أكثر من 2200 قتيل جراء زلزال أفغانستان... والأعداد في ازدياد

الجرحى تجاوزوا 3500 والمنازل المدمرة بلغت نحو 7 آلاف

أفغان أصيبوا بالزلزال القوي الذي ضرب شرق البلاد الأحد يتلقون العلاج بمستشفى ننغرهار الإقليمي في جلال آباد الأربعاء 3 سبتمبر 2025 (أ.ب)
أفغان أصيبوا بالزلزال القوي الذي ضرب شرق البلاد الأحد يتلقون العلاج بمستشفى ننغرهار الإقليمي في جلال آباد الأربعاء 3 سبتمبر 2025 (أ.ب)
TT

أكثر من 2200 قتيل جراء زلزال أفغانستان... والأعداد في ازدياد

أفغان أصيبوا بالزلزال القوي الذي ضرب شرق البلاد الأحد يتلقون العلاج بمستشفى ننغرهار الإقليمي في جلال آباد الأربعاء 3 سبتمبر 2025 (أ.ب)
أفغان أصيبوا بالزلزال القوي الذي ضرب شرق البلاد الأحد يتلقون العلاج بمستشفى ننغرهار الإقليمي في جلال آباد الأربعاء 3 سبتمبر 2025 (أ.ب)

تجاوزت حصيلة الزلزال الذي ضرب مناطق في شرق أفغانستان 2200 قتيل وأكثر من 3600 جريح، وفق أرقام محدثة نشرتها حكومة «طالبان» الخميس.

وقال نائب المتحدث باسم الحكومة، حمد الله فطرة، إن الحصيلة في ولاية كونار وحدها بلغت 2205 أشخاص و3640 جريحاً، مشيراً إلى أن عمليات الإنقاذ مستمرة. وقال متحدث باسم حكومة «طالبان»، الخميس، إنه مئات الجثث انتُشلت من تحت أنقاض منازل دمرها الزلزال الذي ضرب أفغانستان الأسبوع الماضي، لترتفع حصيلة الضحايا إلى أكثر من 2200.

أفغان أصيبوا بالزلزال القوي الذي ضرب شرق البلاد الأحد يتلقون العلاج بمستشفى ننغرهار الإقليمي في جلال آباد الأربعاء 3 سبتمبر 2025 (أ.ب)

وكان زلزال بقوة 6 درجات على مقياس «ريختر» قد ضرب أقاليم عدة بشرق أفغانستان النائي والجبلي مساء الأحد الماضي؛ ما أدى لتدمير قرى وحصار أشخاص تحت الأنقاض. ووقع معظم الخسائر البشرية في إقليم كونار، حيث يعيش كثيرون في أودية أنهار منحدرة تفصلها جبال شاهقة.

وقال المتحدث باسم «طالبان»، حمد الله فطرة، الذي أعلن عن أحدث أرقام الضحايا، إن جهود البحث والإغاثة مستمرة. وأضاف: «أُقيمت خيام للمتضررين، ويستمر توصيل الإسعافات الأولية وأدوات الطوارئ».

في غضون ذلك، فإن الوصول في نوركال بأفغانستان إلى آخر الناجين من الزلزال القوي الذي ضرب شرق أفغانستان يشكّل تحدّياً كبيراً للمسعفين والسلطات التي تتوقّع، الخميس، ارتفاع حصيلة الضحايا.

وتزداد العمليات تعقيداً في ظلّ انزلاقات التربة والانهيارات الطينية في المناطق النائية بالولايات الشرقية التي ضربها الزلزال.

رجل يجمع بعضاً من متعلقاته من بين أنقاض منزله المنهار بعد زلزال قوي ضرب شرق أفغانستان الأحد ما أسفر عن مقتل كثيرين وتدمير القرى في مزار دارا بولاية كونار يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 (أ.ب)

وأودى الزلزال، الذي يعدّ من الأكثر حصداً للأرواح في التاريخ الحديث للبلد، بحياة أكثر من 2200 شخص، وأسفر عن سقوط أكثر من 3500 جريح، ودمّر نحو 7 آلاف منزل في ولايات كونار ولغمان وننغرهار المحاذية لباكستان.

