«مونديال الأندية»: قيادة تياغو سيلفا تُبقي حلم فلومينينسي حيّاً

تياغو سيلفا قائد فلومينينسي (إ.ب.أ)
تياغو سيلفا قائد فلومينينسي (إ.ب.أ)
TT

«مونديال الأندية»: قيادة تياغو سيلفا تُبقي حلم فلومينينسي حيّاً

تياغو سيلفا قائد فلومينينسي (إ.ب.أ)
تياغو سيلفا قائد فلومينينسي (إ.ب.أ)

لا يزال شريط الكابتن الأزرق الملكي مشدوداً حول عضد تياغو سيلفا الأيسر، كأنما هو رباط جرح، لكن المشهد المحيط به يبدو غريباً على وقاره.

بعد أن وضع شعار فلومينينسي في منتصف ملعب «كامبينغ وورلد» في أورلاندو، اصطفّ الفريق بأكمله، لاعبين وجهازاً فنياً، في دائرة حول نقطة المنتصف. تشابكت الأيدي وارتفعت في الهواء كما لو كانوا على منصة تتويج، ثم بدأوا بالتمايل نصف دورة يساراً ثم يميناً على إيقاع احتفال آلاف البرازيليين الذين رأوا «البطة القبيحة» تهزم الهلال، وتبلغ نصف نهائي كأس العالم للأندية.

وبحسب شبكة «The Athletic»، ووسط هذا الضباب العنابي من النشوة، كسر سيلفا الدائرة وغادرها مبكراً. بعض اللاعبين كانوا يتعانقون كأنهم مغناطيسات، آخرون التفوا بالأعلام، وبعضهم يلوّح بأوشحة النادي كأنهم رعاة في حلبة رعاة البقر.

أما سيلفا، فبقي شامخاً. سار وحيداً نحو النفق المؤدي لغرف الملابس، يحتسي الماء بهدوء، وقد بدأ عقله بالفعل التفكير في نصف النهائي. كان مشهداً من السكون التام، يناقض خطبته الملهمة التي ألقاها قبل 4 أيام، ودفع بها الفريق للفوز على إنتر ميلان.

السيطرة هي قوته الخارقة. عند صافرة النهاية، انحنى على ركبتيه وأشار إلى السماء، قبل أن يُحتفى به من قبل الدكة، لكنه عاد بعدها بلحظات إلى هدوئه المعتاد.

سيلفا، الذي سيبلغ الـ41 في غضون شهرين، كان تجسيداً للثبات. عندما سجّل ماتيوس مارتينيلي هدف التقدُّم على الهلال، لم يركض للاحتفال، بل بقي في وسط الملعب يشير إلى السماء لثوانٍ، قبل أن يوجّه زميله المدافع بتعليمات تكتيكية.

في معظم الفرق، يُعدّ اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً عنصراً خبيراً، لكن في فلومينينسي، مع وجود سيلفا، كلّهم يتتلمذون على يديه.

في هذا الفريق، إنه القائد رقم 3، حتى وهو ينزف من أنفه دون أن يسمح لطبيب بمداواته إلا خلال استراحة مياه قصيرة، تبادل فيها الحديث مع المدرب ريناتو غاوتشو فقط.

هو أيضاً اللاعب الوحيد الذي لم يكن مضطراً لأن يكون هنا. بعد 15 عاماً في قمة الكرة الأوروبية، لم يعد بحاجة إلى إثبات شيء، لكنه اختار أن يضع جسده وروحه على المحك، مدافعاً عن كبريائه مع كل هجمة خصم.

ومع ذلك، ها هو حاضر، يقود فلومينينسي نحو المجد الأبدي.

ربما سجّل هيركوليز الهدف الأخير، كما فعل أمام الإنتر من قبل، لكن الأداء الأسطوري الذي قدّمه قلب الدفاع الأربعيني كان الأساس الذي بُني عليه هذا الانتصار.

حتى وهو يملك سجل بطولات يضم الدوري الإيطالي، والفرنسي، ودوري الأبطال، وكوبا أميركا، لا يترك سيلفا لحظة في الدفاع تمرّ دون أن يعطيها أقصى درجات التركيز.

