«حزب الله» يواصل هجومه على الحكومة اللبنانية دفاعاً عن سلاحه

مناصرون لـ«حزب الله» يرفعون لافتة على طريق مطار بيروت تتضمن رفضاً لتسليم سلاحه (إ.ب.أ)
مناصرون لـ«حزب الله» يرفعون لافتة على طريق مطار بيروت تتضمن رفضاً لتسليم سلاحه (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يواصل هجومه على الحكومة اللبنانية دفاعاً عن سلاحه

مناصرون لـ«حزب الله» يرفعون لافتة على طريق مطار بيروت تتضمن رفضاً لتسليم سلاحه (إ.ب.أ)
مناصرون لـ«حزب الله» يرفعون لافتة على طريق مطار بيروت تتضمن رفضاً لتسليم سلاحه (إ.ب.أ)

يستمر «حزب الله»، على لسان مسؤوليه، بمهاجمة الحكومة دفاعاً عن سلاحه، ويتهمها بـ«تنفيذ إملاءات إسرائيلية» على خلفية قرارها الأخير المرتبط بحصرية السلاح بيد الدولة، في وقت لا يزال هذا القرار يلقى دعماً لبنانياً واسعاً، في حين يتميّز موقف وزير المالية ياسين جابر، المحسوب على رئيس البرلمان نبيه بري، بتأكيده على أهمية بسط سلطة الدولة الكاملة في لبنان.

ولفت جابر خلال مشاركته في احتفال في الجنوب، إلى أن «لبنان يمرّ اليوم بظرف (مصيري واستثنائي)، داعياً جميع اللبنانيين إلى تحمّل المسؤولية كلّ واحد من موقعه؛ لأن الأزمات الكبرى وإن عُرفت بداياتها، فإن تداعياتها لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمسارها».

وأكد جابر أن «المطلوب اليوم هو الحكمة والعقلنة لتجنيب البلد الانزلاق في مستنقع لعبة الأمم التي يشهدها الشرق الأوسط».

وشدّد على أن كلمة اللبنانيين يجب أن تكون «جامعة حول سيادة وطنية مطلقة، ووقف الاعتداءات على بلدنا والعبث بأمنه وصون سلمه الأهلي»، مضيفاً: «نحن مع قيام الدولة وتقويتها وبسط سلطتها الكاملة، وقد ترجمت وزارة المالية هذا التوجه بخطوات عملية عززت مواردها، ومكّنتها من تطوير قطاعاتها الاقتصادية والاجتماعية».

هجوم «حزب الله»

قال عضو كتلة «حزب الله» النائب حسين الحاج حسن في لقاء في بعلبك، إن «الخطر الأساسي على لبنان يأتي من الولايات المتحدة وإسرائيل، وليس من أي طرف لبناني داخلي». وانتقد أداء الحكومة اللبنانية، متهماً إياها بتنفيذ «إملاءات براك (المبعوث الأميركي توم براك)، الذي هدد بحرب أهلية في لبنان»، و«أن الحكومة لم تحترم الميثاقية عندما واصلت جلساتها بعد انسحاب الوزراء الشيعة»، في إشارة إلى الجلسة التي اتخذ فيها قرار حصر السلاح بيد الدولة.

وقال إن موقف الحزب واضح وهو «يجب أولاً وقف العدوان الإسرائيلي، وإطلاق سراح الأسرى، وبدء إعادة الإعمار، وانسحاب إسرائيل من النقاط المتنازع عليها»، مشيراً إلى أنه «بعد تحقيق هذه الأهداف، سيكون مستعداً لأي نقاش حول القضايا الأخرى».

وفي سياق الهجوم نفسه، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض أن «المرحلة التي يمر بها لبنان هي مرحلة حرجة وخطيرة ومعقّدة، وينظر إليها اللبنانيون بكثير من القلق، وأن السبب في ذلك هو حجم الاستهدافات التي يتعرض لها لبنان بإدارة أميركية - إسرائيلية، وبالتعاون الوثيق مع قوى أخرى، تبذل كل إمكاناتها وقدراتها وضغوطاتها في نفس الاتجاه الذي يعمل عليه الأميركيون والإسرائيليون»، وأضاف: «وما زاد الطين بلة، والمشهد تعقيداً، هي سياسات السلطة اللبنانية وقراراتها في موضوع حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة، وبخلفية استهداف المقاومة وسلاحها، أي بما يخدم أيضاً الاتجاه الذي يريده الأميركي والإسرائيلي».