ومن المتوقّع ارتفاع حصيلة الضحايا «بعدما تواصلت عمليات الإسعاف حتّى ساعة متأخّرة من الليل»، وعثر على جثث إضافية، وفق ما قال حمد الله فطرة، نائب الناطق باسم الحكومة صباح الخميس.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية بأن «فرص العثور على الناجين أحياء تتضاءل بسرعة»، مشيرة إلى أن الأمطار «عقّدت (الوضع) أكثر».

رحلات جوية لإجلاء الجرحى

وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، من جهتها، تنظيم عشرات الرحلات الجوية لإجلاء الجرحى وذويهم إلى مستشفيات في المنطقة.

وأقرّت سلطات «طالبان»، التي سبق لها أن تعاملت مع تداعيات كوارث من هذا النوع في 2022 و2023، بأنه لن تكون في وسعها مواجهة الوضع وحدها.

يتلقى طفل أفغاني أصيب في زلزال قوي ضرب شرق أفغانستان يوم الأحد العلاج بمستشفى ننغرهار الإقليمي بمنطقة جلال آباد شرق البلاد يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 (أ.ب)

«خوف»

وعدّت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أن الزلزال، الذي تلته 6 هزّات أرضية قوّية، يأتي «في أسوأ الأوقات»، لا سيما بعدما اضطرت في بداية العام إلى خفض مساعداتها إلى الأفغان بسبب الاقتطاعات من المساعدة الدولية.

وأطلقت منظمة الصحة العالمية، التي حذّرت من خطر انتشار الأوبئة في أعقاب هذه الكارثة، نداء جديداً لجمع 4 ملايين دولار للاستجابة للحاجات «الهائلة» بعد الزلزال، في حين أفرجت الأمم المتحدة عن 5 ملايين دولار لهذا الغرض.

لكن في ولاية كونار الأشد تضرّراً، «لم يحصل بعدُ بعض البلدات على المساعدة»، وفق ما قال إيجاز الحقّ ياد، المسؤول الرفيع المستوى في منطقة نوركال، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وباتت العائلات في المواقع المنكوبة معدمة الحال تقيم في العراء. وقال أورانجزيب نوري (35 عاماً)، من بلدة دارة النور في ننغرهار: «نشعر بالخوف، ووقعت هزّات ارتدادية كثيرة. نُمضي أيامنا في الحقول، وقد تركنا منازلنا التي قد تنهار في أيّ لحظة؛ هذا إذا كانت ما زالت قائمة».

مُسنٌّ أفغاني أصيب بالزلزال القوي الذي ضرب شرق أفغانستان يوم الأحد يرقد على سرير بمستشفى ننغرهار الإقليمي في جلال آباد يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 (أ.ب)

«أزمة تلو أخرى»

وعدّ «المجلس النرويجي للاجئين»، الذي دعا الجهات المانحة إلى تقديم الدعم، أنه «ينبغي أن يشكّل الزلزال تذكيراً قوّياً بأن أفغانستان، التي تواجه أزمة تلو الأخرى، لا يمكن أن تُترك وحيدة».

وفي حين كانت الأرض تهتزّ في أفغانستان، سرّعت باكستان المجاورة من وتيرة طرد المهاجرين الأفغان من أراضيها.

ومنذ الاثنين، أجبرت السلطات الباكستانية آلاف الأفغان، من حاملي بطاقات لجوء من الأمم المتحدة يفترض أنها تحميهم من إجراءات كهذه، على مغادرة أراضيها، وفق ما أفاد به مسؤولون من البلدين «وكالة الصحافة الفرنسية».

ووفق منظمة الصحة العالمية، فقد أثّر الزلزال على 270 ألف أفغاني عادوا للتوّ إلى بلدهم من باكستان وإيران التي تطرد أيضاً المهاجرين الأفغان من أراضيها.

وقال المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في منشور على «إكس»: «نظراً إلى الأوضاع الراهنة، أدعو حكومة باكستان إلى تعليق تنفيذ خطّة إعادة الأجانب غير القانونيين».

وتتعرض أفغانستان، الواقعة عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، للزلازل بشكل متكرر.

ومنذ عام 1900، شهد شمال شرقي البلاد 12 زلزالاً بقوة تجاوزت 7 درجات، وفقاً لبراين بابتي، عالم الزلازل في «هيئة المسح الجيولوجي» البريطانية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 6.3 درجة، تبعته سلسلة من الهزات الارتدادية القوية، ولاية هيرات في غرب أفغانستان؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير أو تضرر أكثر من 63 ألف منزل، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وكان هذا أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من ربع قرن، وأدى إلى تدمير نحو 300 مدرسة ومركز تعليمي.

