«النواب» و«الدولة» لمناقشة الإطار الدستوري للانتخابات الليبية مجدداً

«خريطة طريق» أممية ترسم المسار

اجتماع لأعضاء بمجلسي النواب و«الدولة» في ليبيا 23 فبراير 2025 (مجلس النواب)
اجتماع لأعضاء بمجلسي النواب و«الدولة» في ليبيا 23 فبراير 2025 (مجلس النواب)
TT

«النواب» و«الدولة» لمناقشة الإطار الدستوري للانتخابات الليبية مجدداً

اجتماع لأعضاء بمجلسي النواب و«الدولة» في ليبيا 23 فبراير 2025 (مجلس النواب)
اجتماع لأعضاء بمجلسي النواب و«الدولة» في ليبيا 23 فبراير 2025 (مجلس النواب)

بعد جولات مستفيضة سابقة من المناقشات، يعود الإطار القانوني والدستوري اللازم للانتخابات الليبية مجدداً إلى مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، وفق «خريطة طريق أممية».

وتضمنت «خريطة الطريق»، التي أعلنت عنها المبعوثة هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، ضرورة تعديل قانوني الانتخابات العامة من قبل المجلسين، بهدف «معالجة المشاكل التي أسهمت في عدم إجراء الانتخابات عام 2021».

لكن هذا الطرح قوبل بانتقادات واسعة حول قابليته للتحقيق في ظل الانقسام الحكومي والمؤسسي، وتعمُّق خلافات الفرقاء المتصارعين على السلطة والثروة.

ويرى رئيس «مجموعة العمل الوطني» الليبي، خالد الترجمان، أن إحالة البعثة هذه المهمة للمجلسين «يعد استمراراً لسعيها إلى إدارة أزمة البلاد، وليس معالجتها»، متوقعاً أن تلقى خريطة تيتيه مصير مبادرات قدمها مبعوثون سابقون تعاقبوا على رئاسة البعثة منذ 2011.

وتحدث الترجمان لـ«الشرق الأوسط» عن وجود «تاريخ طويل من المناكفات بين المجلسين حول القانونَين وملفات أخرى»، وأرجعها لما وصفه بإصرار المجلس الأعلى للدولة، وهو مجلس استشاري، «على منازعة البرلمان في صلاحياته بصفته سلطة تشريعية».

وهو يعتقد أن تقارب محمد تكالة، رئيس المجلس الأعلى للدولة، في الرؤى مع رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، عبد الحميد الدبيبة، قد يقود إلى نشوب مزيد من الخلافات حول تعديلات القانونَين، بما يطيل بقاء هذه الحكومة في السلطة، منتقداً «اكتفاء البعثة بالتلويح المتكرر بالعقوبات في مواجهة معرقلي العملية السياسية دون التأكيد على تفعيلها».

صورة جماعية لأعضاء بمجلسي النواب و«الدولة» في ليبيا 23 فبراير 2025 (مجلس النواب)

وتشهد ليبيا منذ مارس (آذار) 2022 صراعاً بين حكومتين: الأولى «الوحدة الوطنية» في طرابلس، والثانية يرأسها أسامة حماد ومكلفة من البرلمان وتحظى بدعم قائد «الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مدن الجنوب.

خريطة الأمم المتحدة

ترتكز «الخريطة» الأممية على محاور عدة، منها تعزيز قدرات «مفوضية الانتخابات»، بالتوازي مع إدخال تعديلات على قانونَي الانتخابات خلال شهرين، يعقبها تشكيل حكومة موحدة جديدة تمهّد للاستحقاق، إلى جانب إطلاق حوار وطني موسع.

وسلّط عضو مجلس النواب الليبي، عبد السلام نصية، الضوء على المعضلة الواردة بـ«الخريطة»، فقال إن تشكيل الحكومة الموحدة، وإطلاق الحوار الوطني «سيظلان معلقين إذا لم يتم التوافق أولاً على قانوني الانتخابات».

وأضاف في تدوينة على «فيسبوك» أن هذا «قد يطيل أمد الأزمة بدلاً من تجاوزها».

