يخطط بيتر جاكسون، مخرج فيلم «سيد الخواتم»، لإنفاق ملايين الدولارات على إعادة إحياء طائر عملاق لا يطير، انقرض قبل 500 عام في نيوزيلندا نتيجةً لاصطيادٍ قاسٍ.
ويعتقد المخرج البالغ من العمر 63 عاماً أنه من الممكن إعادة إحياء طائر الموا، الذي كان أطول طائر على وجه الأرض، بطول يتراوح بين 10 و12 قدماً، بعد قرون من قتله على يد صيادي الماوري.
وكان لطائر الموا أرجل قوية ورقبة طويلة، وكان يتغذى على أوراق الشجر والأغصان والفواكه. وقد سكن مساحات شاسعة من نيوزيلندا، من الساحل إلى الجبال.
وتعاون السير بيتر النيوزيلندي مع شركة «كولوسال لابوراتوريز آند بيوساينسز»، ومقرها دالاس، في محاولة لإعادة عملاق بلاده المفقود إلى الحياة، بطريقة تُشبه فيلم «جوراسيك بارك». وهي الشركة التي ادعت في وقت سابق من هذا العام أنها نجحت في «إنقاذ» الذئب الرهيب من الانقراض، عندما أعلن عن بدء ثلاثة جراء.

لم يستثمر السير بيتر، الذي تُقدر ثروته بـ1.3 مليار جنيه إسترليني، 11 مليون جنيه إسترليني في الشركة فحسب، بل أتاح أيضاً مجموعته الخاصة المكونة من 400 عظمة لطائر الموا.
وباستخدام الحمض النووي من العظام وعظام أقرب أقاربه الباقية على قيد الحياة، مثل طائر الإيمو وطائر التينامو من أميركا الجنوبية، تعتقد شركة «كولوسال» أنها قادرة على هندسة الموا وراثياً.
وقال السير بيتر: «الأفلام هي وظيفتي اليومية، والموا هو هوايتي المفضلة». وأضاف، حسبما أفادت صحيفة «التلغراف» البريطانية: «ربما كان هناك 150 ألف موا عملاقة تتجول في الأرجاء. لا نريد إطلاقها في البرية، ولا نريد وضعها في حدائق الحيوان. نريد أن نتمكن من توفير بيئة طبيعية للموا بأكبر قدر ممكن».

وأضاف السير بيتر أن برنامج «كولوسال» لا يقتصر على طائر الموا والذئب المرعب. وقال: «يعمل فريق (كولوسال) بجد لإعادة إحياء الماموث الصوفي والدودو والعديد من الحيوانات المنقرضة الأخرى - التي لم تكن حتى ذلك الحين سوى خيالنا. نحن على أعتاب استعادة الأنواع المنقرضة، ونخرج من عالم الخيال العلمي إلى واقع جديد باهر».
ومن الإنجازات الأخرى التي أعلن عنها مشروع «كولوسال» تطوير فئران بخصائص الماموث الصوفي باستخدام جينات الفيلة الآسيوية.
شكوك علمية
أعرب خبراء عن شكوكهم في إمكانية إعادة طائر الموا من الانقراض؛ إذ صرح فينسنت لينش، أستاذ علم الأحياء التطوري في جامعة بافالو الأميركية، لصحيفة «التلغراف»: «من المستحيل إعادة الكائنات المنقرضة إلى الحياة». وأضاف: «من الناحية التقنية، إذا أُتيحت الفرصة الكافية، أعتقد أنهم قادرون على تنفيذ ما وعدوا به، وهو هندسة طائر إيمو وراثياً ليحمل بعض سمات الموا». وأضاف: «لكن هذا لا يجعله موا، بل يجعله حيواناً مُعدّلاً وراثياً. ويُمثل جانب الهندسة الوراثية تحدياً كبيراً؛ إذ سيتوجب عليهم إنتاج نوع من البيض الاصطناعي لزراعته فيه. لا أعلم إن كان قد تم ذلك من قبل؛ لذا سيتعين عليهم ابتكاره. وقد طُبق نهج الهندسة الوراثية الذي سيستخدمونه من قبل، ولكن ليس بهذا الحجم، وليس في طائر إيمو».





