رئيس الوزراء الياباني بصدد طلب «حزمة تحفيز»

«البنك المركزي» يلمّح إلى رفع الفائدة ويركّز على حالة عدم اليقين العالمية

رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا (يمين) والأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي هيروشي مورياما في اجتماع للحزب بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا (يمين) والأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي هيروشي مورياما في اجتماع للحزب بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

رئيس الوزراء الياباني بصدد طلب «حزمة تحفيز»

رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا (يمين) والأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي هيروشي مورياما في اجتماع للحزب بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا (يمين) والأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي هيروشي مورياما في اجتماع للحزب بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «سانكي» اليابانية، يوم الثلاثاء، نقلاً عن مصادر حكومية، أن رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، يعتزم طلب حزمة تحفيز اقتصادي من الوزراء هذا الأسبوع، لمعالجة التضخم ورسوم إدارة ترمب الجمركية.

وأوضحت الصحيفة أن الخطة تأتي عقب اجتماع عُقد، يوم الثلاثاء، بين الأمينَيْن العامَّيْن للحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه في الائتلاف حزب «كوميتو»؛ إذ اتفقا على الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير سريعة لمساعدة الأسر على مواجهة التضخم. وأضافت «سانكي» أن الحزبَيْن أكدا أيضاً أنهما سينظران في تقديم مساعدات نقدية بوصفه جزءاً من جهود تخفيف التضخم.

وفي سياق منفصل، ذكرت صحيفة «يوميوري» أن الحزبَيْن يأملان في إقرار ميزانية تكميلية لتمويل الحزمة الاقتصادية خلال الدورة البرلمانية الاستثنائية هذا الخريف. وأضافت أن الحزمة ستشمل تدابير لمواجهة ارتفاع الأسعار ودعم الشركات المحلية المتضررة من الرسوم الجمركية الأميركية. وعقد الحزب الليبرالي الديمقراطي، يوم الثلاثاء، اجتماعاً عاماً مشتركاً لمجلسي البرلمان لتقييم هزيمته الأخيرة في انتخابات مجلس الشيوخ. وعقب الاجتماع، قد يبدأ الحزب إجراءاته لاتخاذ قرار بشأن تقديم موعد انتخابات القيادة.

وأفادت صحيفة «سانكي» بأنه باقتراح حزمة اقتصادية يبدو أن رئيس الوزراء يُعيد تأكيد التزامه بالبقاء في منصبه، ويُواجه دعوات داخل الحزب إلى تقديم موعد انتخابات القيادة.

«بنك اليابان» مطالب برفع الفائدة

وفي سياق منفصل، قال نائب محافظ «بنك اليابان»، ريوزو هيمينو، يوم الثلاثاء، إن البنك المركزي ينبغي أن يواصل رفع أسعار الفائدة، لكنه حذّر من أن حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي لا تزال مرتفعة، مشيراً إلى أنه ليس في عجلة من أمره لرفع تكاليف الاقتراض التي لا تزال منخفضة.

وعلى الرغم من أن اتفاقية التجارة بين اليابان والولايات المتحدة تُسهم في تخفيف حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد، فإن التأثير الدقيق للرسوم الجمركية الأميركية لا يزال غير معروف حتى الآن، على حد قوله.

وقال هيمينو، في خطاب ألقاه أمام قادة الأعمال في كوشيرو، شمال اليابان: «في الوقت الحالي، قد يستحق خطر حدوث تأثير أكبر من المتوقع اهتماماً أكبر». وأضاف: «بشكل عام، لا يزال الاقتصاد العالمي يواجه مستويات عالية من عدم اليقين».

وأشار هيمينو أيضاً إلى وجود مخاطر صعودية وأخرى هبوطية على توقعات التضخم. وأوضح أنه في حين أن سوق العمل اليابانية الضيقة قد تدفع الأجور إلى الارتفاع، فإن تباطؤ النمو العالمي والضرر الذي لحق بالاقتصاد الياباني جراء زيادة الرسوم الأميركية قد يؤثران سلباً على الأسعار.