ولم يبتعد الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي، عن الآراء السابقة، عادّاً أن إعادة قانوني الانتخابات إلى النواب والأعلى «لن يسفر، في أحسن السيناريوهات، إلا عن صفقة جديدة من المحاصصة السياسية بينهما، في ظل ما بينهما من تجاذبات وخلافات».

وقال التواتي لـ«الشرق الأوسط» إن «رهن تشكيل الحكومة الجديد بالتوافق بين المجلسين حول الإطار القانوني، والذي لطالما اختلفا حوله لسنوات، قلل من توقعات الليبيين حيال نجاح الخريطة، خصوصاً في الوقت الراهن مع توتر العلاقة بين تكالة ورئيس البرلمان عقيلة صالح».

وبرز ملف معايير الترشح للرئاسة، وتحديداً جواز ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية من عدمه، في مقدمة الخلافات التي أعاقت التوافق حول القوانين والعملية الانتخابية خلال مفاوضات سابقة.

وقال التواتي: «رغبة صالح في إزاحة الدبيبة من السلطة قد تدفعه لمهادنة (الأعلى للدولة) وتقديم بعض التنازلات بشأن التعديلات».

وعلى مدار عام، دعا صالح إلى تشكيل حكومة جديدة بالتنسيق مع كتلة من «الأعلى للدولة» بقيادة رئيسه السابق خالد المشري، ليكون بديلاً لحكومة «الوحدة».

وحذّر التواتي من إيكال مهمة تشكيل الحكومة للمجلسين حال نجاحهما، بشكل أو بآخر، في التوافق على الإطار القانوني للانتخابات، معتقداً أن النتيجة حينها «لن تكون حكومة تكنوقراط أو تسيير أعمال تمهد لإجراء الانتخابات، بل ربما صفقة لتقاسم المقاعد الوزارية وتحديداً السيادية بين المجلسين وحلفائهما من فرقاء الصراع في شرق وغرب البلاد».

توافق المجلسين

ويرى المحلل السياسي محمد محفوظ أن اعتماد تيتيه على المجلسين مجدداً جاء «ترضية لبعض القوى الإقليمية والغربية التي ترفض تجاوز المؤسسات القائمة وتريد تشكيل مجلس تأسيسي جديد، كما يطالب فريق واسع من الليبيين».

الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا هانا تيتيه (الأمم المتحدة)

وأوضح محفوظ لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه القوى ترى في توافق المجلسين مساراً يمكن ضبط مخرجاته بما يخدم مصالحها، خلافاً لمسار جديد قد يصعب التحكم فيه»، موضحاً أن هذه المهمة «مشروطة بمهلة شهرين، وفي حال فشل المجلسين في التوافق سيتعين على حلفائهما الغربيين والإقليميين توفير دعم واضح لأي مسار سياسي ستقدمه البعثة حينذاك».

وخلال الإحاطة، بررت المبعوثة الأممية استمرار التعامل مع المجلسين بكونه «أسرع طريق ممكن للانتخابات»، مع تحميلهما المسؤولية أمام الليبيين.

ويعتقد عضو المجلس الأعلى للدولة، علي السويح، أن «الفرصة قائمة وبقوة لتوافق أعضاء المجلسين على تعديلات القانونَين، خصوصاً في ظل تقديم اللجنة الاستشارية التي شكلتها البعثة بداية العام مقترحات عدة بشأنها يمكن بحثها».

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عبَّر السويح عن قناعته بأن البعثة ربما وضعت سلسلة ضمانات لتفادي عرقلة خريطتها، في ظل معرفتها الوثيقة بخريطة تحالفات الساحة الليبية، ومعرفتها أيضاً بغضب الشارع من استنزاف فرقاء الصراع لعوائد الثروة النفطية.

