رودريغو يتحوّل من نجم لامع إلى شخصية مثيرة للجدل في ريال مدريد

بعد تهميشه تحت قيادة المدير الفني الجديد تشابي ألونسو

رودريغو يميل أكثر إلى البقاء مع ريال مدريد رغم الشكوك المحيطة بمستقبله (غيتي)
رودريغو يميل أكثر إلى البقاء مع ريال مدريد رغم الشكوك المحيطة بمستقبله (غيتي)
TT

رودريغو يتحوّل من نجم لامع إلى شخصية مثيرة للجدل في ريال مدريد

رودريغو يميل أكثر إلى البقاء مع ريال مدريد رغم الشكوك المحيطة بمستقبله (غيتي)
رودريغو يميل أكثر إلى البقاء مع ريال مدريد رغم الشكوك المحيطة بمستقبله (غيتي)

تحوَّل رودريغو من نجم لامع إلى شخصية مثيرة للجدل في غضون أشهر قليلة. فالمهاجم البرازيلي، الذي سجَّل هدفين في 60 ثانية في مرمى مانشستر سيتي في عام 2022 ليقود واحدة من أفضل ليالي العودة (الريمونتادا) في تاريخ ريال مدريد، أصبح الآن على وشك الرحيل.

وعلى المستوى الرسمي، يؤكد النادي واللاعب أن كل شيء لا يزال كما هو، لكن الحقيقة الواضحة هي أن اللاعب البرازيلي فقد مكانه في التشكيلة الأساسية، وأصبح مستقبله غامضاً.

وكان تقرير إخباري قد ذكر أخيراً أن مانشستر سيتي الإنجليزي دخل المنافسة على ضم رودريغو، وذلك خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأوضحت صحيفة «ماركا» الإسبانية أن سيتي بدأ في إفساح المجال أمام صفقة جديدة هذا الصيف، لينضم إلى الأندية الراغبة في التعاقد مع رودريغو.

وتابعت أن مستقبل المهاجم البرازيلي بات مبهماً مع ريال مدريد في الوقت الحالي، وذلك بعدما فقد دوره الرئيسي تحت قيادة تشابي ألونسو، المدير الفني للفريق. وبعد نهاية الموسم الماضي واختفائه في كأس العالم للأندية، يبدو أنه من غير المرجح أن يكون لرودريغو دور مهم هذا الموسم.

وكان خيار رحيل اللاعب البرازيلي عن الفريق مطروحاً منذ بداية الصيف، وكان أحدث الراغبين في ضمه فريق مانشستر سيتي.

وقالت «ماركا» إن جوسيب غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، وافق على رحيل جاك غريليش الذي انضم إلى إيفرتون مقابل أكثر من 50 مليون يورو، بينما اقترب الجناح البرازيلي سافينيو من الانضمام إلى توتنهام، في حين سينتهي المطاف باللاعب الشاب جيمس ماكاتي بالانضمام إلى نوتنغهام فورست، ويأتي رحيل اللاعبين الثلاثة ليفسح المجال لغوارديولا في أحلامه لضم رودريغو.

وشدَّدت الصحيفة الإسبانية على عدم وجود أي تواصل في الوقت الحالي بين المسؤولين في الناديين، لكن من الواضح أن سيتي يرغب في ضم رودريغو، الذي بدوره لم يكشف عن أي شيء بخصوص مستقبله حتى الآن.

وتابعت أن «ريال مدريد لم يحدد سعراً لرودريغو بعد، لكن بالنظر إلى ما يتم دفعه في سوق الانتقالات بإنجلترا (دفع مانشستر يونايتد 75 مليوناً لثلاثة مهاجمين تعاقد معهم) فإن اللاعب البرازيلي لن يكون بسعر رخيص».

لقد أدى تألق الثلاثي الهجومي؛ كيليان مبابي، وفينيسيوس جونيور، وجود بيلينغهام إلى تقليل الدور الذي يلعبه رودريغو مع الفريق تدريجياً، حتى كاد يُنسى.

لقد تم استبداله بين شوطي المباراة النهائية لكأس الملك ضد برشلونة، ولم يشارك ولو لدقيقة واحدة في الكلاسيكو الحاسم الذي خسره ريال مدريد بنتيجة 4 أهداف مقابل 3، وهي النتيجة التي أدت إلى خروج النادي الملكي من المنافسة على لقب الدوري مبكراً.

