نتنياهو يرجئ نقاش ضم الضفة وسط تحذيرات من انهيار «اتفاقيات إبراهيم»

القصف المتواصل في غزة يخلّف 84 قتيلاً خلال 24 ساعة

فلسطيني ينظر إلى الأعلام الإسرائيلية المرفوعة فوق منزل استولى عليه مستوطنون بالبلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية يوم الأربعاء (رويترز)
فلسطيني ينظر إلى الأعلام الإسرائيلية المرفوعة فوق منزل استولى عليه مستوطنون بالبلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية يوم الأربعاء (رويترز)
TT

نتنياهو يرجئ نقاش ضم الضفة وسط تحذيرات من انهيار «اتفاقيات إبراهيم»

فلسطيني ينظر إلى الأعلام الإسرائيلية المرفوعة فوق منزل استولى عليه مستوطنون بالبلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية يوم الأربعاء (رويترز)
فلسطيني ينظر إلى الأعلام الإسرائيلية المرفوعة فوق منزل استولى عليه مستوطنون بالبلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية يوم الأربعاء (رويترز)

أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نقاش موضوع فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية خلال اجتماع أمني، عُقد الخميس، وذلك عقب اعتراضات محلية وإقليمية ودولية وتحذيرات من المخاطرة بمصير «اتفاقيات إبراهيم».

وقرّر نتنياهو إيفاد وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، إلى الولايات المتحدة، يوم الأحد المقبل، لمناقشة الموضوع تفصيلاً. ومن المقرر أن يصل ديرمر إلى ميامي أولاً، ليلتقي كبار المقربين من الرئيس دونالد ترمب، وربما الرئيس نفسه، ثم يواصل رحلته إلى العاصمة واشنطن، حيث سيلتقي كلاً من وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، على أن يعود بموقف يتماشى مع الحسابات السياسية والدولية.

وعلى الصعيد المحلي، خرج عدد كبير من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين السابقين والقادة العسكريين المتقاعدين ووسائل الإعلام بمواقف تعتبر الضم مغامرة سياسية ستكلف إسرائيل ثمناً باهظاً، وستقودها إلى عزلة دولية شديدة.

مستوطن إسرائيلي يتحدث بالهاتف داخل منزل تم الاستيلاء عليه في البلدة القديمة بالخليل في الضفة يوم الأربعاء (رويترز)

وعلى الصعيد الإقليمي، بدا أن الضم يهدد اتفاقيات السلام والتطبيع الموقعة مع دول عربية.

وتناولت جميع وسائل الإعلام العبرية، الخميس، موقف الإمارات من نية الضم الإسرائيلية للضفة الغربية أو أجزاء منها، وأجمعت على أن التحذير الذي وجّهته أبوظبي «قوي وجديّ».

«اتفاقيات إبراهيم»

كانت الإمارات قد حذرت إسرائيل، الأربعاء، من أن أي تحرك لضم الضفة الغربية سيشكل خطاً أحمر بالنسبة لها، وسيقوض بشدة ما تنطوي عليه «اتفاقيات إبراهيم» المبرمة عام 2020.

وقالت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية بالإمارات: «منذ البداية، نرى الاتفاقيات وسيلة لتمكيننا من مواصلة دعمنا للشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة إلى دولة مستقلة. كان هذا موقفنا في 2020، ولا يزال موقفنا حتى اليوم».

وقال باراك رافيد، المراسل السياسي لـ«القناة 12» الإسرائيلية، وكذلك لموقع «أكسيوس» الأميركي، إنه في الوقت الذي يريد فيه ترمب توسيع «اتفاقيات إبراهيم»، التي ضمت أيضاً إلى جانب الإمارات كلاً من البحرين والسودان والمغرب، تُقدِم حكومة نتنياهو على المساس بما هو قائم منها.

