من ريتيغي إلى نونيز... الدوري السعودي يُغيِّر ملامح خريطة كرة القدم العالمية

مواهب شابة مثل ناثان زيزي وغابرييل كارفاليو حوّلت المسابقة إلى بطولة محورية

نونيز (نادي الهلال)
نونيز (نادي الهلال)
TT

من ريتيغي إلى نونيز... الدوري السعودي يُغيِّر ملامح خريطة كرة القدم العالمية

نونيز (نادي الهلال)
نونيز (نادي الهلال)

تشهد كرة القدم السعودية مرحلة جديدة من استراتيجيتها في سوق الانتقالات، إذ لم تعد تقوم فقط على التعاقد مع النجوم المخضرمين من الدوريات الأوروبية الكبرى لإضفاء البريق على الدوري السعودي للمحترفين، بل اتجهت بشكل متزايد نحو استقطاب اللاعبين الشباب في مقتبل مسيرتهم، بما يعكس سياسة استثمارية بعيدة المدى تستند إلى «رؤية المملكة 2030».

هذه التحوّلات، التي رصدتها صحيفة «ليكيب» الفرنسية، جاءت لتؤكد أن السوق السعودية باتت لاعباً محورياً في المشهد الكروي الدولي، وأن قدرتها المالية والتنظيمية تتيح لها منافسة أكبر الدوريات.

ففي الماضي القريب، كان من المعتاد أن يذهب لاعبون واعدون في فرنسا، مثل ناثان زيزي لاعب نانت، وسايمون بوبريه لاعب موناكو، وأمادو كوني لاعب ريمس، إلى أندية تقليدية، مثل ليون أو مرسيليا لتدشين مشوارهم مع دوري الأبطال.

بولكا (نادي نيوم)

لكن هؤلاء الثلاثة، وجميعهم تحت سن العشرين، فضَّلوا الاتجاه إلى نادي نيوم، الوافد الجديد إلى الدوري السعودي، مدفوعين بإمكانات مالية ضخمة، ومشروع رياضي يتجاوز حدود المنطقة.

هذه الخطوة لم تكن لتخطر على البال قبل سنوات قليلة، لكنها صارت اليوم جزءاً من واقع جديد يفرضه الحضور السعودي في أسواق الانتقالات.

التحوّل برز بشكل أوضح بعد صيفي 2023 و2024، حين قلبت الأندية السعودية الطاولة على أوروبا باستقطاب مجموعة من الأسماء الكبرى. ومع أن الهدف كان منذ البداية جلب لاعبين من الطراز الأول لوضع الدوري السعودي على الخريطة، فإن الاستراتيجية تطوّرت لتشمل أيضاً لاعبين أصغر سنّاً، مستفيدة من اللوائح التي تسمح بضم 10 لاعبين أجانب (8 فقط في القائمة الأساسية) مع إمكانية إضافة لاعبين تحت 21 عاماً خارج هذا السقف. هذا التفصيل البسيط فتح الباب أمام موجة جديدة من التعاقدات، تجمع بين خبرة النجوم الكبار وطموح الصغار الباحثين عن فرصة.

المدافع الكونغولي مارسيل تيسيران، الذي لعب في أندية الاتفاق وأبها والخليج قبل انتقاله مؤخراً إلى سيدني الأسترالي، رأى أن هذه السياسة قد تحمل تأثيراً على المدى الطويل، إذ قال: «لقد تغيّرت الاستراتيجية بشكل واضح. في السابق كانوا يركزون على الأسماء الكبيرة، أما الآن فهم يستقطبون لاعبين أصغر سنّاً بكثير كما حدث مع صفقات نادي نيوم. لكن يبقى السؤال حول مستقبل المنتخب الوطني، خصوصاً مع استضافة السعودية بطولة آسيا 2027، ثم كأس العالم 2034؛ حيث ستكون الحاجة ماسة إلى قاعدة محلية قوية».