وأضاف هيمينو: «بعد توقف مؤقت بسبب تباطؤ النمو نتيجةً لتأثير الرسوم الجمركية، نتوقع أن يستقر التضخم الأساسي في اليابان بنهاية المطاف حول مستويات تتوافق مع هدفنا البالغ 2 في المائة». وأضاف: «إذا تحقق السيناريو الأساسي فسيكون من المناسب مواصلة رفع أسعار الفائدة بما يتماشى مع تحسّن الاقتصاد والأسعار».

تلميحات قليلة

ولم يُقدّم هيمينو سوى تلميحات قليلة حول موعد رفع البنك المركزي أسعار الفائدة، مكتفياً بالقول إنه يرغب في التدقيق «دون أي أحكام مسبقة»، فيما إذا كانت توقعات «بنك اليابان» الأساسية ستتحقق. وقال: «يجب علينا تقييم توازن المخاطر باستمرار، سواءً صعوداً أو هبوطاً، والاستجابة في الوقت المناسب وبطريقة مناسبة لضمان احتواء الضرر بشكل جيد، حتى في حال انحراف الظروف عن السيناريو الأساسي».

وانخفض الين، وواصل مؤشر «نيكي» الياباني مكاسبه لفترة وجيزة بعد تصريحات هيمينو؛ إذ رأى بعض المتعاملين في السوق أنها أقل تشدداً من المتوقع. وكان «بنك اليابان» قد خرج من برنامج تحفيز اقتصادي ضخم استمر لعقد من الزمان العام الماضي، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.5 في المائة في يناير (كانون الثاني)، اعتقاداً منه أن اليابان على وشك تحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل مستدام.

وبينما تجاوز تضخم أسعار المستهلكين هدف «بنك اليابان» لأكثر من ثلاث سنوات، تعهد المحافظ كازو أويدا بالتباطؤ في رفع أسعار الفائدة، نظراً إلى عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الياباني... إلا أن ارتفاع تضخم أسعار الغذاء بشكل مستمر وآفاق نمو الأجور المستدام دفعا بعض أعضاء مجلس إدارة «بنك اليابان» إلى التحذير من آثار ثانوية قد تستدعي رفعاً آخر لأسعار الفائدة.

ويتوقع ما يقرب من ثلثي الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم في أغسطس (آب)، أن يرفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام. وانتقد هيمينو، الرئيس السابق لهيئة تنظيم البنوك في اليابان، السياسة النقدية شديدة التيسير التي يتبعها «بنك اليابان»، وعدّته الأسواق من بين الأعضاء الأكثر حرصاً على رفع أسعار الفائدة في المجلس. وقال هيمينو إنه ينبغي على «بنك اليابان» تقليص حضوره في سوق سندات الحكومة اليابانية؛ لأن الاحتفاظ بأموال فائضة دون داعٍ قد ينطوي على مخاطر، موضحاً أنه «من الحكمة تقليص حجم الميزانية العمومية لـ(بنك اليابان) مع مرور الوقت»، بما في ذلك عن طريق التخلص من حيازاته من الأصول الخطرة مثل صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار العقاري. وأضاف: «سنفكر في كيفية التعامل مع حيازاتنا المتبقية من صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار العقاري اليابانية»، مستفيدين من خبرة «بنك اليابان» السابقة في بيع الأسهم التي اشتراها من المؤسسات المالية.


مقالات ذات صلة

تركيا تعلق آمالاً على «صداقة» ترمب لحل الملفات العالقة

خاص ترمب يستقبل إردوغان بالبيت الأبيض للمرة الأولى منذ 6 سنوات في 25 سبتمبر الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا تعلق آمالاً على «صداقة» ترمب لحل الملفات العالقة

تبرز العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بوصفها واحدةً من أكثر العلاقات تعقيداً وتقلباً بالرغم من التحالف في «ناتو» يحرص البلدان على تسييرها من منظور براغماتي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد وزيرة التخطيط المصرية خلال لقائها الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج (وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية)

مصر: العام الجديد سيشكّل نقطة تحول مهمة للاقتصاد الكلي

قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في مصر، رانيا المشاط، إن عام 2026 سيشكّل نقطة تحول مهمة للاقتصاد المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد منظر عام للعاصمة الألمانية برلين (رويترز)

