لماذا يغامر نادٍ بحجم ليفربول بدفع مبلغ قياسي في «إيزاك المتمرد»؟

الصحافة البريطانية هاجمت اللاعب واعتبرت حجته ضعيفة أمام نيوكاسل

إيزاك لم يقدم أي تفاصيل أو دلائل حول الوعود التي ذكرها (رويترز)
إيزاك لم يقدم أي تفاصيل أو دلائل حول الوعود التي ذكرها (رويترز)
TT

لماذا يغامر نادٍ بحجم ليفربول بدفع مبلغ قياسي في «إيزاك المتمرد»؟

إيزاك لم يقدم أي تفاصيل أو دلائل حول الوعود التي ذكرها (رويترز)
إيزاك لم يقدم أي تفاصيل أو دلائل حول الوعود التي ذكرها (رويترز)

تحولت علاقة المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك مع ناديه نيوكاسل إلى ساحة صراع مفتوحة، بعدما لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبه، وإيصال رسائل مبهمة عن «وعود مكسورة».

اللاعب الذي كان قبل أشهر قليلة معشوق جماهير سانت جيمس بارك، وصاحب الأهداف الحاسمة في البطولات المحلية، وجد نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات بعدما أظهر تمرداً غير مسبوق، في وقت لا يزال عقده مع النادي ممتداً لست سنوات لم ينقضِ منها سوى ثلاث.

تصرفاته الأخيرة أثارت غضب مشجعي النادي الذين لم يترددوا في اتهامه بالجشع، والتنكر للثقة التي أولوه إياها، لتتحول صورته من نجم منقذ إلى لاعب متمرد.

بحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فإن إيزاك لم يقدم أي تفاصيل أو دلائل حول تلك الوعود التي قال إنها لم تُحترم، مكتفياً برسالة غامضة عبر «إنستغرام» لمح فيها إلى اتفاقات سرية لم يتم تنفيذها. الصحيفة رأت أن حجته ضعيفة للغاية، إذ لم يوضح متى أُطلقت هذه الوعود، أو من أطلقها، أو طبيعتها، مما جعلها محاولة سطحية لاستدرار التعاطف لا أكثر. إدارة نيوكاسل من جانبها سارعت إلى الرد ببيان رسمي نفت فيه بشكل قاطع وجود أي التزام يتيح للاعب الرحيل في هذا الصيف، مؤكدة أن العقد المبرم معه يسري بكامل بنوده، ولا يوجد أي اتفاق جانبي.

وبينما كان من المفترض أن يشكل إيزاك حجر الزاوية في مشروع نيوكاسل، تحولت قصته إلى مادة دسمة للانتقادات. فقد اعتبرت الصحيفة أن أسلوبه أقرب إلى تصرفات مراهق يعيش أزمة عاطفية منه إلى سلوك لاعب محترف يتقاضى 120 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً. الجماهير التي كانت ترفع اسمه في المدرجات هتفت ضده بألفاظ قاسية، واعتبرته مجرد لاعب جشع، بينما باتت الإدارة عالقة بين رغبتها في الحفاظ على نجمها الأول، وبين ضرورة عدم الرضوخ لابتزاز واضح قد يفتح الباب أمام لاعبين آخرين للتمرد.

المدرب إيدي هاو وجد نفسه في موقف بالغ التعقيد. فمن جهة لا يريد خسارة هدافه الأبرز الذي سجل ضد كل فرق القمة في الموسم الماضي، ومن جهة أخرى يدرك أن السماح له بمواصلة التدريبات وسط هذه الأجواء المشحونة قد يهدد وحدة المجموعة. لذلك قرر استبعاده مؤقتاً من الحصص التدريبية، لكنه في الوقت ذاته أبقى الباب مفتوحاً أمام عودته إذا ما غيّر موقفه. هذه المقاربة وُصفت بالذكية، لأنها جنّبت الفريق مزيداً من التوتر الداخلي، لكنها لم تُخفف من حدة الجدل في الشارع الكروي.

«التلغراف» أشارت أيضاً إلى أن إيزاك لم يملك حتى الجرأة لتقديم طلب انتقال رسمي، مفضلاً الاحتماء بحديث عام عن وعود لم تُنفذ، وهو ما جعل موقفه القانوني هشاً أمام إدارة نيوكاسل التي تتمسك بالعقد المبرم. الصحيفة رأت أن ما يجري يعكس مأساة كرة القدم الحديثة، حيث تتراجع سلطة المدربين والإدارات أمام نفوذ اللاعبين ووكلائهم الذين يستغلون مواقع التواصل سلاح ضغط على الأندية. فلو كان هذا الموقف حدث في حقبة المدرب الأسطوري براين كلوف لكان الرد مختلفاً تماماً، وبطريقة حاسمة، لكن كرة القدم اليوم لم تعد كما كانت، حيث الرواتب الخيالية، ووسائل الإعلام الضاغطة تمنح اللاعبين قدرة على تحدي السلطة القائمة.