يعرف طعم المعاناة، ويحبها لأنه عاشها. في عام 2005، قضى 6 أشهر في المستشفى مصاباً بالسل، وقيل له إنه قد لا يلعب كرة القدم مجدداً. دخل في اكتئاب، ولم يكن قد خاض أكثر من 15 مباراة في الموسم الواحد حتى سن الـ23.

قاتل ليصل إلى هذه اللحظة من مسيرته. الآن، بقيت له مباراتان فقط لحصد آخر مجدٍ كبير في رحلته الخالدة.

عاد إلى النادي الذي أطلق مسيرته، وهو في الـ21 من عمره، بعد تجربة فاشلة مع بورتو، وصعود شاق من الدرجة الثالثة في البرازيل. عودته إلى أجواء «التحدي المستحيل» مع نادي الطفولة، أيقظت بداخله شيئاً أعمق.

قال عنه مدربه غاوتشو بعد الفوز 2-1: «تياغو سيلفا عملاق. هو المدرب داخل الملعب. ينقل الهدوء والخبرة لزملائه. هو القائد والزعيم، وفي المباريات الصعبة ضد الفرق الكبرى، نحتاج لاعباً مثله. إنه عنصر أساسي. نحاول عدم إرهاقه بالتدريبات حتى يكون جاهزاً بنسبة 100في المائة للمباريات».

يُبجّله زملاؤه كما لو كان مرشداً روحياً. ينصتون لصوته في لحظات السكون أو قبل انطلاق المباريات، مثلما فعلوا قبل الفوز 2-0 على الإنتر، حين ألقى خطاباً لن يُنسى.

قال، وهو يهزّ رأسه: «لا تنتظروا لما بعد المباراة لتقولوا: كان بإمكاني أن أفعل. لا، لا تفعلوا هذا»، ثم وقف يمسح دموعه وقال: «زوج أمي هو من جعلني أصبح تياغو سيلفا. مرض ولم أكن أعرف مدى خطورة مرضه. عدت للمنتخب، وانتهى كأس العالم كما انتهى. ثم عدت إلى باريس، وبدأت فترة الإعداد. وفي إحدى المباريات اتصلت بي زوجتي، وقالت: والدك تُوفي».

ثم تابع: «ما أريد قوله هو أنني لم أذهب لرؤيته في المستشفى، ظننت أنه سيكون بخير. لا تؤجلوا ما يمكن فعله الآن، فقد لا يتاح الوقت. استغلوا اللحظة، استمتعوا بها، لكن بمسؤولية. والأهم، أنهينا المباراة بـ11 لاعباً. لا تدفعوا الأمور نحو الظلم. نافسوا، بحق الله نافسوا، جميعنا بحاجة إلى أن نتنافس معاً».

نادراً ما نجد خطباً تستحق الاقتباس كاملة، لكن في أقل من 90 ثانية، لخّص سيلفا كل ما جعله قائداً استثنائياً طوال مسيرته، وربما أيضاً السبب الذي جعل البرازيل تنهار أمام ألمانيا 7-1 في 2014 في غيابه.

قال الجناح جون أرياس: «تياغو سيلفا مرجع عالمي. إنه من أعظم المدافعين في التاريخ، ويحظى بكل تقديرنا واحترامنا. إنه إنسان رائع. فقد زوج أمه، وهذه المحنة منحته دافعاً جديداً. وهذا ما يحدث حين تكون روحك عظيمة».

سيلفا خاض 896 مباراة رسمية في مسيرته، لكنه ليس أكبر لاعب في الفريق. خلفه يقف الحارس فابيو، البالغ من العمر 44 عاماً، الذي لعب 1379 مباراة، ويقترب من كسر الرقم القياسي للحارس الإنجليزي بيتر شيلتون.

حتى كاليدو كوليبالي، زميله السابق في تشيلسي، الذي دخل معه في جدال خلال المباراة بعد لقطة جزاء، لم يبخل عليه بالإشادة بعد اللقاء. قال: «أعرف تياغو جيداً. أسطورة. شخص لطيف وزميل مميز. يعطي النصائح ويتحكم بالفريق. رأينا ذلك اليوم وخلال البطولة كلها. يستحق أن يكون هنا. أنا حزين للخسارة، لكن أتمنى له التوفيق حتى النهاية».

موسيقى النهاية التي ترافق انتصارات فلومينينسي باتت مألوفة. أنغام ناعمة من البوق، كأنها خارجة من ملهى ليلي في الأربعينات. إنها النقيض التام لعالم كرة القدم الأوروبية المعقم والفاقد للهوية.

