الذكاء الاصطناعي ومستقبل المهارات: مبادرات تعليمية لمواكبة التحول في سوق العمل

جامعة «سيرفس ناو» الرقمية المجانية تهدف إلى تمكين الشباب العربي بمهارات المستقبل التقنية تماشياً مع «رؤية السعودية 2030»

«جامعة سيرفس ناو» الرقمية المجانية لتعليم الطلاب الذكاء الاصطناعي لبناء مهارات المستقبل
«جامعة سيرفس ناو» الرقمية المجانية لتعليم الطلاب الذكاء الاصطناعي لبناء مهارات المستقبل
TT

الذكاء الاصطناعي ومستقبل المهارات: مبادرات تعليمية لمواكبة التحول في سوق العمل

«جامعة سيرفس ناو» الرقمية المجانية لتعليم الطلاب الذكاء الاصطناعي لبناء مهارات المستقبل
«جامعة سيرفس ناو» الرقمية المجانية لتعليم الطلاب الذكاء الاصطناعي لبناء مهارات المستقبل

شهدت العقود الماضية تحولات متسارعة في عالم الأعمال، إلا أن وتيرة الابتكار لم تكن أبداً بالسرعة التي نراها اليوم، حيث انتقل الذكاء الاصطناعي من كونه مجرد تقنية مستقبلية إلى جزء لا يتجزأ من النظم التشغيلية للشركات والجهات الحكومية حول العالم. ولم يعد الهدف من تبني التقنية يقتصر على مجرد إيجاد بنية تحتية رقمية مثل قواعد البيانات والأجهزة الخادمة، كما كان الحال قبل خمسة عشر عاماً، بل أصبح التحول الرقمي الحقيقي يرتكز على دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية للشركات والقطاع الحكومي، ووضع استراتيجيات واضحة للاستفادة من قدراته التحليلية وتسريع تدفقات العمل بشكل جذري.

سيف مشاط نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «سيرفس ناو»

وتحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع سيف مشاط، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في «سيرفس ناو» ServiceNow حول آفاق هذه التطورات وكيفية تلبية احتياجات قطاع العمل من خلال تأهيل المهارات اللازمة.

«برج التحكم بالذكاء الاصطناعي»

بدايةً، توفر الشركة منصة متخصصة مبنيّة على الذكاء الاصطناعي لإدارة تدفقات العمل Business Workflow Platform لخدمة المنظومة بالكامل، أي إن عمليات قطاع الأعمال Business Process تُبنى عليها، مثل قسم عمليات والاتصالات والموارد البشرية والمصارف، وغيرها. وتهدف الشركة إلى توحيد آلية التعامل مع مئات من وكلاء الذكاء الاصطناعي المتخصصة في نظام واحد وإضافة طبقة عليا تُسمى «برج التحكم بالذكاء الاصطناعي» Artificial Intelligence Control Tower تضمن تناغم هذه التقنيات وتسهيل إدارتها. وهذه الطبقة الموحدة تُمكّن الأنظمة المختلفة من التفاعل ومشاركة البيانات؛ لتطوير الأداء وتقديم رؤى تحليلية دقيقة، مع التركيز على أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي AI Ethics لضمان اتخاذ قرارات عادلة ومنطقية.

الاستثمار في البنية التحتية الرقمية: توافُق مع «رؤية السعودية 2030»

وقال سيف إن وجود الشركة الفعلي في المملكة العربية السعودية ليس مجرد خطوة اعتيادية لتغطية منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بل كان استثماراً استراتيجياً متكاملاً يتوافق مع أهداف «رؤية السعودية 2030». ففي عام 2024، أعلنت الشركة خططها لاستثمار 500 مليون دولار أميركي في المملكة لدعم التحول الرقمي، وخلق فرص عمل، وتنمية المهارات الرقمية في المنطقة. ويشمل هذا الالتزام الاستراتيجي إطلاق مركز إقليمي جديد للشركة في الرياض، بالإضافة إلى إنشاء مركزين مخصصين للبيانات داخل المملكة بما يضمن الامتثال لسياسات حماية البيانات.

