شبيه أينشتاين في لبنان خطاط وعازف عود ومؤلف شعر

شوقي شلق شهرته عالمية ومهمته إنسانية

يستوقفونه أينما كان لالتقاط صورة تذكارية معه (شوقي شلق)
يستوقفونه أينما كان لالتقاط صورة تذكارية معه (شوقي شلق)
TT

شبيه أينشتاين في لبنان خطاط وعازف عود ومؤلف شعر

يستوقفونه أينما كان لالتقاط صورة تذكارية معه (شوقي شلق)
يستوقفونه أينما كان لالتقاط صورة تذكارية معه (شوقي شلق)

منذ عام 2009 بدأت شهرة شوقي شلق في الانتشار من بلد إلى آخر، بعدما لفت الأنظار بملامحه التي تشبه إلى حدّ كبير العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين. فهو متخصص في الهندسة المدنية، وملمّ بالأرقام، لكنه أيضاً متعدد المواهب الفنية.

بعض الجامعات تطلبه ليجسد شخصية العالم (شوقي شلق)

أينما مرّ، يطلب منه المارة التقاط صورة تذكارية، إذ إن الوقوف إلى جانب «أينشتاين» حلم يصعب تحقيقه اليوم. وبعد مرور قرن على رحيل العبقري الألماني، أعاده شلق إلى الحياة بصورة مختلفة.

ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في شهرتي. فعندما أسير في شوارع بيروت يتجمع الناس حولي لالتقاط صور للذكرى. والأمر يتكرر أيضاً في معارض الكتب، والفنون، حيث يقف العشرات من أجل الصورة نفسها».

ويروي مبتسماً أحد المواقف الطريفة: «مرة شاهدتني طفلة صغيرة وصرخت لوالدتها قائلة: ماما، هذا الرجل خرج من متحف المشاهير، لقد رأيته هناك!».

هذا الشبه خدمه في مناسبات عدة، منها تسهيل الحصول على تأشيرات السفر. يقول: «لا أبالغ إذا قلت إنهم يستقبلونني وكأنني شخصية يعرفونها منذ زمن. وفي إحدى المرات حصلت على تأشيرة إلى أميركا في يوم واحد».

يعترف شوقي بأن الشبه بينه وبين العالم الفيزيائي الراحل يقتصر فقط على الشكل الخارجي. ولا يسعى إلى استثماره مادياً. «أتلقى الفرص ولا ألهث وراءها. مهنتي الأساسية خطاط في فن الكتابة العربية. كما أكتب الشعر، وأحب التمثيل، وأعزف العود».

شوقي شلق ويخلق من الشبه أربعين (شوقي شلق)

يعيش شوقي في بلدته بشتودار في قضاء البترون، وعلاقته وطيدة مع الطبيعة، بل يفضّلها على الشهرة. يصف أجمل لحظاته قائلاً: «أجلس تحت شجرة توت عمرها أكثر من 200 عام. للطبيعة سحر خاص يمنح الطمأنينة. أحب أن أرتشف القهوة تحت ظل شجرة التين أو التوت، وأقضي يومي في العمل بالأرض، أو كتابة الشعر». وبصفته خطاطاً، يُبدع على الخشب، والنحاس، ومواد أخرى. وبعد شفاء زوجته من مرض السرطان، خطّ اسمها بالذهب الخالص تكريماً لها.

يقول إن هذا الشبه بينه وبين أينشتاين أسهم في مشاركته بمؤتمرات جامعية، من بينها في جامعة الكويت، حيث استقر فيها لفترة. «طُلب مني في إحدى المرات المشاركة في مؤتمر تعليمي. وعندما ظهرت صورتي على الشاشة، طلب الأساتذة من الطلاب طرح أسئلة تتعلق بشخصية أينشتاين، فرحت أحكي عن نفسي، وعن علم الأرقام المطّلع عليه بشكل كبير. تفاجأوا بالأمثلة التي أعطيتها لهم وتتعلق بحسابات دقيقة، فأنا من الأشخاص الذين يستطيعون أن يحسبوا ويجمعوا أرقاماً كبيرة. وأعدّ رقم 9 من الأحب إلى قلبي. فهو يمثّل الرقم الأكبر بين زملائه بالآحاد والعشرات وحتى بالألوف. وإنسانياً هو يستطيع أن يخفي نفسه ليحافظ على كيان الأرقام الأخرى معه».

