الذكاء الاصطناعي ومستقبل المهارات: مبادرات تعليمية لمواكبة التحول في سوق العمل

جامعة «سيرفس ناو» الرقمية المجانية تهدف إلى تمكين الشباب العربي بمهارات المستقبل التقنية تماشياً مع «رؤية السعودية 2030»

«جامعة سيرفس ناو» الرقمية المجانية لتعليم الطلاب الذكاء الاصطناعي لبناء مهارات المستقبل
«جامعة سيرفس ناو» الرقمية المجانية لتعليم الطلاب الذكاء الاصطناعي لبناء مهارات المستقبل
TT

الذكاء الاصطناعي ومستقبل المهارات: مبادرات تعليمية لمواكبة التحول في سوق العمل

«جامعة سيرفس ناو» الرقمية المجانية لتعليم الطلاب الذكاء الاصطناعي لبناء مهارات المستقبل
«جامعة سيرفس ناو» الرقمية المجانية لتعليم الطلاب الذكاء الاصطناعي لبناء مهارات المستقبل

شهدت العقود الماضية تحولات متسارعة في عالم الأعمال، إلا أن وتيرة الابتكار لم تكن أبداً بالسرعة التي نراها اليوم، حيث انتقل الذكاء الاصطناعي من كونه مجرد تقنية مستقبلية إلى جزء لا يتجزأ من النظم التشغيلية للشركات والجهات الحكومية حول العالم. ولم يعد الهدف من تبني التقنية يقتصر على مجرد إيجاد بنية تحتية رقمية مثل قواعد البيانات والأجهزة الخادمة، كما كان الحال قبل خمسة عشر عاماً، بل أصبح التحول الرقمي الحقيقي يرتكز على دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية للشركات والقطاع الحكومي، ووضع استراتيجيات واضحة للاستفادة من قدراته التحليلية وتسريع تدفقات العمل بشكل جذري.

سيف مشاط نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «سيرفس ناو»

وتحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع سيف مشاط، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في «سيرفس ناو» ServiceNow حول آفاق هذه التطورات وكيفية تلبية احتياجات قطاع العمل من خلال تأهيل المهارات اللازمة.

«برج التحكم بالذكاء الاصطناعي»

بدايةً، توفر الشركة منصة متخصصة مبنيّة على الذكاء الاصطناعي لإدارة تدفقات العمل Business Workflow Platform لخدمة المنظومة بالكامل، أي إن عمليات قطاع الأعمال Business Process تُبنى عليها، مثل قسم عمليات والاتصالات والموارد البشرية والمصارف، وغيرها. وتهدف الشركة إلى توحيد آلية التعامل مع مئات من وكلاء الذكاء الاصطناعي المتخصصة في نظام واحد وإضافة طبقة عليا تُسمى «برج التحكم بالذكاء الاصطناعي» Artificial Intelligence Control Tower تضمن تناغم هذه التقنيات وتسهيل إدارتها. وهذه الطبقة الموحدة تُمكّن الأنظمة المختلفة من التفاعل ومشاركة البيانات؛ لتطوير الأداء وتقديم رؤى تحليلية دقيقة، مع التركيز على أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي AI Ethics لضمان اتخاذ قرارات عادلة ومنطقية.

الاستثمار في البنية التحتية الرقمية: توافُق مع «رؤية السعودية 2030»

وقال سيف إن وجود الشركة الفعلي في المملكة العربية السعودية ليس مجرد خطوة اعتيادية لتغطية منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بل كان استثماراً استراتيجياً متكاملاً يتوافق مع أهداف «رؤية السعودية 2030». ففي عام 2024، أعلنت الشركة خططها لاستثمار 500 مليون دولار أميركي في المملكة لدعم التحول الرقمي، وخلق فرص عمل، وتنمية المهارات الرقمية في المنطقة. ويشمل هذا الالتزام الاستراتيجي إطلاق مركز إقليمي جديد للشركة في الرياض، بالإضافة إلى إنشاء مركزين مخصصين للبيانات داخل المملكة بما يضمن الامتثال لسياسات حماية البيانات.