وعقب عودة «طالبان» إلى السلطة عام 2021 تقلصت المساعدات الدولية لأفغانستان بشكل كبير؛ مما قوّض قدرة البلد، المحدودة أساساً، على الاستجابة للكوارث.

من جهة أخرى، واصل عمال الإنقاذ جهودهم لانتشال الجثث من تحت أنقاض المنازل التي دمرها الزلزال في أفغانستان هذا الأسبوع، في حين ينفد الوقت من أمام الناجين الذين يواجهون مستقبلاً قاتماً، مع تحذير وكالات الإغاثة العالمية من تناقص الأموال المخصصة للغذاء والمأوى والأدوية.

وقالت حكومة «طالبان» إن عمليات البحث استمرت حتى وقت متأخر من الأربعاء في المناطق الجبلية الشرقية التي ضربها الزلزال؛ إذ انتُشل مزيد من الجثث، مضيفة أن عدد القتلى تجاوز، حينذاك. 1457، لكن العدد لم يُحصَ بدقة حتى الآن.

وقال أحد الناجين في إقليم كونار الأشد تضرراً: «تدمر كل ما كان لدينا». وأضاف: «انهار منزلنا، وفقدنا كل ممتلكاتنا وأمتعتنا. كل ما تبقى هو هذه الملابس التي نرتديها».

تسبب الزلزال، الذي كان بقوة 6 درجات وهو أحد أعنف الزلازل في أفغانستان خلال السنوات القليلة الماضية، في أضرار ودمار واسعي النطاق بإقليمَي كونار وننغرهار يوم الأحد؛ لوقوعه على عمق ضحل من الأرض يبلغ 10 كيلومترات.

وتسبب تابعٌ له بقوة 5.5 درجة، الثلاثاء، في حالة من الذعر وعرقلة جهود الإنقاذ؛ إذ تسبب في انزلاق الصخور من الجبال وقطع الطرق المؤدية إلى القرى في المناطق النائية.

وذكرت السلطات أن نحو 3400 شخص آخرين أصيبوا وانهار أكثر من 6700 منزل. وحذرت الأمم المتحدة من احتمال ارتفاع عدد القتلى؛ إذ لا يزال الناس محاصرين تحت الأنقاض، مع نفاد الوقت للعثور على ناجين. وقال «الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر» إن الاحتياجات الإنسانية «هائلة، وتزداد بوتيرة سريعة». وأضاف، نقلاً عن أرقام أولية، أن «ما يصل إلى 84 ألف شخص تأثروا بشكل مباشر وغير مباشر مع نزوح الآلاف».

وأُبيدت عائلات بأكملها في بعض قرى إقليم كونار. وبحث الناجون بيأس عن أقاربهم تحت الأنقاض، وحملوا الجثث على نقالات، وحفروا القبور بالمعاول، في انتظار وصول المساعدات.

وأظهرت صور من تلفزيون «رويترز» شاحنات، بعضها محمل بأكياس دقيق وبعضها يُقلّ رجالاً يحملون مجارف، متجهة إلى قرى نائية على منحدرات عالية. كما أنزلت السلطات عشرات من أفراد القوات الخاصة جواً في مواقع لم تتمكن الطائرات الهليكوبتر من الهبوط فيها.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب تايوان

آسيا العاصمة التايوانية تايبيه (أرشيفية - إ.ب.أ)

زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب تايوان

ضرب زلزال بقوة 6.1 درجة جنوب شرقي تايوان اليوم (الأربعاء)، من دون ورود أي تقارير بعد عن وقوع أضرار.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
شؤون إقليمية زلزال مرمرة المدمر في 1999 خلّف 17 ألف قتيل بينهم ألف في إسطنبول إلى جانب دمار واسع (أرشيفية - إعلام تركي)

شيء مريب يحدث في أعماق بحر مرمرة... إسطنبول مهدَّدة بكارثة

هناك شيء مريب يحدث في أعماق بحر مرمرة في تركيا. الصدع الموجود تحت هذا الحوض المائي الداخلي يشهد زلازل تتزايد في القوة، تتحرك تدريجياً نحو الشرق.