وتوقع أن يسعى عدد كبير من أعضاء النواب و«الأعلى للدولة» جدياً إلى التوافق حول القانونَين، بغض النظر عن موقف الرئاسة في كل مجلس.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الأزمة «لا تُحل أو تنحصر بالقوانين فقط؛ إذ تستفيد من الوضع الراهن قوى عدة من ميليشيات ومهربين وسياسيين فاسدين يسعون إلى إبقاء الانقسام بيئة خصبة لمصالحهم بعيداً عن المحاسبة».


مقالات ذات صلة

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

شمال افريقيا الدبيبة خلال افتتاح «المتحف الوطني» في طرابلس الذي أثار انتقادات عدد كبير من الليبيين (رويترز)

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

هيمنت أزمة نقص السيولة على المشهد الليبي؛ في ظل اصطفاف المواطنين أمام المصارف لساعات طويلة، إلى جانب نقاشات موسعة مع خبراء ومسؤولين حول سبل المعالجة.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا افتتاح «الحوار المهيكل» في ليبيا (أرشيفية - البعثة الأممية)

مصراتة تنتفض لـ«حل الأجسام المسيطرة» على المشهد الليبي

دافعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجدداً، عن «الحوار المهيكل» الذي ترعاه في العاصمة طرابلس، رغم الجدل المثار حول إمكانية نجاحه.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الهيشري القيادي في «جهاز الردع» الليبي خلال مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء (المحكمة)

«الوحدة» الليبية تتابع ملف الهيشري الموقوف لدى «الجنائية الدولية»

قالت سفارة ليبيا في هولندا إن «القسم القنصلي سينظم زيارات دورية للمحتجز الهيشري، ضمن اختصاصاته ومسؤولياته القنصلية تجاه المواطنين الليبيين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من إحاطة تيتيه أمام أعضاء مجلس الأمن حول الأزمة الليبية (المجلس)

تيتيه تتهم الزعماء الليبيين بـ«التقاعس» عن تنفيذ «خريطة الطريق»

اتهمت هانا تيتيه، أصحاب المصلحة السياسيين الرئيسيين في ليبيا بـ«التقاعس» عن تنفيذ موجبات العملية السياسية المحددة من المنظمة الدولية.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري أشاد بزيارته الأخيرة إلى الجزائر للمشاركة في أعمال الآلية الثلاثية حول ليبيا (إ.ب.أ)

الجزائر ومصر تؤكدان «دعمهما الكامل» لمسار الحل الليبي - الليبي

تبادل وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، الرؤى حول الأزمة الليبية، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

قوى مدنية سودانية تطالب بتصنيف الإسلاميين «جماعة إرهابية»

سودانيون يعملون على إصلاح مولد كهربائي بورشة عمل بالمنطقة الصناعية في بورتسودان يوم 19 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
سودانيون يعملون على إصلاح مولد كهربائي بورشة عمل بالمنطقة الصناعية في بورتسودان يوم 19 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

قوى مدنية سودانية تطالب بتصنيف الإسلاميين «جماعة إرهابية»

سودانيون يعملون على إصلاح مولد كهربائي بورشة عمل بالمنطقة الصناعية في بورتسودان يوم 19 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
سودانيون يعملون على إصلاح مولد كهربائي بورشة عمل بالمنطقة الصناعية في بورتسودان يوم 19 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

وزّعت قوى مدنية سودانية «خطابات عاجلة» على كبار المسؤولين الدوليين والإقليميين، طالبت فيها بتصنيف «الحركة الإسلامية (الإخوان)» وحزب «المؤتمر الوطني» وواجهاتهما «منظماتٍ إرهابية»، وكذلك «إعلان المبادئ السوداني لبناء وطن جديد» الذي توافقت عليه أخيراً.

في غضون ذلك، كثفت «قوات الدعم السريع» قصفها وحصارها كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان؛ مما دفع بالمنظمات الدولية والإنسانية لإجلاء رعاياها وموظفيها خارج المدينة.

وقالت القوى المدنية، في بيان الأحد، إنها وجهت خطاباً إلى كل من «وزراء خارجية دول (الآلية الرباعية)، و(الآلية الخماسية للمنظمات متعددة الأطراف)، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة (إيقاد)، وجامعة الدولة العربية، والاتحاد الأوروبي»، طالبتهم فيه بتصنيف «الحركة الإسلامية السودانية» وحزبها «المؤتمر الوطني» وواجهاتهما «جماعة إرهابية»، وأرفقت نص الإعلان الذي توافقت عليه في العاصمة الكينية نيروبي الأسبوع الماضي.