ريتيغي (نادي القادسية)

الهلال، والاتحاد، والأهلي، والنصر، والقادسية، ونيوم، جميعها تمتلك قدرات مالية كبرى، وهي التي تصدّرت سوق الانتقالات، وأبرمت صفقات غير مسبوقة. ومن أبرز الأمثلة الفرنسي إنزو ميلو (23 عاماً) الذي كان قريباً من أتلتيكو مدريد في يوليو (تموز) 2024 قبل أن يحسم انتقاله إلى الأهلي، الفائز بدوري النخبة الآسيوي.

التحولات لم تقتصر على الصفقات الفردية، بل ظهرت جلية في الأرقام الإجمالية لسوق الانتقالات.

ففي 2023 بلغ عجز الدوري الإنجليزي الممتاز 1.328 مليار يورو، تلاه الدوري السعودي بـ897 مليون يورو، ثم الدوري القطري بـ173 مليون يورو.

وفي 2024 استمر الدوري الإنجليزي في الصدارة بعجز 1.063 مليار يورو، تلاه الدوري السعودي بـ516 مليون يورو، فيما جاء الدوري الإيطالي ثالثاً بـ366 مليون يورو.

أما في 2025 فقد سجّل الدوري الإنجليزي عجزاً جديداً بلغ 1.189 مليار يورو، تلاه الدوري السعودي بـ315 مليون يورو، ثم الدوري التركي بـ94 مليون يورو.

ووفقاً لـ«ليكيب» الفرنسية، فإن هذه الأرقام تضع الدوري السعودي بوضوح في موقع ثاني أكثر الدوريات إنفاقاً على مستوى العالم، خلف إنجلترا مباشرة.

وعلى صعيد الصفقات الفردية في صيف 2025، تصدّر المهاجم الإيطالي ماتيو ريتيغي المنتقل إلى القادسية القائمة بـ68.25 مليون يورو، تلاه الأوروغوياني داروين نونيز، المنتقل إلى الهلال بـ53 مليون يورو، ثم البرتغالي جواو فيليكس إلى النصر بـ30 مليون يورو، والفرنسي إنزو ميلو إلى الأهلي بـ28 مليون يورو. كما أبرم الهلال صفقة الفرنسي ثيو هيرنانديز بـ25 مليون يورو، والنصر صفقة الفرنسي كينغسلي كومان بالقيمة ذاتها. وفي مراتب تالية جاء انتقال ناثان زيزي إلى نيوم بـ20 مليون يورو، وبونسو باه إلى القادسية بـ17 مليون يورو، والبرازيلي غابرييل كارفاليو إلى القادسية بـ15.6 مليون يورو، والحارس بولكا إلى نيوم بـ15 مليون يورو.

أما أبرز المغادرين فكان الإسباني غابرييل فيغا الذي انتقل إلى بورتو البرتغالي بـ15 مليون يورو، والفرنسي ألان سان ماكسيمان إلى نادي أميركا المكسيكي بـ10.3 مليون يورو، وأخيراً البرازيلي روبرتو فيرمينو الذي غادر إلى السد القطري بـ7 ملايين يورو.

جواو فيليكس (نادي النصر)

ومن حيث الجنسيات الأكثر طلباً في سوق الانتقالات، فقد تصدّرت البرازيل في 2023 القائمة بسبعة لاعبين، تلتها السنغال والمغرب وفرنسا وإسبانيا بأربعة لاعبين لكل منها. وفي 2024 جاءت فرنسا في المركز الأول بأربعة لاعبين، تلتها الأوروغواي والبرتغال وإسبانيا بثلاثة لاعبين. أما في 2025 فقد واصلت فرنسا الصدارة بستة لاعبين، تلتها إسبانيا بثلاثة. كما أظهرت البيانات أن البطولات الأكثر استقطاباً للاعبين اختلفت عبر السنوات الثلاث. ففي 2023 كان الدوري الإنجليزي في المقدمة بـ12 لاعباً، يليه الإسباني بـ11، ثم الإيطالي بـ9، فالفرنسي بـ8. وفي 2024 تساوت 4 دوريات بواقع 6 تعاقدات لكل منها، وهي التركي والإسباني والإيطالي والإنجليزي، في حين جاء الدوري الفرنسي خامساً بأربعة. أما في 2025 فقد تصدَّر الدوري الفرنسي القائمة بثمانية تعاقدات، يليه الدوري التركي بخمسة، ثم الإيطالي بأربعة.

