الكرة السورية على أبواب العصر الجديد

تعديلات منتظرة على النظام الأساسي واللوائح الانتخابية في أغسطس المقبل

الكرة السورية تأمل النهوض من ركام الماضي (الشرق الأوسط)
الكرة السورية تأمل النهوض من ركام الماضي (الشرق الأوسط)
TT

الكرة السورية على أبواب العصر الجديد

الكرة السورية تأمل النهوض من ركام الماضي (الشرق الأوسط)
الكرة السورية تأمل النهوض من ركام الماضي (الشرق الأوسط)

بين تعديلات منتظرة وواقع مضطرب، تترقب الكرة السورية محطة مفصلية في تاريخها منتصف أغسطس (آب) المقبل، عندما تعقد الجمعية العمومية الاستثنائية لاتحاد كرة القدم، وذلك من أجل التصويت على تغييرات جذرية تمس النظام الأساسي واللوائح الانتخابية. وهي تعديلات مقترحة من داخل الاتحاد السوري نفسه، استجابة لمطالب عدد من الأندية، لتفتح الباب أمام تحولات إدارية وإجرائية واسعة، في وقتٍ تعاني فيه المؤسسة الكروية من فراغ تنظيمي منذ استقالة المكتب التنفيذي قبل نحو 6 أشهر.

وخلال مقابلة تلفزيونية حديثة، كشف رئيس لجنة النزاهة في اتحاد الكرة السوري، الدكتور فراس مصطفى، عن أبرز تفاصيل المرحلة المقبلة، محدداً خريطة الطريق التي فرضتها توجيهات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الدولية، التي راعت الظرف السوري الصعب، لكنها لم تتساهل في تطبيق معايير الحوكمة، على حد تعبيره.

فالجمعية العمومية الاستثنائية ستُعقد في أغسطس المقبل، على أن يُعلن عنها رسمياً بعد استكمال الصيغة القانونية، لتُعقد بعد 30 يوماً وتكون تمهيداً لمؤتمر انتخابي في النصف الأول من سبتمبر (أيلول)، يفرز مجلس إدارة جديداً يعيد الشرعية إلى الاتحاد منذ استقالة المكتب التنفيذي السابق قبل نحو 6 أشهر.

وأبرز ما يلفت النظر في التعديلات المقترحة هو إلغاء شرط الشهادة الثانوية للمرشحين إلى المناصب القيادية، وهو شرط كان معمولاً به في الأنظمة السابقة بوصفه الحد الأدنى للمؤهل العلمي المطلوب، قبل أن تقرر مجموعة من الأندية تقديم اقتراح بإلغائه.

وبحسب الدكتور مصطفى، فإن هذا المطلب «جاء من أندية محلية وتم رفعه للفيفا»، وقد تم قبوله على اعتبار أنه لا يتعارض مع معايير الحوكمة المعتمدة دولياً، التي تركز على النزاهة والخبرة الإدارية، لا على الشهادات الرسمية بالضرورة. لكنه أشار أيضاً إلى أن القول الفصل سيكون للجمعية العمومية، التي تملك حق الموافقة أو الرفض.

وعلى الرغم من أن كثيرين اعتبروا إلغاء الشهادة بمثابة تراجع عن أي تصور احترافي لمستقبل اللعبة، فإن اللجنة الحالية تدافع عن القرار باعتباره توسيعاً لقاعدة الترشح وفتحاً لباب المشاركة أمام ذوي الخبرة الميدانية غير الأكاديمية، شريطة أن تتوفر فيهم النزاهة والكفاءة. ومع ذلك، كثرت الانتقادات والتساؤلات حول كيف يمكن تطوير منظومة تتساهل مع الحد الأدنى من المؤهلات، في وقت تتجه فيه معظم الاتحادات القارية إلى تعظيم متطلبات الاحتراف والمعرفة التقنية والإدارية.