ويظهر الأثر الملموس لهذا الوجود من خلال الشراكات التي أُبرمت بالفعل. ففي إطار سعي وزارة العدل السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤية 2030»، تم استخدام منصة «سيرفس ناو» لرقمنة 80 في المائة من خدماتها وتبسيط تدفقات العمل المعقدة. وتم دمج أنظمة متعددة كانت تعمل بشكل منفصل في منصة موحدة، مما أدى إلى تطوير الكفاءة والشفافية في تقديم الخدمات للمواطنين. وعلى صعيد القطاع الخاص، تمت أتمتة عمليات شركة الاتصالات السعودية، مما أسهم في رفع مستويات الخدمة المقدمة.

تحديات عالمية وفرص محلية: الشباب ومستقبل المهارات

وأضاف أن سوق العمل العالمية تواجه تحديات هائلة، إذ تُشير التقديرات إلى أن نحو 85 مليون وظيفة حول العالم قد تظل شاغرة بحلول عام 2030 بسبب نقص الكفاءات اللازمة لشغلها. وتُبرز أبحاث مشتركة بين الشركة و«بيرسون» Pearson أن الذكاء الاصطناعي الوكيلي Agentic AI سيُعيد تعريف أكثر من 10.35 مليون وظيفة في الهند وحدها بحلول عام 2030، وهو ما يؤكد حجم التحول الذي تشهده سوق العمل. ويُبرز البحث أن هذا التحول ليس مجرد نقص في المهارات التقنية، بل هو إعادة هيكلة شاملة للوظائف، حيث يتطلب من الموظفين تطوير مهارات بشرية أساسية مثل التفكير النقدي والإبداع.

وفي ظل هذه التحديات العالمية، تبرز المنطقة العربية وأفريقيا مركزاً للفرص الفريدة، فحسب التقرير السنوي الأول لمؤشر نضج الذكاء الاصطناعي الصادر عن الشركة، أوضحت الدراسة أن 56 في المائة من الشركات السعودية أشارت إلى تحقيق نتائج إيجابية لاستثماراتها في الذكاء الاصطناعي مع تحسن واضح في الكفاءة والإنتاجية، بينما ذكرت 42 في المائة منها أن العائد على الاستثمار تجاوز نسبة 51 في المائة، مما يعكس الإمكانات الكبيرة لهذه التقنية في تعزيز الأداء المؤسسي.

ووفقاً لمؤشر نضج الذكاء الاصطناعي لعام 2024 الصادر من الشركة أيضاً، يستضيف 55 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بدولة الإمارات فعاليات تعليمية حول الذكاء الاصطناعي لمساعدة الموظفين على استخدامه بفاعلية، مع قيام 45 في المائة بتطوير برامج تدريبية لرفع مهارات الموظفين وإعادة تأهيلهم. ووفقاً لتقرير من «كورسيرا»، ارتفع عدد المسجلين في دورات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإمارات بنسبة 344 في المائة خلال العام الماضي، متجاوزاً بذلك المتوسط العالمي (195 في المائة) ومتوسط منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (128 في المائة). وتولي 87 في المائة من الشركات في الإمارات حالياً أهمية كبيرة للذكاء الاصطناعي ومحو الأمية في مجال البيانات.

وحسب تقرير للأمم المتحدة، يمثل الشباب ما نسبته 70 في المائة من سكان جنوب الصحراء الأفريقية ممن تقل أعمارهم عن 30 عاماً. وتُشير دراسة من «مكتب مراجع السكان (PRB)» غبر الربحي إلى أن الشباب الأفريقي سيُشكل 42 في المائة من إجمالي شباب العالم بحلول عام 2030، وسيُشكلون 75 في المائة من الفئة العمرية التي تقل عن 35 عاماً في أفريقيا. هذه الإحصاءات لا تُشير فقط إلى فرصة محتملة، بل تُمثل أيضاً مسؤولية ضخمة تتمثل في تسليح هذه الأجيال الشابة بالمهارات اللازمة لقيادة المستقبل الرقمي. ويمكن أن يُحوِّل الفشل في سد الفجوة المعرفية هذه الفرصة إلى تحدٍّ اجتماعي واقتصادي كبير.