يهوى الفنون على أنواعها وفي مقدمها فن الخطّ (شوقي شلق)

وعن علاقته بالفيزيائي الشهير، يوضح: «لم أجرِ بحثاً معمّقاً عن حياته أو أعماله. الشبه بيننا شكلي فقط. صحيح أنه عبقري، لكنني أيضاً أملك كياني، وهواياتي».

وعما إذا تبدّلت حياته بعدما عاش الشهرة يعلّق: «أعرف تماماً أن شهرتي عالمية. فكما في أميركا وبانكوك كذلك في أوروبا ولبنان، الجميع يلاحظ هذا الشبه بيننا. لكنني لا أستغله. ولا يمكن منافسة العلماء، وكل ما علينا أن نأخذ رسالتهم الإنسانية بجدية». ويتابع: «أحياناً ينادونني دكتور، مع أنني لا أحمل هذا اللقب. لكنه انعكاس للصورة الذهنية التي يحتفظ بها الناس عن أينشتاين».

وفي مجال التمثيل، خاض شلق تجارب متواضعة لم يكتب لها الاستمرار، ويرى أن السبب يعود إلى الشهرة التي اكتسبها بفضل شبهه بأينشتاين، وهي تفوق، في رأيه، شهرة بعض الممثلين، فـ«أينشتاين نجم لا يحتاج إلى تعريف».


مقالات ذات صلة

مصرع فينس زامبيلا أحد مبتكري لعبة «كول أوف ديوتي» بحادث سيارة

يوميات الشرق فينس زامبيلا (إ.ب.أ)

مصرع فينس زامبيلا أحد مبتكري لعبة «كول أوف ديوتي» بحادث سيارة

قتل فينس زامبيلا، أحد مبتكري لعبة الفيديو الشهيرة «كول أوف ديوتي»، في حادث سيارة، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية الاثنين.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)

كيف صنعت الجبال والبرد تنوّع النباتات عبر ملايين السنين؟

ارتفاع الجبال وانخفاض درجات الحرارة شكَّلا التنوع النباتي في نصف الكرة الشمالي عبر ملايين السنين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق مجموعة من الرسائل كتبها الأولاد لـ«سانتا كلوز» (بترونيات)

بلدة لبنانية تكسر رقم «غينيس» لرسائل «سانتا كلوز»

مدينة البترون في لبنان تحطم رقماً قياسياً جديداً في موسوعة «غينيس» لأكبر عدد من الرسائل المرسلة إلى «سانتا كلوز» خلال 24 ساعة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)

متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

متحف «بيمِيش» يخطط لإعادة فتح أرشيفه الضخم للجمهور في 2026، ليتيح استكشاف حياة الناس في شمال شرقي إنجلترا بين القرن الـ19 والخمسينات من القرن الـ20.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)

اكتشاف جديد يُغيِّر صورة امرأة «بيتشي هيد» الغامضة

تحليل حديث للحمض النووي يكشف أن امرأة «بيتشي هيد» البريطانية ذات أصول محلية، وليست أفريقية كما كان يُعتقد سابقاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«SRMG» و«Snapchat» لشراكة استراتيجية لتعزيز الابتكار الإعلامي ونمو صناع المحتوى

ندى المبارك الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية وعبد الله الحمادي المدير العام لـ«Snapchat» بالسعودية في أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
ندى المبارك الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية وعبد الله الحمادي المدير العام لـ«Snapchat» بالسعودية في أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

«SRMG» و«Snapchat» لشراكة استراتيجية لتعزيز الابتكار الإعلامي ونمو صناع المحتوى

ندى المبارك الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية وعبد الله الحمادي المدير العام لـ«Snapchat» بالسعودية في أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
ندى المبارك الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية وعبد الله الحمادي المدير العام لـ«Snapchat» بالسعودية في أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

أعلنت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) و«سناب شات» (Snapchat) شراكة استراتيجية تهدف إلى دفع عجلة الابتكار الإعلامي، وتطوير منظومة صُناع المحتوى، وتقديم حلول تجارية متكاملة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتجمع هذه الشراكة بين علامات «SRMG» الرائدة التجارية الإعلامية، وخبرتها العميقة في صناعة المحتوى، وقدراتها، وبين منصة «Snapchat»، التقنية ومنظومتها الواسعة من صناع المحتوى. وسيعمل الشريكان معاً على استكشاف نماذج جديدة للسرد القصصي، وتعزيز تفاعل الجمهور، وتطوير سبل التعاون الإعلاني، بما يعكس التطور المتسارع للمشهد الإعلامي الرقمي إقليمياً وعالمياً.

