من ريتيغي إلى نونيز... الدوري السعودي يُغيِّر ملامح خريطة كرة القدم العالمية

مواهب شابة مثل ناثان زيزي وغابرييل كارفاليو حوّلت المسابقة إلى بطولة محورية

نونيز (نادي الهلال)
نونيز (نادي الهلال)
TT

من ريتيغي إلى نونيز... الدوري السعودي يُغيِّر ملامح خريطة كرة القدم العالمية

نونيز (نادي الهلال)
نونيز (نادي الهلال)

تشهد كرة القدم السعودية مرحلة جديدة من استراتيجيتها في سوق الانتقالات، إذ لم تعد تقوم فقط على التعاقد مع النجوم المخضرمين من الدوريات الأوروبية الكبرى لإضفاء البريق على الدوري السعودي للمحترفين، بل اتجهت بشكل متزايد نحو استقطاب اللاعبين الشباب في مقتبل مسيرتهم، بما يعكس سياسة استثمارية بعيدة المدى تستند إلى «رؤية المملكة 2030».

هذه التحوّلات، التي رصدتها صحيفة «ليكيب» الفرنسية، جاءت لتؤكد أن السوق السعودية باتت لاعباً محورياً في المشهد الكروي الدولي، وأن قدرتها المالية والتنظيمية تتيح لها منافسة أكبر الدوريات.

ففي الماضي القريب، كان من المعتاد أن يذهب لاعبون واعدون في فرنسا، مثل ناثان زيزي لاعب نانت، وسايمون بوبريه لاعب موناكو، وأمادو كوني لاعب ريمس، إلى أندية تقليدية، مثل ليون أو مرسيليا لتدشين مشوارهم مع دوري الأبطال.

بولكا (نادي نيوم)

لكن هؤلاء الثلاثة، وجميعهم تحت سن العشرين، فضَّلوا الاتجاه إلى نادي نيوم، الوافد الجديد إلى الدوري السعودي، مدفوعين بإمكانات مالية ضخمة، ومشروع رياضي يتجاوز حدود المنطقة.

هذه الخطوة لم تكن لتخطر على البال قبل سنوات قليلة، لكنها صارت اليوم جزءاً من واقع جديد يفرضه الحضور السعودي في أسواق الانتقالات.

التحوّل برز بشكل أوضح بعد صيفي 2023 و2024، حين قلبت الأندية السعودية الطاولة على أوروبا باستقطاب مجموعة من الأسماء الكبرى. ومع أن الهدف كان منذ البداية جلب لاعبين من الطراز الأول لوضع الدوري السعودي على الخريطة، فإن الاستراتيجية تطوّرت لتشمل أيضاً لاعبين أصغر سنّاً، مستفيدة من اللوائح التي تسمح بضم 10 لاعبين أجانب (8 فقط في القائمة الأساسية) مع إمكانية إضافة لاعبين تحت 21 عاماً خارج هذا السقف. هذا التفصيل البسيط فتح الباب أمام موجة جديدة من التعاقدات، تجمع بين خبرة النجوم الكبار وطموح الصغار الباحثين عن فرصة.

المدافع الكونغولي مارسيل تيسيران، الذي لعب في أندية الاتفاق وأبها والخليج قبل انتقاله مؤخراً إلى سيدني الأسترالي، رأى أن هذه السياسة قد تحمل تأثيراً على المدى الطويل، إذ قال: «لقد تغيّرت الاستراتيجية بشكل واضح. في السابق كانوا يركزون على الأسماء الكبيرة، أما الآن فهم يستقطبون لاعبين أصغر سنّاً بكثير كما حدث مع صفقات نادي نيوم. لكن يبقى السؤال حول مستقبل المنتخب الوطني، خصوصاً مع استضافة السعودية بطولة آسيا 2027، ثم كأس العالم 2034؛ حيث ستكون الحاجة ماسة إلى قاعدة محلية قوية».

