من المفترض أن تكون هذه المواجهة محسومة نظرياً. فلاعبات منتخب إسبانيا، بطلات العالم المتوجات، على أعتاب الوصول إلى نهائي كبير للمرة الثانية على التوالي، بعد سلسلة من تسعة انتصارات متتالية. في هذه البطولة وحدها، سجلن 16 هدفاً واستقبلن 3 فقط.
بحسب شبكة The Athletic فإن المنافس منتخب ألمانيا، الذي تلقّى خسارة قاسية بنتيجة 4-1 في وقت سابق من البطولة، وتأهل إلى نصف النهائي عبر ركلات الترجيح. ومع ذلك، لا يزال الأمل قائماً للألمانيات، أمل يكفي لجعلهن يعتقدن بقدرتهن على إحداث مفاجأة أخرى. ففي هذه المرحلة من بطولة أوروبا، كل شيء وارد.
منتخب ألمانيا، الذي تُوّج بالبطولة ثماني مرات، وفاز بكأس العالم مرتين، لم يحقق أي لقب كبير منذ ما يقارب 10 سنوات، ويمر حالياً بفترة انتقالية صعبة في محاولته للعودة إلى قمة كرة القدم النسائية.
ضد فرنسا، بدت الأمور شبه محسومة مبكراً. طُردت المدافعة كاترين هندريش في الدقيقة 13 بعد لحظة تهور، وتقدّمت فرنسا 1-0، وبدا أنها في طريقها للفوز. لكن الألمانيات قاتلن بضراوة للعودة، ونجحن في إدراك التعادل رغم النقص العددي، عبر هدف من شوكه نوسكن لاعبة تشيلسي، في الشوط الأول.

واصلت الألمانيات الصمود خلال الوقت الإضافي، ثم تألقن في ركلات الترجيح، حيث سجّلن 6 من أصل 7 محاولات. وكانت الحارسة آنا-كاترين بيرغر بطلة الليلة، إذ تصدّت لتسع تسديدات من أصل عشر تلقّتها، وسجلت ركلة ترجيح بنفسها، وصدّت الركلة الحاسمة من أليس سومباث لتمنح بلادها بطاقة العبور إلى نصف النهائي.
في المقابل، لم تواجه إسبانيا الكثير من المتاعب أمام سويسرا، وفازت 2-0. ومع ذلك، فقد تأخرت في التسجيل حتى الدقيقة 66 عبر البديلة أثينييا ديل كاستيو، قبل أن تحسم كلوديا بينيا الأمور بهدف ثانٍ بعد خمس دقائق فقط. جدير بالذكر أن القائدة أليكسيا بوتيّاس أهدرت ركلتي جزاء، إحداهما في بداية اللقاء، والأخرى بعد التقدّم بهدفين.
لذا، رغم السجل المثالي للإسبانيات في البطولة - أربعة انتصارات جميعها بفارق هدفين أو أكثر - فإن بعض مظاهر الهشاشة لا تزال قائمة، وإن كانت طفيفة. وهو ما قد يمنح ألمانيا فرصة إذا تمكّنت من وضع خطة تكتيكية ذكية.
ليس من المستغرب أن تكون إسبانيا مرشحة بقوة للعبور إلى النهائي. فبحسب شركة «بيتفير»، تبلغ نسبة الترجيح لفوزها 14، مقابل 103 لألمانيا، التي تُعدّ الطرف الأضعف نظرياً، لكنها لا تزال تملك فرصة حقيقية لإحداث مفاجأة.
في هذه المرحلة المتقدمة، يشعر الفريقان بقرب المجد. إسبانيا لديها فرصة قوية لتأكيد هيمنتها على الكرة النسائية عبر التتويج بلقب كبير للمرة الثانية على التوالي، لكن ألمانيا، كما أثبتت ضد فرنسا، قادرة على قلب المعطيات، وهي تملك في جيناتها ثقافة الانتصارات. إنها الأكثر تتويجاً في تاريخ البطولة الأوروبية، ولن تستسلم بسهولة.
والتوقعات تشير إلى فوز إسبانيا على ألمانيا بنسبة 2 إلى 1، وستحتاج إسبانيا إلى أداء أقوى من الذي قدمته أمام سويسرا. لم يكن كل شيء في ربع النهائي يسير بسلاسة، رغم الفوز المستحق في النهاية. ألمانيا خصم أقوى، ولن تُسامح على الأخطاء ذاتها. أي فرصة مهدرة قد تكون مكلفة أمام فريق مثل ألمانيا، لذلك سيكون على الإسبانيات رفع المستوى. هذه مواجهة قد تذهب في أي اتجاه، لكن لا يبدو من الحكمة المراهنة ضد المنتخب المرشّح للقب.

