نتنياهو يرجئ نقاش ضم الضفة وسط تحذيرات من انهيار «اتفاقيات إبراهيم»

القصف المتواصل في غزة يخلّف 84 قتيلاً خلال 24 ساعة

فلسطيني ينظر إلى الأعلام الإسرائيلية المرفوعة فوق منزل استولى عليه مستوطنون بالبلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية يوم الأربعاء (رويترز)
فلسطيني ينظر إلى الأعلام الإسرائيلية المرفوعة فوق منزل استولى عليه مستوطنون بالبلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية يوم الأربعاء (رويترز)
TT

نتنياهو يرجئ نقاش ضم الضفة وسط تحذيرات من انهيار «اتفاقيات إبراهيم»

فلسطيني ينظر إلى الأعلام الإسرائيلية المرفوعة فوق منزل استولى عليه مستوطنون بالبلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية يوم الأربعاء (رويترز)
فلسطيني ينظر إلى الأعلام الإسرائيلية المرفوعة فوق منزل استولى عليه مستوطنون بالبلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية يوم الأربعاء (رويترز)

أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نقاش موضوع فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية خلال اجتماع أمني، عُقد الخميس، وذلك عقب اعتراضات محلية وإقليمية ودولية وتحذيرات من المخاطرة بمصير «اتفاقيات إبراهيم».

وقرّر نتنياهو إيفاد وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، إلى الولايات المتحدة، يوم الأحد المقبل، لمناقشة الموضوع تفصيلاً. ومن المقرر أن يصل ديرمر إلى ميامي أولاً، ليلتقي كبار المقربين من الرئيس دونالد ترمب، وربما الرئيس نفسه، ثم يواصل رحلته إلى العاصمة واشنطن، حيث سيلتقي كلاً من وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، على أن يعود بموقف يتماشى مع الحسابات السياسية والدولية.

وعلى الصعيد المحلي، خرج عدد كبير من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين السابقين والقادة العسكريين المتقاعدين ووسائل الإعلام بمواقف تعتبر الضم مغامرة سياسية ستكلف إسرائيل ثمناً باهظاً، وستقودها إلى عزلة دولية شديدة.

مستوطن إسرائيلي يتحدث بالهاتف داخل منزل تم الاستيلاء عليه في البلدة القديمة بالخليل في الضفة يوم الأربعاء (رويترز)

وعلى الصعيد الإقليمي، بدا أن الضم يهدد اتفاقيات السلام والتطبيع الموقعة مع دول عربية.

وتناولت جميع وسائل الإعلام العبرية، الخميس، موقف الإمارات من نية الضم الإسرائيلية للضفة الغربية أو أجزاء منها، وأجمعت على أن التحذير الذي وجّهته أبوظبي «قوي وجديّ».

«اتفاقيات إبراهيم»

كانت الإمارات قد حذرت إسرائيل، الأربعاء، من أن أي تحرك لضم الضفة الغربية سيشكل خطاً أحمر بالنسبة لها، وسيقوض بشدة ما تنطوي عليه «اتفاقيات إبراهيم» المبرمة عام 2020.

وقالت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية بالإمارات: «منذ البداية، نرى الاتفاقيات وسيلة لتمكيننا من مواصلة دعمنا للشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة إلى دولة مستقلة. كان هذا موقفنا في 2020، ولا يزال موقفنا حتى اليوم».

وقال باراك رافيد، المراسل السياسي لـ«القناة 12» الإسرائيلية، وكذلك لموقع «أكسيوس» الأميركي، إنه في الوقت الذي يريد فيه ترمب توسيع «اتفاقيات إبراهيم»، التي ضمت أيضاً إلى جانب الإمارات كلاً من البحرين والسودان والمغرب، تُقدِم حكومة نتنياهو على المساس بما هو قائم منها.

تشييع جثمان فلسطيني يوم الأربعاء بعد مقتله في غارة إسرائيلية بمخيم بلاطة للاجئين شرق نابلس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

وتابع قائلاً: «موقف الإمارات مهم لأنها لم تقرر مقاطعة إسرائيل خلال الحرب بطولها، بل أبدت الاستعداد للمشاركة في تسويات اليوم التالي في غزة وأخذ دور لإنجاحه. لكنهم اليوم يذهبون إلى اتجاه آخر ويقولون إن الضم سيكون خطاً أحمر، ويذكّرون بأن اتفاقية السلام بين البلدين تمت بعد تعهد إسرائيل بألا تضم غور الأردن. وعلى الرغم أن الإسرائيليين يقولون إن هذا التعهد كان مؤقتاً ومحدوداً، حذر المسؤولون الإماراتيون من انهيار هذه الاتفاقيات».