ريتيغي (نادي القادسية)

الهلال، والاتحاد، والأهلي، والنصر، والقادسية، ونيوم، جميعها تمتلك قدرات مالية كبرى، وهي التي تصدّرت سوق الانتقالات، وأبرمت صفقات غير مسبوقة. ومن أبرز الأمثلة الفرنسي إنزو ميلو (23 عاماً) الذي كان قريباً من أتلتيكو مدريد في يوليو (تموز) 2024 قبل أن يحسم انتقاله إلى الأهلي، الفائز بدوري النخبة الآسيوي.

التحولات لم تقتصر على الصفقات الفردية، بل ظهرت جلية في الأرقام الإجمالية لسوق الانتقالات.

ففي 2023 بلغ عجز الدوري الإنجليزي الممتاز 1.328 مليار يورو، تلاه الدوري السعودي بـ897 مليون يورو، ثم الدوري القطري بـ173 مليون يورو.

وفي 2024 استمر الدوري الإنجليزي في الصدارة بعجز 1.063 مليار يورو، تلاه الدوري السعودي بـ516 مليون يورو، فيما جاء الدوري الإيطالي ثالثاً بـ366 مليون يورو.

أما في 2025 فقد سجّل الدوري الإنجليزي عجزاً جديداً بلغ 1.189 مليار يورو، تلاه الدوري السعودي بـ315 مليون يورو، ثم الدوري التركي بـ94 مليون يورو.

ووفقاً لـ«ليكيب» الفرنسية، فإن هذه الأرقام تضع الدوري السعودي بوضوح في موقع ثاني أكثر الدوريات إنفاقاً على مستوى العالم، خلف إنجلترا مباشرة.

وعلى صعيد الصفقات الفردية في صيف 2025، تصدّر المهاجم الإيطالي ماتيو ريتيغي المنتقل إلى القادسية القائمة بـ68.25 مليون يورو، تلاه الأوروغوياني داروين نونيز، المنتقل إلى الهلال بـ53 مليون يورو، ثم البرتغالي جواو فيليكس إلى النصر بـ30 مليون يورو، والفرنسي إنزو ميلو إلى الأهلي بـ28 مليون يورو. كما أبرم الهلال صفقة الفرنسي ثيو هيرنانديز بـ25 مليون يورو، والنصر صفقة الفرنسي كينغسلي كومان بالقيمة ذاتها. وفي مراتب تالية جاء انتقال ناثان زيزي إلى نيوم بـ20 مليون يورو، وبونسو باه إلى القادسية بـ17 مليون يورو، والبرازيلي غابرييل كارفاليو إلى القادسية بـ15.6 مليون يورو، والحارس بولكا إلى نيوم بـ15 مليون يورو.

أما أبرز المغادرين فكان الإسباني غابرييل فيغا الذي انتقل إلى بورتو البرتغالي بـ15 مليون يورو، والفرنسي ألان سان ماكسيمان إلى نادي أميركا المكسيكي بـ10.3 مليون يورو، وأخيراً البرازيلي روبرتو فيرمينو الذي غادر إلى السد القطري بـ7 ملايين يورو.

جواو فيليكس (نادي النصر)

ومن حيث الجنسيات الأكثر طلباً في سوق الانتقالات، فقد تصدّرت البرازيل في 2023 القائمة بسبعة لاعبين، تلتها السنغال والمغرب وفرنسا وإسبانيا بأربعة لاعبين لكل منها. وفي 2024 جاءت فرنسا في المركز الأول بأربعة لاعبين، تلتها الأوروغواي والبرتغال وإسبانيا بثلاثة لاعبين. أما في 2025 فقد واصلت فرنسا الصدارة بستة لاعبين، تلتها إسبانيا بثلاثة. كما أظهرت البيانات أن البطولات الأكثر استقطاباً للاعبين اختلفت عبر السنوات الثلاث. ففي 2023 كان الدوري الإنجليزي في المقدمة بـ12 لاعباً، يليه الإسباني بـ11، ثم الإيطالي بـ9، فالفرنسي بـ8. وفي 2024 تساوت 4 دوريات بواقع 6 تعاقدات لكل منها، وهي التركي والإسباني والإيطالي والإنجليزي، في حين جاء الدوري الفرنسي خامساً بأربعة. أما في 2025 فقد تصدَّر الدوري الفرنسي القائمة بثمانية تعاقدات، يليه الدوري التركي بخمسة، ثم الإيطالي بأربعة.