المفارقة أن إيزاك، الذي قاد فريقه للفوز بأول لقب محلي منذ سبعين عاماً عندما سجل الهدف الثاني في شباك ليفربول، أصبح اليوم متهماً بالتقصير والخيانة. هذه التحولات السريعة تعكس طبيعة العلاقة بين النجوم والجماهير، حيث يمكن أن يتحول اللاعب من بطل إلى منبوذ خلال أسابيع قليلة. لكن الصحيفة نفسها حذّرت من المبالغة في الحديث عن قطيعة نهائية، مؤكدة أن تسجيله لهدف أو هدفين حاسمين كفيل بإعادة الغفران له من جانب نفس الجماهير التي تشتمه الآن.

أما فيما يتعلق برغبته بالانتقال إلى ليفربول مقابل أكثر من 130 مليون جنيه إسترليني، فإن «التلغراف» طرحت سؤالاً محورياً: لماذا قد يغامر نادٍ بحجم ليفربول بدفع هذا المبلغ الخيالي من أجل لاعب أظهر هذا الكم من التمرد وعدم الالتزام؟ الصحيفة تساءلت إن كان قادراً على تكرار السلوك نفسه في أي فريق آخر، محذرة من أن انتقاله قد يزرع مشكلات في أي غرفة ملابس جديدة يدخلها. المثال الآخر الذي طرحته الصحيفة كان يواني ويسا، لاعب برينتفورد، الذي سلك مساراً مشابهاً بقطع معسكر تدريبي، والتهديد بعدم العودة إلى التدريبات، بل وحذف صور ناديه من حساباته. مثل هذه التصرفات، في رأيها، تكشف هشاشة قيم الولاء والانتماء في كرة القدم الحديثة.

المشهد بأكمله بات يعكس الصراع القائم بين اللاعبين والأندية، حيث أصبح عقد يمتد لست سنوات مجرد ورقة يمكن التمرد عليها بعد ثلاثة مواسم فقط. وفي النهاية، يبقى الاحتمال الأكبر أن يتم إيجاد صيغة لإعادة دمج إيزاك في صفوف الفريق إذا لم تكتمل صفقة انتقاله، لأن أهدافه تظل سلاحاً لا غنى عنه. لكن الجرح الذي تركه سلوكه في نفوس الجماهير والإدارة سيبقى علامة فارقة في مسيرته، حتى لو غُفر له لاحقاً على أرض الملعب.


مقالات ذات صلة

«أمم أفريقيا»: في الـ90... صلاح يسجل وينقذ مصر من فخ زيمبابوي

رياضة عربية «أمم أفريقيا»: في الـ90... صلاح يسجل وينقذ مصر من فخ زيمبابوي

«أمم أفريقيا»: في الـ90... صلاح يسجل وينقذ مصر من فخ زيمبابوي

قاد محمد صلاح نجم ​ليفربول منتخب مصر لتعديل تأخره بهدف إلى انتصار 2-1 على زيمبابوي في مستهل مشوارهما بكأس أمم أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (أغادير)
رياضة عالمية مهاجم بورنموث أنطوان سيمينيو (د.ب.أ)

مشجع لليفربول يدفع ببراءته في قضية الإساءة العنصرية ضد سيمينيو

دفع مشجع لنادي ليفربول ببراءته من تهمة توجيه إساءة عنصرية إلى مهاجم بورنموث، أنطوان سيمينيو، خلال مباراة في الدوري الإنجليزي.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية البرازيلي الشاب إندريك (إ.ب.أ)

التوصل لاتفاق بين ليون وريال لاستعارة البرازيلي إندريك

توصّل ليون الفرنسي لاتفاق مع ريال مدريد الإسباني من أجل أن يتخلى الأخير عن مهاجمه البرازيلي الشاب إندريك على سبيل الإعارة.

