لماذا تظل لندن الوجهة الأكثر جاذبية للوافدين إلى البريميرليغ؟

تملك أندية لندن ميزة إضافية حين يتعلق الأمر بجذب اللاعبين الجدد خصوصاً الأجانب منهم (ذا أثلتيك)
تملك أندية لندن ميزة إضافية حين يتعلق الأمر بجذب اللاعبين الجدد خصوصاً الأجانب منهم (ذا أثلتيك)
TT

لماذا تظل لندن الوجهة الأكثر جاذبية للوافدين إلى البريميرليغ؟

تملك أندية لندن ميزة إضافية حين يتعلق الأمر بجذب اللاعبين الجدد خصوصاً الأجانب منهم (ذا أثلتيك)
تملك أندية لندن ميزة إضافية حين يتعلق الأمر بجذب اللاعبين الجدد خصوصاً الأجانب منهم (ذا أثلتيك)

لم يعد الانقسام بين لندن وبقية إنجلترا مجرد ملاحظة عابرة، بل صار حقيقة ملموسة على الأرض تعكسها الأرقام الاقتصادية ومستويات المعيشة وحتى كرة القدم. ففي تقرير اقتصادي حديث، تبيّن أن الأجور في العاصمة البريطانية تزيد بنسبة 33 في المائة على المعدل الوطني، بل وتصل إلى 68 في المائة مقارنة ببلدات الشمال مثل بيرنلي. لا يقتصر الأمر على الأجور، بل يمتد إلى مستويات المعيشة المرتفعة والإنتاجية العالية ووفرة فرص الأعمال الناشئة، وكلها عوامل تضع لندن في موقع مميز. لكن ما يهم جمهور كرة القدم هو انعكاس هذه الفوارق على الملعب: هل تملك أندية لندن ميزة إضافية حين يتعلق الأمر بجذب اللاعبين الجدد، خصوصاً الأجانب منهم؟

الحقيقة بحسب شبكة The Athletic، أن التحول الجغرافي في خريطة الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انطلاقه عام 1992 يجيب جزئياً عن هذا السؤال. ففي الموسم الماضي، لم يشارك في البريميرليغ سوى خمسة أندية من الشمال، وهو رقم قياسي منخفض منذ بداية الحقبة الحديثة، مقابل سبعة أندية من لندن وثلاثة من الجنوب (ساوثهامبتون وبورنموث وبرايتون). أي إن نصف أندية الدوري جاءت من العاصمة أو جنوب إنجلترا. ورغم أن التوازن تحسن قليلاً هذا الموسم مع صعود ثلاثة أندية شمالية من الدرجة الأولى، فإن الاتجاه العام خلال العقود الثلاثة الماضية أظهر انزياحاً واضحاً نحو الجنوب.

في موسم 1992-1993، ضم الدوري عشرة أندية شمالية مقابل سبعة من لندن والجنوب. لكن لو عدنا أكثر إلى الوراء، سنجد أن أول دوري كرة قدم إنجليزي عام 1888 ضم 12 فريقاً جميعها من الوسط والشمال، حيث كان التمركز الصناعي. آنذاك كانت أندية وست بروميتش ألبيون وأستون فيلا هما الأكثر جنوباً، ولم يظهر نادٍ لندني في الدرجة الأولى إلا عام 1904 حين صعد آرسنال، ثم تبعه تشيلسي عام 1907 وتوتنهام عام 1909. ومنذ ذلك التاريخ بدأت قوة العاصمة تنمو تدريجياً، حتى غدت في العقود الأخيرة مركز الثقل الجديد.

كلمة «لندن» تتكرر باستمرار في مفاوضات الوكلاء مع الأندية (إ.ب.أ)

لكن لماذا ينجذب اللاعبون، خصوصاً القادمين من الخارج، إلى لندن أكثر من غيرها؟ المصادر المطلعة على سوق الانتقالات تؤكد أن كلمة «لندن» تتكرر باستمرار في مفاوضات الوكلاء مع الأندية. يقول مدير رياضي سابق عمل في نادٍ خارج العاصمة: «خصوصاً عند التعامل مع لاعبين من الخارج، ستسمع عبارة: يفضل نادياً في لندن. بالنسبة لشاب عمره عشرون عاماً قادم من أميركا الجنوبية أو آسيا، فإن لندن هي إنجلترا بأكملها. المدينة تعني لهم الأضواء والحياة الصاخبة».