وتُوضح الأرقام أيضاً أن عدد التعاقدات القادمة من الدوريات الأوروبية الكبرى شهدت تراجعاً ملحوظاً، إذ بلغ 58 لاعباً في 2023 بمتوسط أعمار 29 عاماً و202 يوم، ثم انخفض إلى 37 لاعباً في 2024 بمتوسط 28 عاماً و47 يوماً، وصولاً إلى 27 لاعباً فقط في 2025 بمتوسط أعمار 28 عاماً و159 يوماً. هذا يعكس أن الاستقطاب من أوروبا صار أقل عدداً، لكنه ظل يُركز على لاعبين ذوي خبرة مع معدل أعمار يقترب من نهاية العقد الثالث.

وفي الوقت الذي تتباين فيه التقييمات حول مستقبل هذه السياسة، فإن المؤكد أن الدوري السعودي بات لاعباً لا يمكن تجاهله في سوق الانتقالات، قادراً على جذب كبار النجوم، مثل داروين نونيز وثيو هيرنانديز، وأيضاً على خطف مواهب شابة مثل ناثان زيزي وغابرييل كارفاليو.

وبين ضخامة الأرقام في الإنفاق المالي وتنوع الجنسيات المستقطبة وتراجع الاعتماد على الدوريات الأوروبية الكبرى بوصفها مصدراً وحيداً، تبدو الصورة واضحة: السعودية تُعيد رسم خريطة سوق كرة القدم العالمية بخطوات واثقة وسقف طموحات لا حدود له.


مقالات ذات صلة

الدوري السعودي: النصر لمواصلة الهيمنة... والاتحاد لطمأنة جماهيره

رياضة سعودية 
بنزيمة خلال تدريبات الاتحاد الأخيرة (موقع النادي)

الدوري السعودي: النصر لمواصلة الهيمنة... والاتحاد لطمأنة جماهيره

يتطلع النصر متصدر ترتيب الدوري السعودي للمحترفين لمواصلة هيمنته على القمة، عندما يستقبل نظيره الأخدود، السبت، مع ختام منافسات الجولة الحادية عشرة من البطولة،

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية تساؤلات حول توقيت المباريات وضغط الروزنامة في الموسم الكروي الحالي (الشرق الأوسط)

هل تسبب ضغط الروزنامة في إقامة «نصف نهائي الكأس» أواخر رمضان؟

أثار قرار لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم إقامة مباراتي نصف نهائي كأس الملك خلال يومي 27 و28 رمضان، الموافقين 16 و17 مارس (آذار)، موجة من الجدل في

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيموني إنزاغي قال إن التبديلات لم تكن سبباً في استقبال هدفين (نادي الهلال)

إنزاغي: لن أتحدث عن بديل نيفيز

قال سيموني إنزاغي، مدرب فريق الهلال، إن التبديلات وتغيير أسلوب اللعب في آواخر الشوط الثاني ليسا هما السبب في استقبال هدفين في آخر مجريات المباراة.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية اليوناني جورجيوس دونيس مدرب فريق الخليج  (الدوري السعودي للمحترفين)

دونيس: «الهلال» كان الطرف الأفضل حتى الدقيقة 65

أرجع اليوناني جورجيوس دونيس، مدرب «الخليج»، خسارة فريقه أمام «الهلال» للغيابات الكثيرة بصفوف فريقه، موضحاً أنه يعمل على استعادة اللاعبين الغائبين لأسباب مختلفة