ويظهر الأثر الملموس لهذا الوجود من خلال الشراكات التي أُبرمت بالفعل. ففي إطار سعي وزارة العدل السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤية 2030»، تم استخدام منصة «سيرفس ناو» لرقمنة 80 في المائة من خدماتها وتبسيط تدفقات العمل المعقدة. وتم دمج أنظمة متعددة كانت تعمل بشكل منفصل في منصة موحدة، مما أدى إلى تطوير الكفاءة والشفافية في تقديم الخدمات للمواطنين. وعلى صعيد القطاع الخاص، تمت أتمتة عمليات شركة الاتصالات السعودية، مما أسهم في رفع مستويات الخدمة المقدمة.

تحديات عالمية وفرص محلية: الشباب ومستقبل المهارات

وأضاف أن سوق العمل العالمية تواجه تحديات هائلة، إذ تُشير التقديرات إلى أن نحو 85 مليون وظيفة حول العالم قد تظل شاغرة بحلول عام 2030 بسبب نقص الكفاءات اللازمة لشغلها. وتُبرز أبحاث مشتركة بين الشركة و«بيرسون» Pearson أن الذكاء الاصطناعي الوكيلي Agentic AI سيُعيد تعريف أكثر من 10.35 مليون وظيفة في الهند وحدها بحلول عام 2030، وهو ما يؤكد حجم التحول الذي تشهده سوق العمل. ويُبرز البحث أن هذا التحول ليس مجرد نقص في المهارات التقنية، بل هو إعادة هيكلة شاملة للوظائف، حيث يتطلب من الموظفين تطوير مهارات بشرية أساسية مثل التفكير النقدي والإبداع.

وفي ظل هذه التحديات العالمية، تبرز المنطقة العربية وأفريقيا مركزاً للفرص الفريدة، فحسب التقرير السنوي الأول لمؤشر نضج الذكاء الاصطناعي الصادر عن الشركة، أوضحت الدراسة أن 56 في المائة من الشركات السعودية أشارت إلى تحقيق نتائج إيجابية لاستثماراتها في الذكاء الاصطناعي مع تحسن واضح في الكفاءة والإنتاجية، بينما ذكرت 42 في المائة منها أن العائد على الاستثمار تجاوز نسبة 51 في المائة، مما يعكس الإمكانات الكبيرة لهذه التقنية في تعزيز الأداء المؤسسي.

ووفقاً لمؤشر نضج الذكاء الاصطناعي لعام 2024 الصادر من الشركة أيضاً، يستضيف 55 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بدولة الإمارات فعاليات تعليمية حول الذكاء الاصطناعي لمساعدة الموظفين على استخدامه بفاعلية، مع قيام 45 في المائة بتطوير برامج تدريبية لرفع مهارات الموظفين وإعادة تأهيلهم. ووفقاً لتقرير من «كورسيرا»، ارتفع عدد المسجلين في دورات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإمارات بنسبة 344 في المائة خلال العام الماضي، متجاوزاً بذلك المتوسط العالمي (195 في المائة) ومتوسط منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (128 في المائة). وتولي 87 في المائة من الشركات في الإمارات حالياً أهمية كبيرة للذكاء الاصطناعي ومحو الأمية في مجال البيانات.

وحسب تقرير للأمم المتحدة، يمثل الشباب ما نسبته 70 في المائة من سكان جنوب الصحراء الأفريقية ممن تقل أعمارهم عن 30 عاماً. وتُشير دراسة من «مكتب مراجع السكان (PRB)» غبر الربحي إلى أن الشباب الأفريقي سيُشكل 42 في المائة من إجمالي شباب العالم بحلول عام 2030، وسيُشكلون 75 في المائة من الفئة العمرية التي تقل عن 35 عاماً في أفريقيا. هذه الإحصاءات لا تُشير فقط إلى فرصة محتملة، بل تُمثل أيضاً مسؤولية ضخمة تتمثل في تسليح هذه الأجيال الشابة بالمهارات اللازمة لقيادة المستقبل الرقمي. ويمكن أن يُحوِّل الفشل في سد الفجوة المعرفية هذه الفرصة إلى تحدٍّ اجتماعي واقتصادي كبير.

بناء القدرات لمستقبل العمل: منصة تعليمية للجميع

ولمواجهة هذا الواقع المتسارع وتطوير المهارات، أعلنت الشركة عن إطلاق «جامعة سيرفس ناو» الرقمية في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط، وهي منصة تعليمية مجانية تهدف إلى تمكين الكفاءات الوطنية وتزويدها بالمهارات المستقبلية. وتُعد هذه الجامعة امتداداً استراتيجياً لبرنامج الشركة العالمي «رايز أب» RiseUp الذي كان يهدف في البداية إلى تدريب مليون شخص على مستوى العالم، ثم ارتفع طموحه ليُصبح 3 ملايين بحلول عام 2027.