القديم يحتضر

في المقابل، رأى وزير الصناعة جو عيسى الخوري، المحسوب على حزب «القوات» اللبنانية، أن «لبنان يشهد انتقالاً من مرحلة امتلكت فيها مجموعة معيّنة هيمنة سياسية وأمنية استمرّت قرابة 20 عاماً، إلى مرحلة جديدة ما زال شكلها غامضاً وغير محدَّد».

وكتب على حسابه على منصة «إكس»: «هذه المرحلة لم تَغِب عن وصف الفيلسوف أنطونيو غرامشي حين كتب: الأزمة تكمن تحديداً في أنّ القديم يحتضر، والجديد صعبٌ عليه أن يولد؛ وفي هذا الفاصل الزمني تظهر مجموعة واسعة من الأعراض المَرَضية».

وختم عيسى الخوري: «لكننا رغم كل التشنّجات، ودون أي شك، سائرون في الاتجاه الصحيح!».

وفي الإطار نفسه، ردّ عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية» النائب غسان حاصباني على كلام أمين عام «حزب الله»، نعيم قاسم التهديد الأخير، كاتباً في حسابه على منصة «إكس»: «الخيارات واضحة... يا سلاح قاسم البلد، يا موجود حصراً بيد من أقسم على أن يقوم بواجبه كاملاً في الدفاع عن وطنه لبنان... تحية للجيش اللبناني».

السلاح أهم من البلد؟

من جهته، استغرب عضو تكتّل «الاعتدال الوطنيّ» النّائب وليد البعريني كلام قاسم التهديدي، وقال خلال جولة له في عكار: «هل السلاح لحماية لبنان كما تدّعون أو لتفجيره كما تهددون؟ وهل السلاح وسيلة للدفاع أم هدف بات برأيكم أسمى وأهم من البلد؟ وهل أنتم مستعدّون لاستخدام السلاح بوجه اللبنانيين والجيش كما نفهم من تهديدكم بعدما كنتم تحاضرون بالعفة الوطنية، وتزعمون أن سلاحكم بوجه إسرائيل فقط؟».

الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني يلوح بيده في أثناء مغادرته قبر زعيم «حزب الله» السابق حسن نصر الله في بيروت (أ.ب)

وسأل: «بأي منطق تفرضون قوتكم على اللبنانيين، وإذا كانت فئة تؤيدكم تريد السلاح فهناك فئات وفئات وفئات تريد الدولة، وترفض سلاحكم»، مضيفاً: «بأي منطق تخوّنون من يعارضكم، وتتهمونه بالسير بمشروع أميركي أو إسرائيلي، ومن خوّلكم توزيع شهادات الوطنية والتحدّث بهذا المنطق، هل هو لاريجاني الذي زاركم وتغيّرت نبرتكم بعده أم ماذا؟».


مقالات ذات صلة

تتبّع مصير 55 من جلادي النظام السابق اختفوا مع سقوط الأسد في منافي الترف

المشرق العربي انتهى حكم بشار الأسد الطويل والوحشي سريعاً لكنه وحاشيته المقربة وجدوا ملاذاً آمناً في روسيا (نيويورك تايمز)

تتبّع مصير 55 من جلادي النظام السابق اختفوا مع سقوط الأسد في منافي الترف

تمكّن تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» من تحديد أماكن وجود عدد كبير من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين، وتفاصيل جديدة عن أوضاعهم الحالية وأنشطتهم الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك - لندن)
خاص عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز) play-circle 01:50

خاص شقيق الضباط اللبناني يروي تفاصيل استدراجه واختفائه

لم تتبدد الصدمة عن وجوه أفراد عائلة النقيب المتقاعد من «الأمن العام» اللبناني أحمد شكر، وذلك بعد ترجيحات أمنية وقضائية لبنانية بأن إسرائيل خطفته

حسين درويش (بعلبك (شرق لبنان))
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل الموفد الخاص لرئيس الوزراء العراقي إحسان العوادي (الرئاسة اللبنانية)

عون: عودة سكان جنوب لبنان إلى ديارهم أولوية

أكّد الرئيس جوزيف عون أن «عودة الجنوبيين إلى بلداتهم وقراهم هي الأولوية بالنسبة إلى لبنان، للمحافظة على كرامتهم ووضع حد لمعاناتهم المستمرة حتى اليوم».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عنصر من الجيش اللبناني يقف قرب سيارة مستهدفة في بلدة عقتنيت بقضاء الزهراني استهدفتها غارة إسرائيلية الثلاثاء (إ.ب.أ)

إسرائيل تدشن مرحلة جديدة من القصف بجنوب لبنان

دشّنت إسرائيل مرحلة جديدة من القصف في جنوب لبنان، تتركز بمنطقة شمال الليطاني، قبل نحو أسبوع على إعلان الجيش اللبناني الانتهاء من المرحلة الأولى لـ«حصرية السلاح»

