يناقش الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في قمتهما المرتقبة، الجمعة، في ولاية ألاسكا، تسوية النزاع في أوكرانيا والأمن في العالم، بحسب ما أفاد مسؤول في الكرملين، الخميس.
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، بالجهود الأميركية «الصادقة» للتوصل إلى تسوية للنزاع في أوكرانيا، وذلك في تصريحات أدلى بها، الخميس، عشية القمة المرتقبة مع ترمب.
وقال بوتين، خلال لقائه عدداً من كبار المسؤولين الروس: «أرى أن الإدارة الأميركية... تبذل جهوداً نشطة وصادقة لإنهاء القتال»، وأشار إلى أن موسكو وواشنطن قد تتوصلان إلى اتفاق بشأن الحد من الأسلحة النووية.
وأوضح بوتين أنه أطلع المسؤولين الروس على الوضع في المفاوضات بشأن أوكرانيا مع الولايات المتحدة، والمحادثات الثنائية مع كييف. وقال: «أود أن أخبركم عن المرحلة التي وصلنا إليها مع الإدارة الأميركية الحالية، والتي، كما يعلم الجميع، تبذل، في رأيي، جهوداً نشطة وصادقة للغاية لوقف القتال، وإنهاء الأزمة، والتوصل إلى اتفاقات تصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية بهذا النزاع». وتابع مشيراً إلى أن المناقشات مع الولايات المتحدة تهدف إلى تهيئة «ظروف السلام على المدى الطويل بين بلدينا وفي أوروبا والعالم ككل، إذا توصلنا إلى اتفاقات في مجال الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية في المراحل المقبلة».
وتمتلك روسيا والولايات المتحدة أكبر ترسانتين من الأسلحة النووية في العالم. والركيزة الأخيرة المتبقية للحد من الأسلحة النووية بين البلدين هي معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الجديدة (نيو ستارت)، التي من المقرر أن ينتهي سريانها في الخامس من فبراير (شباط) 2026.

تسوية الأزمة الأوكرانية
وقال المستشار الدبلوماسي لبوتين، يوري أوشاكوف، للصحافيين، إن جدول أعمال القمة «سيتمحور بالدرجة الأولى حول تسوية الأزمة الأوكرانية»، إضافة إلى «السلام» و«الأمن» و«القضايا الدولية المهمة» و«التعاون الثنائي».
وأشار إلى أن اللقاء سيبدأ قرابة الساعة 11:30 (19:30 بتوقيت غرينيتش)، ويعقبه مؤتمر صحافي مشترك للرئيسين.
ويأتي هذا في الوقت الذي وصل فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن؛ لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبل القمة الأميركية-الروسية.
ووصل زيلينسكي عند الساعة 09:40 (08:40 ت غ) إلى مقر ستارمر في داونينغ ستريت، حيث تعانقا وتصافحا قبل التوجه إلى الداخل.
وكان ستارمر أكد، الأربعاء، أن هناك الآن فرصة «حقيقة» لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وأدى تصعيد الهجوم الروسي في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى عدم دعوة زيلينسكي، إلى اجتماع أنكريدج، الجمعة، إلى تفاقم المخاوف من أن ترمب وبوتين قد يتوصلان إلى اتفاق يفرض تنازلات مؤلمة على أوكرانيا.
وقرب خطوط المواجهة، الخميس، أطلقت أوكرانيا عشرات المسيّرات على روسيا، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، واشتعال حرائق في منطقتين في جنوب البلاد، ومصفاة نفط.
وتعدّ كييف هذه الضربات رداً عادلاً على الهجمات الصاروخية والمسيّرات التي تشنها موسكو بشكل يومي على المدنيين في أوكرانيا.
ونظراً إلى الوضع المتوتّر، بذلت كل الأطراف جهوداً حثيثة خلال الساعات التي سبقت اجتماع الجمعة.