وتتميز هذه الجامعة لا بكونها مجرد نظام تقليدي للتعلم بل بأنها منصة تعليمية ذكية تُعرف باسم «جامعتك» University of You. ويعتمد هذا النظام على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملف تعريفي موحد لكل متعلم يربط بين مهاراته وخبراته وأهدافه المهنية. وبناءً على هذه البيانات، تقوم المنصة بتخصيص مسارات ومحتوى تعليمي يتوافق تماماً مع احتياجات المتعلم، مما يُلغي فكرة البرامج التعليمية الموحدة التي لا تتناسب مع الجميع.

كما تُقدم المنصة مسارات وظيفية محددة مثل «مطور تطبيقات» Application Developer، و«مدير مشاريع تقنية» Technical Project Manager، مع إمكانية الاستفادة من مجموعة واسعة من الدورات التدريبية المجانية، في حين تُوجد بعض الدورات الاحترافية المدفوعة التي يقودها مدربون متخصصون في مجالات مثل إدارة خدمات تقنية المعلومات وأمن العمليات.

وأكد سيف أن الجامعة تطمح لإيجاد عدد كبير من الخبراء في الذكاء الاصطناعي (10 آلاف خبير على الأقل خلال 5 أعوام) بجودة نوعية وبخبرات متخصصة في قطاعات يحتاج إليها قطاع العمل، مثل أمن عمليات قطاع الأعمال واستمراريتها، وغيرها.

والتسجيل في الجامعة الرقمية متاح مجاناً لجميع الأفراد في المملكة، الراغبين بتعزيز مساراتهم المهنية والتقنية، وذلك من خلال موقعها الرسمي: www.ServiceNow.com

تعزيز الكفاءات الوطنية عبر الشراكات

وأضاف أن عمل الشركة لا يقتصر على منصتها التعليمية وحدها، بل يمتد ليشمل بناء شبكة من الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات المحلية لتعزيز تأثيرها وتوطين خبراتها. وتُعد هذه الشراكات بمثابة إثبات عملي لالتزام الشركة بتنمية الكفاءات الوطنية بما ينسجم مع أهداف التوطين في المملكة، ومن أبرزها التعاون مع هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، حيث تعاونت الشركة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي Saudi Data & AI Authority SDAIA لإطلاق معسكر تدريبي للمطورين بهدف إعداد فريق من الخبراء القادرين على تلبية احتياجات «سدايا» الخاصة. ويُظهر هذا التعاون أهمية بناء قدرات محلية متخصصة في قطاعات حيوية مثل أمن العمليات واستمراريتها.

وتُشكل هذه الشراكات شبكة متكاملة تستهدف مختلف جوانب منظومة المواهب؛ من تطوير السياسات الحكومية، مروراً بالتعليم الأكاديمي والاحترافي، ووصولاً إلى دعم الابتكار وريادة الأعمال.

حقائق

56 %

من الشركات السعودية أشارت إلى تحقيق نتائج إيجابية لاستثماراتها في الذكاء الاصطناعي مع تحسن واضح في الكفاءة والإنتاجية


مقالات ذات صلة

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

أظهرت دراسة أن أكثر من 20 % من الفيديوهات التي يعرضها نظام يوتيوب للمستخدمين الجدد هي «محتوى رديء مُولّد بالذكاء الاصطناعي»، مُصمّم خصيصاً لزيادة المشاهدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

أصدرت هيئة الفضاء الإلكتروني الصينية مسودة ​قواعد لتشديد الرقابة على خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمحاكاة الشخصيات البشرية والتفاعل العاطفي مع المستخدمين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «أوبن إيه آي» في رسم توضيحي (رويترز)

حمّى الذكاء الاصطناعي... مليارات الدولارات تُعيد تشكيل صناعة التكنولوجيا

يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي أضخم موجة استثمارية في تاريخه الحديث؛ إذ تحولت حمى الذكاء الاصطناعي من مجرد ابتكارات برمجية إلى معركة وجودية على البنية التحتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منتزه على نهر هان في سيول (أرشيفية - رويترز)

اقتصاد كوريا الجنوبية 2026: رهان «أشباه الموصلات» في مواجهة الحمائية العالمية

مع توقع استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي وتأثيرها على رابع أكبر اقتصاد في آسيا خلال عام 2026، من المتوقع أن تسعى كوريا الجنوبية لمواجهة هذه التحديات.