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية كنو محتفلاً بهدفه في مرمى «الخليج» (تصوير: سعد العنزي)

«الهلال» يضغط على «النصر» بثلاثية مثيرة في «الخليج»

استعاد «الهلال» مركز الوصافة في «الدوري السعودي للمحترفين»، بعد فوزه على ضيفه «الخليج» 3 / 2، الجمعة، ضمن منافسات الجولة الـ11 من المسابقة.

هيثم الزاحم (الرياض )

الدوري السعودي: النصر لمواصلة الهيمنة... والاتحاد لطمأنة جماهيره


بنزيمة خلال تدريبات الاتحاد الأخيرة (موقع النادي)
بنزيمة خلال تدريبات الاتحاد الأخيرة (موقع النادي)
TT

الدوري السعودي: النصر لمواصلة الهيمنة... والاتحاد لطمأنة جماهيره


بنزيمة خلال تدريبات الاتحاد الأخيرة (موقع النادي)
بنزيمة خلال تدريبات الاتحاد الأخيرة (موقع النادي)

يتطلع النصر متصدر ترتيب الدوري السعودي للمحترفين لمواصلة هيمنته على القمة، عندما يستقبل نظيره الأخدود، السبت، مع ختام منافسات الجولة الحادية عشرة من البطولة، في وقت يحتدم التنافس بين الاتحاد وضيفه الشباب عندما يلتقيان على ملعب الإنماء بمدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، وعلى ملعب الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام يلاقي القادسية نظيره ضمك.

على ملعب الأول بارك، يستقبل النصر ضيفه الأخدود في لقاء يسعى فيه صاحب الأرض لتحقيق انتصاره العاشر توالياً بعد أن نجح بتحقيق العلامة كاملة في تسع جولات مضت ولم يتعرض للخسارة أو حتى التعادل، ويملك حالياً 27 نقطة في رصيده.

وأرسل النصر إنذاراً مبكراً لجميع منافسيه بعد استئناف البطولة عقب فترة التوقف الطويل الذي صاحب إقامة بطولة كأس العرب، بعد أن تمكن من الفوز على الزوراء العراقي بخماسية مقابل هدف في دوري أبطال آسيا 2، رغم أن المدرب البرتغالي خيسوس فضّل إراحة الكثير من لاعبيه خلال مجريات المباراة، لكن الفريق أظهر رغبة كبيرة بمواصلة تميزه.

ويفتقد الأصفر العاصمي لخدمات السنغالي ساديو ماني الذي يتواجد مع منتخب بلاده في بطولة أمم أفريقيا، إضافة إلى خسارته لخدمات نجم الدفاع محمد سيماكان الذي تعرض لإصابة خلال فترة التوقف ستبعده عن تمثيل الفريق مدة 4 أسابيع.

ويملك النصر منظومة مميزة هذا الموسم تحت قيادة خيسوس الذي نجح في تقديم فريق شرس هجومياً، ما أثمر عن تسجيل العديد من الأهداف، ويأتي في مقدمة هذه الأسماء المؤثرة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ومواطنه جواو فيليكس الذي انضم هذا الصيف إضافة إلى الفرنسي كومان.

أما الأخدود فهو يظهر بصورة متواضعة هذا الموسم بحلوله في المركز الخامس عشر قبل بدء منافسات هذه الجولة برصيد خمس نقاط، واكتفاءه بانتصار وحيد فقط من أصل تسع مباريات لعبها، وتعثره في ست مباريات وتعادله في مواجهتين.

رونالدو لقيادة النصر إلى فوز جديد (موقع النادي)

ويدرك الأخدود صعوبة مهمته أمام النصر، خاصة أن الفريق العاصمي يُسجل انتصارات بنتائج كبيرة وعريضة، لكن الفريق القادم من نجران سيعمل على الخروج بنتيجة إيجابية.