التعديل الثاني المرتقب، والأكثر حساسية، هو اعتماد «نظام القوائم الانتخابية» بدلاً من الترشيح الفردي. ويأتي هذا التغيير تلبية مباشرة لتوصيات الاتحاد الدولي، الذي شدد على أن يكون لكل قائمة مرشح للرئاسة وآخر لمنصب نائب الرئيس، إلى جانب 7 أعضاء بينهم ممثل نسائي إلزامي. ولكي تُقبل أي قائمة في السباق الانتخابي، يجب أن تحظى بتأييد خطي من 10 أعضاء في الجمعية العمومية، دون أن يسمح لأي عضو بدعم أكثر من قائمة واحدة، ما يعزز التكتلات البرامجية ويضع حداً للفوضى الفردية التي ميّزت الانتخابات السابقة.

وبينما يتحدّث الدكتور مصطفى عن تثبيت الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة، تؤكد المعطيات على الأرض أن الوضع الإداري للاتحاد لا يزال هشاً، فالموظفون بلا رواتب منذ 13 شهراً، ودون عقود رسمية منذ مطلع عام 2025، وفق ما أفادت به مصادر «الشرق الأوسط».

هذه الفجوة الإدارية، التي لم تجد حلاً حتى الآن، دفعت رئيس اللجنة الاستشارية حازم حربا إلى الحضور شخصياً من قطر كونه يعمل هناك، إلى دمشق لمتابعة تفاصيل المرحلة الانتقالية، في محاولة للحد من الانهيار التنظيمي الكامل.

في الأثناء، يواصل الدوري السوري مساره نحو خط النهاية، حيث أعاد نادي الوحدة خلط أوراق المنافسة بفوزه المثير على الكرامة بنتيجة 3-2 في الجولة الثانية من مرحلة البلاي أوف، ليُبقي الصراع مفتوحاً حتى الجولة الأخيرة.

وبهذا الانتصار، أنعش الوحدة آماله بالتتويج، رافعاً رصيده إلى 5 نقاط خلف الكرامة (7 نقاط) وأهلي حلب (6 نقاط)، فيما خرج حطين عملياً من سباق اللقب رغم فوزه على الأهلي بهدف نظيف.

وسيتحدد البطل يوم السبت المقبل، حين يلتقي الكرامة وأهلي حلب وجهاً لوجه، في مباراة تكفي أحدهما للفوز باللقب، بينما يتوج الوحدة في حال فاز على حطين وتعادل منافساه، ليتساوى مع الكرامة ويتفوق عليه بفارق المواجهات المباشرة.

وتُضاف إلى ذلك رهانات التمثيل القاري، إذ ضمن الكرامة بطاقة المشاركة في كأس التحدي الآسيوي، فيما تبقى البطاقة الثانية مفتوحة بين الوحدة وحطين في ظل غياب الترخيص الآسيوي لأهلي حلب.

وتبعاً لذلك، تقرر فتح نافذة الانتقالات المحلية مباشرة بعد نهاية الموسم، لمنح الأندية المتأهلة إلى كأس التحدي فرصة تدعيم صفوفها، قبل موعد الملحق القاري المقرر في 12 أغسطس. وهي الخطوة الوحيدة العملية التي يُنتظر اتخاذها في المدى القريب، في ظل تجميد كامل للأنشطة التنظيمية، بانتظار انتخاب الاتحاد الجديد.

وفي خضم هذا الواقع، تبقى الأسئلة الأساسية قائمة؛ هل تنجح التعديلات المقترحة في إعادة الاعتبار إلى المؤسسة الكروية السورية؟ وهل يتيح نظام القوائم ترشيح أسماء تحمل برامج حقيقية للتطوير بدل الاعتماد على الولاءات والمصالح؟ الأكيد أن الطريق لن تكون سهلة، وأن النجاح مرهون بقدرة الجمعية العمومية على تغليب المصلحة العامة على الحسابات الضيقة، خاصة في ظل توالي خيبات الأمل، وتعطش الوسط الكروي إلى قطيعة فعلية مع الماضي.


مقالات ذات صلة

أماد ومبويمو متاحان لمان يونايتد أمام بورنموث قبل أمم أفريقيا

رياضة عالمية الكاميروني برايان مبويمو لاعب مان يونايتد (د.ب.أ)

أماد ومبويمو متاحان لمان يونايتد أمام بورنموث قبل أمم أفريقيا

سيكون الثنائي أماد ديالو وبرايان مبويمو متاحين للمشاركة مع مانشستر يونايتد في مواجهة بورنموث.