ووفقاً لمصادر أميركية، فإن إدارة ترمب لم تتخذ بعد قراراً يؤيد الضم من عدمه. وتقول هذه المصادر إن روبيو ألمح في جلسات مغلقة أنه لا يعارض الضم وأن الإدارة لن توقف إسرائيل إذا اختارت هذا المسار.

ومن المقرر أن يزور روبيو إسرائيل في 14 من الشهر الحالي، وسيشارك في حدث يقيمه المستوطنون في موقع أثري قديم وحساس جنوب القدس بجوار المسجد الأقصى.

ولكن المبعوث الخاص ويتكوف يعارض الضم خشية أن يُعقّد قدرة الولايات المتحدة على العمل المشترك مع الدول العربية في بلورة خطة لليوم التالي في غزة، وأن يمنع إمكانية التوصل إلى توسيع «اتفاقيات إبراهيم».

تطرف سموتريتش

يُذكر أن نتنياهو كان قد أدرج بند الضم ضمن التزامه لليمين المتطرف في حكومته، خصوصاً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يطالب بضم 82 في المائة من الضفة الغربية، ويطمح أيضاً لضم قطاع غزة لاحقاً.

وقد وجَّه سموتريتش تحذيراً، قائلاً: «سنسمع في الأيام المقبلة تحذيرات وعبارات متكررة عن اشتعال الشرق الأوسط في أعقاب فرض السيادة الإسرائيلية. هؤلاء هم الجنرالات والخبراء - في نظر أنفسهم - الذين وعدونا بأن فكّ الارتباط عن غزة وشمال السامرة جيد للأمن».

وأضاف: «انتهينا من الاستسلام للتهديدات والتخويف، وأدعو من هنا نتنياهو لعقد جلسة للحكومة واتخاذ قرار تاريخي بفرض السيادة على عموم المناطق المفتوحة في الضفة».

أطفال ينتظرون بأوعية خاوية أملاً في ملئها بالماء من نقطة توزيع بمخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة يوم الخميس (أ.ف.ب)

ويقول البعض إن سموتريتش تمنى بعد سماع نبأ إرجاء بند الضم من النقاش الأمني أن يكون ذلك «مجرد تأجيل لأسباب تكتيكية»؛ إذ يعتبر هذا الضم هدفاً أساسياً لحزبه وعقيدته، ويعتبر الظروف الحالية فرصة تاريخية لتحقيقه، فإسرائيل في حالة حرب، والحليف ترمب يجلس في سدة الرئاسة بالبيت الأبيض، تصحبه مجموعة كبيرة من المستشارين «المؤيدين للاستيطان».

أكثر من 64 ألف قتيل

وفي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 64 ألف قتيل، وما يزيد على 161 ألف مصاب منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقالت وزارة الصحة في غزة، صباح الخميس: «وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 84 شهيداً، و338 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية»، مشيرة إلى أن حصيلة ما وصل للمستشفيات من ضحايا المساعدات خلال نفس الفترة بلغ 17 قتيلاً، و174 مصاباً، ما يرفع عددهم الإجمالي إلى 2356 قتيلاً، وأكثر من 17 ألفاً، و244 مصاباً.

تشييع فلسطينيين قُتلوا في ضربات إسرائيلية بمدينة غزة فجر الخميس (أ.ف.ب)

وأعلن الدفاع المدني في غزة عن مقتل 44 فلسطينياً على الأقل، منذ فجر الخميس، بينهم 25 في مدينة غزة وحدها.

وخلَّف قصف خيمة للنازحين في محيط دوار أبو مازن، غرب مدينة غزة، 5 قتلى، بينهم 3 أطفال، جميعهم من عائلة واحدة.

وفي وسط القطاع، قُتل 7 أشخاص، بينهم 3 أطفال، في غارة جوية على خيمة، غرب مخيم النصيرات، وفق الدفاع المدني.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تعتبر إدانة قرارها إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة «خطأ أخلاقياً»

المشرق العربي مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية (رويترز) play-circle

إسرائيل تعتبر إدانة قرارها إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة «خطأ أخلاقياً»

رفضت إسرائيل إدانة صادرة عن 14 دولة لقرارها إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة، ووصفت الانتقادات بأنها تنطوي على «تمييز ضد اليهود».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

احتفالات عيد الميلاد تعود إلى بيت لحم بعد عامين من الحرب على غزة

تجوب فرق الكشافة شوارع بيت لحم الأربعاء، مع بدء الاحتفالات بعيد الميلاد في المدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلّة بعد عامين خيّمت عليهما حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (بيت لحم)
المشرق العربي ترفرف الأعلام الإسرائيلية عند مدخل مستوطنة إيفياتار الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة (رويترز)

كيف ينسق المستوطنون الإسرائيليون على قمم التلال هجماتهم لطرد الفلسطينيين؟

يرصد التقرير كيف تتحول مساكن متواضعة مشابهة إلى مشاريع إسكان إسرائيلية مترامية، ضمن خطة يقر أعضاء في حكومة إسرائيل بتنفيذها لمنع إقامة دولة فلسطينية.