وعندما تولى ألونسو القيادة الفنية لريال مدريد، أعلن أن رودريغو لا يزال جزءاً من خطته، لكن الأرقام والإحصاءات تتناقض تماماً مع تصريحات المدير الفني الجديد، حيث شارك اللاعب البرازيلي في التشكيلة الأساسية للريال في مباراة واحدة فقط من أصل 6 مباريات لعبها الفريق في كأس العالم للأندية، ولم يشارك حتى بديلاً في 3 منها.

إنه وضع لا يحتمل، لكن مع بقاء أيام قليلة على انتهاء فترة الانتقالات الصيفية الحالية، لا يزال الأمر يثير تساؤلات أكثر من الإجابات. فما الذي يقوله النادي واللاعب.

ماذا يقول ريال مدريد؟

يؤكد النادي أن الموقف الرسمي لرودريغو هو البقاء في صفوف ريال مدريد، وأن اللاعب لم يُبلغ بأي رسالة أخرى.

ولم يتخذ النادي أي خطوات للتخلص من اللاعب، لكن مصادر مختلفة قالت إن ريال مدريد سيستمع إلى العروض التي ستقدم للتعاقد مع اللاعب. وأكدت مصادر أيضاً ازدياد الأصوات المؤيدة لرحيل رودريغو.

هذا هو الوضع منذ نهاية الموسم الماضي، وازداد تفاقماً بعد المناقشات التي حدثت مع ألونسو، الذي أوضح نواياه بوضوح تام خلال كأس العالم للأندية.

يهدف ألونسو إلى اللعب بمهاجمَين اثنين فقط، وسيرحِّب المدير الفني الباسكي باستخدام الأموال التي سيحصل عليها النادي من بيع رودريغو لتدعيم مراكز أخرى في الفريق، مثل خطَي الوسط والدفاع.

ماذا يقول رودريغو؟

منذ نهاية الموسم الماضي، كان الحديث على المستويين العام والخاص، ومن قبل المحيطين باللاعب البرازيلي، يدور حول رغبته في البقاء في ريال مدريد.

لكن قبل بضعة أسابيع، طرأ تغيير على هذا السيناريو، حيث قالت مصادر مقربة من رودريغو إن هناك إمكانية لرحيله، وهو أمر لم يتم إعلانه من قبل.

وذكرت وسائل إعلامية في مايو (أيار) الماضي أن اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً غير راضٍ عن دوره في الفريق، لأنه يُفضل اللعب في الجهة اليسرى من خط الهجوم، وليس على الجهة اليمنى.

في الواقع، أجرى ممثلو اللاعب محادثات مع رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، للتعبير عن استياء اللاعب من هذا الأمر.

والآن، وبعدما ظل الوضع كما هو دون تحسُّن، لم يعد البعض يستبعد احتمال رحيله في الأيام الأخيرة من فترة الانتقالات الحالية.

وأثار وضع رودريغو موجة من التقارير في وسائل الإعلام الإسبانية حول وجهته الجديدة المحتملة.

وقالت مصادر إن معظم هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة، وإن الحقيقة هي أنه لم تكن هناك مفاوضات رسمية مع أندية أخرى. كما أكد ريال مدريد أنه لم يتلقَّ أي عرض حتى الآن. ومع بقاء فترة قليلة على إغلاق فترة الانتقالات الحالية، قد يتغير الوضع.

وأشارت مصادر إلى أنه إذا رحل رودريغو، فإن الانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون الأكثر جاذبية له.

ومع ذلك، فإن الشعور السائد في هذه المرحلة من فترة الانتقالات هو أن رودريغو سيبقى في ريال مدريد.

لكن في حال حدوث أي تطور جديد، وحصول ريال مدريد على عرض مناسب، فقد ينظر فيه النادي واللاعب، الذي يميل أكثر إلى البقاء مع النادي الملكي، رغم الشكوك المحيطة بمستقبله.