«الشرق الأوسط» (لبنان)
المشرق العربي نواف سلام متحدثاً عن «مشروع قانون الانتظام المالي واستعادة الودائع» بحضور وزير المالية ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد الأسبوع الماضي (رئاسة الحكومة)

«مصرف لبنان» ينسف المشروع الحكومي لرد الودائع قبل إقراره

اختزل حاكم مصرف لبنان المركزي كريم سعيد النزاع المرافق لمناقشات مجلس الوزراء الخاصة بمشروع قانون استرداد الودائع (الفجوة المالية)

علي زين الدين (بيروت)

سوريا تعتقل خلية تابعة لمسؤول في النظام السابق خططت لاستهداف احتفالات رأس السنة

جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
TT

سوريا تعتقل خلية تابعة لمسؤول في النظام السابق خططت لاستهداف احتفالات رأس السنة

جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)

كشف قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية بشمال غربي سوريا، عبد العزيز هلال الأحمد، عن أن قوات المهام الخاصة التابعة للقيادة نفذت، بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب ووحدة من الجيش، عملية أمنية نوعية، صباح اليوم الأربعاء، في ريف جبلة، استهدفت مجموعة من خلية تابعة لما تسمى «سرايا الجواد».

وأضاف، في بيان، أن الخلية التابعة للمسؤول البارز في النظام السابق سهيل الحسن، «متورطة في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات ميدانية وتفجير عبوات ناسفة، إضافة إلى استهداف نقاط تابعة للأمن الداخلي والجيش، كما كانت تعمل على التحضير لاستهداف احتفالات رأس السنة الجديدة».

وتابع قائلاً إن اشتباكاً اندلع واستمر قرابة ساعة، وأسفر عن «إلقاء القبض على أحد أفراد الخلية، وتحييد ثلاثة آخرين».

وذكر البيان أن أربعة من عناصر قوات الأمن أصيبوا بإصابات خفيفة، وأنه «لا يزال العمل مستمراً حتى القضاء على الخلية بشكل كامل».


غارات أردنية على شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا

آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)
آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)
TT

غارات أردنية على شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا

آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)
آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)

شنّ الجيش الأردني، مساء الأربعاء، غارات استهدفت شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

وقالت قناة «الإخبارية» الرسمية على تطبيق «تلغرام» إن الجيش الأردني استهدف بغارات «شبكات لتهريب المخدرات ومزارع تخزينها في ريف السويداء الجنوبي والشرقي».

وقال مراسل «الإخبارية» إن الجيش الأردني أطلق قنابل مضيئة على الحدود مع سوريا من جهة محافظة السويداء، بعد تنفيذه عدة غارات استهدفت شبكات لتهريب المخدرات ومزارع التخزين.

بدوره، أعلن الجيش الأردني، في بيان، أنه «حيّد عدداً» من تجار الأسلحة والمخدرات الذين ينظمون عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للأردن.

وأوضح أن «القوات المسلحة استهدفت عدداً من المصانع والمعامل التي تتخذها هذه الجماعات أوكاراً لانطلاق عملياتهم تجاه الأراضي الأردنية»، مشيراً إلى أنه «تم تدمير المواقع المحددة بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، وبالتنسيق مع الشركاء الإقليميين».


14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

ندّدت 14 دولة، من بينها فرنسا وبريطانيا وكندا واليابان، الأربعاء، بإقرار إسرائيل الأخير إنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلّة، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن القرار، وإلى الكفّ عن توسيع المستوطنات.

وجاء في بيان مشترك، نشرته وزارة الخارجية الفرنسية: «نحن، ممثلي ألمانيا وبلجيكا وكندا والدنمارك وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وآيرلندا وإيسلندا واليابان ومالطا وهولندا والنرويج وبريطانيا، نندد بإقرار المجلس الوزاري الأمني للحكومة الإسرائيلية إنشاء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة».

وأضاف البيان: «نؤكد مجدداً معارضتنا أي شكل من أشكال الضم، وأي توسيع لسياسة الاستيطان»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ودعت الدول إسرائيل إلى «العدول عن هذا القرار، بالإضافة إلى ⁠إلغاء التوسع في ‌المستوطنات».

وأضاف ​البيان: «نذكر أن مثل هذه التحركات ⁠أحادية الجانب، في إطار تكثيف أشمل لسياسات الاستيطان في الضفة الغربية، لا ينتهك القانون الدولي فحسب، بل يؤجج أيضاً انعدام الاستقرار».