موسكو وطهران لوقف المسار الأوروبي نحو «سناب باك»

طهران تلوح مجدداً بالانسحاب من «حظر الانتشار النووي»

عراقجي وخلفه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو 18 أبريل 2025 (أ.ب)
عراقجي وخلفه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو 18 أبريل 2025 (أ.ب)
TT

موسكو وطهران لوقف المسار الأوروبي نحو «سناب باك»

عراقجي وخلفه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو 18 أبريل 2025 (أ.ب)
عراقجي وخلفه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو 18 أبريل 2025 (أ.ب)

دعت كل من طهران وموسكو الدول الأوروبية إلى وقف العمل بالقرار الدولي 2231 في موعده المقرر، بالتزامن مع تحركات أوروبية جادة لتفعيل آلية «سناب باك»، بإعادة فرض العقوبات وفق الاتفاق النووي الموقع عام 2015، في حين تلوّح طهران بأن احتمالية الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي باتت «واردة الآن».

وأجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتصالاً، السبت، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بحثا فيه تطورات الملف النووي الإيراني، مع اقتراب انتهاء المهلة القانونية لإنهاء العمل بالقرار الأممي 2231، الذي كان قد تبنّى الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى.

وأفادت وكالة «مهر» الحكومية بأن الجانبين أكدا خلال المحادثة أن الدول الأوروبية، ولا سيما فرنسا وألمانيا وبريطانيا، فشلت في الالتزام بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي، واتهماها بالتواطؤ مع واشنطن في «الهجمات التي استهدفت منشآت نووية سلمية داخل إيران»، وهو ما اعتبره الطرفان انتهاكاً صريحاً للقرار 2231.

وشدد عراقجي ولافروف على ضرورة إنهاء العمل بالقرار في موعده، محمّلين «الترويكا الأوروبية» مسؤولية التصعيد. وأكد عراقجي أن اقتراح تمديد القرار ليس من صلاحيات الدول الأوروبية، بل يعود إلى مجلس الأمن الدولي وأعضائه فقط.

وكان عراقجي قد أجرى اتصالات هاتفية منفصلة مع وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، بالإضافة إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لبحث تفعيل «سناب باك» التي تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران. ووفقاً لبيان رسمي، فقد تقرر استئناف المحادثات بين الجانبين الثلاثاء المقبل، على مستوى نواب الوزراء.

غروسي ونائبه ماسيمو أبارو الذي يترأس إدارة الضمانات في «الذرية الدولية» على هامش مباحثات بأصفهان مايو 2024 (إ.ب.أ)

تهديد غروسي

في تطور لافت، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن مسؤولين إيرانيين هددوا باعتقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في حال دخوله الأراضي الإيرانية، مما زاد من تعقيد المحادثات الجارية بين الطرفين.

وجاءت مزاعم التهديد في ظل تصاعد الحملة الإيرانية ضد غروسي؛ حيث طالبته وسائل إعلام مقربة من النظام بـ«تحمل مسؤولية تقاريره المضللة»، وذهب بعضها إلى الدعوة لمحاكمته.

وكان غروسي قد تعرض لهجوم من قبل مسؤولين إيرانيين، بينهم نائب رئيس السلطة القضائية، الذي اعتبره «مشاركاً في الجريمة»، في إشارة إلى التقارير الصادرة عن الوكالة بشأن برنامج إيران النووي.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن دبلوماسيين أن مسؤولي الوكالة الدولية سيجرون محادثات في واشنطن الأسبوع المقبل، في محاولة لتنسيق المواقف مع الجانب الأميركي بشأن التهديدات الإيرانية، ومصير البرنامج النووي، خاصة في ظل غياب معلومات مؤكدة حول 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، بعد الهجمات الأخيرة على منشآت نووية داخل إيران.

وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده إن تفعيل «سناب باك» يعني أن أوروبا «تهدر آخر ورقة تملكها» في المفاوضات.