The Athletic (مانشستر)
رياضة سعودية «الرابطة» منحت مهلة حتى 25 ديسمبر الحالي لاستكمال طلبات الشهادة (الشرق الأوسط)

«الرابطة» تمنح مهلة جديدة للأندية في «الكفاءة المالية»

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن رابطة الدوري السعودي للمحترفين قررت تمديد المهلة الممنوحة للأندية لاستكمال متطلبات الحصول على شهادة الكفاءة المالية.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة عالمية المدافع الإسباني سيرجيو ريغيلون (رويترز)

إنتر ميامي يتعاقد مع الإسباني ريغيلون

أعلن نادي إنتر ميامي الأميركي تعاقده مع الظهير الأيسر الإسباني سيرجيو ريغيلون في صفقة انتقال حر، وبعقد لمدة موسمين.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية البلجيكي أليكسيس سالماكرز لاعب ميلان (نادي ميلان)

سالماكرز باقٍ مع ميلان حتى 2031

مدّد الدولي البلجيكي أليكسيس سالماكرز عقده مع ميلان حتى عام 2031، حسبما أعلن النادي صاحب المركز الثاني في الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عربية عبد الرزاق حمد الله يحتفل بهدف المغرب الثالث في مرمى الإمارات (رويترز)

«كأس العرب»: المغرب إلى النهائي بثلاثية في الإمارات

تأهل منتخب المغرب إلى نهائي بطولة كأس العرب لكرة القدم المقامة في قطر، بعدما فاز على نظيره الإماراتي 3 - صفر مساء الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

«كأس العرب»: المغرب إلى النهائي بثلاثية في الإمارات

عبد الرزاق حمد الله يحتفل بهدف المغرب الثالث في مرمى الإمارات (رويترز)
عبد الرزاق حمد الله يحتفل بهدف المغرب الثالث في مرمى الإمارات (رويترز)
TT

«كأس العرب»: المغرب إلى النهائي بثلاثية في الإمارات

عبد الرزاق حمد الله يحتفل بهدف المغرب الثالث في مرمى الإمارات (رويترز)
عبد الرزاق حمد الله يحتفل بهدف المغرب الثالث في مرمى الإمارات (رويترز)

تأهل منتخب المغرب إلى نهائي بطولة كأس العرب لكرة القدم المقامة في قطر، بعدما فاز على نظيره الإماراتي 3 - صفر مساء الاثنين.

سجل كريم البركاوي هدف التقدم للمغرب في الدقيقة 28، بينما أضاف الهدف الثاني أشرف المهديوي في الدقيقة 83، وسجل عبد الرزاق حمد الله الهدف الثالث في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني.

وسيتقابل المنتخب المغربي مع الفائز من مباراة السعودية والأردن التي تقام في وقت لاحق اليوم على ملعب استاد البيت.

وكان منتخب المغرب قد وصل لدور الثمانية من النسخة الماضية من البطولة التي أقيمت عام 2021 في قطر أيضاً، قبل أن يخسر من نظيره الجزائري الذي توج بطلاً لاحقاً.

وفي البطولة الحالية تغلب المنتخب المغربي على نظيره السوري 1 - صفر في دور الثمانية، بينما كان المنتخب الإماراتي قد تأهل لنصف النهائي بالفوز على الجزائر حامل اللقب بركلات الترجيح 7 - 6 بعد التعادل 1 - 1.


أمم أفريقيا: ثلاثية مصرية تاريخية بين 2006 و2010

حسن شحاتة أوّل مدرّب في القارة السمراء وأول مدرّب مصري يقود منتخب بلاده إلى 3 ألقاب قارية متتالية (رويترز)
حسن شحاتة أوّل مدرّب في القارة السمراء وأول مدرّب مصري يقود منتخب بلاده إلى 3 ألقاب قارية متتالية (رويترز)
TT

أمم أفريقيا: ثلاثية مصرية تاريخية بين 2006 و2010

حسن شحاتة أوّل مدرّب في القارة السمراء وأول مدرّب مصري يقود منتخب بلاده إلى 3 ألقاب قارية متتالية (رويترز)
حسن شحاتة أوّل مدرّب في القارة السمراء وأول مدرّب مصري يقود منتخب بلاده إلى 3 ألقاب قارية متتالية (رويترز)

أحرزت مصر ثلاثية متتالية تاريخية في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بين 2006 و2010، بقيادة «المعلّم» حسن شحاتة، وضعتها على قمة القارة من دون منازع مع سبعة ألقاب.