الأمر يختلف مع اللاعبين الأكبر سناً أو أولئك الذين يرافقهم أسرهم، فهؤلاء قد يفضلون أماكن أهدأ وأكثر خضرة. لكن الغالبية من اللاعبين الشباب، الذين يشكلون نسبة كبيرة من الصفقات، يبحثون عن المتعة خارج الملعب بقدر ما يبحثون عن النجاح داخله. صحيح أن كرة القدم والعقود المالية تأتي أولاً، لكن الجغرافيا تظل عاملاً مؤثراً في الاختيار. أحد الوكلاء شبّه الأمر بالرغبة في الانتقال إلى باريس إذا لعبت في فرنسا، أو لشبونة إذا لعبت في البرتغال، فالعواصم هي المغناطيس الأول.

ولعل هذا يفسر التفاوت الصارخ بين الماضي والحاضر. ففي موسم 1992-1993، بلغ عدد التعاقدات الأجنبية 13 فقط من أصل 118، أي بنسبة 11 في المائة. أما في صيف 2025، فقد تجاوزت الصفقات الأجنبية 74 في المائة من أصل 119 صفقة. هذا التغير الجذري جعل مسألة التفضيل الجغرافي أكثر وضوحاً، إذ بات اللاعب الأجنبي ينظر إلى لندن باعتبارها الخيار الأول.

انعكاس ذلك على النتائج واضح. آرسنال مثلاً تحسّن متوسط ترتيبه في حقبة البريميرليغ إلى المركز الرابع، بعدما كان معدل ترتيبه قبلها السابع. تشيلسي قفز من معدل 16 تقريباً إلى الخامس، فيما حافظ توتنهام على مستوى قريب من المقدمة. وحتى الأندية التي لم تكن يوماً قوة تقليدية، مثل وست هام وفولهام وكريستال بالاس، نجحت في ترسيخ نفسها كأندية مستقرة في الدوري الممتاز. الأحدث انضماماً للحفلة هما برينتفورد وبرايتون، الأخير قريب جغرافياً من لندن ويستفيد من ذلك في جذب المواهب.

إلا أن الصورة ليست وردية بالكامل. فثمة أندية لندنية فقدت مكانتها مثل كوينز بارك رينجرز، الذي حل خامساً في أول موسم للدوري الممتاز ثم انحدر إلى غياهب الدرجة الأولى، وكذلك ويمبلدون الذي تفكك قبل أن يولد من جديد بشكل مختلف. ومع ذلك، تبقى هذه حالات استثنائية في سياق عام يُظهر استفادة العاصمة من عوامل الجذب.

في موسم 1992-1993 ضم الدوري عشرة أندية شمالية مقابل سبعة من لندن والجنوب (رويترز)

المال حاضر بقوة في هذه المعادلة. أسعار التذاكر الأغلى في إنجلترا موجودة كلها في لندن (فولهام، توتنهام، آرسنال، وست هام)، كما أن أندية العاصمة تجني إيرادات ضخمة تضع أربعة منها ضمن أعلى 17 نادياً في أوروبا من حيث العوائد: آرسنال وتشيلسي وتوتنهام ووست هام. هذه الوفرة المالية تسمح لها بالاستثمار بشكل أكبر في التعاقدات والبنية التحتية. حتى على مستوى الهوية التسويقية، باتت الأندية تستخدم اسم لندن كجزء من علامتها التجارية. تشيلسي أطلق شعار «CFC LDN»، آرسنال يردد «شمال لندن إلى الأبد» في كل مباراة، بينما أضاف وست هام كلمة «لندن» إلى شعاره بعد انتقاله إلى الاستاد الأولمبي عام 2016.

لكن، وعلى الرغم من ذلك كله، فإن البطولات الكبرى لا تزال تذهب غالباً إلى مدن أخرى. آخر لقب دوري لآرسنال يعود إلى عام 2004، وتشيلسي هو النادي اللندني الوحيد الذي توّج منذ ذلك الحين بخمسة ألقاب. أما الغلبة الفعلية فما زالت لليفربول وقطبي مانشستر، بما لديهم من تاريخ وجماهيرية وقدرة مالية لا تقل قوة. ومع ذلك، يبقى الاتجاه واضحاً: الجنوب يزداد وزناً.

