كشفت دراسة طبية حديثة عن حالة غريبة لرجل في الستين من عمره انتهى به المطاف في وحدة الطب النفسي، بعد أن اتبع نصائح خاطئة من برنامج الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» حول كيفية تقليل استهلاكه من ملح الطعام، وفقاً لموقع «إم سي إن».
وحسب ما نشرته «دورية الكلية الأميركية للأطباء»، فإن الرجل كان يسعى لخفض استهلاك كلوريد الصوديوم، غير أن البرنامج أوصاه باستبدال مركب بروميد الصوديوم به، وهو ما تسبب في إصابته بتسمم يعرف بـ«التسمم بالبروميد» (Bromism).
أعراض حادة ونقل للمستشفى
أدى هذا التغيير في النظام الغذائي إلى ظهور أعراض نفسية وعصبية حادة، شملت جنون الارتياب (البارانويا)، وهلاوس سمعية وبصرية، إضافة إلى عطش شديد ترافق مع رفضه شرب المياه خوفاً منها. كما ظهرت عليه مشكلات جلدية مثل حب الشباب وأورام وعائية كرزية (نتوءات حمراء أو بنفسجية غير سرطانية).
ونقل الرجل إلى وحدة الطب النفسي حيث خضع لعلاج يعتمد على الماء والإلكتروليتات، وقضى ثلاثة أسابيع في المستشفى قبل تحسن حالته.
خطأ في فهم المعلومات
وأفاد التقرير بأن الرجل، الذي يمتلك خلفية أكاديمية في التغذية، قرر خوض تجربة شخصية لإزالة الكلوريد من غذائه، بعدما قرأ على الإنترنت ـ بما في ذلك من خلال «شات جي بي تي» ـ أن الكلوريد يمكن استبدال البروميد به، رغم أن الأخير يُستخدم عادة في مجالات صناعية وتنظيفية، وليس للتغذية.
تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
شددوا الباحثون الذين أعدوا الدراسة على خطورة الاعتماد الأعمى على أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجالات طبية أو غذائية، مؤكدين أنها «قد تنتج معلومات غير دقيقة ولا تمتلك القدرة على مناقشة النتائج بشكل نقدي، مما يسهم في نشر معلومات مضللة».
ومن جهتها، توضح شركة «أوبن إيه آي» (OpenAI) المطورة للبرنامج أن مخرجاته «قد لا تكون دقيقة دائماً»، ولا ينبغي استخدامها بديلاً عن الاستشارة المهنية، خصوصاً في مجالات التشخيص أو العلاج الطبي.
ما هو «التسمم بالبروميد»؟
التسمم بالبروميد ينتج عن الاستهلاك المزمن لمركبات البروم، التي كانت تستخدم في الماضي ضمن بعض الأدوية المهدئة لعلاج الأرق والقلق. وشكلت هذه الحالات ما بين 5 إلى 10 في المائة من دخول مستشفيات الطب النفسي قبل أن يمنع استخدام «البروميد» في معظم الدول.
وتشمل أعراضه القلق والارتباك والهلاوس وفقدان التوازن، إضافة إلى أعراض جسدية مثل الغثيان وفقدان الشهية والطفح الجلدي. وفي الحالات الحادة قد يؤدي إلى ضعف عام أو حتى غيبوبة.