وتُوضح الأرقام أيضاً أن عدد التعاقدات القادمة من الدوريات الأوروبية الكبرى شهدت تراجعاً ملحوظاً، إذ بلغ 58 لاعباً في 2023 بمتوسط أعمار 29 عاماً و202 يوم، ثم انخفض إلى 37 لاعباً في 2024 بمتوسط 28 عاماً و47 يوماً، وصولاً إلى 27 لاعباً فقط في 2025 بمتوسط أعمار 28 عاماً و159 يوماً. هذا يعكس أن الاستقطاب من أوروبا صار أقل عدداً، لكنه ظل يُركز على لاعبين ذوي خبرة مع معدل أعمار يقترب من نهاية العقد الثالث.

وفي الوقت الذي تتباين فيه التقييمات حول مستقبل هذه السياسة، فإن المؤكد أن الدوري السعودي بات لاعباً لا يمكن تجاهله في سوق الانتقالات، قادراً على جذب كبار النجوم، مثل داروين نونيز وثيو هيرنانديز، وأيضاً على خطف مواهب شابة مثل ناثان زيزي وغابرييل كارفاليو.

وبين ضخامة الأرقام في الإنفاق المالي وتنوع الجنسيات المستقطبة وتراجع الاعتماد على الدوريات الأوروبية الكبرى بوصفها مصدراً وحيداً، تبدو الصورة واضحة: السعودية تُعيد رسم خريطة سوق كرة القدم العالمية بخطوات واثقة وسقف طموحات لا حدود له.


مقالات ذات صلة

لماذا يعجز الهلال عن الحفاظ على زخمه الهجومي خلال المباريات؟

رياضة سعودية لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)

لماذا يعجز الهلال عن الحفاظ على زخمه الهجومي خلال المباريات؟

بعد أن كان سيناريو المباراة يشير إلى فوز هلالي مريح على الخليج 3 - 0، انقلبت الطاولة على كتيبة الإيطالي إنزاغي، وعاشت جماهير «الزعيم» لحظات عصيبة في اللحظات

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)

بالوتيلي يشعل التوقعات العالمية حول الميركاتو السعودي الشتوي

مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، تتركز الأنظار على صفقات الدوري السعودي وما قد تحمله من مفاجآت عالمية على غرار ما حدث خلال السنوات الأخيرة الماضية، ليظهر

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)

أحمد الغامدي: مركز صناعة اللعب منحني حرية أكبر مع الاتحاد

أبدى أحمد الغامدي، لاعب فريق الاتحاد، سعادته بعد مساهمته في فوز فريقه على الشباب 2/صفر ضمن الدوري السعودي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة سعودية خالد ناري (نادي الأخدود)

إصابة «ناري» بكسر في أضلع الصدر بعد اصطدامه بحارس النصر

أعلن الأخدود تعرض لاعبه ​خالد ناري لإصابة في الرئة بعدما اضطر للخروج من الملعب خلال الخسارة 3-صفر أمام النصر بالدوري السعودي للمحترفين ‌السبت.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو يواصل الاقتراب من حلمه القياسي (تصوير: عبدالعزيز النومان)

رونالدو «الاستثنائي» يواصل الزحف نحو حاجز الـ1000

رفع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو رصيده إلى 12 هدفًا في الدوري السعودي للمحترفين، ليتصدر قائمة هدافي الدوري بالمشاركة مع زميله جواو فيليكس.

أحمد الجدي (الرياض )

لماذا يعجز الهلال عن الحفاظ على زخمه الهجومي خلال المباريات؟

لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)
لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)
TT

لماذا يعجز الهلال عن الحفاظ على زخمه الهجومي خلال المباريات؟

لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)
لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)

بعد أن كان سيناريو المباراة يشير إلى فوز هلالي مريح على الخليج 3 - 0، انقلبت الطاولة على كتيبة الإيطالي إنزاغي، وعاشت جماهير «الزعيم» لحظات عصيبة في اللحظات الأخيرة من المواجهة الدورية بعد عودة قوية للضيوف اقتربوا خلالها من إدراك التعادل لولا صفارة النهاية التي أشارت إلى 3 - 2 نتيجةً نهائيةً لموقعة حافلة بالإثارة ضمن الدوري السعودي للمحترفين.

