يدرس نادي النصر خياراته الأخيرة قبل إغلاق سوق الانتقالات الصيفية، المقرر أن يُسدل ستارها مساء الأربعاء المقبل، في ظل ملفات معقدة تتعلق بالحراسة وخط الدفاع، إلى جانب إمكانية حسم صفقة جديدة في مركز المحور الأجنبي الذي ظل مثار جدل واسع داخل أروقة النادي في الأسابيع الماضية.
ويواصل الحارس الدولي نواف العقيدي فرض ضغوطه على الجهاز الفني بقيادة البرتغالي خورخي خيسوس، من أجل الحصول على فرصته الكاملة هذا الموسم؛ إذ يسعى لإثبات أحقيته في المشاركة أساسياً في الدوري، بعد المستويات التي قدمها خلال مشاركاته السابقة. غير أن خيسوس أوضح للاعب أن الاعتماد عليه سيكون في بطولة كأس الملك بشكل رئيسي، بينما سيظل الحارس الأجنبي بينتو هو الخيار الأول في منافسات الدوري السعودي للمحترفين، رغم أن الأخير يواجه موجة انتقادات قوية بسبب تذبذب مستواه، وعدم نيل رضا شريحة واسعة من المشجعين.

وفي موازاة ذلك، يترقب النصر وصول عرض مناسب للموافقة على رحيل مدافعه عبد الإله العمري الذي لعب الموسم الماضي معاراً في صفوف الاتحاد. ويشترط النادي أن يكون العرض مقنعاً من الناحية المالية؛ حيث تشير المصادر إلى أن النصر اشترط أكثر من 70 مليوناً للتخلي عن لاعبه، على أن يترافق ذلك مع نجاح المفاوضات لشراء عقد المدافع عبد الله مادو من الاتفاق، ليكون بديلاً جاهزاً يعزز خط الدفاع الأصفر.
وخطف النصر الأضواء على صعيد الصفقات الكبرى التي أبرمها في الميركاتو الصيفي؛ إذ نجح في ضم الفرنسي كينغسلي كومان والبرتغالي جواو فيليكس والإسباني إينيغو مارتينيز، إلى جانب المهاجم هارون كمارا، والمدافع نادر الشراري، والموهبة السعودية الصاعدة سعد الناصر؛ حيث تكلفت الصفقات نحو 70 مليون يورو (304 ملايين ريال). وهذه التعاقدات تعكس رغبة الإدارة في بناء فريق متكامل قادر على المنافسة محلياً وقارياً، وإعادة الفريق إلى منصات التتويج بعد موسم شهد كثيراً من التذبذب.
وفي الوقت الذي تدرس فيه الإدارة إمكانية إضافة محور أجنبي جديد، برز الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش كأحد أبرز عناصر الفريق في بداية الموسم. فقد ظهر بمستويات عالية خلال بطولة «السوبر السعودي» التي أقيمت في هونغ كونغ، كما واصل حضوره اللافت في الجولة الأولى من الدوري.
ويرى خيسوس أن إعادة اكتشاف اللاعب من خلال منحه أدواراً تكتيكية تناسب قدراته ساهمت في عودته القوية، ما قد يدفع النادي إلى الاكتفاء به، وعدم الدخول في سباق صفقات إضافية في مركز الارتكاز.
ومع ذلك، لا يزال ملف الحراسة مطروحاً بقوة؛ إذ يدرس النصر خيار التعاقد مع حارس أجنبي من مواليد 2004 فما فوق، بما يتيح الحفاظ على مركز أجنبي إضافي يمكن استغلاله في خط الوسط أو الهجوم، مع الاستفادة من الحارس الجديد في المستقبل. وفي حال تحقق هذا السيناريو، فإن النادي سيكون قادراً على الموازنة بين منح العقيدي فرصة التطور تدريجياً، والإبقاء على حارس أجنبي لدعم الاستقرار الدفاعي.

ومع اقتراب موعد إغلاق نافذة الانتقالات، تبدو إدارة النصر أمام قرارات حاسمة ستحدد شكل الفريق في الموسم الجاري. فالخيار بين الإبقاء على القائمة الحالية وبين القيام بصفقة أخيرة في الساعات الأخيرة من السوق، قد يكون مفتاحاً لموسم استثنائي يجعل الفريق منافساً، أو يفتح الباب لمزيد من الجدل حول جدوى الاستراتيجيات الفنية والإدارية التي اتبعتها الإدارة.