تشييع جثمان فلسطيني يوم الأربعاء بعد مقتله في غارة إسرائيلية بمخيم بلاطة للاجئين شرق نابلس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

وتابع قائلاً: «موقف الإمارات مهم لأنها لم تقرر مقاطعة إسرائيل خلال الحرب بطولها، بل أبدت الاستعداد للمشاركة في تسويات اليوم التالي في غزة وأخذ دور لإنجاحه. لكنهم اليوم يذهبون إلى اتجاه آخر ويقولون إن الضم سيكون خطاً أحمر، ويذكّرون بأن اتفاقية السلام بين البلدين تمت بعد تعهد إسرائيل بألا تضم غور الأردن. وعلى الرغم أن الإسرائيليين يقولون إن هذا التعهد كان مؤقتاً ومحدوداً، حذر المسؤولون الإماراتيون من انهيار هذه الاتفاقيات».

ووفقاً لمصادر أميركية، فإن إدارة ترمب لم تتخذ بعد قراراً يؤيد الضم من عدمه. وتقول هذه المصادر إن روبيو ألمح في جلسات مغلقة أنه لا يعارض الضم وأن الإدارة لن توقف إسرائيل إذا اختارت هذا المسار.

ومن المقرر أن يزور روبيو إسرائيل في 14 من الشهر الحالي، وسيشارك في حدث يقيمه المستوطنون في موقع أثري قديم وحساس جنوب القدس بجوار المسجد الأقصى.

ولكن المبعوث الخاص ويتكوف يعارض الضم خشية أن يُعقّد قدرة الولايات المتحدة على العمل المشترك مع الدول العربية في بلورة خطة لليوم التالي في غزة، وأن يمنع إمكانية التوصل إلى توسيع «اتفاقيات إبراهيم».

تطرف سموتريتش

يُذكر أن نتنياهو كان قد أدرج بند الضم ضمن التزامه لليمين المتطرف في حكومته، خصوصاً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يطالب بضم 82 في المائة من الضفة الغربية، ويطمح أيضاً لضم قطاع غزة لاحقاً.

وقد وجَّه سموتريتش تحذيراً، قائلاً: «سنسمع في الأيام المقبلة تحذيرات وعبارات متكررة عن اشتعال الشرق الأوسط في أعقاب فرض السيادة الإسرائيلية. هؤلاء هم الجنرالات والخبراء - في نظر أنفسهم - الذين وعدونا بأن فكّ الارتباط عن غزة وشمال السامرة جيد للأمن».

وأضاف: «انتهينا من الاستسلام للتهديدات والتخويف، وأدعو من هنا نتنياهو لعقد جلسة للحكومة واتخاذ قرار تاريخي بفرض السيادة على عموم المناطق المفتوحة في الضفة».

أطفال ينتظرون بأوعية خاوية أملاً في ملئها بالماء من نقطة توزيع بمخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة يوم الخميس (أ.ف.ب)

ويقول البعض إن سموتريتش تمنى بعد سماع نبأ إرجاء بند الضم من النقاش الأمني أن يكون ذلك «مجرد تأجيل لأسباب تكتيكية»؛ إذ يعتبر هذا الضم هدفاً أساسياً لحزبه وعقيدته، ويعتبر الظروف الحالية فرصة تاريخية لتحقيقه، فإسرائيل في حالة حرب، والحليف ترمب يجلس في سدة الرئاسة بالبيت الأبيض، تصحبه مجموعة كبيرة من المستشارين «المؤيدين للاستيطان».

أكثر من 64 ألف قتيل

وفي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 64 ألف قتيل، وما يزيد على 161 ألف مصاب منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقالت وزارة الصحة في غزة، صباح الخميس: «وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 84 شهيداً، و338 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية»، مشيرة إلى أن حصيلة ما وصل للمستشفيات من ضحايا المساعدات خلال نفس الفترة بلغ 17 قتيلاً، و174 مصاباً، ما يرفع عددهم الإجمالي إلى 2356 قتيلاً، وأكثر من 17 ألفاً، و244 مصاباً.

تشييع فلسطينيين قُتلوا في ضربات إسرائيلية بمدينة غزة فجر الخميس (أ.ف.ب)

وأعلن الدفاع المدني في غزة عن مقتل 44 فلسطينياً على الأقل، منذ فجر الخميس، بينهم 25 في مدينة غزة وحدها.

وخلَّف قصف خيمة للنازحين في محيط دوار أبو مازن، غرب مدينة غزة، 5 قتلى، بينهم 3 أطفال، جميعهم من عائلة واحدة.