في الحقيقة، هي تمثّل روح تياغو سيلفا في هذه البطولة؛ هادئة، خجولة من الضوء، لكنها تمضي بخطى واثقة نحو الخلود.


مقالات ذات صلة

«دوري المقاتلين»: الأقرع بطل ليلة الخبر الكبيرة

رياضة سعودية أبطال الأحزمة الأربعة في لقطة جماعية بعد نهاية النزالات (الشرق الأوسط)

«دوري المقاتلين»: الأقرع بطل ليلة الخبر الكبيرة

شهدت صالة الظهران إكسبو في الخبر، تتويج أبطال أربعة أحزمة في ليلة تاريخية حضرها المئات من عشاق رياضة فنون القتال.

لولوة العنقري (الخبر) بشاير الخالدي (الخبر )
رياضة عالمية يبقى صلاح اللاعب الأهم في المنتخب المصري منذ سنوات طويلة (أ.ف.ب)

هل يحل منتخب مصر عقدة الفوز في مباريات كأس العالم 2026؟

اكتملت قرعة كأس العالم 2026، وأسفرت عن وقوع منتخبات بلجيكا ومصر وإيران ونيوزيلندا معاً في المجموعة السابعة.

The Athletic (واشنطن )
رياضة عالمية نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)

«كأس العالم 2026»: إنجلترا تفتتح مشوارها بكرواتيا... وأسكوتلندا تصطدم بالبرازيل

أسفرت قرعة كأس العالم 2026 عن مواجهات مثيرة للمنتخبات البريطانية، حيث يبدأ منتخب إنجلترا البطولة بمواجهة قوية أمام كرواتيا.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية إسبانيا ستلعب مع السعودية والرأس الأخضر والأوروغواي (أ.ف.ب)

أسواق المراهنات: إسبانيا مرشحة أولى للفوز بكأس العالم 2026

لم تُغيّر قرعة كأس العالم 2026، التي أُجريت، اليوم الجمعة، من قائمة المرشحين في أسواق المراهنات العالمية.

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية قرعة كأس العالم أسفرت عن مباراة افتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا (إ.ب.أ)

المكسيك تواجه جنوب أفريقيا في افتتاح مونديال 2026

ستنطلق نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة العام المقبل في 11 يونيو (حزيران) بمواجهة المكسيك، إحدى ثلاث دول تستضيف البطولة، أمام جنوب أفريقيا في استاد أزتيكا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية
TT

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم ورئيس وزراء كندا مارك كارني، سحبت في واشنطن أمس قرعة مونديال 2026 التي ستقام مبارياتها في الدول الثلاث.

وأوقعت القرعة المنتخب السعودي في المجموعة الحديدية «الثامنة» إلى جانب إسبانيا والأورغواي بالإضافة إلى الرأس الأخضر.

وحلت مصر في المجموعة السابعة إلى جانب بلجيكا وإيران ونيوزيلندا.وجاء المغرب في المجموعة الثالثة ليصطدم بالبرازيل أولاً، ثم يلاعب اسكوتلندا وهايتي. ووضعت القرعة منتخب قطر في المجموعة الثانية مع كندا وسويسرا ومنتخب من الملحق العالمي.

وأوقعت القرعة منتخب تونس في السادسة مع هولندا واليابان ومنتخب من الملحق العالمي. وجاءت الجزائر في المجموعة العاشرة مع الأرجنتين «حاملة اللقب» والنمسا ومنتخب عربي آخر هو الأردن.

وساهم في سحب القرعة نجوم كبار مثل أسطورة كرة القدم الأميركية توم بريدي، وأيقونة هوكي الجليد الكندي واين غريتسكي، والنجم السابق في دوري السلة الأميركي شاكيل أونيل، ونجم الكرة الإنجليزية ريو فيرديناند.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم، منح جائزته الأولى من نوعها التي تحمل اسم «جائزة فيفا للسلام»، للرئيس ترمب.

وقال رئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو إن ترمب «استحق جائزة فيفا للسلام بكل تأكيد».


في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
TT

في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)

أسفرت قرعة كأس العالم، التي أُجريت الجمعة، عن رسم خارطة 72 مباراة موزعة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في أكبر نسخة بتاريخ البطولة، عقب تقسيم المنتخبات إلى 12 مجموعة.