روبن جورج أندروز
آسيا هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تحذر من موجات تسونامي يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار (أ.ب)

اليابان: زلزال بقوة 7.6 قبالة الساحل الشمالي للبلاد... يتسبب بموجتي «تسونامي»

ضرب زلزال كبير الساحل الشمالي لليابان الاثنين سجّلت في أعقابه هيئة الأرصاد الجوية الوطنية موجتي تسونامي بلغ ارتفاعهما 40 سنتيمتراً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
علوم يؤكد الباحثون أن الصدوع التي تقع على أعماق سحيقة في باطن الأرض يمكن أن تلتحم من جديد بعد انكسارها نتيجة الهزات الأرضية (بيكسباي)

الأرض «تضمد جروحها» بعد الزلازل القوية

توصل فريق من علماء الجيولوجيا في الولايات المتحدة إلى أن الصدوع الزلزالية العميقة في باطن الأرض يمكن أن تلتئم في غضون ساعات بعد حدوث الهزات الأرضية القوية.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
آسيا جانب من الأضرار جراء زلزال ضرب إندونيسيا عام 2022 (أرشيفية - رويترز)

زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب غرب إندونيسيا

ضرب زلزال بقوة 6.6 درجة جزيرة صغيرة شمال غربي سومطرة في غرب إندونيسيا الخميس.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد «حانوكا» اليهودي في ملبورن الأسترالية

حضر المشيعون جنازة دان إلكيام الشاب اليهودي الفرنسي البالغ من العمر 27 عاماً الذي هاجر إلى أستراليا وقُتل في حادث إطلاق نار خلال احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بوندي في سيدني بأشدود بإسرائيل 25 ديسمبر 2025 (رويترز)
حضر المشيعون جنازة دان إلكيام الشاب اليهودي الفرنسي البالغ من العمر 27 عاماً الذي هاجر إلى أستراليا وقُتل في حادث إطلاق نار خلال احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بوندي في سيدني بأشدود بإسرائيل 25 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد «حانوكا» اليهودي في ملبورن الأسترالية

حضر المشيعون جنازة دان إلكيام الشاب اليهودي الفرنسي البالغ من العمر 27 عاماً الذي هاجر إلى أستراليا وقُتل في حادث إطلاق نار خلال احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بوندي في سيدني بأشدود بإسرائيل 25 ديسمبر 2025 (رويترز)
حضر المشيعون جنازة دان إلكيام الشاب اليهودي الفرنسي البالغ من العمر 27 عاماً الذي هاجر إلى أستراليا وقُتل في حادث إطلاق نار خلال احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بوندي في سيدني بأشدود بإسرائيل 25 ديسمبر 2025 (رويترز)

تُحقق الشرطة الأسترالية بشأن «حريق مشبوه»، بعدما اندلعت النيران في سيارة وُضعت عليها لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في ملبورن، الخميس.

وأُحرقت السيارة الخالية، التي وُضع على سقفها لافتة كُتب عليها «عيد حانوكا سعيد»، بينما كانت متوقفة عند منزل، وفق ما أظهرت صور بثّتها شبكة «إيه بي سي».

آني في الوسط تنعى جثمان ابنها دان إلكيام الشاب اليهودي الفرنسي الذي قُتل في حادث إطلاق النار الجماعي الذي استهدف احتفالاً بعيد حانوكا على شاطئ بوندي بسيدني خلال جنازته في أشدود بإسرائيل الخميس 25 ديسمبر 2025 (أ.ب)

وذكرت شرطة فيكتوريا، في بيان، أن «الحريق المشبوه» وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس، في ضاحية سانت كيلدا إيست، التابعة لملبورن. وجرى إخلاء المنزل كإجراء احترازي.

وقالت الشرطة إن «المحققين تعرّفوا على شخص قد يكون قادراً على مساعدتهم في تحقيقهم، ويُجرون عمليات بحث بشأن مكانه».

وشددت السلطات الأسترالية القوانين والعقوبات المرتبطة بجرائم الكراهية، بعد إطلاق النار الذي استهدف حفلاً لمناسبة «حانوكا» على شاطئ بونداي في سيدني وأسفر عن مقتل 15 شخصاً.

وقال الحاخام إيفي بلوك، من كنيس حاباد في سانت كيلدا، إنه من الواضح أن حادثة إحراق السيارة تندرج في إطار الاعتداءات المُعادية للسامية.

