعدة والكوارث الطبيعية المتكررة، بما في ذلك الزلزال الهائل الذي وقع في مارس (آذار).

وأوردت وكالة «رويترز» أن المجلس العسكري الحاكم سبق أن أخفى معلومات عن أزمة الغذاء الحادة التي تعصف بالبلاد، عبر الضغط على الباحثين لعدم جمع بيانات حول الجوع، وعلى العاملين في مجال الإغاثة لعدم نشرها، فضلاً عن قمعه للصحافيين منذ الانقلاب.

أشخاص يمارسون الرياضة في حديقة ماها باندولا العامة في رانغون (أ.ف.ب)

نقص التمويل

وتقول الأمم المتحدة إن ميانمار هي واحدة من ‌أكثر عمليات الإغاثة في ‌العالم التي تعاني نقصاً في التمويل، ولم ‌تتلق ⁠سوى 12 ​في المائة ‌من الأموال المطلوبة.

وقال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في ميانمار إن التخفيضات التي تقوم بها الولايات المتحدة في المساعدات الإنسانية لها تأثير ساحق على الناس. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 20 مليون شخص من سكان ميانمار البالغ عددهم 51 مليون نسمة، يحتاجون إلى مساعدات في ظل ارتفاع التضخم وانهيار العملة الذي يدفع نحو نصف السكان إلى ما دون خط الفقر.

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 3.6 مليون شخص من منازلهم، وقُتل أكثر من 6800 مدني في ⁠الصراع الذي تسبب فيه الانقلاب.

ومع تصاعد العنف الذي يجبر أعداداً متزايدة من الناس على الفرار، سيواجه أكثر من 12 مليون شخص ‌في ميانمار الجوع الحاد العام المقبل، بما في ذلك مليون شخص سيحتاجون إلى دعم منقذ للحياة، وفقاً لبرنامج ‍الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وتشير تقديرات البرنامج إلى أن أكثر من ‍16 مليون شخص في جميع أنحاء ميانمار يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما يعني أن نقص الغذاء يهدد حياتهم وسبل عيشهم.

وهم خامس أكبر مجموعة تحتاج إلى مساعدات في أي مكان في العالم، مما يجعل ميانمار «بؤرة جوع مثيرة للقلق الشديد»، بحسب البرنامج.

امرأة تقرأ أسماء الناخبين في أحد مراكز الاقتراع في رانغون (أ.ف.ب)

من المتوقع أن يعاني أكثر من 540 ألف طفل ​في جميع أنحاء البلاد هذا العام سوء التغذية الحاد، أي الهزال الذي يهدد الحياة والذي يمكن أن تكون له آثار حادة تستمر مدى الحياة، وذلك بزيادة 26 ⁠في المائة عن العام الماضي، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

ويعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة توقف النمو، وفقاً للمرجع نفسه.

اقتصاد متعثّر

واجه اقتصاد ميانمار، الذي كان يُعتبر في السابق من أكثر اقتصادات المنطقة الواعدة، صعاباً جمة في السنوات الأخيرة، متأثراً بالحرب الأهلية والكوارث الطبيعية وسوء الإدارة.

ولكن على الرغم من التحديات، يُظهر الاقتصاد بعض علامات التحسن، ومن المتوقع أن ينتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 في المائة في السنة المالية المقبلة، حسبما ذكر البنك الدولي هذا الشهر.

ويُعزى ذلك إلى إعادة الإعمار بعد الزلزال واستمرار المساعدات الموجهة للمناطق الأكثر تضرراً، على الرغم من أنه من المتوقع أن يظل التضخم فوق 20 في المائة.

إحدى الأسواق الشعبية في رانغون (يانغون) عاصمة ميانمار (أ.ف.ب)

ومع تدهور إمدادات الكهرباء، مما يُعرّض ملايين الأشخاص لانقطاعات متكررة، تتجه الأسر والشركات بشكل متزايد إلى الطاقة الشمسية.

وقد ‌وقَّعت روسيا، التي تعمل على بناء علاقات مع المجلس العسكري، اتفاق استثمار مع ميانمار في يونيو (حزيران) الماضي، قالت إنه قد يتيح فرصاً جديدة لشركات الطاقة الروسية في الدولة الواقعة في جنوب آسيا.