بناء القدرات لمستقبل العمل: منصة تعليمية للجميع

ولمواجهة هذا الواقع المتسارع وتطوير المهارات، أعلنت الشركة عن إطلاق «جامعة سيرفس ناو» الرقمية في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط، وهي منصة تعليمية مجانية تهدف إلى تمكين الكفاءات الوطنية وتزويدها بالمهارات المستقبلية. وتُعد هذه الجامعة امتداداً استراتيجياً لبرنامج الشركة العالمي «رايز أب» RiseUp الذي كان يهدف في البداية إلى تدريب مليون شخص على مستوى العالم، ثم ارتفع طموحه ليُصبح 3 ملايين بحلول عام 2027.

وتتميز هذه الجامعة لا بكونها مجرد نظام تقليدي للتعلم بل بأنها منصة تعليمية ذكية تُعرف باسم «جامعتك» University of You. ويعتمد هذا النظام على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملف تعريفي موحد لكل متعلم يربط بين مهاراته وخبراته وأهدافه المهنية. وبناءً على هذه البيانات، تقوم المنصة بتخصيص مسارات ومحتوى تعليمي يتوافق تماماً مع احتياجات المتعلم، مما يُلغي فكرة البرامج التعليمية الموحدة التي لا تتناسب مع الجميع.

كما تُقدم المنصة مسارات وظيفية محددة مثل «مطور تطبيقات» Application Developer، و«مدير مشاريع تقنية» Technical Project Manager، مع إمكانية الاستفادة من مجموعة واسعة من الدورات التدريبية المجانية، في حين تُوجد بعض الدورات الاحترافية المدفوعة التي يقودها مدربون متخصصون في مجالات مثل إدارة خدمات تقنية المعلومات وأمن العمليات.

وأكد سيف أن الجامعة تطمح لإيجاد عدد كبير من الخبراء في الذكاء الاصطناعي (10 آلاف خبير على الأقل خلال 5 أعوام) بجودة نوعية وبخبرات متخصصة في قطاعات يحتاج إليها قطاع العمل، مثل أمن عمليات قطاع الأعمال واستمراريتها، وغيرها.

والتسجيل في الجامعة الرقمية متاح مجاناً لجميع الأفراد في المملكة، الراغبين بتعزيز مساراتهم المهنية والتقنية، وذلك من خلال موقعها الرسمي: www.ServiceNow.com

تعزيز الكفاءات الوطنية عبر الشراكات

وأضاف أن عمل الشركة لا يقتصر على منصتها التعليمية وحدها، بل يمتد ليشمل بناء شبكة من الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات المحلية لتعزيز تأثيرها وتوطين خبراتها. وتُعد هذه الشراكات بمثابة إثبات عملي لالتزام الشركة بتنمية الكفاءات الوطنية بما ينسجم مع أهداف التوطين في المملكة، ومن أبرزها التعاون مع هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، حيث تعاونت الشركة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي Saudi Data & AI Authority SDAIA لإطلاق معسكر تدريبي للمطورين بهدف إعداد فريق من الخبراء القادرين على تلبية احتياجات «سدايا» الخاصة. ويُظهر هذا التعاون أهمية بناء قدرات محلية متخصصة في قطاعات حيوية مثل أمن العمليات واستمراريتها.

وتُشكل هذه الشراكات شبكة متكاملة تستهدف مختلف جوانب منظومة المواهب؛ من تطوير السياسات الحكومية، مروراً بالتعليم الأكاديمي والاحترافي، ووصولاً إلى دعم الابتكار وريادة الأعمال.