ورغم أن بعض مباريات دور المجموعات جذبت الانتباه منذ اللحظة الأولى، فإن العيون لدى المرشحين الحقيقيين للمنافسة على اللقب اتجهت مباشرة نحو ما بعد ذلك: الطريق المؤدي إلى النهائي في ملعب «ميتلايف» في يوليو المقبل.

ومع وضوح صورة مباريات الأدوار الإقصائية والخصوم المحتملين، اختارت «شبكة The Athletic» عشرة من أبرز المنتخبات المرشحة للبطولة، لتستعرض المسارات التي قد تواجهها.

مدرب الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة

التوقع الأكبر أن يتأهل أصحاب الأرض من المجموعة الرابعة بدافع أفضلية اللعب في الوطن. ويتحدد مسار المنتخب الأميركي بحسب ترتيبه في المجموعة.

تصدر المجموعة يعني مواجهة فريق ثالث في سان فرانسيسكو ضمن دور الـ32، ثم مباراة محتملة أمام متصدر المجموعة السابعة غالباً بلجيكا في دور الـ16 بمدينة سياتل.

بعد ذلك؟ قد تكون إسبانيا بانتظارهم.

أما في حال احتلال المركز الثاني، فستكون مواجهة دور الـ32 أمام وصيف المجموعة السابعة في دالاس، وربما مصر هي الأكثر ترجيحاً. هذا الطريق قد يضعهم أمام الأرجنتين وليونيل ميسي في دور الـ16، في مواجهة مثيرة لمدرب المنتخب الأميركي، الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.

رئيسة المكسيك لحظة إعلان بلادها في المجموعة (أ.ب)

المكسيك

لو كان المتأهل الأوروبي في المجموعة الأولى هو جمهورية إيرلندا، فإن المكسيك ستظل مرشحة لتصدر المجموعة.

تصدر المجموعة سيبقي «إل تري» في مكسيكو سيتي خلال دور الـ32 أمام منتخب ثالث، ثم قد تلتقي إنجلترا في دور الـ16 داخل ملعب الأزتيكا، في مواجهة مرتقبة.

بعد ذلك، وإذا سمح الخيال بالتمدد، قد تكون البرازيل بانتظارهم في ميامي.

أما إذا أنهت المكسيك المجموعة وصيفة، فإنها ستخسر ميزة اللعب على أرضها، وتخوض مواجهة في لوس أنجليس أمام وصيف المجموعة الثانية، التي تضم كندا وسويسرا، ثم مواجهة محتملة مع هولندا.

لذلك، تصدر المجموعة يمنحهم أفضلية هائلة.

رئيس وزراء كندا يحمل بطاقة بلاده (أ.ف.ب)

كندا

تعتمد صعوبة المجموعة الثانية على هوية المتأهل الأوروبي، حيث تُعد إيطاليا أبرز المرشحين. وجود سويسرا أيضاً يجعل مهمة الصدارة معقدة.

الصعود في المركز الأول يعني خوض مباراتي دور الـ32 ودور الـ16 في فانكوفر أمام منتخب ثالث، ثم مواجهة قد تكون أمام البرتغال.

أما احتلال المركز الثاني فيضع كندا أمام وصيف المجموعة الأولى ربما كوريا الجنوبية ثم مواجهة محتملة أمام هولندا أو المغرب في هيوستن.

وعلى غرار المكسيك، الصدارة هي الطريق الوحيد للبقاء في الديار حتى ربع النهائي.

سكالوني لحظة تسليمه الكأس (أ.ب)

الأرجنتين

حصلت حاملة اللقب على مجموعة مريحة نسبياً، وستكون مرشحة للصدارة.

تصدر المجموعة العاشرة يعني مباراة دور الـ32 في «منزل ميسي الجديد» في ميامي، وقد تكون أمام أوروغواي إذا أنها الأخيرة مجموعتها ثانية.

النجاح في هذه المباراة سيقود إلى مواجهة محتملة أمام وصيفي المجموعتين الرابعة والسابعة، ثم احتمال كبير لمواجهة البرتغال في ربع النهائي.

هل نشهد آخر مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

ربما... في كانساس سيتي.