استضافت في 2006 النهائيات القارية للمرة الرابعة بعد أعوام 1959 و1974 و1986، ونجحت في تحقيق إنجاز تاريخي بتتويجها للمرّة الخامسة، لتنفرد بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع غانا والكاميرون.

وتدين مصر بإنجازها إلى حارس مرماها عصام الحضري المتألّق في النهائي أمام كوت ديفوار بتصدّيه لركلتين ترجيحيتين مكّنتا «الفراعنة» من إحراز اللقب (4-2 بعد تعادل سلبي)، علماً بأنها تغلبت عليها في الدور الأول 3-1.

تصدّى الحضري لركلتي نجم تشيلسي الإنجليزي ديدييه دروغبا وبكاري كونيه، فأكّد بذلك أحقية منتخب بلاده بإحراز اللقب ونيل جائزة أفضل حارس مرمى.

أبقت مصر اللقب عربياً خلفاً لتونس، ونجحت في محو خيبة الأمل بعدم التأهل إلى المونديال. ردّت الصاع صاعين لمنتخب كوت ديفوار الذي فاز مرتين في التصفيات 2-1 في الإسكندرية و2-0 في أبيدجان.

ونجح المهاجم المخضرم حسام حسن في نيل اللقب الأفريقي الثالث في مسيرته الكروية، فختم مشواره الرائع بعد لقبي 1986 و1998.

كما نجح المدرّب المصري حسن شحاتة، بديل الإيطالي ماركو تارديلي المقال إثر فشل التأهل لمونديال 2006، في نيل اللقب القاري الذي عجز عن إحرازه كلاعب عندما خرج من دور الأربعة في دورات 1974 في مصر بالذات و1976 في إثيوبيا و1978 في غانا و1980 في نيجيريا.

ضربت مصر بقوّة في الدور الأوّل ثم سحقت الكونغو الديمقراطية 4-1 في ربع النهائي، هزمت السنغال 2-1 في دور الأربعة، قبل أن تبتسم لها ركلات الترجيح أمام كوت ديفوار في المباراة النهائية.

توّج الكاميروني صامويل إيتو هدافاً للدورة (5)، المصري أحمد حسن أفضل لاعب ومواطنه عصام الحضري أفضل حارس مرمى، والنيجيري جون ميكل أوبي أفضل لاعب ناشئ.

ودّعت تونس بطلة 2004 من ربع النهائي، بخسارتها أمام نيجيريا بركلات الترجيح، وخرج المغرب وصيف 2004 من الدور الأوّل. ولم يكن حال ليبيا أفضل من المغرب وودّعت بدورها من الدور الأوّل.

واستضافت غانا عام 2008 النهائيات القارية للمرّة الرابعة، وكانت كلّها أمل في إحراز اللقب الخامس، بيد أنها فشلت في ذلك أمام تألق فرعوني جديد، حيث نجح المنتخب المصري في تحقيق الإنجاز، بإحرازه اللقب الثاني توالياً والسادس في تاريخه.

ويدين المنتخب المصري بفوزه إلى اللاعب محمد أبو تريكة الذي سجّل هدف الفوز في المباراة النهائية أمام الكاميرون، مكرّراً إنجازه في النسخة السابقة، عندما سدّد ركلة ترجيح منحت الفراعنة اللقب على حساب كوت ديفوار. كشّر المنتخب المصري عن أنيابه منذ المباراة الأولى، من خلال فوزه الساحق على الكاميرون 4-2 بثنائيتين لحسني عبد ربه ومحمد زيدان، ثم اكتسح جاره السوداني 3-0.

أزاحت مصر أنغولا في ربع النهائي 2-1، ثم أطاحت بكوت ديفوار المدجّجة بالنجوم والمرشحة الأولى للفوز باللقب 4-1، قبل أن تجدّد فوزها على الكاميرون في النهائي 1-0 وتحتفظ باللقب.