تلك اللحظات أعادت للهلال وجماهيره سيناريو مباراة الكلاسيكو أمام الأهلي، التي انتهت بتعادل الفريقين 3-3 بعد أن كان أزرق العاصمة متقدماً بـ3 أهداف دون مقابل.

وشهدت المباراة الأخيرة تحولات لافتة، فالهلال كان قادراً على تسجيل مزيد من الأهداف ربما تصل إلى ضعف ما سجله على الأقل نظراً للكم الهائل من الفرص المهدرة، قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب بعد أن خطف الخليج هدفين متتاليين في حالة سرحان هلالية قلص بها الفارق، محاولاً بعدها خلال الدقائق الـ10 الأخيرة من عمر المواجهة في الوقت بدل الضائع تسجيل هدف التعادل، إلا أن مساعيه لم تنجح، ليخرج «أبناء الدانة» بخسارتهم الرابعة من أصل 10 مباريات لعبوها في الدوري حتى الآن.

وطُرح سؤال على الإيطالي سيموني إنزاغي، مدرب الهلال، عن السبب وراء استقبال فريقه هدفين بعد أن كان متقدماً بـ3 أهداف نظيفة وسط استحواذ مطلق على الكرة، وهل ذلك بسبب التغييرات التي قام بها أولاً بإخراج حمد اليامي وإدخال متعب الحربي، ومن ثم إخراج محمد كنو وإشراك علي لاجامي، وتغيير أسلوب وطريقة اللعب؟ لكنه قال إن ما قام به ليس السبب وراء ذلك، بل أشار إلى أن ما قام به كان منطقياً ومجدياً، بدليل استمرار فريقه بخلق الفرص السانحة للتسجيل، مع تأكيده على أن الإرهاق الذي تعرَّض له بعض لاعبيه بعد هدف الخليج الأول كان هو السبب في استقبالهم الهدف الثاني، مشدداً على أنه كان يطمح أن يستمر لاعبوه باللعب بشكل أعنف وأكثر شراسة بعد الهدف الثالث لتسجيل مزيد من الأهداف، موضحاً في الوقت نفسه أنه قام بعد نهاية المباراة بتحية اللاعبين بمناسبة تحقيقهم الفوز الـ15 على التوالي، في مباراة يرى أن فريقه قدم أداءً فيها حتى الدقيقة 75 يعد من أفضل المباريات التي لعبها هذا الموسم.

الزعيم نجا بصعوبة أمام فورة الخليج (تصوير: سعد العنزي)

ومع تأخر البرتغالي روبن نيفيز نجم فريق الهلال بالرد على العرض المقدم له من إدارة النادي من أجل تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي، حسم الإيطالي سيموني إنزاغي مدرب الفريق على الأقل مسألة استمرار اللاعب حتى نهاية عقده، بعد أن خرجت بعض الأصوات التي قالت إن نيفيز قد يغادر الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية التي تفتح أبوابها بعد أيام قليلة، حيث أكد إنزاغي، في المؤتمر الصحافي الذي أُقيم عقب مواجهة الخليج، أن نيفيز مستمر مع الهلال حتى نهاية عقده الصيف المقبل، آملاً أن يجدد عقده مع «الزعيم» لكي يستمر باللعب في صفوفه تحت إدارته الفنية، منوهاً في الوقت نفسه بأن فكرة البحث عن بديله غير مطروحة الآن، بحكم أن هناك وقتاً طويلاً حتى نهاية الموسم الذي يركزون فيه على المواجهات التي يخوضونها.

بدوره، لعب متعب الحربي ظهير الهلال الأيسر مباراته الـ50 مع الفريق التي كانت أمام الخليج، منذ أن انتقل للزعيم قادماً من صفوف الشباب في الأول من شهر سبتمبر (أيلول) عام 2024، وعرضت شاشة ملعب المملكة أرينا عند دخوله بديلاً في الدقيقة 60 من عمر المواجهة مجموعة صور للاعب بقميص الزعيم، وبجانبها رقم 50، لتقوم الجماهير الزرقاء بتحية الحربي الذي أسهم خلال مبارياته الـ50 مع أزرق العاصمة في تسجيل هدف، وصناعة 5 أهداف.