وأفاد «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكر الله لأن أحداً لم يتعرض للأذى... لكن ما يجري هو تصعيد متواصل مع تكرار هذه الأحداث».

وأضاف: «لا يشعر أفراد جاليتي اليهودية في سانت كيلدا وملبورن بالأمان في منازلهم وبلدهم».

وذكرت وسائل إعلام أسترالية أنه جرى نقل الحاخام وأسرته إلى مكان آمن. ولم يُصَب أحد بأذى. ونقلت وسائل إعلام أسترالية عن الشرطة القول إنها حددت هوية شخص من الممكن أن يساعد في التحقيقات، دون أن تعلن إلقاء القبض على أحد.


رئيس باكستان ورئيس الوزراء يشيدان بقوات الأمن

تظهر الصورة للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بالقصر الرئاسي في إسلام آباد (د.ب.أ)
تظهر الصورة للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بالقصر الرئاسي في إسلام آباد (د.ب.أ)
TT

رئيس باكستان ورئيس الوزراء يشيدان بقوات الأمن

تظهر الصورة للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بالقصر الرئاسي في إسلام آباد (د.ب.أ)
تظهر الصورة للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بالقصر الرئاسي في إسلام آباد (د.ب.أ)

أشاد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء محمد شهباز شريف، الخميس، بقوات الأمن الباكستانية لنجاحها في تنفيذ عملية استخباراتية ضد مسلحي جماعة «فتنة الهندوستان» المدعومة من جانب الهند.

يقف رجال الشرطة حراسةً خارج كنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في مدينة كويتا، باكستان، يوم 25 ديسمبر كانون الأول 2025. يحتفل مليارات الأشخاص حول العالم بعيد الميلاد سنوياً في 25 ديسمبر كانون الأول لإحياء ذكرى ميلاد السيد المسيح (أ.ب.أ )

وأفادت وكالة أنباء «أسوشييتد برس أوف باكستان» الباكستانية بأن العملية وقعت في منطقة كالات بإقليم بلوشستان، وبأن زرداري وشريف وصفاها بأنها «رسالة قوية لأعداء السلام والاستقرار». وفي بيان صادر عن الرئاسة، قال الرئيس الباكستاني إن «القضاء على الإرهابيين المدعومين من الهند يظهر عزم المؤسسات الأمنية الباكستانية على حماية البلاد وشعبها». وفي بيان منفصل صادر عن مكتب رئيس الوزراء، أشاد شريف أيضاً بقوات الأمن لنجاحها في العملية ضد إرهابيي «فتنة الهندوستان». وتأتي هذه العملية في ظل تزايد ملحوظ في الهجمات الإرهابية، خاصة في إقليمي خيبر بختونخوا وبلوشستان، منذ أن عادت طالبان أفغانستان للسلطة في أفغانستان عام 2021.


بـ«قائمة شرف خاصة»... أستراليا بصدد تكريم مَن واجهوا هجوم سيدني

رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (يسار) ونظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي (يمين) يحضران غداءً بمناسبة عيد الميلاد استضافته مؤسسة القس بيل كروز بسيدني الخميس (إ.ب.أ)
رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (يسار) ونظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي (يمين) يحضران غداءً بمناسبة عيد الميلاد استضافته مؤسسة القس بيل كروز بسيدني الخميس (إ.ب.أ)
TT

بـ«قائمة شرف خاصة»... أستراليا بصدد تكريم مَن واجهوا هجوم سيدني

رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (يسار) ونظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي (يمين) يحضران غداءً بمناسبة عيد الميلاد استضافته مؤسسة القس بيل كروز بسيدني الخميس (إ.ب.أ)
رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (يسار) ونظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي (يمين) يحضران غداءً بمناسبة عيد الميلاد استضافته مؤسسة القس بيل كروز بسيدني الخميس (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الخميس، خططاً لإطلاق وسام وطني للشجاعة و«قائمة شرف» خاصة؛ لتكريم المدنيين وأفراد الاستجابة الأولى الذين واجهوا «أسوأ مظاهر الشر» خلال هجوم إرهابي أسفر عن مقتل 15 شخصاً، وألقى بظلال ثقيلة على موسم الأعياد في البلاد.