مقالات ذات صلة

غياب مبابي عن تمارين ريال عشية مواجهة سيتي

رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

غياب مبابي عن تمارين ريال عشية مواجهة سيتي

لم يخضع المهاجم الفرنسي لريال مدريد كيليان مبابي، الذي كُسِرت إصبعُه خلال مباراة في الدوري الإسباني لكرة القدم خسرها أمام سلتا فيغو الأحد بهدفين.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية شابي ألونسو مدرب ريال مدريد في قلب العاصفة (إ.ب.أ)

غرفة ملابس ريال مدريد تشتعل… شابي ألونسو في قلب العاصفة

ازدادت الضغوط الواقعة على المدرب شابي ألونسو بعد هزيمة ريال مدريد أمام سيلتا فيغو بنتيجة 2-0 في سانتياغو برنابيو.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية جود بيلينغهام (د.ب.أ)

الجدل التحكيمي يشتعل مجدداً… ريال مدريد غاضب من تجاهل «الفار» لضربة بيلينغهام

يسود أجواء ريال مدريد مزيج واضح بين الاعتراف بضعف الأداء، والاحتجاج على القرارات التحكيمية التي رافقت المباراة الأخيرة في سانتياغو برنابيو.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية  شابي ألونسو (أ.ب)

ألونسو يطالب لاعبيه بـ«قلب الصفحة» و«الرد» قبل مواجهة سيتي

طالب شابي ألونسو مدرب ريال مدريد، لاعبيه بـ«قلب الصفحة» و«الرد» بعد خسارة قاسية أمام سلتا فيغو، الأحد، في الدوري الإسباني، قبل مواجهة مرتقبة مع السيتي.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)

«لا ليغا»: ريال مدريد يسقط على ملعبه أمام سيلتا فيغو

سقط ريال مدريد على ملعبه ووسط جماهيره بخسارة مفاجئة أمام سيلتا فيغو بنتيجة صفر / 2، مساء الأحد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

جيرارد لمحمد صلاح: تراجع عن تصريحاتك... وابقَ في ليفربول

ستيفان جيرارد (رويترز)
ستيفان جيرارد (رويترز)
TT

جيرارد لمحمد صلاح: تراجع عن تصريحاتك... وابقَ في ليفربول

ستيفان جيرارد (رويترز)
ستيفان جيرارد (رويترز)

رأى قائد ليفربول السابق ستيفن جيرارد أن الفريق لا يزال بحاجة إلى النجم المصري محمد صلاح، داعياً إياه إلى «التراجع» عن التصريحات النارية التي أطلقها واتهم فيها النادي بـ«التخلي عنه».

واستُبعد الدولي المصري عن تشكيلة الفريق التي خاضت المواجهة أمام إنتر ميلان الإيطالي (1-0) في مسابقة دوري أبطال أوروبا الثلاثاء، بعد هجوم غير مسبوق من صلاح على مدربه الهولندي أرني سلوت وإدارة النادي، على خلفية جلوسه على مقاعد البدلاء 3 مباريات متتالية.

وفي حين وصف مدافع ليفربول السابق جيمي كاراغر تصرف صلاح بـ«المخزي»، حضّ جيرارد اللاعب المصري والإدارة على إظهار الوحدة من جديد لمصلحة الجميع في «أنفيلد».

وقال جيرارد لقناة «تي إن تي سبورتس»: «من الواضح أنه مستاء جداً لعدم مشاركته، وهذا أمر أحترمه».

وتابع: «لقد أخطأ بالكلام عن تخلي النادي عنه. يجب أن يتراجع عن ذلك قليلاً ومعالجة الأمر مع المدرب».

وأوضح جيرارد أن الخلافات بين اللاعبين والإدارات ليست شيئاً جديداً، «لقد رأيت ذلك وعشته مع (لويس) سواريز عندما اختلف وجهاً لوجه مع براندن (رودجرز). كنت هناك وفعلت ذلك بنفسي. أطلقت تصريحات مماثلة لصلاح في 30 ثانية ضد (مانشستر) يونايتد وتعرضت للطرد».

وأضاف جيرارد: «لا أحد مثالياً، وكلنا فقدنا السيطرة حين كنا لاعبين، وقمنا بأشياء عاطفية»، معرباً عن أمله في أن يدرك صلاح في النهاية أنه كان «منفعلاً قليلاً ومتسرعاً بعض الشيء».