وجاء في الوثيقة، التي تحمل اسم «وثيقة تصنيف حزب (المؤتمر الوطني) و(الحركة الإسلامية السودانية) وواجهاتهما منظماتٍ إرهابية»، أنها تعكس الأدوار الموثقة لهذه الكيانات في استمرار العنف، وتقويض الانتقالي المدني الديمقراطي، وتهديد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

وقد أَرفقت مع الوثيقة «إعلان المبادئ السوداني لبناء وطن جديد»، وعدته «بداية لإطار عمل شامل لمستقبل السودان، يعالج جذور الحروب بالسودان، ويسهم في استعادة مسار الثورة السودانية نحو (الحرية والسلام والعدالة)».

«خطوة حيوية»

وشددت في البيان على أهمية «الوقف الفوري للأعمال العدائية»، والعمل على تحقيق حل سياسي شامل، وعدّته «ضرورة وجودية لا تحتمل التأجيل والتلكؤ»، وطالبت بدعم المجتمع الدولي للوثيقتين، بوصفهما «خطوة حيوية لملايين السودانيين، الذين ينتظرون فجراً جديداً، يعيد الحياة ويحقق السلام والعدالة».

وشهدت نيروبي، في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، توقيع كتل سياسية وحركات مسلحة وشخصيات وطنية ميثاقاً أطلقت عليه «إعلان المبادئ السوداني لبناء وطن جديد»؛ «لتوحيد الجبهة المدنية ضد النزاع المسلح، ورسم خريطة طريق تعزل الكيانات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بالنظام السابق»، بجانب وثيقة تصنيف «الحركة الإسلامية» وحزب «المؤتمر الوطني» وواجهاتهما «تنظيمات إرهابية».

ووقع الوثيقتين كل من: رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وأحزاب: «الأمة القومي»، و«البعث العربي الاشتراكي»، و«المؤتمر السوداني»، و«حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد نور، وممثلون عن لجان المقاومة، وتنظيمات مدنية أخرى وشخصيات وطنية.

نازحون يستقلون عربات تجرها حيوانات عقب هجمات من «الدعم السريع» على مخيم زمزم ببلدة طويلة شمال دارفور يوم 15 أبريل 2025 (أرشيفية - رويترز)

إجلاء عاملين في منظمات أممية

ميدانياً؛ تواصلت عمليات إجلاء العاملين في المنظمات الإنسانية والأممية من مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» بالاشتراك مع حليفتها «قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان - تيار عبد العزيز الحلو».

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المنظمات الإنسانية العاملة في المدينة أجلت موظفيها والعاملين فيها من البلدة التي تهدد «قوات الدعم السريع» باجتياحها، وتواصل حصارها وقصفها بالمدفعية والطيران المسيّر.

كما ازداد نزوح كثير من المواطنين من المدينة إلى اتجاهات عدة، لكن الأعداد الكبيرة منهم نزحت إلى مناطق سيطرة «قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان»، التي تسيطر على منطقة كاودا الجبلية منذ عام 2011.

وكانت «بعثة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في أبيي (يونيسيفا)» قد أعلنت، الجمعة، إخلاء قاعدتها اللوجيستية في كادوقلي، بعد الهجوم الجوي الذي شنته «قوات الدعم السريع» على مقرها، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر البعثة.

وقتل 6 أشخاص من قوات حفظ السلام من دولة بنغلاديش، وأصيب 8 آخرون، في هجوم من مسيّرات «الدعم السريع» استهدف مقر البعثة في 13 ديسمبر الحالي.