«الشرق الأوسط» (دير دبوان (الضفة الغربية))
المشرق العربي جانب من شمال قطاع غزة (رويترز)

نائب الرئيس الفلسطيني التقى الصفدي في عمّان لمناقشة أوضاع غزة والضفة

قال حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، إنه التقى، الثلاثاء، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وأجريا محادثات ركزت على جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (عمان)
شؤون إقليمية مئات المستوطنين الإسرائيليين (أرشيفية - أ.ف.ب)

مستوطنون إسرائيليون يرشون أطفالاً فلسطينيين بالغاز المسيل للدموع

قال مسؤول فلسطيني اليوم الثلاثاء إن مستوطنين إسرائيليين هاجموا منزلاً فلسطينياً في جنوب الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)

تركيا: القبض على عشرات من «داعش» خططوا لهجمات في رأس السنة

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول خلال مداهمة لمنزل يقيم به عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول خلال مداهمة لمنزل يقيم به عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)
TT

تركيا: القبض على عشرات من «داعش» خططوا لهجمات في رأس السنة

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول خلال مداهمة لمنزل يقيم به عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول خلال مداهمة لمنزل يقيم به عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)

ألقت قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول القبض على 137 من عناصر تنظيم «داعش» كانوا يُخططون ‌لشن هجمات خلال ‌احتفالات ‌عيد ⁠الميلاد ​ورأس ‌السنة الجديدة في تركيا.

وقالت مصادر أمنية، الخميس، إنه جرى القبض على عناصر «داعش» بموجب مذكرة صادرة من مكتب المدعي العام لإسطنبول، بناءً على معلومات حصلت عليها مديرية الأمن تُفيد ⁠بأن أعضاء تنظيم «داعش» الإرهابي ‍خططوا ‍لشن هجمات لاستهداف غير المسلمين، على وجه الخصوص، خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس ​السنة الجديدة.

وفي وقت سابق، ذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول، عبر «إكس»، أن قوات الأمن داهمت 124 ⁠موقعاً في المدينة، وألقت القبض على 115 من أصل 137 مشتبهاً بهم، وأنه جرى ضبط عدد من الأسلحة والذخيرة والعديد من الوثائق التنظيمية.

وجاء في البيان أنه في إطار التحقيقات التي أجرتها مديرية مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية شرطة إسطنبول، بتوجيه من مكتب التحقيقات في جرائم الإرهاب التابع للنيابة العامة، وردت معلومات تُفيد بأن تنظيم «داعش» الإرهابي كان يُخطط لشن هجمات تستهدف بلدنا، خصوصاً غير المسلمين، خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية المقبلة.

حملات مكثفة

وأضاف أنه تبين أن هؤلاء الأفراد كانوا على اتصال بمناطق النزاع (في سوريا والعراق) في إطار أنشطة التنظيم الإرهابي، وصدرت بحق بعضهم أوامر اعتقال على المستويين الوطني والدولي بتهم تتعلق بالإرهاب.

وتواصل أجهزة الأمن التركية حملاتها على التنظيم وخلاياه، بشكل منتظم، منذ الهجوم الإرهابي الذي نفذه الداعشي الأوزبكي، عبد القادر مشاريبوف، المُكنى «أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي بمنطقة أورتاكوي في إسطنبول خلال احتفالات رأس السنة عام 2017، ما أسفر عن مقتل 39 شخصاً وإصابة 79 آخرين، غالبيتهم أجانب.

عناصر من قوات الدرك التركية تقتاد أعضاء في «داعش» للتحقيق معهم بعد القبض عليهم (الداخلية التركية)

ورحّلت السلطات التركية، أو منعت من الدخول، الآلاف من عناصر «داعش»، منذ ذلك الوقت، وتقوم بحملات مكثفة على عناصر التنظيم قبل احتفالات رأس السنة كل عام.