المدربون والوكلاء يعترفون أن وجود أصدقاء أو «زملاء منتخب» في لندن يشكل عاملاً حاسماً في بعض الصفقات. إذ إن اللاعبين يميلون إلى الاندماج مع مجتمعات جالياتهم الكبيرة هناك، سواء أكانت لاتينية أم فرنسية أم غيرها. وفي نهاية المطاف، عندما يتساوى العرضان في المال والحجم، فإن موقع النادي يصبح العامل الحاسم، وهنا تكون كفة لندن أرجح.

يقف نيوكاسل كنموذج للأندية التي تعاني من ظاهرة ابتعادها عن لندن (أ.ف.ب)

على الطرف الآخر من البلاد، يقف نيوكاسل كنموذج للأندية التي تعاني من هذه الظاهرة. المدينة تبعد 280 ميلاً عن العاصمة، والفريق غالباً ما يجد صعوبة في إقناع اللاعبين الأجانب. هذا الصيف مثلاً، اختار جواو بيدرو الانتقال إلى تشيلسي بدلاً من نيوكاسل، رغم اهتمام النادي الشمالي. زميله السابق في برايتون، إيغور جوليو، صرّح صراحة: «هو دائماً يقول إنه يريد العيش في لندن». هذه ليست الحادثة الأولى، فقد اشتكى المدرب الأسطوري بوبي روبسون عام 2001 من أن اللاعبين الأجانب ينجذبون إلى العاصمة أكثر، فيما اضطر كيفن كيغان في التسعينات إلى إقناع الكولومبي أسبريا بأن نيوكاسل ليست بعيدة عن لندن.

حتى المدرب الحالي إيدي هاو حاول إنكار الأمر حين قال في مايو (أيار) الماضي إنه لم يشعر بمشكلة في جذب اللاعبين، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر يكمن في سقف الإنفاق وقواعد الاستدامة المالية. لكنه أضاف أن نيوكاسل «مكان رائع للعيش»، وأن الطموح الرياضي قد يتغلب على الجغرافيا. ومع ذلك، تبدو الأحداث الأخيرة في سوق الانتقالات شاهداً على أن كلامه يصطدم بالواقع.

ورغم أن أندية لندن عززت حضورها في البريميرليغ، فإن البطولات الكبرى ما زالت تُحسم في الشمال. فـ ليفربول وأندية مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي يملكون مزيجاً فريداً من التاريخ العريق والجماهيرية الهائلة والقدرة المالية، وهو ما يجعلهم الوجهة الأبرز للاعبين الكبار الذين يبحثون عن مجد رياضي يتجاوز بريق العاصمة.

ففي حين لم يحقق آرسنال أي لقب دوري منذ عام 2004، وكان تشيلسي وحده من أندية لندن هو الذي كسر هذه الهيمنة بخمسة ألقاب، ظل ميزان القوة الحقيقي في إنجلترا منحازاً نحو الشمال. ألقاب السيتي الأخيرة، وسجل يونايتد التاريخي، وبطولات ليفربول الأوروبية والمحلية، كلها تجعل من مدن الشمال - خصوصاً مانشستر وليفربول - قبلة لا يمكن للاعبين الكبار تجاهلها مهما بلغت جاذبية لندن من حيث أسلوب الحياة والفرص.

هذه الحقيقة أوضحت أن المعادلة مزدوجة: لندن تكسب في «المعيشة والسطوع الإعلامي»، بينما مانشستر وليفربول يكسبان في «المجد والبطولات». ولهذا، فإن اللاعبين حين يقارنون بين خيار نادٍ في العاصمة وخيار نادٍ من أندية الشمال، فإن الكفة لا تُحسم دائماً للجغرافيا، بل لما يمنحه النادي من فرصة لتحقيق البطولات والانضمام إلى تاريخ كروي عظيم.

الخلاصة أن لندن تملك مجموعة متشابكة من العوامل تجعلها وجهة مفضلة للاعبين: مستوى معيشة مرتفعا، فرص عمل لأسرهم، حياة ليلية نابضة، جماعات جاليات قوية، عوائد مالية ضخمة، وهوية تسويقية تستثمر اسم العاصمة. ومع أن البطولات الكبرى قد تبقى محجوزة في الغالب لمانشستر وليفربول، فإن العاصمة تزداد قوة كحاضنة للأندية وملاذ للاعبين الجدد. كما قال نيل وارنوك بلهجته الشهيرة: «نحن في لندن، وهذا هو الفارق اللعين».