بات «المعلّم» شحاتة أوّل مدرّب مصري يقود منتخب بلاده إلى لقبين قاريين متتاليين وأوّل مدرّب في القارة السمراء يفوز بلقبين متتاليين منذ الغاني تشارلز غيامفي في 1963 و1965، علماً بأنه عاد وناله مرّة ثالثة بعدما قاد غانا إلى لقبها الرابع عام 1982 في ليبيا.

اختير لاعب وسط مصر حسني عبد ربه أفضل لاعب بعد تسجيله 4 أهداف، كما احتفظ المتألق عصام الحضري بلقب أفضل حارس.

وكان عزاء الكاميرون التي كانت تطمح إلى لقب قاري خامس تتويج نجمها صامويل إيتو بلقب هدّاف البطولة (5)، مرّة ثالثة توالياً بعد 2004 (4) و2006 (5).

فشلت تونس في تخطي ربع النهائي للمرة الثانية توالياً بالخسارة أمام الكاميرون 2-3 بعد التمديد (الوقت الأصلي 2-2). وودّع المنتخب المغربي البطولة من الدور الأوّل بعد بداية مدوية اكتسح خلالها ناميبيا 5-1، لكنه خسر أمام غينيا 2-3 وغانا 0-2 وخرج خالي الوفاض.

من جهته، لم تكن عودة المنتخب السوداني إلى النهائيات موفّقة بعد غياب 32 عاماً، حيث مُني بثلاث هزائم متتالية وبنتيجة واحدة 0-3 أمام زامبيا ومصر والكاميرون.

كتب المنتخب المصري تاريخاً جديداً لكأس أمم أفريقيا عندما توّج بلقبه الثالث توالياً والسابع في تاريخه، بتغلّبه على غانا 1-0 في نهائي نسخة 2010 التي أفيمت للمرة الأولى في أنغولا.

مرّة أخرى، أبهرت مصر بعروضها خصوصاً أمام المنتخبات الكبرى، مؤكدة تربّعها على عرش الكرة المستديرة في القارة.

ضربت عصافير عدّة بحجر واحد، فأسكتت منتقديها بعدم قدرتها على الاحتفاظ بالكأس واستبعادها من دائرة المنافسة، حيث إن أشدّ المتفائلين لم يكن يتوقع تخطيها الدور الأوّل، بسبب المعنويات المهزوزة عقب الفشل في التأهل إلى المونديال، بالإضافة إلى غياب أبرز عناصرها محمد أبو تريكة ومحمد بركات وعمرو زكي وأحمد حسام (ميدو).

لكن هذه الظروف الصعبة وكالعادة كانت بمثابة حافز كبير أمام لاعبي مصر ومديرهم الفني حسن شحاتة للتفوّق على أنفسهم، فلفتوا الأنظار منذ المباراة الأولى أمام نيجيريا عندما حوّلوا تخلّفهم 0-1 إلى فوز كبير 3-1، إلى المباراة النهائية عندما تغلّبوا على غانا 1-0، مؤكّدين أحقيتهم بالوجود في العرس العالمي.

وما بين المباراة الأولى والنهائية، حقّق الفراعنة عدة أرقام قياسية، من ستة انتصارات متتالية إلى سجل خال من الخسارة في المباريات الـ19 الأخيرة في العرس القاري وفوز أول على نيجيريا منذ 1977، وأوّل على الجزائر خارج القواعد وبرباعية نظيفة، وتجديد التفوّق على الكاميرون وصيفته 3-1 بعد التمديد في ربع النهائي.

توّجت بلقب ثالث توالياً وسابع في التاريخ، وثالث توالياً بقيادة شحاتة الذي بات أوّل مدرب في العالم يحرز 3 ألقاب قارية متتالية، ولقب رابع لقائدها أحمد حسن وحارس مرماها عصام الحضري.

