يقول ألكسندر إيزاك إن نيوكاسل «أخلف وعوده» له، وإن «العلاقة لا يمكن أن تستمر» في ظل سعيه للرحيل هذا الصيف. لقد مرّ ما يقرب من 20 يوماً منذ أن رفض نيوكاسل عرض ليفربول البالغ 110 ملايين جنيه إسترليني لضم المهاجم السويدي الدولي، الذي لا يزال في خلافٍ مع نيوكاسل بشأن مستقبله. ووفقاً لموقع «بي بي سي»، فإن إيزاك كان يعتقد أنه سيُسمح له بالرحيل عن نيوكاسل إذا تقدّم نادٍ كبير بعرضٍ مناسب. ويوم الثلاثاء، نشر إيزاك بياناً على «إنستغرام» يشرح فيه سبب عدم حضوره حفل توزيع جوائز رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين، بعدما تم اختياره ضمن التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي.
وكتب إيزاك: «لقد التزمتُ الصمت لفترة طويلة بينما كان الآخرون يتحدثون. لقد سمح هذا الصمت للناس بفرض روايتهم الخاصة للأحداث، مع علمهم أنها لا تعكس ما قيل وما تم الاتفاق عليه حقاً خلف الأبواب المغلقة. الحقيقة هي أن النادي قدم وعوداً، وكان يعرف موقفي منذ وقت طويل. وبالتالي، فإن التصرف الآن كما لو أن هذه المشاكل بدأت بالظهور للتو هو أمر مُضلّل تماماً. عندما تُخلف الوعود وتُفقد الثقة، لا يمكن للعلاقة أن تستمر. هذا هو وضعي الحالي؛ ولهذا السبب فإن التغيير في مصلحة الجميع، وليس في مصلحتي أنا فقط».

وفي بيان لاحق، قال نيوكاسل: «نحن واضحون في ردنا بأن أليكس لا يزال مرتبطاً بعقد، وأنه لم يُقدّم أي مسؤول في النادي أي التزام يسمح لأليكس بمغادرة نيوكاسل يونايتد هذا الصيف. نريد الاحتفاظ بأفضل لاعبينا، لكننا نتفهم أيضاً أن للاعبين رغباتهم الخاصة، ونستمع إلى آرائهم. وكما أوضحنا لأليكس وممثليه، يتعين علينا دائماً مراعاة مصالح نيوكاسل يونايتد والفريق وجماهيرنا في جميع القرارات التي نتخذها، وقد أوضحنا أن شروط بيعه هذا الصيف لم تتحقق. ولا نتوقع أن تتم تلبية هذه الشروط».
ويُعد إيزاك محور الحديث في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، التي ستنتهي في الأول من سبتمبر (أيلول). لكن ليفربول لم يُقدم حتى الآن عرضاً أعلى من عرضه الأول للتعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً. فهل سيُقدم «الريدز» عرضاً آخر؟ وهل سيعود إيزاك إلى تدريبات الفريق الأول في هذه الأثناء؟ وماذا سيحدث إذا لم تُبرم الصفقة بحلول الموعد النهائي في الأول من سبتمبر؟ تحدثت «بي بي سي» مع عدد من المصادر في محاولة لمعرفة آخر المستجدات بشأن هذه الأسئلة وما قد يحدث لاحقاً.

لماذا لم يُقدم ليفربول عرضاً آخر لإيزاك؟
لتوضيح ذلك، يتعين علينا أن نلقي نظرة على انتقالات نيوكاسل حتى الآن. تعاقد نيوكاسل مع لاعب خط الوسط جاكوب رامسي من أستون فيلا مقابل 40 مليون جنيه إسترليني يوم الأحد الماضي، بعد التعاقد مع مدافع ميلان، ماليك ثياو، مقابل 34.6 مليون جنيه إسترليني في وقت سابق من الأسبوع. يضاف هذا إلى التعاقد مع جناح نوتنغهام فورست، أنتوني إيلانغا، مقابل 55 مليون جنيه إسترليني في يوليو (تموز)، والتعاقد مع حارس المرمى الإنجليزي الدولي آرون رامسديل على سبيل الإعارة في أوائل أغسطس (آب).
لكن من الواضح أن كل هذه التعاقدات الجديدة لا تتضمن مهاجماً، ويحتاج نيوكاسل إلى التعاقد مع مهاجم جديد قبل التفكير في مستقبل إيزاك، خاصة بعد رحيل كالوم ويلسون. وأفادت مصادر بأن أحد الأسباب التي جعلت ليفربول يقرر عدم تقديم عرض آخر يتمثل في معرفته بأن أي خطوة ستعتمد على تعاقد نيوكاسل مع اثنين من المهاجمين أولاً. وأكد نيوكاسل علناً أن إيزاك ليس للبيع، لكن ليفربول يعلم أن نيوكاسل يبحث عن التعاقد مع مهاجمين اثنين تحسباً لرحيل إيزاك. وعندما يتعاقد نيوكاسل مع هذين المهاجمين، فمن المتوقع أن يتقدم ليفربول بعرض جديد. وتقول مصادر إن العرض التالي سيكون بحد أدنى 120 مليون جنيه إسترليني.
ما نتائج بحث نيوكاسل عن مهاجمين جديدين؟
وجد نيوكاسل صعوبة كبيرة في التعاقد مع بديل لويلسون، ناهيك عن التعاقد مع مهاجم ثان. لا يزال نيوكاسل مهتماً بالتعاقد مع يوان ويسا، لكنه لم يصل بعد إلى السعر المطلوب من برينتفورد الذي يتجاوز 40 مليون جنيه إسترليني. ويرغب المهاجم الكونغولي الدولي، الذي استبعد من قائمة فريقه في المباراة التي خسرها أمام نوتنغهام فورست بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد يوم الأحد، في الانضمام إلى نيوكاسل.
كما يُعد يورغن ستراند لارسن من بين عدد قليل من المهاجمين الذين يراقبهم نيوكاسل عن كثب، لكن وولفرهامبتون لا يريد التفريط في اللاعب. وكان لارسن قد أكمل انتقاله الدائم إلى وولفرهامبتون الشهر الماضي فقط بعد فترة إعارة ناجحة سجل خلالها 14 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان وولفرهامبتون قد سمح بالفعل لماتيوس كونيا وريان آيت نوري بالرحيل هذا الصيف.
إن الصعوبة التي يواجهها نيوكاسل في التعاقد مع لارسن وويسا تُظهر أنه من الصعب إقناع أي فريق بالتخلي عن أحد مهاجميه الأساسيين. وفي الجولة الافتتاحية للموسم، دفع المدير الفني لنيوكاسل، إيدي هاو، بالجناح أنتوني غوردون في مركز المهاجم الصريح، ومن المتوقع أن يتكرر ذلك مرة أخرى خلال مباراة الفريق أمام ليفربول مساء الاثنين.
لماذا وجد نيوكاسل صعوبة في إتمام بعض الصفقات؟بعد فشله في التعاقد مع عدد من اللاعبين هذا الصيف، بدا الأمر وكأن هناك انفراجة في هذا الملف، حيث نجح نيوكاسل في التعاقد مع ثياو ورامسي الأسبوع الماضي. لكن لا يجب أن ننسى أن نيوكاسل فشل في التعاقد مع عدد من اللاعبين الذين كان يستهدفهم، مثل هوغو إيكيتيكي وبنجامين سيسكو وجواو بيدرو، الذين انتقلوا إلى أندية أخرى هذا الصيف. لقد انتهى المطاف بهؤلاء المهاجمين بالانضمام إلى ليفربول ومانشستر يونايتد وتشيلسي على التوالي، وإلى جانب المنافسة الشديدة من هذه الأندية، هناك عوامل أخرى مؤثرة. لنضرب مثلاً على ذلك بمحاولة التعاقد مع بديل لويلسون. أولاً، يرغب المهاجمون في ضمان اللعب بشكل منتظم، لذلك لا يريدون الانضمام والقيام بدور البديل لإيزاك. ثانياً، فإن التعاقد مع هداف جيد يتطلب دفع أموال طائلة.