«الشرق الأوسط» (سيول)

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
TT

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة

أظهرت دراسة أن أكثر من 20 في المائة من الفيديوهات التي يعرضها نظام يوتيوب للمستخدمين الجدد هي «محتوى رديء مُولّد بالذكاء الاصطناعي»، مُصمّم خصيصاً لزيادة المشاهدات.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أجرت شركة تحرير الفيديو «كابوينغ» استطلاعاً شمل 15 ألف قناة من أشهر قنوات يوتيوب في العالم - أفضل 100 قناة في كل دولة - ووجدت أن 278 قناة منها تحتوي فقط على محتوى رديء مُصمم بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وقد حصدت هذه القنوات مجتمعةً أكثر من 63 مليار مشاهدة و221 مليون مشترك، مُدرّةً إيرادات تُقدّر بنحو 117 مليون دولار سنوياً، وفقاً للتقديرات.

كما أنشأ الباحثون حساباً جديداً على «يوتيوب»، ووجدوا أن 104 من أول 500 فيديو تم التوصية به في الصفحة الرئيسية لهذا الحساب كانت ذات محتوى رديء مولد بالذكاء الاصطناعي، تم تطويره بهدف الربح المادي.

وتُقدّم هذه النتائج لمحةً عن صناعةٍ سريعة النمو تُهيمن على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، من «إكس» إلى «ميتا» إلى «يوتيوب»، وتُرسّخ حقبةً جديدةً من المحتوى، وهو المحتوى التافه الذي يحفز على إدمان هذه المنصات.

وسبق أن كشف تحليل أجرته صحيفة «الغارديان» هذا العام أن ما يقرب من 10في المائة من قنوات «يوتيوب» الأسرع نمواً هي قنوات مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، حيث حققت ملايين المشاهدات رغم جهود المنصة للحد من «المحتوى غير الأصلي».

وتُعدّ القنوات التي رصدتها شركة كابوينغ عالمية الانتشار وتحظى بمتابعة واسعة من ملايين المشتركين في مختلف أنحاء العالم.

وتعتبر قناة «بندر أبنا دوست»، هي القناة الأكثر مشاهدة في الدراسة، ومقرها الهند، ويبلغ عدد مشاهداتها حالياً 2.4 مليار مشاهدة. وتعرض القناة مغامرات قرد ريسوس وشخصية مفتولة العضلات مستوحاة من شخصية «هالك» الخارقة، يحاربان الشياطين ويسافران على متن مروحية مصنوعة من الطماطم. وقدّرت كابوينغ أن القناة قد تُدرّ أرباحاً تصل إلى 4.25 مليون دولار.

أما قناة «بوتى فرينشي»، ومقرها سنغافورة، والتي تروي مغامرات كلب بولدوغ فرنسي، فقد حصدت ملياري مشاهدة، ويبدو أنها تستهدف الأطفال. وتشير تقديرات كابوينغ إلى أن أرباحها تقارب 4 ملايين دولار سنوياً.

كما يبدو أن قناة «كوينتوس فاسينانتس»، ومقرها الولايات المتحدة، تستهدف الأطفال أيضاً بقصص كرتونية، ولديها 6.65 مليون مشترك.

في الوقت نفسه، تعرض قناة «ذا إيه آي وورلد»، ومقرها باكستان، مقاطع فيديو قصيرة مُولّدة بالذكاء الاصطناعي عن الفيضانات الكارثية التي ضربت باكستان، تحمل عناوين مثل «الفقراء»، و«العائلات الفقيرة»، و«مطبخ الفيضان». وقد حصدت القناة وحدها 1.3 مليار مشاهدة.

وتعليقاً على هذه الدراسة، صرح متحدث باسم «يوتيوب» قائلاً: «الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة، وكأي أداة أخرى، يمكن استخدامه لإنتاج محتوى عالي الجودة وآخر منخفض الجودة. نركز جهودنا على ربط مستخدمينا بمحتوى عالي الجودة، بغض النظر عن طريقة إنتاجه. يجب أن يتوافق المحتوى المرفوع على (يوتيوب) مع إرشاداتنا، وإذا وجدنا أن المحتوى ينتهك أياً من سياساتنا، فسنحذفه».


الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)

أصدرت هيئة الفضاء الإلكتروني الصينية، اليوم (السبت)، مسودة ​قواعد لتشديد الرقابة على خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمحاكاة الشخصيات البشرية والتفاعل العاطفي مع المستخدمين.

وتؤكد هذه الخطوة ما تبذله بكين من جهود للسيطرة على الانتشار السريع لخدمات ‌الذكاء الاصطناعي ‌المقدمة للجمهور ‌من ⁠خلال ​تشديد معايير ‌السلامة والأخلاقيات.

وستطبق القواعد المقترحة على منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي المقدمة للمستهلكين في الصين، والتي تعرض سمات شخصيات بشرية وأنماط تفكير وأساليب تواصل تتم محاكاتها، وتتفاعل ⁠مع المستخدمين عاطفياً من خلال النصوص ‌أو الصور أو الصوت أو الفيديو، أو غيرها من الوسائل.

وتحدد المسودة نهجاً تنظيمياً يلزم مقدمي الخدمات بتحذير المستخدمين من الاستخدام المفرط، وبالتدخل عندما تظهر على المستخدمين ​علامات الإدمان.

وبموجب هذا المقترح، سيتحمل مقدمو الخدمات مسؤوليات ⁠السلامة طوال دورة حياة المنتج، ووضع أنظمة لمراجعة الخوارزميات وأمن البيانات وحماية المعلومات الشخصية.

وتحدد هذه الإجراءات الخطوط الحمراء للمحتوى والسلوك، وتنص على أنه يجب ألا ينشئ مقدمو الخدمات محتوى من شأنه تهديد الأمن القومي، أو نشر الشائعات، أو الترويج ‌للعنف أو الفحشاء.


ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

وقد ركزت التطورات الأخيرة التي حققها مبتكر «تشات جي بي تي»، بالإضافة إلى منافسيه، على تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي على الاستدلال، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

لكن في حديثه ضمن بودكاست، قال ألتمان إن التطور الذي يتطلع إليه بشدة هو قدرة الذكاء الاصطناعي على تذكر «كل تفاصيل حياتك»، وأن شركته تعمل على الوصول إلى هذه المرحلة بحلول عام 2026.

شرح ألتمان: «حتى لو كان لديك أفضل مساعد شخصي في العالم... فلن يستطيع تذكر كل كلمة نطقت بها في حياتك».

وأضاف: «لا يمكنه قراءة كل وثيقة كتبتها. ولا يمكنه الاطلاع على جميع أعمالك يومياً، وتذكر كل تفصيل صغير. ولا يمكنه أن يكون جزءاً من حياتك إلى هذا الحد. ولا يوجد إنسان يمتلك ذاكرة مثالية لا متناهية».

وأشار ألتمان إلى أنه «بالتأكيد، سيتمكن الذكاء الاصطناعي من فعل ذلك. نتحدث كثيراً عن هذا الأمر، لكن الذاكرة لا تزال في مراحلها الأولى جداً».

تأتي تصريحاته بعد أسابيع قليلة من إعلانه حالة طوارئ قصوى في شركته عقب إطلاق «غوغل» لأحدث طراز من برنامج «جيميناي».

وصفت «غوغل» برنامج «جيميناي 3» بأنه «عهد جديد من الذكاء» عند إطلاقها تطبيق الذكاء الاصطناعي المُحدّث في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث حقق النموذج نتائج قياسية في العديد من اختبارات الأداء المعيارية في هذا المجال.

قلّل ألتمان من خطورة التهديد الذي يمثله مشروع «جيميناي 3»، مدعياً ​​أن ردّ شركة «أوبن إيه آي» الحازم على المنافسة الجديدة ليس بالأمر غير المألوف.

وقال: «أعتقد أنه من الجيد توخي الحذر، والتحرك بسرعة عند ظهور أي تهديد تنافسي محتمل».

وتابع: «حدث الشيء نفسه لنا في الماضي، حدث ذلك في وقت سابق من هذا العام مع (ديب سيك)... لم يكن لـ(جيميناي 3) التأثير الذي كنا نخشى أن يحدث، ولكنه حدد بعض نقاط الضعف في منتجاتنا واستراتيجيتنا، ونحن نعمل على معالجتها بسرعة كبيرة».

يبلغ عدد مستخدمي «تشات جي بي تي» حالياً نحو 800 مليون، وفقاً لبيانات «أوبن إيه آي»، وهو ما يمثل نحو 71 في المائة من حصة سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويقارن هذا الرقم بنسبة 87 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.