ومع ذلك، لم تغلق طهران باب التفاوض تماماً. وأفادت وكالة «مهر» بأن وفداً إيرانياً عقد اجتماعاً في فيينا مع ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أُحرز خلاله «تقدّم ملحوظ» بشأن مستقبل التعاون الفني، في ظل ما وصفته طهران بـ«الظروف الجديدة»، الناتجة عن التصعيد الغربي والقوانين الداخلية التي أقرها البرلمان الإيراني بعد الهجمات الأخيرة.


مقالات ذات صلة

الرئيس الإيراني يدافع عن موازنة «منضبطة» وسط العقوبات

شؤون إقليمية بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)

الرئيس الإيراني يدافع عن موازنة «منضبطة» وسط العقوبات

دافع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، عن مشروع موازنة العام الجديد، معتبراً إياه أداة لضبط الاقتصاد في ظل العقوبات وتراجع الإيرادات.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرها حساب عراقجي من وصوله إلى مقر المؤتمرات الدولية بمدينة أصفهان الخميس

عراقجي يحذر من «مؤامرة جديدة» تستهدف الداخل الإيراني

حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من «مؤامرة جديدة» قال إن خصوم إيران يعملون على تنفيذها عبر تعقيد الأوضاع الاقتصادية وإذكاء السخط الاجتماعي

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
خاص وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يبكي على نعش قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي خلال تشييع عسكريين كبار قتلوا في الضربات الإسرائيلية في طهران يوم 28 يونيو الماضي (أرشيفية- أ.ف.ب)

خاص «مطرقة الليل» في 2025... ترمب ينهي «أنصاف الحلول» في إيران

مع عودة دونالد ترمب إلى المكتب البيضاوي في مطلع 2025، لم تحتج استراتيجيته المحدثة لـ«الضغوط القصوى» سوى أقل من عام كي تفرض إيقاعها الكامل على إيران.

عادل السالمي (لندن)
شؤون إقليمية إيرانيون يمرون بجانب لوحة دعائية مناهِضة لإسرائيل تحمل عبارة: «نحن مستعدون. هل أنتم مستعدون؟» معلقة في ساحة فلسطين وسط طهران (إ.ب.أ)

إيران تربط التعاون النووي بإدانة قصف منشآتها

رهنت طهران أي تعاون جديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا سيما ما يتعلق بإعادة تفتيش المنشآت النووية التي تعرضت للقصف، بإدانة واضحة وصريحة من الوكالة.

«الشرق الأوسط» (لندن - نيويورك - طهران)
شؤون إقليمية بزشكيان يسلم مسودة مشروع الموازنة إلى قاليباف الثلاثاء (الرئاسة الإيرانية)

الحكومة الإيرانية تعرض موازنة تتجاوز 107 مليارات دولار

قدّمت الحكومة الإيرانية الثلاثاء مشروع موازنة العام الجديد إلى البرلمان بقيمة تتجاوز 107 مليارات دولار

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

إصابة 7 من الشرطة التركية في اشتباك مع مسلحين من «داعش»

عناصر من الشرطة التركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة التركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إصابة 7 من الشرطة التركية في اشتباك مع مسلحين من «داعش»

عناصر من الشرطة التركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة التركية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أصيب سبعة من أفراد الشرطة التركية بجروح خلال اشتباك مع مسلحين يُشتبه في انتمائهم لتنظيم «داعش» في منطقة يالوفا بشمال غرب تركيا اليوم (الاثنين)، وفق ما ذكرت قناة «تي آر تي خبر» ​الرسمية.

وأضافت القناة أن فرق ‌الشرطة نفذت ‌عملية على منزل ‌يُعتقد ⁠أنه يضم ​مسلحين ‌بالقرب من بلدة يالوفا، على ساحل بحر مرمرة، جنوبي إسطنبول. وذكرت القناة أن حالة رجال الشرطة المصابين ليست خطيرة.