بالوتيلي يشعل التوقعات العالمية حول الميركاتو السعودي الشتوي

بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)
بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)
TT

بالوتيلي يشعل التوقعات العالمية حول الميركاتو السعودي الشتوي

بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)
بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)

مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، تتركز الأنظار على صفقات الدوري السعودي وما قد تحمله من مفاجآت عالمية على غرار ما حدث خلال السنوات الأخيرة الماضية، ليظهر على نطاق واسع اسم المهاجم الإيطالي المشاغب والمثير للجدل ماريو بالوتيلي، والذي قيل إنه يستعد لفتح فصل جديد في مسيرته الكروية، قد يكون هذه المرة بعيداً عن القارة الأوروبية، وتحديداً عبر بوابة دوري «روشن» السعودي.

وكشف الصحافي الإيطالي، نيكولو شيرا، أن نادي الاتفاق أبدى اهتماماً جدياً بالتعاقد مع بالوتيلي، في صفقة قد تمتد حتى عام 2028، في خطوة تعكس رغبة النادي في تدعيم خطه الأمامي بلاعب صاحب اسم ثقيل وتجربة دولية واسعة.

بالوتيلي، البالغ من العمر 34 عاماً، يعيش حالياً فترة فراغ منذ رحيله عن جنوا في يوليو (تموز) الماضي، بعد تجربة قصيرة لم ينجح خلالها في استعادة بريقه الكامل، لكنه لا يزال يملك سجلاً حافلاً ومسيرة استثنائية على مستوى الأندية والمنتخب.

وبدأ «السوبر ماريو» رحلته الاحترافية مع إنتر ميلان؛ حيث تُوّج بعدة ألقاب محلية وأوروبية، قبل أن يخوض تجارب متنوعة مع مانشستر سيتي، الذي حقق معه لقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2011-2012، ثم انتقل إلى ميلان، وليفربول، ونيس الفرنسي، قبل أن يعود مجدداً إلى إيطاليا عبر بوابة بريشيا، ثم مونزا، وأخيراً جنوا.

وعلى مدار مسيرته الاحترافية، خاض بالوتيلي أكثر من 400 مباراة على مستوى الأندية، سجل خلالها ما يزيد على 150 هدفاً، كما حمل قميص المنتخب الإيطالي في 36 مباراة دولية، أحرز خلالها 14 هدفاً، أبرزها ثنائيته الشهيرة في شباك ألمانيا بنصف نهائي «يورو 2012».

ورغم الجدل الدائم الذي رافق مسيرته داخل وخارج الملعب، فإن بالوتيلي يظل أحد أكثر المهاجمين موهبة في جيله، وهو ما يجعل احتمالية انتقاله إلى دوري «روشن» محل اهتمام وترقب، في انتظار حسم اللاعب موقفه النهائي من العرض السعودي، وخوض تجربة جديدة قد تعيد اسمه إلى الواجهة من جديد.

ترقب اتحادي لمصير البرازيلي فابينهو (تصوير: عدنان مهدلي)

ومن جهة أخرى ورغم الزخم المتزايد في البرازيل حول اسمه، حسم النجم البرازيلي فابينيو موقفه بوضوح: لا عودة قريبة إلى الملاعب المحلية، والاستمرار مع الاتحاد يظل الخيار الأول في هذه المرحلة من مسيرته.

اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، الذي انضم إلى الاتحاد صيف 2023 قادماً من ليفربول، يرتبط بعقد يمتد حتى صيف 2026، وقد اختار أن يضع الاستقرار الفني والرياضي في المقدمة، متجاوزاً موجة اهتمام واسعة من كبار أندية البرازيل. صحيفة «غلوبو سبورت» كشفت أن أندية بحجم بالميراس وفاسكو دا غاما تتابع وضع فابينيو عن قرب، على أمل استعادته عقب نهاية عقده.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ دخل كورينثيانز وفلومينينسي على خط الاهتمام، في ظل تصنيفه أحد أكثر لاعبي الارتكاز طلباً داخل السوق البرازيلية.

