يكثّف النائب العام الليبي، الصديق الصور، جهوده لتعقّب ميليشيا «الكانيات»، التي كانت تسيطر على مدينة ترهونة (90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس) حتى منتصف عام 2020، قبل أن تفرّ بعد اتهامها بـ«خطف وقتل» مئات المواطنين، ودفتهم في «مقابر جماعية».
وقال مكتب النائب العام، مساء الاثنين، إن وكيل النيابة انتهى من التحقيق مع أحد المتهمين بقتل المواطنَين فيصل محمد عمار، وإبراهيم السويح في مدينة ترهونة، وذلك في واحدة من الجرائم التي شهدتها ترهونة.

وأوضح النائب العام أن «لجنة التحقيق في الانتهاكات المنسوبة إلى (الكانيات) تقصّت حول ملابسات استمرار حبس المجني عليهما في مؤسسة الإصلاح والتأهيل بعين زارة؛ وتبيّن أن أحد العاملين في المؤسسة تآمر مع قادة (الكانيات) على نقل الضحيتين إلى مدينة ترهونة وقتلهما».
ونوّه النائب العام إلى أنه «بتثبَّت المحقق من مسؤولية المتهم المقبوض عليه عن الواقع المسند إليه، قرر حبسه احتياطياً على ذمة التحقيق؛ وأمر بملاحقة المتهمين الغائبين».
وشهدت ترهونة عمليات قتل جماعية، وأعمالاً وحشية واسعة النطاق، تكشفت بعد فشل العملية العسكرية، التي قادها «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، على طرابلس.
وكان سكان ترهونة قد عثروا على «مقابر جماعية»، عقب انتهاء الحرب على طرابلس مطلع يونيو (حزيران) 2020، ضمّت مئات الجثث من مختلف الأعمار. كما تم انتشال عشرات الجثث لأشخاص، بعضهم مكبل اليدين من مواقع بصحراء ترهونة، وبحاوية حديدية وبئر معطلة بالقرب منها، بينهم أطفال.
وتأتي هذه القضية بعد يومين من إعلان مكتب النائب العام سجن أحد عناصر «الكانيات»، بتهمة «قتل شخص واختطاف شقيقيه» في أحد المقار، التي كانت تسيطر عليها هذه الميليشيا.
وثمَّنت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» بليبيا في تصريح صحافي جهود النيابة العامة تجاه ضحايا «الانتهاكات الجسيمة»، التي ارتكبتها (الكانيات)، و«العمل على إنهاء الإفلات من العقاب».
من جهتها، رحبت «رابطة ضحايا ترهونة»، الثلاثاء، بقرار القبض على عناصر «الكانيات»، مشددة على أهمية «اعتقال باقي أفراد الميليشيا الفارين في إحدى الدول المجاورة؛ بهدف القصاص لمئات الضحايا، ممن عُثر عليهم في مقابر جماعية».
وسبق أن كشفت «المحكمة الجنائية الدولية» عن مذكرات اعتقال بحق 6 أعضاء في «الكانيات»؛ لاتهامهم بارتكاب «جرائم حرب»، وقالت إنها «قررت إزالة السرية عن المذكرات، التي تضم 6 من المتهمين وهم: عبد الرحيم الكاني، ومخلوف دومة، وناصر مفتاح ضو، ومحمد الصالحين، وعبد الباري الشقاقي وفتحي الزنكال».