مقالات ذات صلة

أموريم بعد التعادل مع وست هام: أنا غاضب!

رياضة عالمية روبن أموريم المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم بعد التعادل مع وست هام: أنا غاضب!

أعرب روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد، عن غضبه وإحباطه بعدما فرط فريقه في تقدمه، ليسقط في فخ التعادل مع ضيفه وست هام يونايتد (المتعثر).

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية نونو إسبيريتو سانتو المدير الفني لفريق وست هام (رويترز)

سانتو بعد التعادل مع مان يونايتد: أنا راضٍ!

أبدى نونو إسبيريتو سانتو، المدير الفني لفريق وست هام، رضاه عن أداء فريقه خلال تعادله 1 / 1 مع مضيّفه مانشستر يونايتد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فيرجيل فان دايك قائد ليفربول وزميله محمد صلاح (د.ب.أ)

فان دايك: جلوس صلاح بين البدلاء يُظهر أن كل لاعب يجب أن يقاتل للعب

قال فيرجيل فان دايك قائد ليفربول إن قرار إبقاء محمد صلاح على مقاعد البدلاء في مباراتين متتاليتين بالدوري الإنجليزي يؤكد أنه لا يوجد لاعب يضمن مكانه في التشكيلة.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية برونو فيرنانديز متحسرا بعد نهاية المباراة (رويترز)

الدوري الإنجليزي: ويست هام يحرم اليونايتد من التقدم للمربع الذهبي

أضاع مانشستر يونايتد فرصة الاقتراب من ملامسة أندية المربع الذهبي ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما سقط في فخ التعادل الإيجابي 1 / 1 مع ضيفه ويست هام.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أرتيتا مطالب بحلول بديلة في مواجهة أستون فيلا (رويترز)

«الإصابات» صداع في رأس مدرب آرسنال قبل مواجهة أستون فيلا

تمثل مشكلة الإصابات المتزايدة التي يعاني منها آرسنال تحدياً للمدرب ميكل أرتيتا قبل المباراة المرتقبة السبت في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام مضيفه أستون فيلا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ترمب يحضر قرعة المونديال في حفل استعراضي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

ترمب يحضر قرعة المونديال في حفل استعراضي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

سيحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، في حفل مليء بالاحتفالات والاستعراضات والعروض الباذخة التي تليق بفنان الاستعراض.

ويقام هذا الحدث في مركز كينيدي بواشنطن، الذي تولى ترمب رئاسته في وقت سابق من هذا العام، بينما قام بتنصيب رئيس ومجلس إدارة جديدين.

وحضور ترمب لقرعة كأس العالم يضعه في صدارة المشهد خلال أحد أبرز الأحداث الرياضية على الإطلاق، إذ يبدو أن منظمي الحفل أخذوه في الاعتبار منذ مرحلة التخطيط لهذا الحدث.

وستؤدي فرقة «فيلدج بيبول» أغنيتها الشهيرة «واي إم سي إيه» التي أصبحت عنصراً أساسياً في تجمعات حملة ترمب الانتخابية، وحفلات جمع التبرعات في مارالاغو، حيث شوهد الرئيس يرقص على أنغامها بينما يخطط الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للكشف عن جائزة السلام الخاصة به.

وقام ترمب بحملة علنية للحصول على جائزة نوبل للسلام، مستشهداً بمشاركته في إنهاء صراعات متعددة في الخارج وأسفرت هذه الجهود عن نتائج متباينة.

ومن المقرر أيضاً أن يقدم مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي عرضاً اليوم، وكذلك نجم البوب البريطاني روبي وليامز، وسفيرة الموسيقى في «فيفا» المغنية الأميركية نيكول شيرزينغر.

واستغل ترمب مراراً امتيازات الرئاسة ليشارك في فعاليات رياضية وثقافية كبرى هذا العام. وحضر نهائي السوبر بول في فبراير (شباط)، وسط هتافات وصيحات استهجان من الجمهور، ويعتزم يوم الأحد حضور حفل تكريم مركز كينيدي، الذي تجنبه خلال ولايته الأولى.