حقائق

56 %

من الشركات السعودية أشارت إلى تحقيق نتائج إيجابية لاستثماراتها في الذكاء الاصطناعي مع تحسن واضح في الكفاءة والإنتاجية


مقالات ذات صلة

علوم مريضٌ أمام معالجٍ رقمي

تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في الإصابة بحالات الذهان

«تعزيز الأوهام» مفهوم علمي ينطبق على أشخاص يملكون استعداداً نفسياً مسبقاً

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
الاقتصاد شعار «ميتا» (رويترز)

«ميتا» تستحوذ على «مانوس» الصينية لتعزيز الذكاء الاصطناعي المتقدم

أعلنت ميتا، يوم الاثنين، أنها ستستحوذ على شركة مانوس الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

«الشرق الأوسط» (نيويورك - بكين)
تكنولوجيا مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

يوفر مزايا كبيرة عند السفر إلى الخارج

الاقتصاد تُظهر شاشة مؤشر كوسبي وسعر صرف الدولار مقابل الوون الكوري في قاعة تداول بنك هانا في سيول (أ.ب)

الأسهم الآسيوية تنخفض متأثرة بتراجع «وول ستريت» قبيل نهاية العام

تراجعت غالبية الأسهم الآسيوية خلال تعاملات يوم الثلاثاء، متأثرةً بانخفاض الأسواق الأميركية في جلسة هادئة في «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (بانكوك)

«غوغل» تختبر ميزة تغيير عنوان البريد الإلكتروني في «جيميل» دون فقدان البيانات

ميزة جديدة من «غوغل» تتيح تغيير عنوان «جيميل» دون فقدان البيانات (رويترز)
ميزة جديدة من «غوغل» تتيح تغيير عنوان «جيميل» دون فقدان البيانات (رويترز)
TT

«غوغل» تختبر ميزة تغيير عنوان البريد الإلكتروني في «جيميل» دون فقدان البيانات

ميزة جديدة من «غوغل» تتيح تغيير عنوان «جيميل» دون فقدان البيانات (رويترز)
ميزة جديدة من «غوغل» تتيح تغيير عنوان «جيميل» دون فقدان البيانات (رويترز)

قبل نهاية عام 2025، طرحت شركة «غوغل» ميزة جديدة بشكل تدريجي تتيح لمستخدمي خدمة البريد الإلكتروني «جيميل» تغيير عنوان بريدهم الإلكتروني المنتهي بنطاق «@gmail.com»، مع الاحتفاظ بالحساب نفسه وجميع البيانات والخدمات المرتبطة به، في خطوة تعد من أبرز التغييرات التي تشهدها الخدمة منذ إطلاقها.

ولطالما كان عنوان البريد الإلكتروني في «جيميل» عنصراً ثابتاً لا يمكن تعديله بعد إنشاء الحساب، ما كان يجبر المستخدمين في حال الرغبة في تغيير الاسم أو تصحيح أخطاء قديمة على إنشاء حساب جديد، ونقل الرسائل والملفات والاشتراكات يدوياً، وهي عملية معقدة، خصوصاً للحسابات المستخدمة منذ سنوات طويلة.

آلية عمل الميزة الجديدة

وحسبما ورد في صفحات الدعم الرسمية لشركة «غوغل»، فإن الميزة الجديدة تتيح تغيير عنوان البريد الإلكتروني دون الحاجة إلى إنشاء حساب جديد. فعند اختيار عنوان بريد مختلف، يبقى الحساب ذاته مرتبطاً بجميع خدمات «غوغل»، بينما يتحول العنوان القديم إلى عنوان بريد بديل، وتستمر الرسائل المرسلة إليه في الوصول إلى صندوق الوارد بشكل طبيعي.

ميزة تغيير عنوان البريد الإلكتروني في «جيميل» تُطرح رسمياً بشكل تدريجي للمستخدمين (غوغل)

ويصبح العنوان الجديد هو البريد الأساسي المستخدم في المراسلات وتسجيل الدخول إلى الحساب، دون أي تأثير على إعدادات المستخدم أو بياناته السابقة.

الحفاظ على البيانات والخدمات

وأكدت «غوغل» أن تفعيل الميزة لا يترتب عليه فقدان أي محتوى أو خدمات؛ إذ تبقى جميع بيانات المستخدم محفوظة كما هي، بما يشمل رسائل البريد الإلكتروني السابقة، والملفات المخزنة، والصور، والاشتراكات، وصلاحيات الوصول وتسجيل الدخول إلى مختلف التطبيقات والخدمات.

كما لا يتطلب التغيير إعادة ربط الحسابات، ولا تحديث عنوان البريد الإلكتروني يدوياً لدى الجهات أو الخدمات الأخرى.