احتلال المركز الثاني في المجموعة العاشرة سيجعل الطريق أصعب بكثير، حيث تنتظر إسبانيا في لوس أنجليس.

توخيل مدرب إنجلترا (أ.ف.ب)

إنجلترا

على إنجلترا تجنب «منزلقات» محتملة أمام كرواتيا وغانا وبنما، لكن الصدارة تظل الهدف الواضح.

مواجهة فريق ثالث في أتلانتا ستكون محطة دور الـ32، قبل مباراة كلاسيكية ضد المكسيك في ربع النهائي على ملعب الأزتيكا، تذكيراً بمواجهة 1986 الشهيرة.

وإذا واصل المنتخب الإنجليزي طريقه، فقد يواجه البرازيل في نصف النهائي.

أما المركز الثاني فسيضعه أمام وصيف المجموعة الحادية عشرة في تورونتو — ربما كولومبيا — ثم إسبانيا في أرلينغتون.

أنشيلوتي خلال القرعة (د.ب.أ)

البرازيل

وجود المغرب وهايتي واسكوتلندا يجعل خروج البرازيل من المجموعة الثالثة صدمة كبرى.

تصدر المجموعة يعني مواجهة في هيوستن أمام تونس أو أحد المتأهلين الأوروبيين، ثم مواجهة محتملة مع وصيفي المجموعتين الخامسة أو التاسعة (ساحل العاج، الإكوادور، السنغال، النرويج).

أما الوصافة فتعني مواجهة هولندا في غوادالاخارا، ثم إمكانية مواجهة ألمانيا أو فرنسا.

لافوينتي مدرب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا

بصفتها بطلة أوروبا 2024، تدخل إسبانيا البطولة كمرشحة قوية.

تصدر المجموعة الثامنة أمام أوروغواي يقود المنتخب إلى لوس أنجليس لمواجهة وصيف المجموعة العاشرة — بين الجزائر أو النمسا غالباً.

ثم تتوالى مواجهات أمام وصيفي مجموعات أخرى، ما قد يمنح إسبانيا مساراً أقل قسوة حتى نصف النهائي.

لكن الصعود ثانياً في المجموعة الثامنة يضعها مباشرة أمام الأرجنتين.

ناغلسمان مدرب ألمانيا (أ.ب)

ألمانيا

لا أعذار أمام ألمانيا إذا أخفقت في تجاوز المجموعة الخامسة التي تضم ساحل العاج والإكوادور وكوراساو.

تصدر المجموعة يقودها إلى مواجهة منتخب ثالث في بوسطن، ثم لقاء محتمل مع فرنسا في دور الـ16.

أما وصافة المجموعة فستضعها أمام وصيف المجموعة التاسعة في تكساس — ربما السنغال أو النرويج — ثم مباراة مرعبة أمام البرازيل.

ديشان خلال وصوله مقر القرعة (أ.ف.ب)

فرنسا

المجموعة التاسعة وُصفت بـ«مجموعة الموت»، فالنرويج كانت أحد أقوى منتخبات المستوى الثالث، والسنغال صاحبة تاريخ خاص مع فرنسا منذ 2002.

قد تكون مواجهة دور الـ16 أقل صعوبة أمام منتخب ثالث في نيوجيرسي، قبل لقاء محتمل مع ألمانيا.

أما إذا تصدرت النرويج المجموعة، فقد تواجه فرنسا وصيف المجموعة الخامسة — ربما ساحل العاج — قبل مباراة محتملة أمام البرازيل.

مارتينيز مدرب البرتغال (د.ب.أ)

البرتغال

شهدت رحلة كريستيانو رونالدو نحو «وداع كأس العالم» جدلاً بعد البطاقة الحمراء في التصفيات، لكن القرعة جاءت رحيمة به.

وجود أوزبكستان والمتأهل من «فيفا 1» يمنح البرتغال فرصة قوية للصدارة.

تصدر المجموعة الحادية عشرة يعني مواجهة ثالث المجموعة في كانساس سيتي، ثم لقاء محتمل مع سويسرا في دور الـ16.

بعد ذلك؟ قد تكون المواجهة المنتظرة أمام الأرجنتين وميسي.

أما المركز الثاني فسيضع البرتغال مباشرة أمام إسبانيا في دور الـ32.