تايلاند وكمبوديا تعلنان الاتفاق على وقف «فوري» لإطلاق النار

أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)
أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)
TT

تايلاند وكمبوديا تعلنان الاتفاق على وقف «فوري» لإطلاق النار

أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)
أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)

أعلنت تايلاند وكمبوديا في بيان مشترك، اليوم (السبت)، اتفاقهما على وقف «فوري» لإطلاق النار، متعهدتين بإنهاء أسابيع من الاشتباكات الحدودية الدامية.

وأفاد البيان الصادر عن اللجنة العامة المختصة بالحدود بين البلدين والذي نشره الجانب الكمبودي: «يتفق الطرفان على وقف فوري لإطلاق النار فور توقيع هذا البيان المشترك، ويصبح ساريا اعتبارا من الساعة 12,00 ظهرا (بالتوقيت المحلي) في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2025.

وأضاف البيان أن وقف النار يشمل جميع أنواع الأسلحة والأهداف المدنية والعسكرية لكلا الجانبين وفي جميع الحالات وجميع المناطق.


«الخارجية» الباكستانية تستدعي دبلوماسياً بريطانياً بسبب تهديد لقائد الجيش خلال تجمع

قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)
قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)
TT

«الخارجية» الباكستانية تستدعي دبلوماسياً بريطانياً بسبب تهديد لقائد الجيش خلال تجمع

قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)
قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)

استدعت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الجمعة، نائب المفوض السامي البريطاني في باكستان، مات كانيل، بعد أن أظهر مقطع فيديو متداول امرأةً، خلال تجمع في مدينة برادفورد البريطانية، وهي تردد أن قائد الجيش الباكستاني سيموت في هجوم محتمل.

وقال مسؤولون ووسائل إعلام محلية إن وزارة الخارجية الباكستانية استدعت مات كانيل، للمطالبة بإجراء تحقيق حول المرأة التي تحدثت عن احتمال اغتيال قائد قوات الدفاع رئيس أركان الجيش الباكستاني، عاصم منير، في هجوم بسيارة مفخخة.

ووفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس»، كانت المرأة تشارك في تجمع، بمدينة برادفورد الواقعة شمال بريطانيا، دعماً لرئيس الوزراء الباكستاني السابق المعتقل عمران خان.

ويقضي خان، الذي جرت الإطاحة به في تصويتٍ بحجب الثقة خلال أبريل (نيسان) 2022، عامه الثاني في السجن بعد إدانته بالفساد. ولا يزال خان يحظى بشعبية لدى عدد من أنصاره.

وجاء تجمُّع برادفورد بعد أيام من إصدار محكمة باكستانية حكماً على خان وزوجته بشرى بيبي بالسجن لمدة 17 عاماً لكل منهما بتهمة الاحتفاظ بهدايا مقدَّمة للدولة، وبيعها بأسعار أقل من قيمتها السوقية أثناء فترة تولي خان منصبه.

وجرى نشر مقطع الفيديو بواسطة الفرع البريطاني لحزب حركة الإنصاف الباكستانية، الذي يقوده خان، على منصة «إكس»، وحُذف لاحقاً.

وقال نائب وزير الداخلية الباكستاني، طلال شودري، لقناة «جيو» التلفزيونية الباكستانية، اليوم الجمعة، إنه رغم تحريض حزب خان أنصاره ضد الجيش، فإن «تهديد السيارة المفخخة» في تجمع برادفورد «تجاوز كل الحدود».

وأضاف: «هذا لا يندرج ضمن حرية التعبير»، داعياً الحكومة البريطانية إلى التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية.

في غضون ذلك، قالت المفوضية السامية البريطانية بإسلام آباد، في بيان موجز: «عندما تعتقد حكومة أجنبية أن جريمة ارتُكبت، يجب عليها تزويد ضابط الاتصال في الشرطة البريطانية بجميع الأدلة ذات الصلة. وأي دليل يبدو أنه ينتهك القانون البريطاني سيخضع لمراجعة الشرطة، وقد يؤدي إلى فتح تحقيق جنائي».

كانت التوترات قد تفاقمت مؤخراً بين حزب حركة الإنصاف الباكستانية والجيش. ووصف المتحدث باسم الجيش أحمد شريف شودري، خلال مؤتمر صحافي في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، خان بأنه «مريض عقلياً»، وذلك بعد ظهور منشورات على الحساب الرسمي لخان على منصة «إكس»، اتهم فيها منير بأنه «مضطرب عقلياً».

ويوجّه عدد من أنصار خان اتهاماً لمنير بأنه وراء سجن قائدهم.