قد يكون نيوكاسل في وضع مالي أقوى بكثير هذا الصيف بعد أن تم استبعاد خسائر تاريخية كبيرة من دورة قواعد الربح والاستدامة الجديدة للنادي التي تمتد لثلاث سنوات. لكن لا يزال يتعين على النادي التحلي بالذكاء للتعاقد مع اللاعبين المناسبين. من الواضح أن قائمة اللاعبين الذين يمكن التعاقد معهم محدودة، وقد وجد نيوكاسل أنه عندما يصبح مهاجم جيد متاحاً في سوق الانتقالات هذا الصيف، فإن سعره يرتفع بشكل كبير. ومع ذلك، وفي ظل ازدياد الحاجة لتدعيم خط الهجوم في اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات، لا يرغب نيوكاسل في أن يبالغ في دفع الكثير من الأموال حتى لا يؤثر ذلك بالسلب على قدرة النادي على تعزيز صفوفه في فترات الانتقالات اللاحقة.إذا لم ينتقل إيزاك، هل يُمكن إعادة دمجه في الفريق؟أكد إيدي هاو طوال هذه القصة على أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام إيزاك. لكن المدير الفني لنيوكاسل أكد أن ما سيحدث لاحقاً هو مسؤولية المهاجم السويدي، الذي يواصل التدريب بعيداً عن باقي اللاعبين. وفي بيانه الصادر مساء الثلاثاء، قال نيوكاسل: «هذا نادٍ عريق ولديه تقاليد عريقة، ونسعى جاهدين للحفاظ على أجواء العائلة. سيبقى أليكس جزءاً من عائلتنا، وسنرحب بعودته عندما يكون مستعداً للانضمام إلى زملائه في الفريق».
كان هناك شعور يوم السبت بأن عودة إيزاك أصبحت صعبة للغاية، بعد أن هاجمه الجمهور ووصفه بـ«الجشع» عقب التعادل السلبي مع أستون فيلا. ومع ذلك، فإن الوقت ليس في صالح إيزاك إذا كان يريد الانتقال إلى ليفربول، خاصة مع قلة الخيارات المتاحة في سوق الانتقالات فيما يتعلق بالمهاجمين الجيدين الذين يمكنهم قيادة الخط الأمامي لنيوكاسل.
ولاحظ عمر تشودري، كبير مسؤولي البيانات في مجموعة «توينتي فيرست»، الذي عمل سابقاً مع أندية مثل نيوكاسل وتوتنهام، «اهتماماً أكبر بالمهاجمين من الطراز الرفيع» مقارنة بالسنوات الماضية. وقال: «عالمياً، انتقل سبعة مهاجمين مقابل 50 مليون يورو أو أكثر خلال فترة الانتقالات الحالية، مقارنة باثنين فقط في عام 2024، وستة في عام 2023، وخمسة في عام 2022، لكن يتعين على الأندية أن تخفف من توقعاتها بشأن تأثير هؤلاء المهاجمين. فمن بين المهاجمين التسعة عشر الذين تعاقدت معهم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز مقابل 50 مليون يورو أو أكثر قبل هذا الموسم، ربما لم ينجح سوى هالاند وإيزاك».
وبالتالي، لم يكن من الغريب أن يؤكد هاو على أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام إيزاك، لأنه يدرك أنه من الصعب للغاية التعاقد مع مهاجم بمثل هذه القدرات والإمكانيات.