وأشعلت تصريحات صلاح التكهنات حول اقتراب ثالث أفضل هدّاف في تاريخ ليفربول (250 هدفاً في 420 مباراة) من الرحيل عن «أنفيلد» في سوق الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني).

ونشر ابن الـ33 عاماً صورة له داخل صالة التدريبات البدنية لليفربول الثلاثاء.

وأثار الخلاف المستجد اهتمام السعودية بجذب صلاح؛ حيث أفاد مصدر في صندوق الاستثمارات العامة «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن المملكة ستبذل «قصارى جهدها» لضمّه، فيما قال المصدر نفسه إن القادسية يستهدفه أيضاً، في حين نفى مصدر في القادسية لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه الأنباء، كما أكد مصدر في نادي الهلال لـ«الشرق الأوسط» الثلاثاء أن كل الأنباء التي تشير إلى وجود مفاوضات مع صلاح غير صحيحة، و«شائعات» لا تنتهي.

وعلّق جيرارد: «في نهاية المطاف، ليفربول بحاجة إلى عودة محمد صلاح ليُقدم أداءً جيداً، ويسجل الأهداف، لأنه أفضل لاعب وأفضل هدّاف، وسيساعدهم على الخروج من هذه الأزمة. إذا استمرت القصة، بهذا الأمر سيكون أكبر مما نعرفه ونراه جميعاً».


محمد صلاح… هذا ما يقوله كلوب ورفاقه

محمد صلاح من حصص التدريب (أ.ف.ب)
محمد صلاح من حصص التدريب (أ.ف.ب)
TT

محمد صلاح… هذا ما يقوله كلوب ورفاقه

محمد صلاح من حصص التدريب (أ.ف.ب)
محمد صلاح من حصص التدريب (أ.ف.ب)

على مدى ثمانية أعوام ونصف قضاها محمد صلاح في صفوف ليفربول، ارتقى إلى مصاف أساطير النادي في نظر الجماهير التي لقبته بـ«الملك المصري». لكن منذ تصريحاته المفاجئة التي قال فيها إنه يشعر بأنه «كبش فداء» لتراجع النتائج، بعد جلوسه بديلاً لثلاث مباريات متتالية بقرار من المدرب آرني سلوت، بدأت شخصيته تُوضع تحت المجهر من جماهير وخبراء ولاعبين سابقين.

ومع تصاعد الجدل حول سلوك صلاح وموقفه الأخير، حاولت شبكة «بي بي سي» البريطانية على مدى الأشهر الماضية رسم صورة للرجل خلف الأهداف والمجد والضجيج الإعلامي، من خلال شهادات أقرب المقربين إليه.

يصف يورغن كلوب، المدرب الذي قاد ليفربول إلى كل البطولات الكبرى خلال حقبته مع صلاح، شخصية النجم المصري بأنها نتاج طفولة صعبة وإصرار دائم على التفوق: «نحن جميعاً نتأثر بظروف نشأتنا... وصلاح أدرك مبكراً أنه يحتاج لبذل جهد يفوق غيره. لم يتوقف عن التطور يوماً. كان يعود كل صيف بمهارة جديدة، كأنه قضى العطلة يتمرن عليها فقط».

ويضيف كلوب: «رفعُ لقب الدوري سوياً ربطنا مدى الحياة. سيُذكر صلاح كواحد من أعظم اللاعبين في التاريخ. وهو ليس سهلاً في إدارته، لكنه ليس صعباً أيضاً. مشكلاتك معه تظهر فقط عندما لا يلعب».

وتعرّض صلاح لانتقادات بسبب قلة ظهوره الإعلامي قبل خروجه الأخير في المنطقة المختلطة بملعب «إيلاند رود»، لكن زملاءه السابقين يرونه قائداً هادئاً يلتزم اللحظة ويساعد من حوله على التماسك.

آدم لالانا، زميله السابق، يقول: «كان مصدر هدوء. لا يبالغ في الفرح ولا ينهار في لحظات الهبوط. يبقى مركزاً دائماً... وكلما رأيته شعرت بالسيطرة والاتزان. هو مقاتل لا يتوقف عن محاولة إثبات نفسه».