العرب بعد قرعة المونديال: تفاؤل مغربي... حماس أردني... وثقة قطرية

أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
TT

العرب بعد قرعة المونديال: تفاؤل مغربي... حماس أردني... وثقة قطرية

أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)

أبدى وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي، ثقة بعد سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2026 التي وضعت «أسود الأطلس» في المجموعة الثالثة مع البرازيل واسكتلندا وهايتي، قائلاً «لماذا لا نصنع التاريخ مرة أخرى؟».

وتابع عن مقارنة منتخبه اليوم بالذي خاض النهائيات عام 2022 «الوضع الآن مختلف تماما. المغرب يشارك لمرة ثالثة تواليا ولدينا خبرة أكبر ولكن لدينا احترام لكل المنافسين».

وعن مواجهة البرازيل واسكتلندا مجددا بعد لقائهما في مونديال 1998، قال «كل المغرب يفكر بنفس الأمر. يعتقدون أنه يمكننا الفوز على البرازيل أو اسكتنلدا لكن يجب أن نقدم أداء أفضل من 1998».

وقال كارلو أنشيلوتي مدرب البرازيل لقناة «سبورت تي في»: «قدّم المغرب أداء رائعاً في كأس العالم الأخيرة عام 2022 في قطر حيث بلغ نصف النهائي، في حين خرج السيليساو من ربع النهائي"، مضيفاً «اسكتلندا تملك فريقاً قوياً جداً، ستكون مواجهة صعبة للغاية».

وأضاف مدرب المنتخب المتوّج باللقب خمس مرات «يجب أن نحاول إنهاء دور المجموعات في الصدارة. يجب أن نفكر في الفوز بالمباريات الثلاث: ضد المغرب أولا، وهو الخصم الأصعب، وكذلك أمام المنافسين الآخرين. يجب أن نتمتع بالثقة».

بينما علّق المغربي جمال السلامي مدرب الأردن على القرعة قائلاً «مجموعتنا قوية لكن لدينا الحظوظ والقدرة لنكون منافسا قويا».

وأردف «أول تجربة في كأس العالم. كل الأمور يجب أن تكون إيجابية. كرة القدم الأردنية كانت بحاجة إلى هذه المشاركة. نتمنى أن نكون حاضرين وجاهزين».

وتابع السلامي «مواجهة بطل العالم (الأرجنتين) استثنائية، لكن كأس العالم والمباريات ليس فيها حواجز أمام اللاعبين. رأينا السعودية حين فازت على الأرجنتين (عام 2022). أهم شيء أن كرة القدم الأردنية ستحضر المحفل العالمي».

وقال مدرب المنتخب الأردني السابق عبد الله أبو زمع «النشامى هنا لإثبات الذات ونتمنى أن يكون حضورنا قوي. سنقابل (ليونيل) ميسي وبطل كأس العالم. نرى أن الأردن حضر بين الكبار كالأرجنتين والجزائر والنمسا».

وبدا سامي الطرابلسي مدرب تونس واقعيا فاعتبر أن المواجهات مع منافسيه في المجموعة السادسة لن تكون سهلة. قال «المنتخب الهولندي متألق في الفترة الأخيرة وخرج أمام الأرجنتين في ربع النهائي (النسخة الماضية)».

وأكمل «منتخب اليابان متطور بطريقة عجيبة. تواجد في النسخ الثمانية الأخيرة وهذا يدل على التطور الكروي في اليابان».

وصرّح جاسم بن راشد البوعينين رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم في بيان نشره موقع الاتحاد «نستعد بشكل مثالي لكأس العالم 2026 ونثق تماما في قدرات لاعبينا للمرحلة المقبلة».

وأضاف «كأس العالم هي البطولة الأكبر في عالم كرة القدم، ومشاركة منتخبنا فيها تُعد هدفا استراتيجيا مهما تم تحقيقه».

ورأى البوسني فلاديمير بيتكوفيتش مدرب الجزائر أنه «في المباراة الأولى (أمام الأرجنتين) لن ندخل كفريق خاسر. سوف نؤدي كل ما علينا ضد الأرجنتين و نتجهز للمباراتين المقبلتين الحاسمتين أمام النمسا والأردن».

وتابع «مجموعة شيقة للغاية، في مجموعتنا الارجنتين هي المرشحة (للصدارة) والنمسا منتخب متطور».