«الشرق الأوسط» (ليون)
رياضة عالمية إصابة بالغة لإيزاك في مواجهة توتنهام (رويترز)

جراحة في الكاحل تُبعد إيزاك لشهور

خضع المهاجم السويدي ألكسندر أيزاك لعملية جراحية في كاحله قد تبعده عن الملاعب لأشهر عدة.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية بول بوت مدرب أوغندا (أ.ف.ب)

مدرب أوغندا لا يبالي بسجل تونس المثالي

يعتقد بول بوت مدرب أوغندا أن سجل تونس المثالي لن يكون عاملا حاسما ​قبل مواجهة الفريقين في المجموعة الثالثة لكأس الأمم الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

كونتي: كرة القدم السعودية تنمو

أنطونيو كونتي مدرب فريق نابولي الإيطالي (أ.ف.ب)
أنطونيو كونتي مدرب فريق نابولي الإيطالي (أ.ف.ب)
TT

كونتي: كرة القدم السعودية تنمو

أنطونيو كونتي مدرب فريق نابولي الإيطالي (أ.ف.ب)
أنطونيو كونتي مدرب فريق نابولي الإيطالي (أ.ف.ب)

أشار أنطونيو كونتي مدرب فريق نابولي الإيطالي إلى أن الخسارة أمام بولونيا في الدوري الإيطالي أشعلت الغضب بداخله وجعلت يُقيم الوضع ويصححه مما قاده للفوز بلقب السوبر الإيطالي على حساب ذات الفريق.

وتوج نابولي الإيطالي بلقب السوبر الذي أقيم على ملعب الأول بارك في العاصمة السعودية الرياض بانتصاره على بولونيا بهدفين نظيفين.

وقال أنطونيو كونتي مدرب نابولي الإيطالي في المؤتمر الصحافي: خسرنا سابقاً من بولونيا في الدوري في مباراة لم تكن جيدة لنا، جعلتني غاضباً، بعدها قمنا بتقييم الوضع وتصحيحه، ومن حينها تمكنا من تقديم عملاً جيداً وسط ظروف صعبة، واليوم نحن نفوز عليهم.

وأضاف: أهنئ لاعبي فريقي على الفوز بعد الجهد الكبير الذي قدموه في المباراة، كما أهنئ فريق بولونيا على أدائهم، وهو فريق ينمو بسرعة.

وزاد: نسعى دائماً أن نشرف قميص نابولي، لجعل الجماهير تشعر بالفخر بفريقها.

وعرج بحديثه عن كرة القدم السعودية والمنافسات، وقال: استمتعت باللعب هنا في السعودية، ونفس الأمر ينطبق على اللاعبين، وكرة القدم في السعودية تنمو بشكل كبير، وأعرف أن هناك لاعبين مهمين يتواجدون هنا، كذلك مدربون كبار مثل إنزاغي وخورخي خيسوس.

واختتم حديثه: هناك مدربون عظماء يتواجدون في السعودية، وتواجدهم خطوة جيدة بجانب اللاعبين النجوم في الدوري، ولا أعلم هل سأدرب هنا في المستقبل أم لا.

من جانبه، قال خوان خيسوس لاعب فريق نابولي الإيطالي: من الجميل تحقيق البطولات مع نابولي، ودائماً أحاول أن أقدم مساهمتي مع الفريق.

وأضاف: نحن فريق متماسك، وصلنا للعب في دوري الأبطال، ونحن نعلم من نحن، واشكر نابولي الذي منحني فرصة اللعب، وأعتقد أنني من الناحية الجسدية لازلت قادراً على العطاء.

واختتم لاعب نابولي: عشنا تجرية جميلة في الرياض، أنا سعيد بالتنظيم المميز للبطولة، حضرت هنا مرتين الأولى لم أحقق فيها اللقب، لكن هذه المرة فزنا بالكأس.


مدرب بولونيا: نابولي يستحق اللقب... خرجنا برأس مرفوع

فينشينزو إيتاليانو مدرب فريق بولونيا الإيطالي (إ.ب.أ)
فينشينزو إيتاليانو مدرب فريق بولونيا الإيطالي (إ.ب.أ)
TT

مدرب بولونيا: نابولي يستحق اللقب... خرجنا برأس مرفوع

فينشينزو إيتاليانو مدرب فريق بولونيا الإيطالي (إ.ب.أ)
فينشينزو إيتاليانو مدرب فريق بولونيا الإيطالي (إ.ب.أ)

أشار فينشينزو إيتاليانو مدرب فريق بولونيا الإيطالي إلى أن نظيره نابولي استحق لقب كأس السوبر الذي جمع بينهما على ملعب الأول بارك بالعاصمة السعودية الرياض، لكنه أشاد بالأداء الذي قدمه فريقه رغم الخسارة.

وقال فريق بولونيا الإيطالي عقب خسارته لقب كأس السوبر الإيطالي: كان نابولي أقوى منا بصراحة، وقدموا أداء صعباً علينا، واستحقوا الفوز باللقب، لكننا خسرنا ورأسنا مرفوع.

