رصاص الاحتلال الإسرائيلي يعدم 3 فلسطينيين بالخليل وغزة

عريقات يحمل نتنياهو مسؤولية انهيار عملية السلام

فلسطيني يغرس غصن زيتون خلال تظاهرة أقيمت في رام الله أمس بمناسبة ذكرى وفاة الوزير زياد أبو عين (أ.ب)
فلسطيني يغرس غصن زيتون خلال تظاهرة أقيمت في رام الله أمس بمناسبة ذكرى وفاة الوزير زياد أبو عين (أ.ب)
TT

رصاص الاحتلال الإسرائيلي يعدم 3 فلسطينيين بالخليل وغزة

فلسطيني يغرس غصن زيتون خلال تظاهرة أقيمت في رام الله أمس بمناسبة ذكرى وفاة الوزير زياد أبو عين (أ.ب)
فلسطيني يغرس غصن زيتون خلال تظاهرة أقيمت في رام الله أمس بمناسبة ذكرى وفاة الوزير زياد أبو عين (أ.ب)

استمرت صدامات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، أمس، في جميع أنحاء الضفة الغربية، خصوصا داخل المدن الكبرى التي اقتحمتها هذه القوات، وسقط ثلاثة شهداء فلسطينيين بينما أصيب العشرات بجراح.
وأعلن صائب عريقات، أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة المفاوضات، إن عملية السلام قد انهارت تماما، وحمل حكومة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو مسؤولية ذلك.
وبدأت الصدامات، صباح أمس، عندما أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت الليلة قبل الماضية مواطنا فلسطينيا من قرية لُبّن، بحجة أنه نفذ عملية دهس أربعة ضد جنوده بالقرب من القرية، مما أدى إلى إصابتهم جميعا بجراح. ووفقا لبيان صادر عن الناطق العسكري، فإن قوات من الشاباك والجيش، ووحدة المستعربين «دوفدوفان» والشرطة الإسرائيلية شاركت في اعتقال محمد عبد الحليم عبد الحميد سالم (37 عاما)، وقال إن سالم، الذي خضع سنة 2001 للاعتقال الإداري لستة أشهر، ينتمي لحركة حماس، وإنه اعترف خلال تحقيق أولي أنه منفذ عملية الدهس، احتجاجا على الوضع في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، وقتل الأطفال الفلسطينيين.
وفي التفاصيل، كانت قوات الاحتلال قد أجرت عمليات تفتيش واسعة في عدة أماكن في المنطقة في أعقاب عملية دهس الجنود، وعثرت على سيارة سالم ثم عليه شخصيا. وبحسب بيان الجيش، فإنه تم العثور بحوزة سالم على بندقية من طراز «إم 16»، وقنبلة صوتية يعتقد أنها مسروقة من الجيش الإسرائيلي. وقد أدى هذا الصدام إلى خروج عشرات ومئات الفلسطينيين في عدة مواقع في القدس والضفة الغربية من جنين وحتى الخليل، واشتبكوا مع قوات الجيش.
وفي مدينة الخليل، استشهد الشاب عدي جهاد حسين أرشيد (24 عاما) جراء إصابته بالرصاص خلال اشتباكات في حي رأس الجورة. وفي حلحول استشهد شاب آخر برصاص الاحتلال بادعاء أنه حاول تنفيذ عملية دهس. وقالت تقارير صحافية إسرائيلية إن الشاب الفلسطيني حاول استهداف عدد من أفراد وحدة حرس الحدود في شرطة الاحتلال.
وقبل ذلك بوقت قصير، أصيب شاب فلسطيني بنيران أطلقتها عليه قوات الاحتلال عند حاجز الجلمة، شمالي مدينة جنين، وادعى الجيش أن الشاب الفلسطيني حاول تنفيذ عملية إطلاق نار، بينما قالت تقارير إسرائيلية أخرى إنه أطلق النار من داخل المنطقة الفلسطينية، وفي جميع الأحوال لم يصب أحد باستثناء الشاب الفلسطيني. وبحسب هذه التقارير، فإن أفراد شرطة فلسطينيين أخذوا الشاب الفلسطيني الجريح، بينما لم تتضح خطورة جراحه بعد.
كما أصيب خمسة فلسطينيين، فجر أمس، بإصابات متفاوتة خلال مواجهات وقعت في وسط مدينة رام الله، عندما اقتحمتها قوات الاحتلال وراحت تتجول فيها بطريقة استفزازية. وتبين أن أحد المصابين أصيب بعيار ناري في اليد اليسرى، بينما أصيب آخرون بعيارات معدنية مغلفة بالمطاط في مختلف أنحاء الجسم خلال مواجهات تلت اقتحام قوات الاحتلال لوسط مدينة رام الله.
كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من سكان مخيم قلنديا للاجئين أثناء وجوده وسط مدينة رام الله خلال هذا الاقتحام. وقال مصدر أمني فلسطيني إن المواجهات تركزت وسط المدينة، وإن القوات الإسرائيلية خلعت أبواب مختبر مكتبة علمية وصادرت كاميرات المراقبة، قبل أن تنسحب من المكان. وأوضح المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن الجرحى الذين أصيبوا خلال هذه المواجهات في وضع مستقر، وقد تم نقلهم إلى مجمع فلسطين الطبي في المدينة لتلقي العلاج.
وفي بيت لحم، اندلعت مواجهات عنيفة، مساء أمس، أصيب خلالها ستة فلسطينيين، بينما اعتقلت قوات الاحتلال في جنين القيادي في الجهاد الإسلامي الشيخ عبد الحليم عز الدين (أبو القسام) (48 عامًا)، الذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 20 سنة، وأطلق سراحه قبل خمسة أشهر فقط.
وفي قطاع غزة استشهد المواطن سامي شوقي ماضي برصاص قوات الاحتلال، وأصيب 10 آخرين شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية بأن المواطن ماضي أصيب برصاصة مباشرة في الصدر، مما أدى إلى استشهاده. كما أشارت المصادر إلى إصابة 10 مواطنين بأعيرة الاحتلال النارية خلال المواجهات شرقي البريج.
وفي السياق ذاته، أصيب 11 مواطنا برصاص الاحتلال في الأجزاء السفلية خلال المواجهات المندلعة شرقي قطاع غزة. وفي بيت حانون شمالي القطاع، كما أصيب 9 مواطنين بينهم 7 بأعيرة نارية خلال المواجهات المندلعة قرب حاجز بيت حانون. أما في خان يونس جنوب القطاع، فقد أصيب 5 مواطنين، بينهم ثلاثة بالرصاص الحي، واثنان بحالات اختناق خلال المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال في منطقة الفراحين شرق المدينة.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.