يعيش نادي نيوكاسل يونايتد في الفترة الأخيرة لحظات صعبة، بعد الخسارة الدرامية أمام ليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي المباراة التي خطف فيها الناشئ ريو نغوموها (16 عاماً) الأضواء بهدف قاتل في الدقيقة 100، في حين ظل المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك خارج الحسابات، متمسكاً بإضرابه في محاولة لفرض انتقاله إلى ليفربول.
هذه النتيجة لم تكتفِ بكشف هشاشة الخيارات الهجومية للفريق، بل وضعت إدارة النادي تحت ضغط أكبر لحسم مستقبل هدافها الأول.

من ناحيتها، أكّدت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن مُلّاك نيوكاسل عقدوا اجتماعاً مع إيزاك في نورثمبرلاند، قاده الشريك جيمي روبن في محاولة لإقناع اللاعب بالعدول عن موقفه. لكن المهاجم السويدي لم يكن حاضراً في ملعب «سانت جيمس بارك» لمتابعة المباراة، في حين نفى المدرب إيدي هاو معرفته بأي تفاصيل حول هذه الاجتماعات.
وشدد هاو قائلاً: «أنا أركز على تجهيز الفريق، وأعطي كل طاقتي للاعبين الذين يريدون أن يكونوا هنا. لا أعلم أين وصلت الأمور في ملف إيزاك».
وأضاف أن وجود ياسر الرميان، رئيس مجلس الإدارة وممثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، في المدرجات كان رسالة دعم، لكنه شدد في الوقت نفسه على الحاجة إلى وضوح سريع: «نحتاج إلى قرار حاسم كي نمضي قدماً ونُغير السردية».

ورغم خيبة النتيجة، امتدح هاو لاعبيه قائلاً: «أنا فخور بهم، لقد أظهروا ارتباطاً عميقاً بالنادي. هؤلاء يريدون أن يكونوا هنا ويقدموا كل شيء». ثم أردف بلهجة حازمة: «من الطبيعي أن أبحث عن لاعبين ملتزمين مع نيوكاسل».
في المقابل، اختار مدرب ليفربول أرني سلوت الابتعاد عن ملف إيزاك، مؤكداً أن «الوقت غير مناسب للحديث عن ذلك»، قبل أن يُشيد بهدف نغوموها: «إنه موهبة استثنائية؛ يملك ثقة مذهلة بالنسبة لعمره».

أما صحيفة «التلغراف» البريطانية فقد ذهبت أبعد من ذلك، معتبرة أن قضية إيزاك تحوّلت إلى «ملف مرهق ومدمر»، مطالبة الإدارة بحسمه فوراً. الصحيفة أوضحت أن غياب موقف علني وحاسم سمح للشائعات بالتمدد، ما أربك الصفقات الأخرى للنادي، إذ رفعت الأندية المنافسة أسعار لاعبيها لاعتقادها بأن نيوكاسل يملك «أموال إيزاك»، كما أن اللاعبين الجدد لا يعرفون إن كانوا سيزاحمون المهاجم السويدي أو سيصبحون البديل له.

وأشارت الصحيفة إلى أن النادي أبلغ إيزاك منذ أسابيع بعدم السماح له بالرحيل، وأنه عرض على اللاعب عقداً جديداً إذا التزم بالبقاء حتى نهاية الموسم. لكنها كشفت أن إيزاك ما زال متمسكاً برغبته في الرحيل إلى ليفربول، مستشهداً ببيانه الأخير الذي تحدّث فيه عن «وعود منقوضة وانعدام ثقة». بالنسبة للصحيفة، كان هذا البيان «انفجاراً يائساً»، إذ أدرك اللاعب أن الوقت يضيق، مع اقتراب إغلاق سوق الانتقالات في الأول من سبتمبر (أيلول).

وفي خضم هذه الفوضى، برز دور ياسر الرميان مجدداً، إذ اعتبرته «التلغراف» «صاحب القرار النهائي» في هذه القضية، مؤكدة أن زيارته إلى تينسايد تُمثل اللحظة المثالية لإعلان حاسم: إما تأكيد بقاء إيزاك وإما السماح له بالرحيل مقابل صفقة كبرى مع ليفربول. إيدي هاو نفسه لم يُخفِ رغبته في الوضوح، قائلاً: «هذا سيكون مثالياً. نحن بحاجة إلى أن يتغير الحديث، ونريد أن نمضي قدماً».
وختمت «التلغراف» قائلة: «يكفي مماطلة. إذا كان نيوكاسل واثقاً بموقفه، فليعلن رسمياً أن إيزاك لن يغادر. وإذا كان هناك استعداد للتفاوض، فليجلس مع ليفربول الآن. لا أحد سيستفيد من الاستمرار أسبوعاً آخر في هذا الضباب».