مطالب في ألمانيا بإصلاحات مالية لتجنب أزمة اقتصادية طويلة

طالب رئيس اتحاد أرباب العمل الألماني، راينر دولجر، الحكومة بإجراء إصلاحات جذرية خلال العام المقبل، محذراً من استمرار الأزمة الاقتصادية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد أصبح «اقتصاد الظل الرقمي» أمراً واقعاً من جمع البيانات ووسطاء بيعها إلى تدريب النماذج... إلى التزييف العميق والابتزاز والاحتيال (رويترز)

من السنتات إلى التريليونات... هل سلبتنا «سوق الظل» بياناتنا؟

تسعى «الشرق الأوسط» من خلال هذا التحقيق لتتبع خيوط ما يمكن تسميته «اقتصاد الظل الرقمي»؛ من جمع البيانات ووسطاء بيعها، إلى تدريب النماذج، إلى التزييف العميق

لمياء نبيل (القاهرة)
الاقتصاد يرفرف العلم الوطني الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يقلص تدخلاته في سوق الصرف إلى النصف مع بداية 2026

أعلن البنك المركزي الروسي، الجمعة، أنه سيخفض تدخلاته في سوق الصرف الأجنبية إلى النصف ابتداءً من العام الجديد، في خطوة متوقعة من شأنها الحد من دعم الروبل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

تباين أداء الأسهم الآسيوية وسط تداولات هادئة وتوترات جيوسياسية

متداولون بجوار شاشة تعرض البيانات المالية في قاعة بنك هانا في سيول (إ.ب.أ)
متداولون بجوار شاشة تعرض البيانات المالية في قاعة بنك هانا في سيول (إ.ب.أ)
TT

تباين أداء الأسهم الآسيوية وسط تداولات هادئة وتوترات جيوسياسية

متداولون بجوار شاشة تعرض البيانات المالية في قاعة بنك هانا في سيول (إ.ب.أ)
متداولون بجوار شاشة تعرض البيانات المالية في قاعة بنك هانا في سيول (إ.ب.أ)

تباينت مؤشرات الأسهم الآسيوية خلال تعاملات يوم الاثنين، في ظل أحجام تداول محدودة مع استمرار عطلة الأعياد، وذلك بعد أداء ضعيف للأسهم الأميركية في أولى جلساتها عقب عيد الميلاد، على الرغم من تصاعد حدة التوترات في مضيق تايوان.

ولم تشهد العقود الآجلة للأسهم الأميركية تغيّرات تُذكر، في إشارة إلى حالة الترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية مع اقتراب نهاية العام، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وفي تطور جيوسياسي لافت، أعلن الجيش الصيني أنه نشر قوات جوية وبحرية وصاروخية لإجراء مناورات عسكرية مشتركة حول تايوان، الجزيرة ذاتية الحكم التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، في خطوة وصفتها بأنها تحذير لما تسميه «القوى الانفصالية» و«التدخل الخارجي». من جانبها، أعلنت تايوان رفع مستوى الجاهزية العسكرية، ووصفت الحكومة الصينية بأنها «أكبر مهدد للسلام» في المنطقة.

وجاءت هذه المناورات عقب تعبير بكين عن غضبها إزاء مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، وكذلك تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي، التي قالت إن بلادها قد تتدخل في حال أقدمت الصين على أي عمل عسكري ضد تايوان. ورغم ذلك، لم يأتِ بيان الجيش الصيني الصادر صباح الاثنين على ذكر الولايات المتحدة أو اليابان بالاسم.

وعلى صعيد أداء الأسواق، ارتفع المؤشر الرئيسي في تايوان بنسبة 0.8 في المائة، بينما صعد مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.3 في المائة ليغلق عند 25887.33 نقطة. كما أضاف مؤشر شنغهاي المركب 0.3 في المائة ليصل إلى 3975.92 نقطة. في المقابل، تراجع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 0.2 في المائة إلى 50663.90 نقطة.

وفي كوريا الجنوبية، قفز مؤشر «كوسبي» بنسبة 1.9 في المائة مسجلاً 4,207.36 نقطة، في حين انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200» الأسترالي بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 8732.70 نقطة.

وعقب استئناف التداول يوم الجمعة بعد عطلة عيد الميلاد، تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة تقل عن 0.1 في المائة ليصل إلى 6929.94 نقطة. كما انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة أقل من 0.1 في المائة إلى 48710.97 نقطة، وتراجع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 23,593.10 نقطة.