وفي مدينة جدة، يخوض الاتحاد مواجهة قوية تجمعه بنظيره الشباب الذي يعاني من تراجع مستمر منذ بداية الموسم الحالي، حيث يحتل حالياً المركز الثالث عشر برصيد ثماني نقاط.

الاتحاد حامل لقب النسخة الأخيرة من الدوري السعودي للمحترفين، يتطلع للخروج بنتيجة إيجابية من هذه المواجهة لاستعادة توازنه بعد أن تراجع بصورة كبيرة في لائحة الترتيب واتسع الفارق النقطي بينه وبين المتصدر النصر إلى 13 نقطة كون الفريق يملك حالياً 14 نقطة مقابل 27 للمتصدر.

ويدرك المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو أن جماهير فريقه لن تقبل بالمزيد من العثرات، خاصة بعد أن حصل على فترة كافية خلال مرحلة التوقف الأخيرة، وخلالها نجح المدرب في التعرف أكثر على لاعبيه بعد أن تسلم زمام القيادة الفنية خلفاً للفرنسي لوران بلان.

واقتنص الاتحاد بعد مرحلة التوقف فوزاً صعباً أمام ناساف الأوزبكي بهدف قائده الفرنسي كريم بنزيمة في دوري أبطال آسيا للنخبة، ويطمح للظفر بنتيجة إيجابية أمام الشباب، فيما يدخل الشباب المرحلة الحالية من المنافسة بوجود إدارة جديدة بعد أن أعلنت وزارة الرياضة إنهاء تكليف الإدارة المؤقتة التي يرأسها خليف الهوشان. ورغم أن الأمور لم تشهد أي تغييرات كون مرحلة الانتقالات الشتوية لم تنطلق بعد، فإن الشباب يطمح للظهور بصورة مختلفة.

ويدرك الشباب أن وضعه في الدوري يحتاج لمزيد من النقاط للتقدم خطوة أكثر نحو مراكز الوسط والأمان من شبح الهبوط، وحتى الآن لم ينجح المدرب الإسباني ألغواسيل في تقديم الفريق بصورة مثالية؛ حيث يتوقع أن يرحل عن منصبه في حال استمرار النتائج السلبية.

ويفتقد الفريق لخدمات نجمه المغربي عبد الرزاق حمد الله بعد أن تعرض لإصابة عضلية ستبعده عن الملاعب قرابة شهرين.

وكان حمد الله عاد للمشاركة مع الفريق خلال مباراة دوري أبطال الخليج بعد فراغه من تمثيل منتخب بلاده المغرب وتحقيق لقب كأس العرب، إلا أن الإصابة التي تعرض لها أفقدت الشباب أحد أبرز عناصره الهجومية.

وفي الدمام، يستضيف القادسية نظيره ضمك في ليلة الظهور الأولى للمدرب الآيرلندي بريندان رودجرز الذي أعلنت إدارة النادي التعاقد معه وإنهاء العلاقة التعاقدية مع الإسباني ميشيل غونزاليس.

ويحتل القادسية المركز الخامس برصيد 17 نقطة ويتطلع لموسم مثالي لا يكتفي فيه بالمشاهدة، بل المنافسة على مقعد آسيوي على أقل تقدير، وهو ما ترجمته إدارة النادي من خلال التعاقد مع المدرب رودجرز.

أما ضمك فهو يعاني هذا الموسم من ظهوره المتواضع؛ إذ حقق الفريق خمس نقاط فقط خلال مبارياته التسع الماضية، ويحاول الفريق القادم من مدينة خميس مشيط الخروج بنتيجة إيجابية أمام القادسية رغم صعوبة مهمته.