قيود وضوابط الاستخدام

ورغم أهمية هذه الخطوة، أوضحت «غوغل» أن الميزة تخضع لعدد من القيود التنظيمية، من بينها طرحها بشكل تدريجي وعدم توفرها لجميع المستخدمين حالياً، مع تحديد عدد مرات تغيير عنوان البريد الإلكتروني، وفرض فترة زمنية فاصلة بين كل عملية تغيير وأخرى، إضافة إلى احتمال عدم شمول بعض أنواع الحسابات في المرحلة الأولى من الإطلاق.

تخضع عملية التعديل لشروط محددة تشمل الإتاحة وعدد التغييرات وفترة انتظار بين كل تعديل (غوغل)

دلالة التحول

تعكس هذه الخطوة توجهاً جديداً لدى «غوغل» نحو منح المستخدمين مرونة أكبر في إدارة هويتهم الرقمية، ومعالجة واحدة من أقدم القيود في خدمة «جيميل»، ولا سيما مع تحول البريد الإلكتروني من أداة شخصية بسيطة إلى وسيلة أساسية للاستخدام المهني والرسمي.

وفي حال تعميم الميزة على نطاق واسع، يتوقع أن تمثل واحدة من أبرز التحديثات الهيكلية التي شهدتها خدمة «جيميل» خلال السنوات الأخيرة، مع تأثير مباشر على تجربة مئات الملايين من المستخدمين حول العالم.


مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
TT

مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

يأتي مسجل الصوت «تيك نوت» TicNote AI من شركة «موبفوي» Mobvoi، في حجم الجيب، ويعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهو جهاز مذهل. ما من شك في أن جهازاً مثل هذا سيعزز الإنتاجية، ويشكل ميزة كبيرة عند السفر إلى الخارج.

الأول من نوعه

ويروج الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة المنتجة لهذا الجهاز بعدّه أول جهاز تسجيل صوت يعمل بنظام ذكاء اصطناعي أكثر استقلالية من التقليدي على مستوى العالم، ومصمماً لمساعدة أي شخص في زيادة إنتاجيته مع تعدد استخداماته وأغراضه.

* تسجيل الأحاديث وعرض النصوص. يستطيع الجهاز متعدد الاستخدامات، وضع خريطة ذهنية للاجتماعات، والمكالمات الهاتفية، والمحاضرات، وتسجيلها وتحويلها إلى نص مكتوب في الوقت الفعلي وترجمتها وتلخيصها.

* ذكاء اصطناعي. عندما طُلب مني للمرة الأولى إلقاء نظرة على «تيك نوت»، لفتت انتباهي ملحوظة في رسالة بالبريد الإلكتروني. ذكرت الملحوظة أنه مزود بتكنولوجيا تتيح ربطه بهاتفك، أو استخدامه بشكل منفرد لرصد أفكار لم تدرك حتى أنها موجودة داخل مكالمة هاتفية أو وردت في اجتماع ما، بفضل «شادو» Shadow، وكيل ذكاء اصطناعي مدمج، وهذا ينتقل بالأمور إلى مستوى آخر.

جهاز «لغوي»

* التعامل مع 100 لغة. وتشكل الـ«شادو» أداة تنظيم بمقدورها اختصار فعاليات اجتماع ما، بل وحتى تحويله أو تحويل أي تسجيل آخر إلى «بودكاست». في الواقع، إنها تنتقل بالإنتاجية إلى مستوى آخر من خلال تنظيم المقاطع، التي يجري تسجيلها على امتداد فترة زمنية، والربط بينها. وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، يحول المساعد «شادو» المدمج أي مقطع صوتي إلى نص مكتوب بمائة لغة في الوقت الفعلي.

* ميزات التصميم. أضف إلى ذلك، أنه مزود بميكروفونات تتميز بخاصية إلغاء الضوضاء، تجعل التسجيلات واضحة وخالية من أي ضوضاء توجد في الخلفية، حتى ولو على بعد بضعة أقدام فقط. يمكنك حمل «تيك نوت»، الذي يبلغ حجمه حجم 3 أو 4 بطاقات ائتمانية موضوعة إلى جانب بعضها، وحده، أو استخدام الصندوق المرفق الخاص بنظام «ماغ سيف» اللاسلكي لربطه بهاتف ذكي متوافق مع نظام «ماغ سيف»، وهو مثالي للتسجيل باستخدام الجوالات. كذلك تسجل وحدة استشعار اهتزازات طرفي المكالمات الهاتفية بوضوح وبشكل مباشر من جهازك.