وأضاف: يؤسفني أننا خسرنا أمام كل من حضر في المدرجات لتشجيعنا، نعتذر لهم، ونحن بذلنا الجهد وقدمنا ما علينا، وسنحاول الفوز بالألقاب في المستقبل.

وزاد في حديثه: نابولي قدم أداءً مميزاً، ومع أننا رفعنا من نسقنا داخل المباراة لكن ذلك لم يكف، وفي النهاية استحق نابولي الفوز.

وأشار مدرب بولونيا: فزنا على الإنتر في نصف النهائي، وهو فريق قوي جداً، ولا يوجد ندم بخسارتنا في النهائي.

وعن مستقبل الفريق، أوضح: نحن ملتزمون ومرتبطون بثلاث منافسات جارية، كنا نريد الفوز بلقب السوبر لكن ذلك لم يتحقق، ويجب أن نواصل العمل للاستمرار في المنافسة في المستقبل.

وختم حديثه: حصلنا على فرصة ثمينة كان بإمكاننا تسجيل هدف منها، خصوصاً عندما كان نابولي يهاجم مرمانا، لم نوفق بها بعدها جاء هدفهم الثاني الذي أنهى اللقاء.

من جهته، كشف توربيورن هيغيم لاعب فريق بولونيا: كان اللعب في السعودية تجربة جديدة، لكنها إيجابية، ومن الرائع رؤية جماهيرنا هنا.


مشجع لليفربول يدفع ببراءته في قضية الإساءة العنصرية ضد سيمينيو

مهاجم بورنموث أنطوان سيمينيو (د.ب.أ)
مهاجم بورنموث أنطوان سيمينيو (د.ب.أ)
TT

مشجع لليفربول يدفع ببراءته في قضية الإساءة العنصرية ضد سيمينيو

مهاجم بورنموث أنطوان سيمينيو (د.ب.أ)
مهاجم بورنموث أنطوان سيمينيو (د.ب.أ)

دفع مشجع لنادي ليفربول ببراءته من تهمة توجيه إساءة عنصرية إلى مهاجم بورنموث، أنطوان سيمينيو، خلال مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز أقيمت على ملعب أنفيلد في أغسطس (آب) الماضي.

وبحشب شبكة «The Athletic»، فقد مثل مارك موغان، البالغ من العمر 47 عامًا، من منطقة دوفكوت في ليفربول، أمام محكمة ليفربول الجزئية يوم الاثنين، حيث أكد بياناته الشخصية قبل أن يعلن صراحة إقراره بـ«عدم الذنب». وأُخلي سبيل موغان بكفالة مشروطة لحين انعقاد جلسة المحاكمة المقررة في 22 أبريل (نيسان)، والمتوقع أن تستمر ليوم واحد، على أن يحضر سيمينيو الجلسة إما شخصيًا أو عبر الاتصال المرئي. وتشمل شروط الكفالة عدم التواصل مع اللاعب بأي شكل، ومنعه من حضور أي مباراة كرة قدم رسمية داخل المملكة المتحدة، إضافة إلى حظر اقترابه لمسافة ميل واحد من أي ملعب قبل أو بعد المباراة بساعة.

وكانت شرطة ميرسيسايد قد وجهت في وقت سابق من الشهر الجاري اتهامًا لموغان بارتكاب مخالفة تتعلق بالنظام العام ذات طابع عنصري خلال مباراة 15 أغسطس (آب)، وهي المباراة التي أوقفها الحكم أنتوني تايلور في الشوط الأول بعد أن أبلغ سيمينيو عن تعرضه لإساءة من أحد المشجعين في المدرج الرئيسي، حيث جرى إبلاغ مدربي الفريقين وقائديهما بالواقعة.

ورغم الحادثة، تألق سيمينيو وسجل هدفين في الشوط الثاني من اللقاء الذي انتهى بفوز ليفربول 4-2، قبل أن يكتب عبر حسابه على إنستغرام عبارة «متى سيتوقف هذا؟» في إشارة إلى الإساءة التي تعرض لها، ثم عاد في اليوم التالي ليشكر مجتمع كرة القدم على الدعم الكبير، مؤكدًا أن ما سيبقى في ذاكرته ليس كلمات شخص واحد، بل وقوف الجميع صفًا واحدًا، من زملائه في بورنموث ولاعبي وجماهير ليفربول إلى مسؤولي الدوري الإنجليزي، مشددًا على أن تسجيله الهدفين كان أفضل رد، وأن كرة القدم أظهرت وجهها الأجمل في اللحظة التي كان فيها ذلك ضروريًا.