وتخضع مدينة كادوقلي منذ الأشهر الأولى للحرب لحصار مشدد من «قوات الدعم السريع» و«الحركة الشعبية»، وخلاله تعرضت المدينة لهجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسيرة. واستولت «قوات الدعم السريع»، الخميس، على بلدة برنو التي تبعد من المدينة نحو 30 كيلومتراً، وحشدت قوات كبيرة حول المدينة، ويتوقع حدوث مواجهات مع قوة الجيش الموجودة في «الفرقة 14 مشاة» بالمدينة.


توتر بين «الدعم السريع» وقوات جنوب السودان في هجليج

صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

توتر بين «الدعم السريع» وقوات جنوب السودان في هجليج

صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

استبعدت «قوات الدعم السريع» وقوع أي اشتباكات مسلحة بينها وبين قوات دفاع جنوب السودان في منطقة هجليج النفطية بولاية جنوب كردفان، التي سيطرت عليها «الدعم السريع» مؤخراً بعد انسحاب الجيش السوداني منها باتجاه جنوب السودان. جاء ذلك ردّاً على ما نقلته صحيفة في جوبا عن وجود حالة توتر بين الجانبين حول السيطرة على الحقول النفطية.

ونقلت صحيفة «جوبا بوست» أن توتراً حادّاً حدث ليل السبت-الأحد بين القوات الجنوبية الموكل لها حماية حقول النفط في منطقة هجليج، باتفاق ثلاثي بين جوبا وبورتسودان ونيالا، و«قوات الدعم السريع» التي سيطرت على المنطقة، بعد انسحاب الجيش السوداني منها إلى الدولة الجارة.

وقالت الصحيفة، إن «قوات الدعم السريع» وجيش جنوب السودان (قوات دفاع جنوب السودان)، اختلفا على السيطرة على المنطقة، وحذّرت من احتمالات حدوث مواجهة عسكرية بين الطرفين.

ولم يصدر تصريح رسمي من جوبا، لكن «قوات الدعم السريع» نفت بشكل قاطع حدوث اشتباكات مسلحة مع جيش جنوب السودان في حقل هجليج، إثر نشر صحف موالية للجيش السوداني حدوث اشتباكات بين قوات الطرفين، ردّاً على محاولة «قوات الدعم السريع» إعادة انتشارها في الحقل النفطي.

وقال الباشا طبيق، مستشار قائد «قوات الدعم السريع» حميدتي، في تغريدة على صفحته الرسمية على منصة «فيسبوك»، إن ما تناولته صحف ووسائط سودانية موالية للجيش بشأن وقوع «اشتباكات في منطقة هجليج بين (قوات الدعم السريع) وقوات دفاع جنوب السودان (لا أساس له من الصحة على الإطلاق)». وأضاف أن «ما تم تداوله لا يتجاوز كونه أماني يُروّج لها أولئك المفطومون من ثدي النفط».

وطالب المسؤول الرفيع بـ«قوات الدعم السريع» وكالات الأنباء والقنوات الفضائية بتحري الدقة والمصداقية، والاعتماد على المصادر الموثوقة، حتى لا تقع في «فخ الروايات التي تبثها غرف إعلام الحركة الإسلامية المضللة»، حسب تعبيره.

وسيطرت «قوات الدعم السريع» في الثامن من الشهر الحالي على منطقة هجليج التي تضم أحد أكبر حقول النفط، ومحطة معالجة لنفط جنوب السودان، ومنها تبدأ أنابيب النفط البالغ طولها أكثر من 1500 كيلومتر، وتنقل خام نفط جنوب السودان إلى ميناء بشاير على البحر الأحمر قرب مدينة بورتسودان.

وانسحبت قوات الجيش السوداني في «اللواء 90» من المنطقة إلى دولة جنوب السودان المجاورة، لتُكمل «قوات الدعم السريع» سيطرتها على كامل ولاية جنوب كردفان، ولاحقاً جرى التوصل إلى اتفاق بين الرئيس سلفاكير ميارديت وقائد الجيش السوداني، وقائد «قوات الدعم السريع»، قضى بقيام قوات دفاع السودان بتأمين الحقول والمنشآت النفطية، مقابل رسم يتقاسمه الجيش و«قوات الدعم السريع».


روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
TT

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».