ونتيجةً لهذه الجهود والحملات المكثفة ضد التنظيم، الذي أدرجته تركيا على لائحة المنظمات الإرهابية لديها عام 2013، بعد أن أعلن مسؤوليته عن عمليات إرهابية نُفِّذت على أراضيها بين عامي 2015 و2017، وأسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات، توقّف نشاط التنظيم منذ آخر عملياته في رأس السنة عام 2017.

عودة النشاط

وعاود «داعش» نشاطه الإرهابي، بعد 7 سنوات، بالهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» في إسطنبول، مطلع فبراير (شباط) 2024، ما أسفر عن مقتل المواطن التركي تونجر جيهان (52 عاماً).

وعقب الهجوم، جرى القبض على 17 من عناصر «ولاية خراسان» بعد تحديد هويتهم بواسطة المخابرات التركية وشعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول، وجرى التأكد من صلتهم بالهجوم المسلَّح على الكنيسة والتخطيط لإقامة كيان لتدريب ونشر مسلَّحي «داعش» في دول الشرق الأوسط.

مراسم تأبين مواطن تركي قتل في هجوم نفذه عناصر من تنظيم «ولاية خراسان» التابع لـ«داعش» على كنيسة في إسطنبول خلال فبراير 2024 (إعلام تركي)

وفي إطار ملاحقتها عناصر تنظيم «ولاية خراسان»، التابع لـ«داعش»، نجحت المخابرات التركية بالتنسيق مع نظيرتها الباكستانية، في القبض على التركي محمد غوران، الذي يحمل الاسم الحركي «يحيى»، يوم الاثنين الماضي على الحدود الأفغانية-الباكستانية.

وأفادت معلومات بأن غوران كان يُخطط لتنفيذ عملية انتحارية ضد مدنيين في كل من أفغانستان وباكستان وتركيا وأوروبا، بتكليف من «داعش»، وتبيّن أنه عمل سابقاً مع أوزغور ألطون المُكنى بـ«أبو ياسر التركي»، الذي كان يُعد أرفع مسؤول تركي في تنظيم «ولاية خراسان»، والذي لعب دوراً فعالاً في نقل عناصر من «داعش» من تركيا إلى منطقة الحدود الأفغانية-الباكستانية، وأُلقي القبض عليه في عملية مشتركة مع السلطات الباكستانية على الحدود مع أفغانستان حين كان يستعد لدخول باكستان، وجرى جلبه إلى تركيا مطلع يونيو (حزيران) الماضي.

تفكيك الشبكة المالية

وصعّدت أجهزة الأمن التركية، خلال الأشهر الأخيرة، من وتيرة عملياتها التي تستهدف كوادر التمويل والدعاية والترويج في «داعش»، ضمن حملاتها المستمرة ضد التنظيم، والتي أسفرت عن ضبط عدد من كوادره القيادية، ومسؤولي التسليح والتمويل والتجنيد.

أحد عناصر قوات مكافحة الإرهاب التركية يؤمن محيط عملية استهدفت «داعش» في إسطنبول (الداخلية التركية)

وألقت قوات الأمن التركية، خلال هذه العمليات، القبض على مئات من عناصر تنظيم «داعش» ممن نشطوا سابقاً في صفوفه بالعراق وسوريا، وقاموا بأنشطة للتمويل، داخل تركيا، في حملات شملت عدداً من الولايات في أنحاء البلاد.

وكانت آخر العمليات في هذا الإطار قد نفذت الأسبوع الماضي، وجرى خلالها القبض على 170 من عناصر التنظيم في عمليات متزامنة في 32 ولاية من ولايات تركيا الـ81.

وتبين أن هذه العناصر التي أُلقي القبض عليها سبق لها العمل ضمن تنظيم «داعش» الإرهابي، وتقديم الدعم المالي له، وبعضهم قام بتحويل أموال من سوريا إلى نساء من عائلات عناصر «داعش» قدمن إلى تركيا، ويقمن في إسطنبول حالياً.


كاتس: إسرائيل ستقيم شريطاً أمنياً في قطاع غزة لحماية مستوطناتها

جنود إسرائيليون في مستوطنة سنور الإسرائيلية التي تم إخلاؤها بالقرب من مدينة جنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في مستوطنة سنور الإسرائيلية التي تم إخلاؤها بالقرب من مدينة جنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

كاتس: إسرائيل ستقيم شريطاً أمنياً في قطاع غزة لحماية مستوطناتها

جنود إسرائيليون في مستوطنة سنور الإسرائيلية التي تم إخلاؤها بالقرب من مدينة جنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في مستوطنة سنور الإسرائيلية التي تم إخلاؤها بالقرب من مدينة جنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، اليوم (الخميس)، خلال حديثه عن حرب غزة: «لقد انتصرنا في غزة». وفيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار مع حركة «حماس»، أشار كاتس إلى أن بلاده «لن تغادر غزة أبداً».