وستبرز الجغرافيا السياسية في نهائيات كأس العالم، حيث يشارك وفد إيراني في مراسم القرعة بعد أن كان قد أعلن سابقاً مقاطعة الحفل بسبب مشاكل في التأشيرات، وفقاً لتقارير إعلامية. ويأتي ذلك في ظل توتر العلاقات بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية في يونيو (حزيران) الماضي.


مَن يواجه منتخب أميركا في المونديال؟ ومَن المصنفون؟

منتخب أميركا يستعد لخوض كأس العالم على أرضه (رويترز)
منتخب أميركا يستعد لخوض كأس العالم على أرضه (رويترز)
TT

مَن يواجه منتخب أميركا في المونديال؟ ومَن المصنفون؟

منتخب أميركا يستعد لخوض كأس العالم على أرضه (رويترز)
منتخب أميركا يستعد لخوض كأس العالم على أرضه (رويترز)

لحظة طال انتظارها، أخيراً وصلت... قرعة كأس العالم 2026 تنطلق الجمعة من واشنطن، لتكشف عن ملامح مجموعات البطولة الأكبر في التاريخ، بمشاركة 48 منتخباً لأول مرة.

وحسب شبكة «The Athletic»، فإن الولايات المتحدة والمكسيك وكندا قد أعلن عنها بكونها دولاً مستضيفة منذ أكثر من 7 سنوات، واليوم تبدأ الخطوة الأكثر أهمية قبل صافرة الافتتاح في 11 يونيو (حزيران) المقبل.

توقيت القرعة... وأين تُقام؟

9 صباحاً بتوقيت الساحل الهادئ، 12 ظهراً بتوقيت نيويورك، 5 مساءً بتوقيت لندن. المكان: مركز كينيدي للفنون في واشنطن، وهو اختيار أثار جدلاً واسعاً.

كيف تتم القرعة؟

سيتم توزيع 48 منتخباً على 12 مجموعة (4 فرق في كل مجموعة)، يتأهل صاحبا المركز الأول والثاني من كل مجموعة، إضافة إلى أفضل 8 منتخبات تحتل المركز الثالث، ليكتمل دور الـ32.

توزيع المنتخبات على الأوعية:

الوعاء 1: يضم أقوى المصنفين (إسبانيا، الأرجنتين، فرنسا...) + المنتخبات المستضيفة.

الوعاء 4: يضم المنتخبات الأقل تصنيفاً + الستة المتأهلين من الملحق.

قاعدة القارات: لا يمكن أن تقع دولتان من القارة نفسها في مجموعة واحدة، باستثناء أوروبا (مسموح بمنتخبين).

ماذا عن مجموعة منتخب الولايات المتحدة؟ الولايات المتحدة ثُبتت مسبقاً في المجموعة الرابعة (D) كذلك: المكسيك في المجموعة A، وكندا في المجموعة B، ولن يُعلن عن مواعيد المباريات إلا غداً.

ما السيناريو الأفضل والأسوأ لأميركا؟

نظراً لوجود أميركا في الوعاء الأول، فاحتمالاتها تتدرج من سهل إلى معقد.

سيناريو مثالي (نظرياً): الولايات المتحدة، النمسا، قطر، نيوزيلندا.

سيناريو «مجموعة الموت»: الولايات المتحدة، كولومبيا، النرويج (هالاند!)، إيطاليا (قادمة من الملحق).

الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيكون حاضراً، وسط أحاديث عن جائزة سلام تقدمها «فيفا».

منتخبات يُفضل الكبار تجنبها: النرويج (بسبب هالاند) -رغم وجودها في الوعاء الثالث، وإيطاليا وتركيا- مرشحة للقدوم من الوعاء الرابع، والمغرب، وهي القوة الأفضل في الوعاء الثاني.


إسبانيا في القمة قبل قرعة واشنطن... مَن يطاردها؟

منتخب إسبانيا يتصدر ترتيب المنتخبات العالمية (رويترز)
منتخب إسبانيا يتصدر ترتيب المنتخبات العالمية (رويترز)
TT

إسبانيا في القمة قبل قرعة واشنطن... مَن يطاردها؟

منتخب إسبانيا يتصدر ترتيب المنتخبات العالمية (رويترز)
منتخب إسبانيا يتصدر ترتيب المنتخبات العالمية (رويترز)

مع اقتراب موعد قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن، مساء الجمعة، حُسمت مقاعد 42 منتخباً من بين 48 مشاركاً في النسخة المقبلة التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في حين تنتظر بقية المنتخبات حجز بطاقاتها الأخيرة.

