جدّد «عطل مفاجئ» في أحد القطارات الغضب من تكرار حوادث النقل بمصر، فيما أكدت «هيئة السكك الحديدية» سلامة الركاب، واعتذرت للجمهور عن التأخير في حركة القطارات بسبب الحادث.
وأعلنت «الهيئة القومية لسكك حديد مصر»، الاثنين، ما وصفته بـ«عطل مفاجئ» لإحدى عجلات العربة الثانية من قطار قادم من مدينة الإسكندرية إلى القاهرة في أثناء مسيره ما بين مدينتَي قويسنا وبنها. وأكدت «الهيئة»، في بيان، أنه «لمزيد من إجراءات السلامة والأمان توقف القطار لإصلاح العطل، وتم الدفع بفرق الطوارئ والأوناش لإجراء عملية الإصلاح»، مقدمة اعتذارها إلى جمهور الركاب عن «تأخير بعض القطارات في الاتجاهَيْن».
سقوط عجلة قطار الإسكندرية القاهرة من على القضبان في قويسنا pic.twitter.com/vkFbaKqSBM
— Cairo 24 - القاهرة 24 (@cairo24_) July 7, 2025
وفي بيان لاحق، أكدت «الهيئة» أنه جرى «تشغيل حركة القطارات في الاتجاهَيْن من القاهرة إلى الإسكندرية والعكس».
وعلى الرغم من سلامة الركاب في الحادث، فإن الواقعة جددت الغضب من حوادث النقل بمصر، إذ يأتي بعدما لقي 9 أشخاص حتفهم، وأُصيب 11 آخرون في شمال مصر، السبت، عندما اصطدمت حافلتان صغيرتان على طريق سريع مزدحم في دلتا النيل.
وهو الحادث الثاني المميت على الطريق السريع نفسه، في غضون أسبوع واحد، حيث أودى حادث سابق بحياة 19 شخصاً؛ إثر اصطدام سيارة نقل بميكروباص.
ومع تكرار الحوادث على «الطريق الإقليمي» وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحكومة، يوم السبت، بدراسة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق أجزاء من الطريق الدائري الإقليمي، بعد تزايد حوادث السيارات في تلك المناطق، وفقاً لـ«الرئاسة المصرية».

ويرى أستاذ هندسة الطرق والنقل، خبير النقل الدولي الدكتور أسامة عقيل، أن تكرار حوادث النقل بمصر سببه مشكلات بمنظومة إدارة قطاع النقل، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «منظومة النقل في مصر تعاني من مشكلات عدة، أبرزها عدم وجود رؤية علمية تتم ترجمتها إلى سياسات ثم إلى إجراءات».
ووفق عقيل، فإن «الصيانة هي أحد أهم العناصر الرئيسية لأي منظومة نقل، سواء القطارات أو الطرق أو الكباري، وهو ملف يحتاج إلى مراجعة»، حسب رأيه، مؤكداً أن «الكثير من المكونات الفنية الرئيسية يتم تركها تعمل رغم انتهاء عمرها الافتراضي؛ فمن أهم قواعد الصيانة تغيير أي مكون بقطع غيار جديدة قبل انتهاء فترة صلاحيته المفترضة، وليس انتظار حدوث مشكلة».
وبلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق بالبلاد 5260 شخصاً عام 2024، مقابل 5861 عام 2023، بنسبة انخفاض 10.3 في المائة، وفق أحدث إحصائية لـ«جهاز التعبئة العامة والإحصاء» في مصر، في حين سجّلت إصابات حوادث الطرق 76362 إصابة في 2024، مقابل 71016 عام 2023 بنسبة ارتفاع 7.5 في المائة، وفق التقرير نفسه.
ويرى عضو مجلس النواب المصري الدكتور فريدي البياضي، أن تكرار حوادث النقل في مصر يعبّر عن «فشل حكومي»، حسب تعبيره، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «منظومة النقل بمصر تحتاج إلى إعادة نظر، من خلال توفير صيانة دورية ورقابة صارمة تمنع تكرار الحوادث»، مؤكداً «ضرورة محاسبة الوزراء والمسؤولين في أي قطاع».
ومن أشهر حوادث القطارات التي شهدتها مصر، اصطدام «جرار» برصيف محطة مصر في ميدان رمسيس وسط العاصمة المصرية في فبراير (شباط) 2019، حيث كان «الجرار» يسير دون سائق، ما أدى إلى اندلاع حريق بالمحطة مخلفاً 21 قتيلاً، وعشرات المصابين، وهي الحادثة التي أدت إلى استقالة وزير النقل السابق هشام عرفات.