دافع صلاح عن سجله التهديفي في تصريحه الأخير، وقارن نفسه بقائد منتخب إنجلترا هاري كين، في محاولة للتذكير بما قدّمه لليفربول. ويؤكد جيمس ميلنر، نائب قائد الفريق السابق، أن في شخصيته قدراً من التحدي الإيجابي الذي يميز كبار الرياضيين: «هو رجل لطيف جداً رغم شهرته العالمية، لكنه يلعب وكأن على كتفيه عبئاً يريد التخلص منه. يريد التفوق في كل شيء... حتى في الشطرنج كان يجلب مدرباً ويفوز عليّ مرات عدة».

ويتابع ميلنر: «هو قائد كبير، فالمعايير التي يفرضها يومياً تعطي اللاعبين الشباب مثالاً واضحاً عمّا يعنيه أن تكون لاعباً في ليفربول».

وتشير «بي بي سي» إلى العلاقة التنافسية بين صلاح وزميله السابق ساديو ماني، التي طغى عليها طابع التحدي المهني. ويقول كلوب: «لم يكونا أفضل صديقين، نعم. وكان يمكن لصلاح تمرير الكرة أحياناً بدلاً من إنهاء الهجمة بنفسه، لكنهما كانا يقاتلان من أجل الفريق».

«رفع رؤوسنا جميعاً»

بعيداً عن كرة القدم، يظل صلاح رمزاً اجتماعياً وثقافياً، وقد جرى اختياره ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم. كما أن حضوره العلني ساهم في تغيير نظرة كثيرين داخل وخارج بريطانيا تجاه الإسلام.

ولد صلاح في قرية نجريج بمحافظة الغربية، التي يعيش معظم سكانها في ظروف اقتصادية متواضعة. ومع ذلك خرج منها واحد من أعظم الرياضيين في العالم.

يقول ماهر أنور شتية، رئيس المجلس القروي في نجريج: «ما ميزه منذ طفولته هو الانضباط. ومع كل ما حققه من شهرة، ما زال مرتبطاً بجذوره. يجد راحته الحقيقية بين أهله وأصدقائه... إنه قدوة لشباب مصر والعالم العربي والإسلامي».

ويستعيد أحمد المحمدي، زميله في المنتخب، ذكريات المسافات الطويلة التي كان يقطعها صلاح بالحافلة إلى القاهرة لممارسة كرة القدم: «هذا وحده يتطلب قوة ذهنية هائلة. وزوجته من قريته، وقد ساندته منذ بداياته، وهو بدوره يدعم كل من يلجأ إليه في القرية».

كما موّل صلاح محطة إسعاف ومؤسسة خيرية ومعهداً دينياً في قريته، ويقول إمام مسجد ليفربول شفيق رحمن: «كان يأتي للصلاة بهدوء... ولم يكن أحد يزعجه. يشعر بين المصلين بالأمان لأن الجميع متساوون بين يدي الله».

حين انتقل صلاح إلى تشيلسي في سن الحادية والعشرين، بدا خجولاً في مواجهة غرفة ملابس مليئة بالنجوم. يروي مارك شوارزر، زميله السابق: «كان بريئاً جداً، وصادماً له أن يدخل بيئة مليئة بالأبطال. وكان أي فشل يزيد إحباطه... أتذكر يوماً غضب فيه مورينيو ووجّه حديثه لصلاح تحديداً، فأخرجه من الملعب. وكان صلاح متأثراً جداً».

لكن اللاعب المصري أعاد بناء نفسه في إيطاليا مع فيورنتينا وروما. ويقول ميكا ريتشاردز، الذي زامله في فيورنتينا: «كان مختلفاً... يفعل كل شيء بشكل مثالي. ينام مبكراً، ويتناول طعاماً صحياً، وكان واضحاً أنه يريد أن يثبت للجميع قدرته على النجاح».

أما ميدو، فيلخص تجربته: «النجاح في أوروبا يحتاج إلى التكيّف من دون التنازل عن المبادئ. وصلاح حقق هذا التوازن، وجعل ملايين الأطفال في أفريقيا يحلمون بالمستقبل».

تزايدت الشكوك في ليفربول حول مستقبل صلاح حتى قبل تصريحاته الأخيرة. وتشير مصادر لـ«بي بي سي» إلى أن النادي «منفتح» على بيعه وإمكانية رحيله في يناير (كانون الثاني)، خاصة مع علاقة اللاعب المتوترة حالياً مع سلوت.