ومع تبقي ثلاثة أيام تداول فقط على نهاية عام 2025، يكون مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» قد حقق مكاسب تقارب 18 في المائة منذ بداية العام، مدعوماً بسياسات تخفيف القيود التنظيمية التي تبنتها إدارة ترمب، إلى جانب تفاؤل المستثمرين بآفاق الذكاء الاصطناعي.


عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
TT

عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)

دعت عائلات ضحايا هجوم شاطئ بونداي في أستراليا، الاثنين، رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إلى تشكيل لجنة ملكية فيدرالية للتحقيق في «التصاعد السريع لمعاداة السامية» في البلاد.

واتُهم الهندي الأصل ساجد أكرم (50 عاماً) ونجله نافيد أكرم (24 عاماً) بقتل 15 شخصاً وإصابة عشرات آخرين بإطلاقهما النار على تجمع للاحتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في 14 ديسمبر (كانون الأول)، في هجوم وصفته السلطات بأنه معادٍ للسامية.

وفي رسالة صدرت، الاثنين، دعت 17 عائلة ألبانيزي إلى «إنشاء لجنة ملكية للتحقيق في التصاعد السريع لمعاداة السامية في أستراليا» ولمراجعة «إخفاقات قوات إنفاذ القانون والاستخبارات والسياسة التي أدت إلى مذبحة شاطئ بونداي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتُعدّ اللجان الملكية في أستراليا أعلى هيئات التحقيق العامة مستوى، وتتمتع بصلاحيات واسعة للتحقيق في قضايا فساد والاعتداءات الجنسية على الأطفال وحماية البيئة.

وقالت العائلات في الرسالة: «أنتم مدينون لنا بإجابات. أنتم مدينون لنا بالمساءلة. وأنتم مدينون للأستراليين بالحقيقة»، معتبرة أن تصاعد معاداة السامية يمثل «أزمة وطنية» و«تهديداً متواصلاً».

وقُتل الأب خلال الهجوم، أما ابنه البالغ (24 عاماً)، المولود في أستراليا ويحمل الجنسية الأسترالية، فهو قيد الاحتجاز لدى الشرطة.

ورفضت حكومة ألبانيزي دعوات عائلات ضحايا هجوم بونداي لإجراء تحقيق ملكي فيدرالي، ورأت أن ذلك «سيمنح أسوأ الأصوات المعادية للسامية منصة»، وفقاً لموقع «الغارديان».

وقال رئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي إن لجنة التحقيق الملكية ستكون بطيئة جداً، وليست الآلية المناسبة للتحقيق في الهجوم، متمسكاً باختياره لمراجعة أقصر لوكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون، وهي خطوة استهجنتها قيادات المجتمع اليهودي والعديد من أعضاء البرلمان الفيدرالي باعتبارها غير كافية.

وأوضح: «المشكلة أن لجان التحقيق الملكية قد تكون جيدة في تحديد الحقائق. وما ستفعله مراجعة ريتشاردسون هو تحديد الحقائق. أما ما لا تجيده لجان التحقيق الملكية فهو النظر في الأمور غير المتفق عليها، حيث يختلف الناس في وجهات النظر».

ورأى وزير الشؤون الداخلية توني بيرك أن اللجنة الملكية «ستوفر منصة عامة لبعض أسوأ التصريحات وأسوأ الأصوات»، قائلاً إن هذا الشكل «سيعيد فعلياً إحياء بعض أسوأ أمثلة معاداة السامية خلال العامين الماضيين».

لكن أليكس ريفشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي ليهود أستراليا، قال إن لجنة تحقيق ملكية أمر حاسم، بما في ذلك التحقيق في أنظمة الهجرة وأمن الحدود.

وتحدث ريفشين على قناة «إيه بي سي» بعد مؤتمر ألبانيزي الصحفي، قائلاً إن اللجنة الملكية الفيدرالية هي «أقل ما يمكن فعله».

وأضاف: «لقد تحدثت العائلات بوضوح شديد، وتحدث المجتمع، والنهج الذي أعلنت عنه الحكومة اليوم من قبل رئيس الوزراء كان مؤشراً على كيفية تعاملهم مع هذه الأزمة لأكثر من عامين الآن. إنهم يماطلون، ولا يصغون للخبراء والمجتمع، ثم ما يقترحونه هو إجراء نصف فعال».