هل تسبب ضغط الروزنامة في إقامة «نصف نهائي الكأس» أواخر رمضان؟

تساؤلات حول توقيت المباريات وضغط الروزنامة في الموسم الكروي الحالي (الشرق الأوسط)
تساؤلات حول توقيت المباريات وضغط الروزنامة في الموسم الكروي الحالي (الشرق الأوسط)
TT

هل تسبب ضغط الروزنامة في إقامة «نصف نهائي الكأس» أواخر رمضان؟

تساؤلات حول توقيت المباريات وضغط الروزنامة في الموسم الكروي الحالي (الشرق الأوسط)
تساؤلات حول توقيت المباريات وضغط الروزنامة في الموسم الكروي الحالي (الشرق الأوسط)

أثار قرار لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم إقامة مباراتي نصف نهائي كأس الملك خلال يومي 27 و28 رمضان، الموافقين 16 و17 مارس (آذار)، موجة من الجدل في الأوساط الإعلامية والجماهيرية، في ظل تساؤلات واسعة حول توقيت المباريات وضغط الروزنامة في مرحلة حاسمة من الموسم الكروي.

ويبدو أن اللجنة لم تجد حلاً عملياً لإقامة الدور قبل هذا الموعد، في ظل تداخل الاستحقاقات المحلية والقارية والدولية، وضيق المساحات الزمنية المتاحة لإعادة الجدولة دون الإخلال بعدالة المنافسة أو تحميل الأندية أعباء إضافية.

وكان من المقرر في الأصل أن تُقام مباراتا نصف النهائي يومي 23 و24 فبراير (شباط)، غير أن تأجيل الجولة العاشرة من دوري روشن، بسبب مشاركة المنتخب السعودي وتأهله إلى الدور نصف النهائي من كأس العرب، فرض إعادة ترتيب شاملة للروزنامة، جرت بالتنسيق مع رابطة الدوري السعودي للمحترفين، ما أدى إلى فقدان الموعد الأصلي للدور نصف النهائي لصالح الجولة 10 من دوري روشن التي تم تأجيلها لهذا التاريخ.

وحسب تسلسل الروزنامة، ستقام الجولة 25 من دوري روشن في أيام 5 و6 و7 مارس، الموافق 16 و17 و18 رمضان، تليها الجولة 26 في أيام 12 و13 و14 مارس، الموافق 23 و24 و25 رمضان، ما يجعل إقامة نصف النهائي بين الجولتين أو بعدهما مباشرة أمراً معقداً، نظراً لضيق فترات الراحة ومتطلبات الجاهزية الفنية والطبية للأندية فضلاً عن أن أندية الهلال والأهلي وكذلك الاتحاد ستخوض ذهاب دور الستة عشر من دوري النخبة الآسيوي يومي 2 و3 مارس الموافق 13 و14 رمضان، فيما خصصت مواجهات الإياب من الدور ذاته يومي 9 و10 مارس الموافق 20 و21 رمضان، وهو ما يجعل الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة للجنة المسابقات.

كما أن الفترة من 23 إلى 31 مارس ستُخصص لأيام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهو ما يغلق الباب أمام أي خيار لتأجيل نصف النهائي إلى نهاية الشهر، في حين ستقام الجولة 27 من دوري روشن في 3 و4 و5 أبريل (نيسان)، الموافق 15 و16 و17 شوال، لتتقلص الخيارات الزمنية المتاحة بشكل أكبر.

وتزداد تعقيدات الجدولة مع اقتراب الأدوار الإقصائية من دوري أبطال آسيا للنخبة، المقررة خلال الفترة من 16 إلى 25 أبريل، الموافق 28 شوال إلى 8 ذو القعدة، وهي فترة تخلو من أي مباريات محلية بين 10 و22 أبريل، بسبب ارتباط الأندية بالأدوار الإقصائية لدوري النخبة الآسيوي المقرر في جدة، ما يجعل إعادة برمجة نصف النهائي خارج منتصف مارس أمراً غير ممكن عملياً.