وهذه ليست المرة الأولى التي ينتهي فيها مشوار نجم كبير مع ليفربول بنبرة خلافية، فقد مرّ ماسكيرانو وتوريس وألكسندر - أرنولد بتجارب مشابهة، وحتى ستيفن جيرارد واجه غضباً جماهيرياً عند اقترابه من تشيلسي عام 2005.

لكن الأثر الإنساني الذي تركه صلاح سيبقى، كما يقول لويس دياز، زميله السابق الذي انتقل إلى بايرن ميونيخ: «كان أول من رحب بي بطريقة لا تُنسى. كان يقول لي: إذا احتجت شيئاً فأنا هنا. وحتى في المباريات كان يوجهني: (لنجرّب الحركة الفلانية)... وغالباً تنجح».

ويضيف: «رفع لقب الدوري معه كان لحظة استثنائية. ترى السعادة في عينيه وتشعر بها. صلاح دائماً يريد أن يكون لاعباً أفضل وإنساناً أفضل... وقد ترك أثراً عميقاً في داخلي».


بسبب الكاحل… آرسنال يعلن غياب دوومان وجيسوس بديلاً له في «الأبطال»

ماكس دوومان (نادي آرسنال)
ماكس دوومان (نادي آرسنال)
TT

بسبب الكاحل… آرسنال يعلن غياب دوومان وجيسوس بديلاً له في «الأبطال»

ماكس دوومان (نادي آرسنال)
ماكس دوومان (نادي آرسنال)

يواجه لاعب وسط آرسنال الصاعد ماكس دوومان فترة غياب تُقدّر بنحو شهرين، بعد إصابته بتمزق في أربطة الكاحل، وفق ما أعلن النادي اللندني أمس الثلاثاء. وتعرّض اللاعب، البالغ من العمر 15 عاماً، للإصابة بعد تدخل من أحد لاعبي مانشستر يونايتد خلال مباراة ودية جمعت الفريقين يوم السبت، فيما تُشير التقديرات الطبية إلى أنه لن يحتاج إلى تدخل جراحي، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

وأكّد آرسنال أنه قام بشطب اللاعب من قائمة الفريق في دوري أبطال أوروبا بعد إصابته، وأدرج المهاجم البرازيلي غابرييل جيسوس بديلاً له، مستفيداً من التعديلات الجديدة في لوائح الـ«يويفا» التي تسمح باستبدال اللاعبين المصابين بإصابات «طويلة الأمد» تمتد إلى 60 يوماً أو أكثر.

وخلال المؤتمر الصحافي الذي سبق مواجهة كلوب بروج في دوري الأبطال، قال المدرب ميكيل أرتيتا: «لسوء الحظ، تعرّض ماكس لإصابة خلال مباراة نهاية الأسبوع الماضي، واضطر إلى الخروج. أجرينا له الفحوص اللازمة، وسيغيب لأسابيع عدة».

وكان دوومان قد لفت الأنظار بشدة في فترة الإعداد قبل انطلاقة الموسم، قبل أن يسجل ظهوره الأول مع الفريق الأول في مباراة الفوز 5-0 على ليدز يونايتد في أغسطس (آب)، ليصبح ثاني أصغر لاعب في تاريخ النادي يشارك في مباراة رسمية، خلف زميله إيثان نوانيري.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، دخل دوومان سجلات التاريخ بعدما أصبح أصغر لاعب يشارك في دوري أبطال أوروبا، وذلك بعمر 15 عاماً و308 أيام، بعد مشاركته بديلاً في الفوز 3-0 على سلافيا براغ.

وخاض دوومان هذا الموسم 5 مباريات مع الفريق الأول في مختلف المسابقات، قدّم خلالها تمريرة حاسمة واحدة، فيما كان آرسنال قد أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) توصله إلى اتفاق مع اللاعب لتوقيع عقد منحة، على أن يوقّع عقده الاحترافي عند بلوغه السابعة عشرة.

ويعاني آرسنال سلسلة إصابات ضربت صفوفه خلال موسم 2025-2026؛ حيث يغيب حالياً كل من كريستيان موسكيرا وكاي هافرتس وغابرييل ولياندرو تروسارد وويليام ساليبا.