هناك زر تشغيل يدير الجهاز ويغلقه، وشاشة تعرض عدداً من الخصائص. ويستخدم زر تبديل صغيراً موجوداً على الجهة الأمامية للاختيار بين تسجيل المكالمات الهاتفية والتسجيلات الصوتية الشخصية. وتعمل البطارية الداخلية طوال 22 ساعة، قبل الحاجة إلى شحنها باستخدام شاحن مزود ببوصلة الـ«يو إس بي» الخاصة به. ويمكن نقل الملفات بشكل لاسلكي من الـ«تيك نوت» للعمل باستخدام التطبيق المصاحب للجهاز.

ويخزن الجهاز ما يصل إلى 25 ساعة من التسجيلات داخل وحدة تخزين مدمجة سعتها 64 غيغا بايت.

حزمات اشتراك

هناك ثلاث حزمات شهرية متوفرة لزيادة سعة التخزين، وإضافة المزيد من الخصائص موضحة في مخطط بياني موجود على الموقع الإلكتروني لـ«تيك نوت».

من بين تلك الخطط، خطة «بلس» المجانية، التي تقدم 600 دقيقة شهرية لخاصية التحويل إلى نص مكتوب، وما يصل إلى عشر محادثات يومياً. أما خطة «برو» (12.99 دولار شهرياً/ 79 دولاراً سنوياً)، فتمنح 2100 دقيقة شهرياً لخاصية التحويل إلى نص مكتوب، ومحادثات يومية غير محدودة. وتشمل خطة الأعمال (29.99 دولار شهرياً/ 239 دولاراً سنوياً) 6.600 دقيقة شهرياً لخاصية التحويل إلى نص مكتوب، ومحادثات يومية غير محدودة.

ويبلغ سعر مسجل الصوت 159.99 دولار.

الموقع الإلكتروني:

https://ticnote.ai/products/ai-voice-recorder-us

* خدمات «تريبيون ميديا».


براتب 555 ألف دولار... أصعب وظيفة مطلوبة في مجال الذكاء الاصطناعي

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

براتب 555 ألف دولار... أصعب وظيفة مطلوبة في مجال الذكاء الاصطناعي

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت الشركة المطورة لبرنامج «تشات جي بي تي» عن وظيفة شاغرة براتب 555 ألف دولار سنوياً، مع وصف وظيفي بالغ الصعوبة لدرجة قد تُثير دهشة أي شخص.

في وظيفة قد تبدو شبه مستحيلة، سيكون «رئيس قسم التأهب» في «OpenAI» مسؤولاً بشكل مباشر عن الدفاع ضد مخاطر الذكاء الاصطناعي متزايدة القوة، والتي تُهدد الصحة النفسية البشرية، والأمن السيبراني، والأسلحة البيولوجية. وهذا قبل أن يبدأ المرشح الناجح بالقلق بشأن احتمال أن يبدأ الذكاء الاصطناعي قريباً بتدريب نفسه ذاتياً، وسط مخاوف بعض الخبراء من أنه قد «ينقلب ضدنا».

وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة التي تتخذ من سان فرنسيسكو مقراً لها، عند إطلاقه عملية البحث عن مرشح لشغل «دور حيوي» من أجل «مساعدة العالم»: «ستكون هذه وظيفة مرهقة، وستجد نفسك في قلب الحدث فوراً».

وسيتولى المرشح الناجح مسؤولية تقييم التهديدات الناشئة، والتخفيف من آثارها، و«تتبع القدرات المتطورة التي تُشكّل مخاطر جديدة ذات أضرار جسيمة، والاستعداد لها». وقد شغل بعض المديرين التنفيذيين السابقين هذا المنصب لفترات قصيرة فقط.