أفاد موقع «واي نت» الإسرائيلي، نقلاً عن كاتس قوله إن إسرائيل ستقيم شريطاً أمنياً داخل قطاع غزة لحماية المستوطنات.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي مجدداً أن «حماس» يجب أن تتخلى عن السلاح، وإلا «فستقوم إسرائيل بهذه المهمة بنفسها».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن كاتس، تأكيده مجدداً في «المؤتمر الوطني للتربية» الذي نظمته منظمة «بني عكيفا التعليمية الدينية» و«مركز أولبانوت» وصحيفة «ماكور ريشون»، على أنه إذا لم تتخلَّ حماس عن سلاحها في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «فسنقوم نحن بذلك».

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه رغم أن الاتفاق ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، التي سيتم تسلم لاحقاً إلى الفلسطينيين، وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي: «سيكون هناك شريط أمني محيط بقطاع غزة لحماية المستوطنات».

تجدر الإشارة إلى أن الدول الغربية لا تزال تتحدث عما يعرف بحل الدولتين رغم أن البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) كان صوَّت رسمياً، في يونيو (حزيران) 2024 لصالح قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن.

ووصف القرار إقامة دولة فلسطينية، في أعقاب أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بأنها «مكافأة للإرهاب»، معتبراً أن «مثل هذه المكافأة لن تؤدي إلا إلى تشجيع حركة (حماس)، التي ستستخدم دولة فلسطين بعد ذلك لشن هجمات على إسرائيل».

كما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعدد من وزرائه من اليمين الديني المتطرف، صرحوا مراراً بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية.


السلطات الإسرائيلية توقف شخصاً بشبهة التجسس لصالح إيران

صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)
صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)
TT

السلطات الإسرائيلية توقف شخصاً بشبهة التجسس لصالح إيران

صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)
صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)

أعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، توقيف مواطن إسرائيلي بشبهة ارتكاب مخالفات أمنية بتوجيه من عناصر استخبارات إيرانيين، وذلك بعد أيام من إعدام طهران مواطناً إيرانياً متهماً بالتجسس لصالح الدولة العبرية.

تعد الخطوة الأخيرة ضمن سلسلة قضايا وجّهت الدولة العبرية في إطارها اتهامات إلى مواطنين بالتجسس لصالح إيران منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وذكرت السلطات أن فاديم كوبريانوف، وهو في الأربعينات من عمره ومن سكان مدينة ريشون لتسيون، اعتُقل هذا الشهر في عملية مشتركة نفّذتها الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك).

وقال بيان مشترك للشرطة و«الشاباك»: «تبيّن أن المشتبه به التقط صوراً في محيط منزل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف البيان: «في إطار تواصله مع مشغّلين إيرانيين، طُلب منه شراء كاميرا للسيارة (داش كام) من أجل تنفيذ المهمة».

وأوضح البيان أن كوبريانوف نقل صوراً التقطها في المدينة التي يقيم بها وتقع وسط البلاد إلى جانب مواقع أخرى، مقابل مبالغ مالية متفاوتة.

وفي مايو (أيار)، أعلنت إسرائيل اعتقال شاب إسرائيلي يبلغ من العمر (18 عاماً) بشبهة التجسس على بينيت. ولطالما تبادلت إيران وإسرائيل الاتهامات بالتجسس.

وأعلنت إيران الأسبوع الماضي إعدام مواطن إيراني أُدين بالتجسس لصالح إسرائيل.

وفي 13 يونيو (حزيران)، شنّت إسرائيل هجوماً غير مسبوق على إيران، استهدف مواقع عسكرية ونووية إضافةً إلى مناطق سكنية.

وأشعل الهجوم حرباً استمرت 12 يوماً، ردّت خلالها إيران بهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل، قبل أن تنضمّ الولايات المتحدة لاحقاً إلى إسرائيل في استهداف منشآت نووية إيرانية. ودخل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ في 24 يونيو (حزيران).

وخلال الحرب، اعتقلت السلطات الإسرائيلية مواطنَين اثنين يُشتبه بعملهما لصالح أجهزة الاستخبارات الإيرانية. وتتهم إيران، التي لا تعترف بإسرائيل، الأخيرة منذ زمن طويل بتنفيذ عمليات تخريب ضد منشآتها النووية واغتيال علمائها.