وقالت قناة «إن تي في» التلفزيونية إن المشتبه بهم أطلقوا النار على ⁠الشرطة أثناء شنها العملية. وجرى إرسال ‌قوات خاصة من الشرطة من إقليم بورصة إلى المنطقة لتقديم الدعم، بحسب ما أفادت به السلطات.

وفي الأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة التركية 115 شخصاً يُشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش» وذلك بدعوى أنهم كانوا ​يخططون لتنفيذ هجمات خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة في ⁠البلاد، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول آنذاك أن المسلحين كانوا يخططون لهجمات تستهدف غير المسلمين على وجه الخصوص. وقبل نحو عقد من الزمان، نُسبت إلى التنظيم المتشدد سلسلة من الهجمات على أهداف مدنية في تركيا، من بينها هجوم مسلح على ملهى ليلي في إسطنبول ‌وعلى مطار المدينة الرئيسي مما أدى إلى مقتل العشرات.


الرئيس الإيراني يربط الموازنة بالأمن القومي

بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
TT

الرئيس الإيراني يربط الموازنة بالأمن القومي

بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)

قدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مشروع موازنة العام الجديد بأولويات تتمحور حول الأمن القومي، معتبراً أن الانضباط المالي بات شرطاً أساسياً للصمود في مواجهة الضغوط الخارجية بعد حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل وتشديد العقوبات.

وبعد خمسة أيام من تقديم مسودة الموازنة للبرلمان، دافع بزشكيان أمام المشرعين عن إعداد موازنة بنمو لا يتجاوز 2 في المائة، واصفاً إياها بأنها الخيار «الأصعب» لكنه الأكثر واقعية لتفادي العجز وكبح التضخم في ظل تراجع عائدات النفط وشح الموارد.

وتتخطى الموازنة 100 مليار دولار بحسب صرف السعر المتقلب جداً هذه الأيام.

وشدد بزشكيان على أنها أُعدت في «ظروف استثنائية وضاغطة» فرضتها العقوبات، والحرب مع إسرائيل، قائلاً إن الحكومة اختارت نهجاً منضبطاً لتفادي العجز وكبح التضخم، حتى وإن جاء ذلك على حساب قرارات صعبة تمس بنية الإنفاق والدعم.


الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)
منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)
TT

الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)
منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)

تسلم الجيش الإسرائيلي منظومة اعتراض بالليزر عالية القدرة تُعرف باسم «الشعاع الحديدي»، حيث سيتم دمجها ضمن منظوماته الصاروخية الدفاعية متعددة الطبقات الحالية.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأحد، إن منظومة الليزر تم تسليمها للجيش الإسرائيلي بعد تطويرها من جانب شركتي الدفاع الإسرائيليتين «إلبيت سيستمز» و«رافائيل».

وتم تصميم منظومة «الشعاع الحديدي» لتعمل بالتوازي مع منظومات دفاع: «القبة الحديدية» و«مقلاع داود» و«آرو»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأفادت الوزارة بأن الاختبارات أظهرت أن هذه المنظومة قادرة على اعتراض الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ والطائرات المسيّرة بشكل موثوق، مضيفة أنها أقل تكلفة بكثير من حيث التشغيل مقارنة بالمنظومات التقليدية القائمة على الصواريخ.

منظومة «الشعاع الحديدي» الاعتراضية التي تعمل بالليزر (د.ب.أ)

ووفقاً لتقديرات أميركية، يمكن لسلاح الليزر تحييد الطائرات المسيّرة بتكلفة تبلغ نحو 4 دولارات لكل اعتراض، مقارنة بالتكلفة الأعلى بكثير لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية الحالية.

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، نشر المنظومة بأنه «لحظة تاريخية» تغيّر بشكل جذري مشهد التهديدات. وأكد كاتس أن المنظومة أصبحت جاهزة للعمل بشكل كامل، وأنها توجه رسالة واضحة إلى خصوم إسرائيل: «لا تتحدونا».

وقال أمير بارام، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن تسليم المنظومة يمثل «بداية ثورة تكنولوجية» في مجال الدفاع الجوي.