الدوري الإنجليزي الممتاز يُوصف غالباً بأنه الأكثر قسوة بدنياً في أوروبا. كثير من اللاعبين القادمين من الخارج يتحدثون عن صدمة السرعة والحدة التي يواجهونها فوراً عند دخولهم ملاعب إنجلترا. فما بالك بلاعب في عمر 15 أو 16 عاماً يجد نفسه وسط هذه المعمعة؟
هذا التحدي الجسيم هو ما اقتحمه الثنائي ريو نغوموها (ليفربول) وماكس داومان (آرسنال) في الأسابيع الأولى من موسم 2025-2026. نغوموها (الذي احتفل بعيد ميلاده الـ17 يوم الجمعة الماضي) سجل هدف الفوز ضد نيوكاسل في «سانت جيمس بارك»، بينما حصل داومان (15 عاماً و234 يوماً) على ركلة جزاء في أول ظهور له مع آرسنال أمام ليدز، ليصبح ثاني أصغر لاعب يشارك مع «المدفعجية».
لكن كيف ينظر اللاعبون المخضرمون لهذه المواهب الصاعدة؟ كيف تعامل الكبار مع واين روني وجيمس ميلنر؟
حسب شبكة «The Athletic»، فإن كيفن كيلبان (324 مباراة في البريميرليغ) استرجع ظهوره أمام جيمس ميلنر حين كان الأخير في السادسة عشرة فقط مع ليدز عام 2002. يقول: «رأيت اسمه في ورقة التشكيل وقلت: من هذا؟ لم نكن نعرف شيئاً عن الناشئين وقتها كما يحدث اليوم».
زميله مايكل غراي الذي واجه ميلنر مباشرة أضاف: «كنت ألعب مدافع أيسر ولم أتعامل معه بوصفه طفلاً، بل لاعباً منافساً. بمجرد أن يختاره المدرب للفريق الأول، عليك أن تحترمه وتقاتل أمامه».
ميلنر سجل في تلك المباراة ليكسر لاحقاً رقماً قياسياً كان قد سجله واين روني مع إيفرتون ضد آرسنال قبلها بأسابيع.
أما روني فكان حالة خاصة كما يروي إيان تايلور (لاعب أستون فيلا السابق): «روني بدا رجلاً ناضجاً، سريعاً وقوياً وموهوباً. لم يكن الأمر متعلقاً بعمره، بل بخطورته».
في 2005، حطم جيمس فوغان الرقم القياسي ليصبح أصغر هداف في تاريخ الدوري. كيلبان نفسه صنع له الهدف: «كان قوياً وشرساً رغم صغر سنه. أردنا حمايته أحياناً، لكن على أرض الملعب كان لا يعرف الخوف».
اليوم، يضع داومان اسمه بين هذه السلسلة من «المراهقين المعجزة» الذين شقوا طريقهم إلى «البريميرليغ». ورغم حداثة سنه، فقد لمس قلوب الجماهير في أول ظهور له بفضل جرأته وحيويته.
اللاعبون الكبار يعترفون: «بمجرد أن ينزل الناشئ إلى أرض الملعب، تسقط فكرة العمر. إذا كان يملك الموهبة والجرأة، يصبح خصماً مثل غيره. لكن ما يميز هذه القصص أن هؤلاء الصغار لا يخشون مواجهة نجوم قد يكبرونهم بضعف العمر، بل يستغلون الفرصة ليكتبوا بدايات أسطورية».