وقال ألبانيزي إنه يعتزم إنشاء نظام تكريم خاص لأولئك الذين عرَّضوا أنفسهم للخطر؛ للمساعدة خلال الهجوم الذي استهدف احتفالاً بعيد «الحانوكا» على شاطئ البحر، ومن بينهم أحمد الأحمد، وهو مسلم سوري-أسترالي تمكَّن من تجريد أحد المهاجمين من سلاحه قبل أن يصاب هو نفسه.

ضباط شرطة ينفذون دورية بالقرب من رواد شاطئ بونداي في سيدني يوم عيد الميلاد الخميس (أ.ف.ب)

ويحْيي اليهود عيد «الحانوكا» إحياءً لذكرى انتصار المكابيين (عائلة يهودية) على الإمبراطورية السلوقية عام 165 قبل الميلاد.

وتصدّر اسم المواطن السوري أحمد الأحمد عناوين الصحف الأسترالية، بعد تدخله بشجاعة لوقف الهجوم وانتزاعه سلاح أحد المهاجمين، مما أسهم في الحد من حجم الكارثة.

وتتهم السلطات ساجد أكرم، الذي قُتل برصاص الشرطة خلال الهجوم الذي وقع في 14 ديسمبر (كانون الأول)، وابنه نافيد أكرم، 24 عاماً، بتنفيذ أسوأ مجزرة تشهدها أستراليا منذ عام 1996.

وفي مؤتمر صحافي أعقب غداء يوم عيد الميلاد في مؤسسة خيرية بمدينة سيدني، وصف ألبانيزي عيد الميلاد هذا العام بأنه محكوم بتباين حاد بين العنف المتطرف و«أفضل ما في الإنسانية».

وقال: «عيد الميلاد هذا مختلف بسبب الهجوم الإرهابي والدوافع المرتبطة بتنظيم (داعش) ومعاداة السامية. لكن في الوقت نفسه، وبينما شهدنا أسوأ ما في الإنسانية، رأينا أيضاً الشجاعة واللطف والتعاطف من أولئك الذين اندفعوا نحو الخطر». وأوضح أن الأوسمة المقترحة ستكرم الأشخاص الذين يجري ترشيحهم والتوصية بمنحهم أوسمة الشجاعة أو الاستحقاق ضمن نظام الأوسمة والجوائز الأسترالية القائم، تقديراً لأفعالهم في أثناء الهجوم وبعده.

وشهد شاطئ بونداي في سيدني، الخميس، احتفالات محدودة بعيد الميلاد في أعقاب هجوم إرهابي قُتل فيه ​15 شخصاً قبل أكثر من أسبوع، إذ يواجه المجتمع تبعات أكثر حوادث إطلاق النار الجماعي دمويةً في البلاد منذ نحو ثلاثة عقود.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (في الوسط) وزوجته جودي هايدون يستقبلان الضيوف خلال غداء عيد الميلاد الذي استضافته مؤسسة القس بيل كروز بسيدني الخميس (إ.ب.أ)

وقامت الشرطة بدوريات على الشاطئ، الذي يعد وجهة تقليدية لاحتفالات عيد الميلاد في المدينة، ‌حيث تجمع ‌مئات الأشخاص. وقال السائح ‌البريطاني ⁠مارك ​كونروي لـ«رويترز»: «‌أعتقد أن الأمر مأساوي، وأن الجميع يحترمون ما حدث ويشعرون بالحزن الشديد لما حدث، وأن الناس هنا على الشاطئ لأن الأمر أشبه بالاحتفال، لكن الجميع يحتفظون به في ذاكرتهم والجميع يحترمون ما ⁠حدث».

ودفع الهجوم المسلح الذي وقع في 14 ‌ديسمبر في احتفال بعيد ‍الأنوار اليهودي (الحانوكا) ‍إلى إطلاق دعوات لتشديد قوانين حمل ‍السلاح واتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد معاداة السامية، في حين جرى تشديد قواعد التجمعات العامة في سيدني بموجب قوانين جديدة أُقرت.

وشوهد مرتادو ​الشاطئ وهم يلتقطون الصور بجوار شجرة عيد الميلاد، فيما التقط البعض صوراً ⁠مع رجال الإنقاذ، لكن الطقس العاصف قلل من عدد المحتفلين على ما يبدو.