وانسحبت توغو من النهائيات بسبب تعرّض الحافلة التي كانت تقلّ لاعبي منتخب بلادها لهجوم مسلّح تبنته منظمة تحرير ولاية كابيندا، وذلك عند الحدود الأنغولية الكونغولية وأودى بحياة الملحق الصحافي ستانيسلاس أكلو والمدرب المساعد أبالو أميليتيه، بالإضافة إلى إصابة تسعة أشخاص آخرين بينهم المدافع سيرج أكاكبو وحارس المرمى كودجوفي أوبيلالي.


منتخب مصر يحاول إنهاء سوء الحظ في «أمم أفريقيا 2025»

منتخب مصر يحاول إنهاء سوء الحظ في «أمم أفريقيا» والحماس واضح في المعسكر التدريبي (المنتخب المصري - إكس)
منتخب مصر يحاول إنهاء سوء الحظ في «أمم أفريقيا» والحماس واضح في المعسكر التدريبي (المنتخب المصري - إكس)
TT

منتخب مصر يحاول إنهاء سوء الحظ في «أمم أفريقيا 2025»

منتخب مصر يحاول إنهاء سوء الحظ في «أمم أفريقيا» والحماس واضح في المعسكر التدريبي (المنتخب المصري - إكس)
منتخب مصر يحاول إنهاء سوء الحظ في «أمم أفريقيا» والحماس واضح في المعسكر التدريبي (المنتخب المصري - إكس)

عقب صعوده للنهائي مرتين خلال النسخ الأربعة الأخيرة للبطولة، يسعى منتخب مصر لكسر سوء الحظ الذي ظل يلازمه في الفترة الأخيرة، وذلك حينما يشارك بالنسخة المقبلة من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم؛ أملاً في تعزيز رقمه القياسي بصفته أكثر المنتخبات فوزاً باللقب.

ويبحث المنتخب المصري عن التتويج بكأس الأمم الأفريقية للمرة الثامنة في تاريخه والأولى منذ 16 عاماً، خلال مشاركته في نسخة «أمم أفريقيا 2025»، التي تجرى في المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2025 حتى 18 يناير (كانون الثاني) 2026.

وأوقعت قرعة مرحلة المجموعات منتخب مصر الذي يشارك في «أمم أفريقيا» للمرة الـ27 بوصفه أكثر المنتخبات ظهوراً بالبطولة، في المجموعة الثانية، برفقة منتخبات جنوب أفريقيا، الفائز باللقب عام 1996، وأنغولا وزيمبابوي.

وسبق لمنتخب مصر، الفائز بـ«أمم أفريقيا» أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010، مواجهة منافسيه الثلاثة بالمجموعة في المسابقة القارية من قبل.

وستكون هذه هي المواجهة الرابعة لمنتخب (الفراعنة) ضد منتخب جنوب أفريقيا في كأس الأمم الأفريقية، حيث كانت المواجهة الأولى في دور المجموعات لنسخة عام 1996، عندما التقى المنتخبان في مباراة قوية انتهت بفوز المنتخب العربي بهدف نظيف في مدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية.

أما المواجهة الثانية، فجاءت في نهائي نسخة 1998، الذي أقيم في بوركينا فاسو. في تلك المباراة، تألق المنتخب المصري بقيادة المدرب الراحل محمود الجوهري، وفاز 2 - صفر؛ ليحصد اللقب ويتوَّج بالكأس للمرة الرابعة في تاريخه آنذاك.

وجاءت المواجهة الثالثة والأخيرة بعد 21 عاماً، وتحديداً في دور الـ16 من نسخة عام 2019 التي استضافتها مصر، وفي هذه المباراة، تغلبت جنوب أفريقيا 1 - صفر لتقصي أصحاب الأرض من البطولة بشكل مفاجئ وتصعد لدور الثمانية.

في المقابل، يواجه المنتخب المصري نظيره الأنغولي في «أمم أفريقيا» للمرة الثالثة، بعدما فاز 2 - 1 في المباراتين الوحيدتين اللتين أقيمتا بين الفريقين في البطولة، حيث كانت الأولى في مرحلة المجموعات للبطولة عام 1996 في جنوب أفريقيا، والأخرى في دور الثمانية لنسخة عام 2008 بغانا.