وفي وسط القطاع، قُتل 7 أشخاص، بينهم 3 أطفال، في غارة جوية على خيمة، غرب مخيم النصيرات، وفق الدفاع المدني.


مقالات ذات صلة

مقتل فلسطيني في نابلس وسط هجمات للمستوطنين

المشرق العربي جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينياً خلال عملية عسكرية في قلقيلة بالضفة الغربية الخميس (د.ب.أ)

مقتل فلسطيني في نابلس وسط هجمات للمستوطنين

تصاعدت هجمات المستوطنين بمناطق متفرقة من الضفة، وسط تحذيرات رسمية من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يقومون بدوريات في شوارع طوباس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، إن فلسطينياً قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (نابلس)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال عملية في بلدة القلقيلة في الضفة الغربية الخميس (د.ب.أ)

إسرائيل: إقرار موازنة تخدم الاستيطان بالضفة

طلبت وزارة الدفاع الإسرائيلية 144 مليار شيقل وحصلت على 112 بما يزيد بنحو 20 ملياراً على ميزانية العام الحالي 2025.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية آليات تابعة للاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس بالضفة الغربية يوم الثلاثاء (إ.ب.أ) play-circle

إسرائيل تتأهب لتصعيد من الضفة... وتمدد عملياتها لأسبوعين

تستعد إسرائيل لتصعيد أكبر في الضفة الغربية يشمل هجمات فلسطينية محتملة على خلفية العملية العسكرية المتواصلة في شمال الضفة التي تم تمديدها لأسبوعين إضافيين

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي صورة لمخيم للنازحين الفلسطينيين في الجامعة الإسلامية أثناء استئناف الدراسة خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» بمدينة غزة 2 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

مقتل شخصين في قصف إسرائيلي على حي التفاح شرق مدينة غزة

قالت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة مساء اليوم الثلاثاء إن شخصين قُتلا وأصيب أكثر من 15 نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي على منزل شرق مدينة غزة

«الشرق الأوسط» (غزة)

مصر تدعو إلى «حلول دبلوماسية» للملف «النووي الإيراني»

جانب من محطة «الضبعة النووية» في مصر نهاية الشهر الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)
جانب من محطة «الضبعة النووية» في مصر نهاية الشهر الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)
TT

مصر تدعو إلى «حلول دبلوماسية» للملف «النووي الإيراني»

جانب من محطة «الضبعة النووية» في مصر نهاية الشهر الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)
جانب من محطة «الضبعة النووية» في مصر نهاية الشهر الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)

تواصل مصر اتصالاتها لخفض التصعيد وتعزيز الاستقرار في المنطقة. ودعت، السبت، إلى «حلول دبلوماسية» للملف «النووي الإيراني»، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي.

وتناولت المحادثات «التعاون الثنائي بين مصر و(الوكالة) في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية دعماً لجهود التنمية الوطنية، لا سيما مشروع المحطة (النووية) بالضبعة، الذي يعد نموذجاً للتعاون والتنسيق بين مصر و(الوكالة)».

وشهد الرئيسان؛ المصري عبد الفتاح السيسي، والروسي فلاديمير بوتين، افتراضياً عبر تقنية الفيديو كونفرانس، الشهر الماضي، مراسم وضع «وعاء الضغط» لمفاعل الوحدة الأولى بمحطة «الضبعة النووية»، وتوقيع أمر شراء الوقود النووي اللازم للمحطة.

ومحطة «الضبعة» النووية، هي أول محطة للطاقة النووية في مصر، وتقع في مدينة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح على ساحل البحر المتوسط. وكانت روسيا ومصر قد وقعتا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 اتفاقية للتعاون المشترك لإنشاء المحطة، ثم دخلت عقودها حيّز التنفيذ في ديسمبر (كانون الأول) 2017. وتضم المحطة 4 مفاعلات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميغاواط، بواقع 1200 ميغاواط لكل مفاعل، حسب وزارة الكهرباء المصرية.

ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، السبت، أعرب عبد العاطي خلال الاتصال الهاتفي مع غروسي، الذي جرى مساء الجمعة، عن «دعم مصر الكامل للدور المهم الذي تضطلع به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار نظام التحقق بموجب معاهدة منع الانتشار النووي ونظامها الأساسي»، مؤكداً أن «مصر تولي أهمية كبيرة للحفاظ على مبدأ عالمية المعاهدة، ومنع الانتشار النووي، ومصداقية المعاهدة بوصفها ركيزة أساسية لنظام منع الانتشار النووي»، معرباً عن «التطلع لمواصلة التنسيق والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال التوقيع على «اتفاق القاهرة» في سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)

وتناول الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية المصري والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الملف «النووي الإيراني»، حيث أكد الوزير عبد العاطي «أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى خفض التصعيد وبناء الثقة وتهيئة الظروف اللازمة لاستمرار التعاون القائم، بما يتيح فرصة حقيقية للحلول الدبلوماسية واستئناف الحوار بهدف التوصل إلى اتفاق شامل للملف النووي الإيراني، يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي».

وأعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، نهاية نوفمبر الماضي، انتهاء «اتفاق القاهرة» رسمياً، عقب تبني مجلس محافظي «الوكالة الذرية»، قراراً يطالب طهران بأن تبلغ الهيئة التابعة للأمم المتحدة (دون تأخير) بحالة مخزونها من اليورانيوم المخصب ومواقعها الذرية التي تعرضت للقصف من جانب إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي.

وكان عراقجي وغروسي قد وقَّعا، في التاسع من سبتمبر (أيلول) الماضي، في القاهرة، اتفاقاً لاستئناف التعاون بين الجانبين، بما يشمل إعادة إطلاق عمليات التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية.


وسط توتر بسبب حرب غزة... ميرتس في أول زيارة لإسرائيل لتعزيز العلاقات

المستشار الألماني فريدريش ميرتس يصل إلى مطار براندنبورغ في برلين (أ.ب)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس يصل إلى مطار براندنبورغ في برلين (أ.ب)
TT

وسط توتر بسبب حرب غزة... ميرتس في أول زيارة لإسرائيل لتعزيز العلاقات

المستشار الألماني فريدريش ميرتس يصل إلى مطار براندنبورغ في برلين (أ.ب)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس يصل إلى مطار براندنبورغ في برلين (أ.ب)

يسعى المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال زيارته الأولى إلى إسرائيل، السبت، التي تستمر حتى الأحد، إلى تعزيز العلاقة «الخاصة» بين البلدين، رغم تحفظات برلين الأخيرة بشأن الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة والعنف في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وبعد زيارة قصيرة لمدة ساعتين إلى العقبة في الأردن؛ حيث سيلتقي بالملك عبد الله الثاني، سيقضي ميرتس أمسية ويوماً في القدس؛ إذ من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد.

ويُعد هذا حدثاً بارزاً في ظل العزلة الدولية التي يعانيها نتنياهو منذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من عامين.

ورغم الحرب وتداعياتها، أكد سيباستيان هيل، المتحدث باسم المستشار، الجمعة، أن «العلاقات الألمانية الإسرائيلية سليمة ووثيقة ومبنية على الثقة».

وتدعم ألمانيا إسرائيل بشدة، وتُبرر ذلك بمسؤوليتها التاريخية عن محرقة اليهود. ومن المقرر أن يزور فريدريش ميرتس الأحد مؤسسة «ياد فاشيم» التذكارية التي تخلّد ذكرى الضحايا اليهود لألمانيا النازية.

ورغم ذلك، شدّدت برلين في الأشهر الأخيرة من نبرتها تجاه إسرائيل، مع تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل كبير.

وفي أغسطس (آب) الماضي، أحدث المستشار الألماني عاصفة سياسية، عندما قرر فرض حظر جزئي على صادرات الأسلحة من بلاده إلى إسرائيل، ردّاً على تكثيف الهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر.

«تباعد خطابي»

أتاحت الهدنة في قطاع غزة لألمانيا رفع العقوبات بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني).

وأكّد المتحدث باسم ميرتس أن «الأهمية الخاصة» للعلاقات بين ألمانيا وإسرائيل «لا تمنع إمكانية انتقاد جوانب معينة» من سياسة بنيامين نتنياهو.

