يقترب الفرنسي كينغسلي كومان من ارتداء قميص النصر، ليبدأ فصلاً جديداً في مسيرته المليئة بالألقاب واللحظات الحاسمة، ولكن أيضاً بالمحطات التي أعاقتها الإصابات. وبقدر ما يثير اسمه الحماس بين الجماهير، يثير كذلك التساؤلات: هل يواصل سلسلة حظه في التتويج بالدوريات أم تتكرر فترات الغياب التي عرفها في مسيرته؟
منذ بداياته في ضواحي باريس وحتى وصوله إلى قلب بافاريا، امتلك كومان قدرة شبه أسطورية على جمع الألقاب المحلية، وكأنه لا يعرف اللعب في فريق لا يرفع درع الدوري. مع باريس سان جيرمان، تُوج بالدوري الفرنسي في سن مبكرة، ومع يوفنتوس أضاف الدوري الإيطالي والكأس في موسمه الأول. ثم انتقل إلى بايرن ميونيخ ليصبح جزءاً من ماكينة حصد الألقاب، فحقق معه الدوري الألماني في 8 مواسم متتالية، بجانب دوري أبطال أوروبا 2020 الذي حسمه بهدفه التاريخي في مرمى فريقه السابق باريس سان جيرمان.
لكن الوجه الآخر لمسيرة كومان لا يقل وضوحاً: سلسلة من الإصابات التي أبعدته عن أكثر من 100 مباراة منذ انتقاله إلى بايرن عام 2015، فقد أربكته إصابات الكاحل والركبة في فترات حاسمة، وحرمت منتخب فرنسا من خدماته في مونديال روسيا 2018، رغم أنه كان أحد الأسماء المؤثرة في «يورو 2016». حتى في السنوات الأخيرة، استمرت هذه الحلقة المفرغة من التوقفات، آخرها تمزق في الرباط الداخلي للركبة في يناير (كانون الثاني) 2024.
ومع ذلك، يبقى كومان لاعباً يعرف طريق الحسم، وصاحب تأثير فوري على أي فريق متى ما كان بكامل لياقته. أرقامه مع بايرن نحو 40 هدفاً في أكثر من 185 مباراة ليست مجرد أرقام جناح، بل شهادة على فاعليته الهجومية.
اليوم، يترقّب النصراويون قدومه باعتباره صفقة كبرى قد تمنح الفريق دفعة إضافية نحو لقب الدوري، خاصة أن سجله مع البطولات المحلية يوحي بأن حضوره غالباً ما يقترن بالذهب. لكن السؤال سيظل حاضراً منذ لحظة التوقيع وحتى صافرة نهاية الموسم: هل ينجح كومان في كسر لعنة الإصابات، ليكتب فصلاً ذهبياً جديداً مع النصر، أم أن غيابه المحتمل سيترك الفريق يفتقد «فأل الخير» الذي وعد به تاريخه؟