كما يستعد منتخب مصر لمواجهته الثالثة أيضاً مع منتخب زيمبابوي في المسابقة، حيث كان اللقاء الأول بدور المجموعات لنسخة عام 2004 في تونس، وانتصر الفراعنة 2 - 1، قبل أن يجددوا تفوقهم مرة أخرى في الدور ذاته بالبطولة عام 2019، حينما فازوا 1 - صفر في المباراة الافتتاحية لتلك النسخة.

ويرغب الفريق في تحقيق نتائج أفضل من التي حققها بالنسخة الوحيدة لـ«أمم أفريقيا» التي استضافتها المغرب عام 1988، حينما ودَّع المسابقة، التي كانت تجرى بمشاركة 8 منتخبات في ذلك الوقت، من دور المجموعات لأول مرة في تاريخه آنذاك، عقب خسارته أمام الكاميرون وتعادله مع نيجيريا وفوزه على كينيا.

ويأمل منتخب مصر في ارتقاء منصة التتويج بالبطولة مجدداً، بعدما خسر أمام الكاميرون نهائي نسخة 2017 بالغابون، ثم نهائي نسخة 2021 في الكاميرون أمام نظيره السنغالي بركلات الترجيح، ويبدو الفريق حالياً في أفضل حالاته تحت قيادة مديره الفني المحلي حسام حسن، الذي تولى المسؤولية في فبراير (شباط) 2024 خلفاً للبرتغالي روي فيتوريا، الذي تمت إقالته عقب خروج الفريق من دور الـ16 لنسخة المسابقة الماضية التي أقيمت في كوت ديفوار، عقب خسارته بركلات الترجيح أمام منتخب الكونغو الديمقراطية.

وتحسنت نتائج المنتخب المصري مع حسام حسن؛ وهو ما أسهم في تقدمه في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يحتل حالياً المركز الـ34 عالمياً والثالث أفريقياً.

واكتسب منتخب مصر قوة دفع لا بأس بها قبل مشاركته في «أمم أفريقيا»، بعدما تأهل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لنهائيات كأس العالم 2026 للمرة الرابعة في تاريخه.

ويحمل محمد صلاح (33 عاماً) نجم فريق ليفربول الإنجليزي، أحلام الجماهير المصرية في الفوز باللقب القاري المرموق على عاتقه، حيث يأمل في تجاوز أدائه الباهت مع الفريق الأحمر خلال الموسم الحالي، واستعادة بريقه مجدداً مع منتخب بلاده.

ويتصدر صلاح، الذي يحمل شارة قيادة المنتخب المصري، قائمة هدافي الجيل الحالي لمنتخب الفراعنة، حيث أحرز 63 هدفاً في 108 مباريات دولية، ليحتل المركز الثاني في قائمة الهدافين التاريخيين للفريق، خلف حسام حسن (المتصدر).

كما يُعدّ عمر مرموش، مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي، من بين أبرز لاعبي منتخب مصر الذين تجب متابعتهم في البطولة، حيث يسعى صاحب الـ26 عاماً، لإثبات مؤهلاته الفنية خلال المنافسة، وإبراز حسه التهديفي، في ظل إجادته اللعب جناح أيسر ومهاجماً صريحاً، يمتاز بسرعته، ومراوغاته الرائعة، فضلاً عن إمكانية اختراقه دفاع المنافس بسهولة ومهارة.

وتضم قائمة منتخب مصر المشاركة في البطولة، مجموعة متجانسة من العناصر المحترفة سواء بأوروبا والوطن العربي، وكذلك اللاعبون المحليون في أندية الأهلي والزمالك وبيراميدز.

وانتزع المنتخب المصري بطاقة الصعود لـ«أمم أفريقيا 2025»، بعد تصدره ترتيب المجموعة الثالثة بالتصفيات المؤهلة للمسابقة، التي ضمت بوتسوانا، وموريتانيا والرأس الأخضر (كاب فيردي).

وحصل منتخب مصر على 14 نقطة خلال مسيرته في المجموعة، حيث فاز في 4 مباريات وتعادل في مباراتين، وسجل هجومه 12 هدفاً، بينما تلقى دفاعه هدفين فقط، بينما يُعدّ محمود حسن (تريزيجيه) هو هدافه في التصفيات برصيد 4 أهداف.