ومن المتوقع أن يبحث المستشار ورئيس الوزراء صباح الأحد الجهود المبذولة للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد نحو شهرين من دخوله حيّز التنفيذ.

يظل هذا الاتفاق غير مستقر، مع تبادل إسرائيل و«حماس» الاتهامات بانتهاكه بشكل شبه يومي، وهو ما يُثير التساؤلات حول استكمال تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.

الجمعة، أدان سيباستيان هيل مجدداً «الزيادة الهائلة في عنف المستوطنين»، وكرر دعوته للحكومة الإسرائيلية «لوقف بناء المستوطنات».

وأثار إعلان حظر الأسلحة في أغسطس (آب) رداً قوياً من جانب حكومة نتنياهو، التي اتهمت حليفها التقليدي بـ«مكافأة إرهاب (حماس)».

وقد «احتدم النقاش» عندما أبلغ ميرتس رئيس الوزراء الإسرائيلي بقراره عبر الهاتف، وفق ما أكد المستشار لقناة «إيه آر دي».

لكن جيل شوحط، مدير مكتب تل أبيب لمؤسسة «روزا لوكسمبورغ» المرتبطة بحزب اليسار الراديكالي الألماني «دي لينكه»، رأى في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن ذلك ليس أكثر من «تباعد خطابي» بين الزعيمين.

وقد أظهر تشغيل الجيش الألماني، الأربعاء، القسم الأول من منظومة الدرع الصاروخية «آرو» (حيتس)، التي نُشرت لأول مرة خارج إسرائيل، مدى اعتماد ألمانيا على الدولة العبرية لضمان أمنها على المدى البعيد.

وقد سلّطت برلين الضوء مؤخراً أيضاً على المساعدة التي قدمتها لها إسرائيل لتحسين دفاعاتها ضد الطائرات المسيّرة.

«انتظارات عالية»

على صعيد آخر، قوبل قرار إشراك إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) المقبلة، الذي اتخذ الخميس، بترحيب حار في ألمانيا، في حين قاد دولاً أخرى لإعلان مقاطعة المسابقة.

ويرى شوحط أن زيارة المستشار الألماني لبنيامين نتنياهو، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، تُشكل «بادرة سلبية للتطبيع في وضع لا ينبغي التطبيع معه».

وكان فريدريش ميرتس قد أكد مباشرة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية نهاية فبراير (شباط)، أن نتنياهو يمكنه زيارة ألمانيا، رغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

لكن المستشارية عادت وأكدت مؤخراً أن هذا «ليس موضوعاً للنقاش في الوقت الراهن».

ويرى مايكل ريميل، مدير مكتب القدس لمؤسسة «كونراد أديناور» المرتبطة بالحزب «الديمقراطي المسيحي» الذي يتزعمه ميرتس، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن نتنياهو لديه الآن «انتظارات عالية»، ويأمل في «إشارة دعم مستمرة» من برلين.

من ناحية أخرى، تبدو نداءات برلين في الأشهر الأخيرة غير فعّالة مقارنة مع «النفوذ الأكبر» لترمب، الذي أظهر أنه الوحيد القادر على دفع إسرائيل نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ريميل.


موازنة إسرائيلية تخدم الاستيطان بالضفة الغربية

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

موازنة إسرائيلية تخدم الاستيطان بالضفة الغربية

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

​اتفق وزيرا المالية والدفاع في إسرائيل على تقليص ميزانية وزارة الدفاع التي طلبتها الأخيرة في إطار إعداد الموازنة العامة لعام 2026، من 144 مليار شيقل، إلى 112 (34.63 مليار دولار) وبما يمثل زيادة وصلت إلى نحو 20 ملياراً على ميزانية العام الحالي 2025، بما يخدم بشكل أساسي المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية على حساب حاجة الجيش لقوات أكبر مع عجز التجنيد.

وأقرت الحكومة الإسرائيلية بالموازنة التي بلغت 662 مليار شيقل، بعجز 3.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» فإنه تم الاتفاق على حزمة بقيمة نحو 725 مليون شيقل، توزع على 3 سنوات، بهدف تعزيز الأمن في الضفة.