ضباط الشرطة ينفذون دوريات بالقرب من رواد شاطئ بونداي بسيدني يوم عيد الميلاد الخميس (أ.ف.ب )

ونُكِّست الأعلام خارج مبنى بونداي بافيليون المُدْرَج على قائمة التراث بالقرب من موقع الهجوم، الذي تقول الشرطة إن مرتكبيه أب وابنه استلهما فكر تنظيم داعش.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقعت هجمات على كُنس ‌يهودية ومبانٍ وسيارات مملوكة ليهود في أستراليا. وتُظهر صور من مكان الجريمة في المدينة -التي تعيش فيها أكبر جالية يهودية في أستراليا- لافتة «عيد حانوكا سعيد» على سقف السيارة التي اشتعلت فيها النيران. وكانت السيارة متوقفة في ممر أمام منزل الحاخام بحي سانت «كيلدا إيست» في المدينة الساحلية التي يعيش بها الكثير من اليهود. وذكرت وسائل إعلام أسترالية أنه تم نقل الحاخام وأسرته إلى مكان آمن. ولم يُصَب أحد بأذى، ونقلت وسائل إعلام أسترالية عن الشرطة القول إنها حددت هوية شخص من الممكن أن يساعد في التحقيقات، دون أن تعلن إلقاء القبض على أحد. ولم تتطرق السلطات، بصورة فورية، إلى الدوافع وراء الجريمة.

وعلى صعيد متصل، أفاد المبعوث الأسترالي الخاص لمكافحة معاداة السامية، بارتفاع حوادث معاداة السامية بشكل كبير منذ الهجوم الذي شنته حركة «حماس» على إسرائيل في أكتوبر 2023، وما تلاه من اندلاع حرب غزة.

وعلى الصعيد المحلي، تم الإبلاغ عن أكثر من 2000 حالة معاداة للسامية خلال الاثني عشر شهراً التي تلت الهجوم، وقد شملت تهديدات وترهيباً واعتداءات عنيفة وتخريباً للممتلكات.

وفي ديسمبر 2024، تصدرت حادثة إحراق متعمدة لكنيس يهودي في ملبورن بدوافع معادية للسامية، عناوين الأخبار، حيث اتهمت السلطات الأمنية الأسترالية إيران بالوقوف خلفها. وبعد أقل من أسبوعين من الهجوم الإرهابي الذي استهدف شاطئ بونداي الشهير في مدينة سيدني الأسترالية، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً، معظمهم من اليهود الذين كانوا يحتفلون بعيد «حانوكا» (عيد الأنوار اليهودي)، اشتعلت النيران في سيارة حاخام بمدينة ملبورن، الخميس، في هجوم يُشتبه بأن له علاقة بمعاداة السامية.

في غضون ذلك، قال توني بيرك وزير الشؤون الداخلية في أستراليا، والمعنيّ أيضاً بملف الهجرة، الأربعاء، إن بلاده ألغت تأشيرة بريطاني ​بعد اتهامه بعرض رمز نازيّ محظور، في وقت تكثف فيه أستراليا حملة لمكافحة معاداة السامية عقب إطلاق نار جماعي على شاطئ بونداي.

وقالت الشرطة الاتحادية الأسترالية إن الحكومة ألغت تأشيرة دخول رجل يبلغ من العمر 43 عاماً بعد أن وجهت إليه السلطات في الثامن من ديسمبر اتهامات بعرض ‌رمز نازيّ، والدعوة إلى ‌العنف ⁠ضد اليهود ​عبر منصة ‌«إكس» للتواصل الاجتماعي. وقال بيرك لهيئة الإذاعة الأسترالية: «إذا أتيت إلى أستراليا بتأشيرة دخول، فأنت ضيف هنا... إذا جاء أحدهم إلى هنا لأغراض الكراهية فعليه المغادرة»، في إشارة إلى البريطاني المعنيّ بالأمر.

وأشارت الشرطة الاتحادية إلى أن البريطاني عرض الصليب النازيّ المعقوف وتبنى «آيديولوجية ⁠تؤيد الفكر النازي بكراهية بشكل خاص لليهود» عبر حسابين على ‌«إكس» خلال شهرَي أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني). وذكرت تقارير ‍إعلامية أن البريطاني الذي كان يقيم في ‍ولاية كوينزلاند نُقل إلى مركز احتجاز للمهاجرين بعد إلغاء تأشيرته، وسيتم ترحيله ما لم يغادر البلاد طوعاً أولاً.

Your Premium trial has ended