وترتكز الشراكة على خمس ركائز استراتيجية تشمل: الإعلام، والمحتوى، وصُناع المحتوى، والرياضة، والابتكار التجاري. كما تتضمّن تطوير صيغ تحريرية وقصصية جديدة مدعومة بأدوات منصة «Snapchat»، وإطلاق مبادرات تدريبية متخصصة بالتعاون مع أكاديمية «SRMG»، ووضع استراتيجيات محتوى مشتركة تهدف إلى دعم المواهب الصاعدة وبناء منظومات قابلة للتوسع لصُناع المحتوى.

كما تتمحور هذه الشراكة حول التزام مشترك ببناء نماذج إعلامية مستدامة تجارياً، ومتجذرة في المشهدَين الثقافي والرقمي للمنطقة. وتؤمن كل من «Snapchat» و«SRMG» بأن المحتوى والتجارب التي يصوغها الجمهور المحلي ليست أكثر جاذبية فحسب، بل هي أيضاً أعلى قيمة للعلامات التجارية. ومن خلال الدمج بين البيئات الإعلامية النوعية، وأساليب السرد القصصي التي تحتويها المنصة، والتخطيط التجاري المشترك، تهدف هذه الشراكة إلى فتح آفاق أوسع للفرص، وتقديم أعمال ذات كفاءة أعلى، وتوسيع النطاق، وتحقيق نتائج ملموسة للمعلنين في المملكة العربية السعودية والمنطقة ككل.

وقالت ندى المبارك، الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية: «تعكس هذه الشراكة استراتيجية (SRMG) طويلة المدى لبناء منظومة إعلامية مترابطة، تعتمد على البيانات، وتتمتع بمرونة اقتصادية عالية. وذلك من خلال المواءمة بين محتوانا ومواهبنا وقدراتنا التجارية مع الابتكار التقني لمنصة (Snapchat)، وابتكار مسارات أكثر فاعلية للمعلنين، مع دعم الجيل القادم من صُناع المحتوى في جميع أنحاء المنطقة».

من جانبه، قال عبد الله الحمادي، المدير العام لـ«Snapchat» في السعودية: «في ظل التسارع الذي يشهده قطاع الإعلام والتقنية في السعودية، فإن التزامنا يُعد طويل الأمد وعميق الارتباط بالمشهد المحلي. ومع وجود أكثر من 26 مليون شخص يستخدمون (Snapchat) شهرياً في المملكة، أصبحنا جزءاً من أسلوب الحياة اليومي لهذه السوق. ونظراً إلى ما تتمتع به (SRMG) من حجم وتأثير وريادة، فإنها تُعد الشريك الأنسب لتوسيع هذا الأثر المتنامي. معاً، نجمع قوتَين بارزتَين جنباً إلى جنب، تتمتع كل منهما بنقاط قوة مكملة للأخرى، لخلق أوجه تعاون جديدة تُمكّن صناع المحتوى، وترتقي بالعلامات التجارية، وتُسهم بشكل هادف في رؤية المملكة لهذا القطاع».

وتحظى «Snapchat» بمكانة قوية واستثنائية في السعودية، مدفوعةً بمعدلات تفاعل يومية عالية، ومنظومة متنامية من صُناع المحتوى المحليين، وارتباط ثقافي عميق مع مختلف فئات المجتمع في السعودية. وللمعلنين، تُعد «Snapchat» منصة أثبتت فاعليتها من حيث الأداء، حيث تحقق نتائج قوية عبر مراحل الإعلان المختلفة، وذلك من خلال صيغ مُصممة لتتوافق مع طرق التواصل والتفاعل الطبيعية للناس.

ومن المقرر أن تنطلق الشراكة عبر مراحل متعددة تبدأ في عام 2026، مع تفعيل المبادرات عبر العلامات التجارية الإعلامية التابعة لـ«SRMG»، وتقديم الحلول المشتركة بقيادة «SRMG» للحلول الإعلامية.


مصرع فينس زامبيلا أحد مبتكري لعبة «كول أوف ديوتي» بحادث سيارة

فينس زامبيلا (إ.ب.أ)
فينس زامبيلا (إ.ب.أ)
TT

مصرع فينس زامبيلا أحد مبتكري لعبة «كول أوف ديوتي» بحادث سيارة

فينس زامبيلا (إ.ب.أ)
فينس زامبيلا (إ.ب.أ)

قتل فينس زامبيلا، أحد مبتكري لعبة الفيديو الشهيرة «كول أوف ديوتي»، في حادث سيارة، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية الاثنين.