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن يومي 16 و17 مارس يمثلان النافذة الزمنية الوحيدة المتاحة لإقامة مباراتي نصف النهائي، رغم تزامنهما مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وهو قرار فرضته الضرورة التنظيمية أكثر من كونه خياراً مثالياً.

وحسب المؤشرات الحالية في روزنامة الموسم، يُتوقع أن يُقام نهائي كأس الملك يوم 16 مايو (أيار)، قبل خمسة أيام من ختام دوري روشن السعودي المقرر في 21 مايو، على أن تُلعب الجولة 33 يوم 13 مايو، وذلك في إطار الترتيبات التي تسبق استعداد المنتخب السعودي لمشاركته المقبلة، حيث يُنتظر أن يغادر إلى الولايات المتحدة الأميركية ضمن تحضيراته المرتبطة بكأس العالم 2026.

ويعكس هذا القرار حجم التحدي الذي تواجهه لجنة المسابقات هذا الموسم، في ظل تقاطع البطولات المحلية مع الاستحقاقات القارية والدولية، ما يجعل كل قرار زمني محكوماً بهوامش ضيقة، وموازنة دقيقة بين متطلبات الأندية وأجندة المنتخب الوطني.


إنزاغي: لن أتحدث عن بديل نيفيز

سيموني إنزاغي قال إن التبديلات لم تكن سبباً في استقبال هدفين (نادي الهلال)
سيموني إنزاغي قال إن التبديلات لم تكن سبباً في استقبال هدفين (نادي الهلال)
TT

إنزاغي: لن أتحدث عن بديل نيفيز

سيموني إنزاغي قال إن التبديلات لم تكن سبباً في استقبال هدفين (نادي الهلال)
سيموني إنزاغي قال إن التبديلات لم تكن سبباً في استقبال هدفين (نادي الهلال)

قال سيموني إنزاغي، مدرب فريق الهلال، إن التبديلات وتغيير أسلوب اللعب في آواخر الشوط الثاني ليسا هما السبب في استقبال هدفين في آخر مجريات المباراة، موضحاً: «خلقنا العديد من الفرص للتهديف حتى مع تغيير أسلوب اللعب وبعد التبديلات».

ونجح الهلال في مواصلة رحلة انتصاراته بفوز ثمين على حساب الخليج بنتيجة 3 - 2 في الجولة الـ11 من الدوري السعودي للمحترفين، ليصل الأزرق العاصمي للنقطة السادسة والعشرين.

وأكّد إنزاغي تقديم لاعبي فريقه مباراة من أفضل مباريات الموسم حتى الدقيقة الـ75، موضحاً: «كنّا نسيّر المباراة كما ينبغي، ولكن بعد تسجيل فريق الخليج هدفه الأول قلّ الجانب البدني للاعبينا، واستغله المنافس وسجل هدفه الثاني بعد ذلك».

وكشف المدرب الإيطالي: «قمتّ بتحية اللاعبين لوصولنا للانتصار الخامس عشر»، وشدّد على أنه من المفترض أن يتحلّى اللاعبون بالشراسة، سعياً لتسجيل الهدف الرابع، «حتى لو تقدمنا بفارق مريح».

وفيما يخص النقص في صفوف الفريق بغياب بونو وكوليبالي، قال إنزاغي: «لا بد من التأقلم مع هذا الأمر، ولدينا دوماً العديد من الفرص لتغيير أساليب اللعب، ورغم ظروف الغيابات قدمنا أداءً رائعاً، واستعدنا اللاعبين المصابين في أثناء المباراة».

وأكّد إنزاغي أن البرتغالي روبين نيفيز سيكمل عقده مع الفريق وسيستمر حتى نهاية الموسم، موضحاً: «يحدوني الأمل في استمراره معنا لفترة طويلة، ولن أتحدث عن بديله في حال رحيله؛ لأن هذا الأمر غير مطروح الآن».