شنّ السباح الأميركي مايكل فيلبس، الحاصل على 23 ميدالية ذهبية أولمبية، هجوماً لاذعاً على قيادة الاتحاد الأميركي للسباحة، واصفاً إياه بـ«الضعيف»، ومطالباً بإصلاحات جذرية وشاملة، في ظل ما يراه من تراجع تنظيمي على مدار السنوات الماضية.
وأطلق السباح الأميركي السابق (40 عاماً)، وهو أكثر رياضي تتويجاً بميداليات أولمبية في التاريخ برصيد 28 ميدالية، هجومه الشرس في حين كشف أنه قد لا يرغب في مشاركة أطفاله الأربعة الصغار في هذه الرياضة، نظراً للوضع الحالي للسباحة في الولايات المتحدة.
وأشار فيلبس إلى أن إحباطه يعود إلى الفترة التي كان ينافس فيها، قائلاً، إنه شعر في كثير من الأحيان بأن صوته لم يكن مسموعاً، وإنه «طُلب منه أن يكون ممتناً للحصول على فرصة المنافسة»، وإن الأهم أن يبقى هادئاً ويحافظ على السلام.
وكتب فيلبس، الذي اعتزل عام 2016، في بيان مطول عبر حسابه على «إنستغرام»: «أولاً، يجب أن أوضح أنني أكن كل الاحترام للسباحين الأميركيين الذين تنافسوا في بطولة العالم».
وأضاف «انتقادي ليس موجهاً لهم بأي حال من الأحوال، فأنا أعلم مدى اجتهادهم وفخرهم بتمثيل الفريق الوطني الأميركي. انتقادي موجه إلى النظام وقيادته وفشله».
وتابع: «لطالما كانت هناك تصدّعات في النظام، ولكن في السنوات التسع الماضية رأيت تلك التصدعات تتزايد».
وتواصلت «رويترز» مع الاتحاد الأميركي للسباحة للحصول على تعليق.
وقارن فيلبس بين نجاح الفريق الأميركي للسباحة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، الذي حقق فيه 33 ميدالية، وأولمبياد باريس العام الماضي، عندما حقق الفريق أقل عدد من الميداليات في حوض السباحة (28 ميدالية) منذ دورة الألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004.
وكشف فيلبس أيضاً أنه أرسل خطاباً إلى الاتحاد الأميركي للسباحة في وقت سابق من هذا العام، أكّد فيه «إحباطه من الوضع الحالي للرياضة»، وأنه أطلع اللجنة الأولمبية والبارالمبية الأميركية عليه، موضحاً مخاوفه.
وقال إنه حصل على دعم من الفائزين السابقين بالميداليات الأولمبية، وحاملي الأرقام القياسية العالمية، والمدربين وأعضاء الجهاز الفني الحاليين والسابقين، لكنه أضاف أن الرسالة «لم تلقَ آذاناً مصغية».
وأضاف: «سألت نفسي ما الذي تغيّر في رياضتنا، والإجابة واضحة... هذا ليس مسؤولية الرياضيين؛ لأنهم يواصلون بذل قصارى جهدهم بالمتاح أمامهم. هذا يقع على عاتق قيادة الاتحاد الأميركي للسباحة».
وأكمل: «القيادة الضعيفة يمكن أن تؤثر على كل مستويات المنظومة». وتابع: «المال عامل مؤثر، لكن ضعف الضوابط التشغيلية وضعف القيادة هما حجر الزاوية في مشكلات الرياضة».
واقترح فيلبس مجموعة من الإصلاحات، من بينها إجراء مراجعة مستقلة لمجلس إدارة الاتحاد الأميركي للسباحة وتنظيمه، وتحسين خدمات الرياضيين، وتعزيز الجهود في منافسات الهواة، وإيقاف تراجع المشاركين فيها.
وأضاف: «أعرض خدماتي لأكون مصدراً في هذه الخطوات الأولية المقترحة، وآمل أن يقبل مجتمع الاتحاد الأميركي للسباحة عرضي».
في وقت سابق من هذا الشهر، عبر فيلبس ورايان لوكتي البطل الأولمبي 6 مرات، عن إحباطهما بعد أداء فريق الولايات المتحدة للسباحة في بطولة العالم التي استضافتها سنغافورة.
ونشر لوكتي صورة لشاهد قبر على وسائل التواصل الاجتماعي، مكتوب عليه «في ذكرى محبة للسباحة الأميركية. رفع الفريق المستوى عالياً حتى توقف عن الوصول إليه».
وأضاف لوكتي تعليقاً يُشير إلى دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس 2028، وكتب «سمّها جنازة أو بداية جديدة، أمامنا 3 سنوات».
وشارك فيلبس منشور لوكتي وأضاف: «هل هذه هي دعوة الصحوة التي تحتاج إليها السباحة الأميركية؟».
ورغم المعاناة المبكرة في سنغافورة، أنهت الولايات المتحدة البطولة في صدارة جدول الميداليات بتسع ميداليات ذهبية، وبمجموع 29 ميدالية.