وذكرت قناة «إن بي سي 4» المحلية أن زامبيلا قُتل الأحد أثناء قيادته سيارته من طراز فيراري على طريق في شمال لوس أنجليس. وقد أنتجت استوديوهاته بعضاً من أكثر ألعاب الفيديو مبيعاً في العالم.

واشتهر زامبيلا بمشاركته في تطوير سلسلة ألعاب «كول أوف ديوتي» وتأسيس شركة «ريسبون إنترتينمنت»، الاستوديو الذي يقف وراء ألعاب «تايتانفول» و«أبيكس ليجندز» و«ستار وورز جيداي»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وبعدما بدأ مسيرته المهنية في التسعينات بوصف أنه مصمم لألعاب إطلاق النار، شارك في تأسيس شركة «إنفينيتي وارد» عام 2002، وساهم في إطلاق لعبة «كول أوف ديوتي» عام 2003. واستحوذت شركة «أكتيفيجن» لاحقاً على الاستوديو الخاص به.

ترك «أكتيفيجن» في ظروف مثيرة للجدل، وأسس شركة «ريسبون» عام 2010 التي استحوذت عليها شركة «إلكترونيك آرتس» عام 2017.

وفي «إلكترونيك آرتس» تولى زامبيلا مسؤولية إعادة إحياء سلسلة ألعاب «باتلفيلد»، ما رسخ سمعته بوصف أنه واحد من أكثر الشخصيات تأثيراً في ألعاب إطلاق النار.


كيف صنعت الجبال والبرد تنوّع النباتات عبر ملايين السنين؟

جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)
جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)
TT

كيف صنعت الجبال والبرد تنوّع النباتات عبر ملايين السنين؟

جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)
جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)

تلعب الجبال ودرجة الحرارة المنخفضة دوراً أساسياً في نشوء النباتات وتنوّعها على الأرض، إذ تشكل الارتفاعات العالية بيئات جديدة وتربط التغيرات المناخية بين سلاسل جبلية منفصلة، مما يسمح للنباتات بالانتشار والتكيف على مدى ملايين السنين.

أظهرت دراسة حديثة أجراها شينغ ياو وو وزملاؤه، في حديقة شيشوانغباننا النباتية الاستوائية بالأكاديمية الصينية للعلوم، ونُشرت في مجلة «ساينس أدفانس (Science Advances)» أن ارتفاع الجبال وانخفاض درجات الحرارة العالمية لعبا دوراً محورياً في نشوء وتنوّع النباتات الجبلية في نصف الكرة الشمالي. إذ أسهمت الجبال في خلق بيئات جديدة على ارتفاعات شاهقة، في حين سمح التبريد العالمي بربط سلاسل جبلية منفصلة، مما مكّن النباتات من الانتشار والاختلاط عبر مساحات واسعة على مدى ملايين السنين.

ركزت الدراسة على 5 أنظمة جبلية رئيسية وحلَّلت 34 مجموعة من النباتات الزهرية تضم 8456 نوعاً، لإعادة بناء تاريخ انتشار هذه النباتات وتنوعها زمنياً ومكانياً. أظهرت النتائج أن تشكّل الجبال وفّر بيئات جديدة على ارتفاعات عالية، مما أتاح فرصاً للتكيّف والتنوع المحلي، في حين ساعد انخفاض درجات الحرارة على توسيع نطاق البيئات الباردة وربط سلاسل جبلية كانت معزولة سابقاً، مما سهّل امتزاج النباتات عبر مسافات شاسعة.

كما كشفت الدراسة عن اختلافات واضحة في الآليات التطورية بين الأنظمة الجبلية. فقد تبين أن منطقة «التبت - الهيمالايا - هنغدوان» مثّلت مركزاً رئيسياً لنشوء التنوع البيولوجي، حيث نشأ أكثر من نصف الأنواع الجديدة من تطور محلي. في المقابل، أظهرت الأنظمة الجبلية الأوروبية والإيرانية - التورانية نمطاً مختلفاً، إذ تشكّلت نباتاتها الجبلية أساساً من سلالات محلية متوسطة إلى منخفضة الارتفاع، ومن ثَمَّ تكيفت لاحقاً مع البيئات العالية.

تؤكد هذه النتائج أن تنوع النباتات الجبلية لا يعود إلى عامل منفرد، بل إلى تفاعل طويل الأمد بين العمليات الجيولوجية والتغيرات المناخية العالمية. كما توفر الدراسة إطاراً لفهم كيفية استجابة النظم البيئية الجبلية للتغيرات المناخية المستقبلية، وتُسهم في توضيح الأنماط العامة لتشكّل التنوع البيولوجي على سطح الأرض.