وبحسب شبكة «The Athletic»، ومع بدء العد التنازلي للبطولة التي تقام الصيف المقبل، تبدو الصورة أوضح بشأن ترتيب القوى العالمية، سواء من حيث العروض الفنية أو حالة النجوم في أنديتهم، ليبرز مؤشر «ترتيب القوى» الذي يمنح نظرة عملية لما يمكن توقعه.

وفي ما يلي ترتيب أقوى عشرة منتخبات حالياً بين المؤهلين للمونديال، وفق قراءة واقعية تستند إلى نتائجهم ومستوياتهم:

1) إسبانيا – في طريقها لإعادة العصر الذهبي: «لاروخا» يعودون بثوب جديد... أقل استحواذاً، وأكثر فاعلية هجومية، وبجيل شاب شرس. 31 مباراة بلا هزيمة... اكتساح في التصفيات أبرزها 6–0 خارج الديار أمام تركيا، وهجوم سجل 25 هدفاً في دوري الأمم. نجم ساخن: مارك كوكوريا... سلاح دفاعي مزعج لا يهدأ، وتألق أخيراً أمام لامين جمال في دوري الأبطال.

2) إنجلترا – لُغز توخيل المثير: تشكيلة مرعبة... نجوم في كل المراكز. وتصفيات مثالية من دون استقبال أهداف. الطموح كبير، لكن التاريخ لا يرحم الإنجليز. نجم ساخن: هاري كين... 55 هدفاً في 2025! ماكينة لا تتوقف مع بايرن.

3) فرنسا – فرصة الوداع لديشان: منتخب لا يسقط من القمة بسهولة. تصفيات هادئة، وفريق متخم بالخبرات والموهبة. نجم ساخن: كيليان مبابي: أسطورة كروية وهو لم يبلغ الثلاثين... 55 هدفاً دولياً من 94 مباراة.

4) الأرجنتين – آخر عروض ميسي العالمية: أبطال العالم وأبطال كوبا أميركا مرتين توالياً. تناغم بين الخبرة والشباب تحت قيادة سكالوني. نجم ساخن: خوليان ألفاريز... يحمل إرث ميسي الهجومي... 10 أهداف هذا الموسم، وهداف في المناسبات الكبرى.

5) البرازيل – تخبّط فني، لكنه يبقى «السيلساو»: تغييرات مستمرة على كرسي المدرب، وأداء غير متزن، لكن الجودة الغذائية لا تزال عالية. نجم ساخن: غابرييل ماغالهايش، مدافع آرسنال الصلب، وتهديد دائم في الكرات الثابتة.

6) البرتغال – أزمة متأخرة، ولكن قُطعت التذكرة: عثرات في اللحظات الأخيرة من التصفيات، لكن الفريق يملك المخزون المطلوب... ورونالدو سيحضر للمرة الخامسة. نجم ساخن: فيتينيا، وسط مبدع مع باريس... ثالث أفضل لاعب في العالم بالكرة الذهبية.

7) ألمانيا – من الكارثة إلى الحلم: ناغلسمان يبعث منتخباً كان في طريق الانهيار. استفاقة قوية في التصفيات ونفَس جديد. نجم ساخن: نيك فولتماده... هداف نيوكاسل وورقة هجومية قد تكون تاريخية.

8) هولندا – نهضة برتقالية صامتة: تصفيات هجومية نارية بـ27 هدفاً. فريق منضبط وقادر على مفاجأة الكبار. نجم ساخن: يورين تيمبر... دعامة دفاعية حديدية لآرسنال.

9) النرويج – هالاند يصنع التاريخ: 37 هدفاً في التصفيات! منتخب يفرض نفسه بالقوة. نجم ساخن: إرلينغ هالاند... لا يحتاج تعريفاً. ربما أخطر مهاجم في العالم.

10) كولومبيا – عودة قوية بعد صمت طويل: انتصارات على الأرجنتين والبرازيل وتشيلي... جيل جديد لا يخشى الكبار. نجم ساخن: لويس دياز... صار «آلة تهديف» مع بايرن... 12 هدفاً و6 تمريرات في 19 مباراة.