يأتي هذا الإعلان في ظلّ تحذيرات متواصلة من داخل قطاع الذكاء الاصطناعي بشأن مخاطر هذه التقنية المتطورة باستمرار. فقد صرّح مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في «مايكروسوفت» لبرنامج «توداي» على إذاعة «بي بي سي 4» أمس (الاثنين): «أعتقد بصراحة أن من لا يشعر ببعض الخوف في هذه اللحظة، فهو غافل عما يحدث».

كما حذّر ديميس هاسابيس، الحائز على جائزة نوبل والمؤسس المشارك لشركة «غوغل ديب مايند»، هذا الشهر من مخاطر تشمل خروج الذكاء الاصطناعي عن مساره بطريقة تُلحق الضرر بالبشرية.

وفي ظلّ معارضة البيت الأبيض في عهد دونالد ترمب، لا يوجد سوى القليل من التنظيم للذكاء الاصطناعي على المستويين الوطني والدولي. وقد صرّح يوشوا بنجيو، عالم الحاسوب المعروف بأحد «آباء الذكاء الاصطناعي»، مؤخراً: «حتى الشطيرة تخضع لتنظيم أكثر من الذكاء الاصطناعي». والنتيجة هي أن شركات الذكاء الاصطناعي تنظم نفسها إلى حد كبير.

وقال ألتمان على منصة «إكس» عند إطلاقه عملية البحث عن وظيفة: «لدينا أساس متين لقياس القدرات المتنامية، لكننا ندخل عالماً نحتاج فيه إلى فهم وقياس أكثر دقة لكيفية إساءة استخدام هذه القدرات، وكيف يمكننا الحد من هذه السلبيات في منتجاتنا، وفي العالم أجمع، بطريقة تُمكّننا جميعاً من التمتع بالفوائد الهائلة. هذه أسئلة صعبة، ولا توجد سوابق تُذكر لها»، وردّ أحد المستخدمين ساخراً: «يبدو الأمر مريحاً للغاية، هل يشمل إجازة؟».

وحسب ما أفادت صحيفة «الغارديان»، فإن الوظيفة تشمل حصة غير محددة من أسهم شركة «OpenAI» التي تُقدّر قيمتها بـ 500 مليار دولار.

في الشهر الماضي، أعلنت شركة «أنثروبيك» المنافسة عن أولى الهجمات الإلكترونية التي نفذها الذكاء الاصطناعي، حيث عمل الذكاء الاصطناعي بشكل شبه مستقل تحت إشراف جهات يُشتبه في كونها تابعة للدولة الصينية، ونجح في اختراق البيانات الداخلية للأهداف، والوصول إليها. وفي هذا الشهر صرّحت شركة «أوبن إيه آي» بأن أحدث نماذجها كان أكثر كفاءة في الاختراق بثلاثة أضعاف تقريباً مقارنةً بما كان عليه قبل ثلاثة أشهر، وقالت: «نتوقع أن تستمر نماذج الذكاء الاصطناعي القادمة على هذا المنوال».

وتدافع«أوبن إيه آي» أيضاً عن نفسها في دعوى قضائية رفعتها عائلة آدم راين، الشاب البالغ من العمر 16 عاماً من كاليفورنيا، والذي انتحر بعد أن زُعم أنه تلقى تشجيعاً من برنامج «تشات جي بي تي». وتزعم الشركة أن راين أساء استخدام هذه التقنية. وفي قضية أخرى رُفعت هذا الشهر، يُزعم أن برنامج «تشات جي بي تي» شجع أوهاماً مرضية لدى شتاين-إريك سولبيرغ، البالغ من العمر 56 عاماً من ولاية كونيتيكت، والذي قتل والدته البالغة من العمر 83 عاماً ثم انتحر.

وقال متحدث باسم «OpenAI» إنها تراجع الملفات المقدمة في قضية سولبيرغ، والتي وصفتها بأنها «مفجعة بشكل لا يصدق»، وأنها تعمل على تحسين تدريب «تشات جي بي تي» «للتعرف على علامات الضيق العقلي أو العاطفي والاستجابة لها، وتهدئة المحادثات، وتوجيه الناس نحو الدعم الواقعي».