لكن تقارير متطابقة، نقلاً عن الصحافي التركي «إكرم كونور»، أكدت أن اللاعب لا يُفكر في الرحيل حالياً، خصوصاً في ظل العقد السخي الذي يحصل عليه في دوري «روشن» السعودي، والذي يجعل أي خطوة عودة مشروطة بعرض استثنائي.

ليست هذه المرة الأولى التي يُغلق فيها فابينيو باب العودة؛ فقبل انطلاق الموسم الحالي، قال في تصريحات تلفزيونية إن فكرة الرجوع إلى البرازيل «حاضرة في الذهن»، لكنها ليست مطروحة الآن. وأوضح أن البقاء مع الاتحاد يمنحه استقراراً أكبر، إلى جانب التزامه بعقد ما زال سارياً.

وأشار لاعب الوسط إلى أن العودة لبلاده قد تعني أضواءً إعلامية أوسع، وفرص متابعة أكبر من المنتخب البرازيلي، لكنه يفضل مواصلة التجربة السعودية، خصوصاً مع تزايد عدد اللاعبين البرازيليين في الدوري، وتبادلهم الخبرات حول التجربة.

بدأ فابينيو رحلته الاحترافية خارج البرازيل مبكراً، حين غادر قطاع الناشئين في فلومينينسي موسم 2012-2013 إلى ريو آفي، ثم انتقل إلى موناكو؛ حيث لمع نجمه أوروبياً.

القفزة الكبرى جاءت مع ليفربول، وهناك كتب فصول المجد: دوري أبطال أوروبا، والدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأوروبي، إلى جانب أدواره المحورية بصفته لاعب ارتكاز دفاعياً يُجيد القراءة والافتكاك وبناء اللعب.

عاد فابينيو للتوهج في موسم 2024-2025، مسهماً في تتويج «النمور» بثنائية الدوري والكأس. وفي الموسم الحالي 2025-2026، شارك في 17 مباراة بمختلف المسابقات، سجل هدفاً وصنع هدفين، بإجمالي 1435 دقيقة لعب، ليؤكد قيمته لاعب توازن وخبرة داخل خط الوسط. ويستعد الاتحاد للعودة إلى ملعب «الإنماء» بجدة لمواجهة الشباب في الجولة الحادية عشرة من دوري «روشن»، وسط رغبة في تصحيح المسار بعد تذبذب النتائج. وبغض النظر عن ضغوط الموسم، يبدو أن فابينيو اختار الوضوح: الاستمرار مع الاتحاد، وتأجيل أي حديث عن عودةٍ برازيلية حتى إشعار آخر.


أحمد الغامدي: مركز صناعة اللعب منحني حرية أكبر مع الاتحاد

أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)
أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)
TT

أحمد الغامدي: مركز صناعة اللعب منحني حرية أكبر مع الاتحاد

أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)
أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)

أبدى أحمد الغامدي، لاعب فريق الاتحاد، سعادته بعد مساهمته في فوز فريقه على الشباب 2/صفر، السبت، ضمن منافسات الجولة العاشرة بالدوري السعودي.

وسجل الغامدي هدفا افتتح به ثنائية الاتحاد ، ممهدا الطريق نحو تحقيق فريقه الفوز الثاني على التوالي، بعد فترة شهدت تخبطا في النتائج.

وقال الغامدي في تصريحات عقب نهاية المباراة، إن خوض اللقاء في مركز صانع اللعب بدلا من الجناح، منحه حرية أكبر في الملعب وهو ما أسفر عن تسجيله هدفا، مشيرا إلى أنه يعمل دائما على تنفيذ تعليمات المدرب.

وعن تحقيق الاتحاد الفوز في ثلاث مباريات متتالية في جميع المسابقات لأول مرة هذا الموسم، أكد الغامدي أن هذه النتائج تؤكد أن الاتحاد يسير على الطريق الصحيح معربا عن أمله في مواصلة الانتصارات وإسعاد الجماهير.

ويحتل الاتحاد المركز السادس في ترتيب الدوري السعودي برصيد 17 نقطة.