كان ألبانيزي قد أعلن، يوم الاثنين، أن المراجعة التي سيجريها رئيس جهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي السابق دينيس ريتشاردسون سُتكلّف بالتحقيق في صلاحيات وكفاءة وأنظمة ومشاركة المعلومات لدى وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية.

ستركز مراجعة ريتشاردسون، التي سترفع تقريرها بحلول أبريل (نيسان)، بشكل خاص على الشرطة الفيدرالية وجهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي، وستتحقق في كيفية تقييم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية للمشتبه بهم، وما الذي كان معروفاً عنهم قبل الهجوم، وأي عوائق حالت دون اتخاذ السلطات إجراءات أفضل، وما الإجراءات التي يجب اتخاذها في المستقبل، بما في ذلك ما إذا كانت صلاحيات الوصول إلى البيانات وإصدار أوامر التفتيش كافية.

وقال بيرك إن تحقيق ريتشاردسون سيرفع نتائجه بسرعة أكبر بكثير مما تستطيع أي لجنة ملكية، مضيفاً أن عناصر الأمن القومي في التحقيق «لا تصلح للتحقيق العلني».

وأشارت حكومة ألبانيزي أيضاً إلى لجنة التحقيق الملكية لولاية نيو ساوث ويلز، قائلة إن الوكالات الفيدرالية ستعاون مع ذلك التحقيق.

غير أن زعيمة المعارضة سوزان ليه قالت إن هناك حاجة إلى لجنة تحقيق ملكية وطنية للتحقيق في معاداة السامية عبر أستراليا، مشيرة إلى الحوادث الأخيرة في أنحاء البلاد، وحثت ألبانيزي على الاستماع إلى طلب عائلات ضحايا بونداي.

وأضافت: «بدلاً من الاستماع إلى الأكثر تضرراً، قرر رئيس الوزراء التحدث فوق أصواتهم. بدلاً من الحقيقة، يختبئ وراء الإجراءات. من خلال التحدث فوق ضحايا وعائلاتهم والإعلان أن مساره هو الصحيح، فإن رئيس الوزراء قد أهان في الواقع أولئك الذين تحملوا ما لا يمكن تخيله».

وتابعت: «الأستراليون لا يحتاجون إلى حجب الحقيقة عنهم. نحن نكرم حياة الذين فقدناهم بمواجهة الحقائق المزعجة. أن نخبر العائلات الحزينة وأمة مصدومة أنهم في حال أفضل بجهلهم الحقيقة، هذا التصرف ليس قيادة، إنه عدم احترام».


ماكرون: حلفاء كييف يجتمعون في باريس مطلع يناير لبحث الضمانات الأمنية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه العام الماضي (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه العام الماضي (د.ب.أ)
TT

ماكرون: حلفاء كييف يجتمعون في باريس مطلع يناير لبحث الضمانات الأمنية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه العام الماضي (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه العام الماضي (د.ب.أ)

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين عن اجتماع لحلفاء كييف في باريس مطلع يناير (كانون الثاني) لمناقشة الضمانات الأمنية التي ستقدّم لأوكرانيا في إطار اتفاق سلام مع روسيا.

وكتب ماكرون على «إكس» بعد محادثة مع نظيرَيه الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي «سنجمع دول (تحالف الراغبين) في باريس مطلع يناير لوضع اللمسات الأخيرة على المساهمات الملموسة لكل منها».

وأضاف ماكرون الذي أجرى أيضاً محادثة ثنائية مع زيلينسكي: «نحن نحرز تقدماً فيما يتعلق بالضمانات الأمنية التي ستكون أساسية لبناء سلام عادل ودائم».

ويأتي هذا الإعلان عقب اجتماع زيلينسكي وترمب الأحد في مقر إقامة الرئيس الأميركي في فلوريدا، حيث أظهر الأخير بعض التفاؤل بشأن التوصل إلى حل قريب للحرب المستمرة منذ فبراير (شباط) 2022.

وأقر دونالد ترمب بأن «المفاوضات كانت صعبة للغاية»، مشيراً إلى «إحراز تقدم كبير».