ويُعدّ منتخب مصر هو كبير القوم في كأس الأمم الأفريقية، في ظل امتلاكه أكثر من رقم قياسي في البطولة، بخلاف كونه البطل التاريخي للبطولة والأكثر مشاركة في المسابقة، فخلال 26 نسخة سابقة وُجِد بها في النسخ الـ34 الماضية، كان هو الفريق الأكثر خوضاً للقاءات بـ111 مباراة، وهو الأكثر تحقيقاً للانتصارات في تاريخ البطولة بـ60 فوزاً، في حين حقق 24 تعادلاً وتلقَّى 27 خسارة، كما يمتلك منتخب مصر أعلى حصيلة تهديفية في المسابقة بـ175 هدفاً، بفارق 23 هدفاً أمام أقرب ملاحقيه منتخب كوت ديفوار، بينما تلقت شباكه 97 هدفاً.

المنتخب المصري هو الوحيد بين منتخبات القارة السمراء الذي توّج بثلاثة ألقاب متتالية في «أمم أفريقيا»، في أعوام 2006 و2008 و2010، علماً بأنه صاحب أكبر عدد من المباريات المتتالية دون خسارة، بعدما حافظ على سجله خالياً من الهزائم في 25 مباراة متتالية، بالتحديد منذ الخسارة 1 - 2 أمام الجزائر بدور المجموعات لنسخة 2004، حتى الهزيمة بالنتيجة ذاتها أمام الكاميرون بنهائي نسخة 2017 في الغابون.

ومما لا شك فيه أن الكرة المصرية هي الأعرق بين جميع البلدان الأفريقية، حيث تأسس اتحاد الكرة المصري عام 1921، وانضم إلى «فيفا» عام 1923، وكان ضمن مؤسسي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عام 1957.

وخاض منتخب مصر مباراته الدولية الأولى في 28 أغسطس (آب) 1920 ضد منتخب إيطاليا، حيث خسر أمامه 1 - 2، لتتوالى بعدها لقاءاته الدولية، حيث حقق أكبر انتصار في تاريخه على حساب منتخب لاوس، بعدما تغلب عليه 15 - صفر في نوفمبر (تشرين الثاني) 1963، بينما جاءت هزيمته الأثقل أمام المنتخب الإيطالي، الذي خسر أمامه 3 - 11 في يونيو (حزيران) 1928.

وكان منتخب مصر أول فريق عربي وأفريقي يشارك في كأس العالم، بعدما وُجد في مونديال 1934 بإيطاليا، قبل أن يظهر في العرس العالمي الكبير مجدداً في نسختي 1990 بإيطاليا و2018 في روسيا، لكنه عجز خلال مشاركاته الثلاث في تحقيق أي انتصار، حيث حقق تعادلين ونال 5 هزائم.

وظهر المنتخب المصري في كأس القارات عامي 1999 بالمكسيك و2009 في جنوب أفريقيا، حيث حقق في مبارياته الست التي خاضها بالبطولة فوزاً تاريخياً على إيطاليا، وتعادل في لقاءين وتكبَّد 3 هزائم.

وحقق منتخب الفراعنة الكثير من الإنجازات والألقاب الأخرى بخلاف ألقابه السبعة في كأس الأمم الأفريقية، حيث نال ذهبية الألعاب الأفريقية مرتين، وذهبية الألعاب العربية 4 مرات، وتوّج بكأس العرب وذهبية ألعاب البحر المتوسط مرة وحيدة.

يعدّ قائد الفريق السابق أحمد حسن هو الأكثر خوضاً للقاءات الدولية مع منتخب مصر بـ184 مباراة، في حين يتصدر حسام حسن قائمة الهدافين التاريخيين للمنتخب بـ68 هدفاً.

ويلعب منتخب مصر مبارياته الثلاث في دور المجموعات بالبطولة على ملعب «أدرار» في مدينة أغادير، حيث يفتتح لقاءاته بمواجهة منتخب زيمبابوي في 22 ديسمبر، ثم يلتقي مع منتخب جنوب أفريقيا بعدها بأربعة أيام، ويختتم لقاءاته في الدور الأول أمام منتخب أنغولا في 29 من الشهر ذاته.