دمعة تعاطف وابتسامة أمل... مهرجان عمّان السينمائي يحتفي بالحياة رغم الموت المحلّق

من افتتاح الدورة السادسة لمهرجان عمّان السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)
من افتتاح الدورة السادسة لمهرجان عمّان السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)
TT

دمعة تعاطف وابتسامة أمل... مهرجان عمّان السينمائي يحتفي بالحياة رغم الموت المحلّق

من افتتاح الدورة السادسة لمهرجان عمّان السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)
من افتتاح الدورة السادسة لمهرجان عمّان السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

لا تستطيع السينما أن تغيّر الواقع، لكنها قادرة على جعله أقلّ توحّشاً وأكثر لُطفاً. سنةً تلو أخرى، يحرص «مهرجان عمّان السينمائي الدولي» على فتح طاقة حلمٍ صغيرة وسط منطقة تشتعل سماؤها بالصواريخ وسائر أدوات القتل.

في دورته السادسة، التي افتُتحت في «مركز الحسين الثقافي» في العاصمة الأردنية، رفع المهرجان شعار «عالم خارج النص». ففي كوكبٍ خرج عن طَوره، لا بُدّ أن تُخلق مساحة تُروى من خلالها حكايات الناس العاديين الذين يدفعون ثمن هذا الجنون.

يرفع المهرجان شعار «عالم خارج النص» من وحي الأحداث في المنطقة والعالم (الشرق الأوسط) كلمة الافتتاح مع مؤسسة المهرجان ورئيسته الأميرة ريم علي (الشرق الأوسط)

للسنة الثانية على التوالي، وتقديراً لمعاناة أهل غزة، تراجعت مظاهر البهجة في حفل الافتتاح مقتصرةً على عرضٍ راقص مميّز من التراث الشركسي لـ«نادي الجيل الجديد» لاقى تفاعلاً كبيراً من الحضور. يقدّم المهرجان نفسه على أنه متجذّر في أرضه، يضيء على قصصها، لكنه لا يمانع في المقابل أن يفرد جناحَيه لملاقاة التجارب السينمائية العالمية التي تتكلّم لغة الإنسانية.

انطلاقاً من تلك القناعة، تحدّثت الأميرة ريم علي في كلمتها الافتتاحية عن ضرورة «كسر الصمت وبعث التعاطف في عالمٍ يزداد قسوة». حيّت مؤسسة المهرجان ورئيسته صنّاع الأفلام الذين يقدّمون قصصاً إنسانية لعالمٍ خرجَ عن النص والإحساس.

افتتاح المهرجان بعرض راقص من التراث الشركسي (إدارة المهرجان)

قبل أسبوعَين، ارتجّ الأردن والجوار على وقع المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية، إلا أنّ المهرجان استمرّ رغم القلق. «قررنا أن نقيم هذه الدورة لأننا نرفض الموت ثقافياً حتى لو كانت أدوات الموت والدمار تحلّق فوق رؤوسنا»، أضافت الأميرة ريم علي في كلمتها. المهرجان مؤشّر حياة في منطقةٍ تبدو غارقةً في رمادها: «القصص لا تمنع الإبادة، لكنها تعيد الاسم والوجه لِمَن قُتلوا. الكوميديا الرومانسية والفيلم التشويقي لا يشتّتان نضالنا، بل يقولان إن هناك حياة بعد النضال».

يشارك في هذه الدورة أكثر من 60 فيلماً من العالم العربي والعالم، يتنافس معظمها على جوائز «السوسنة السوداء» في حين يبقى قسمٌ منها خارج المنافسة، ومن بينها مجموعة من الأفلام الآيرلندية في تحية خاصة لهذه السينما. تتنقّل العروض بين قاعات عمّان وتتيح فرصةً لأهالي المحافظات كي يشاهدوا الأفلام بدَورهم، حيث تزورهم السينما في بلداتهم وقراهم البعيدة عن العاصمة.

كلمة الافتتاح مع مؤسسة المهرجان ورئيسته الأميرة ريم علي (الشرق الأوسط)

«نضج المهرجان ونضجَ معه وعي الناس وجهوزيّتهم لمشاهدة نصوص مغايرة عمّا اعتادوا في الأفلام التجارية»، هذه إحدى الثمار التي جناها الحدث السينمائي الأردني وفق مديرة البرمجة فيه المخرجة الفلسطينية عريب زعيتر التي تحدّثت لـ«الشرق الأوسط». ولأن المهرجان يحمل جرح غزة، فهو يقدّم 6 وثائقيات من قلب القطاع المهشّم. «هي أفلام صُنعت بالكامل في غزة لتقول للعالم: نحن لسنا أرقاماً ولن تنزعوا إنسانيتنا عنا»، وفق تعبير ريم علي.

المخرج الفلسطيني رشيد مشهرواي، المشرف على مشروع «من المسافة صفر» والمتواصل للسنة الثانية على التوالي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ الأفلام التي عُرضت السنة الماضية في إطار المهرجان جالت العالم وأثّرت جداً بمشاهديها؛ لذلك كان لا بدّ من تكرار التجربة. «من المسافة صفر وأقرب» هو عصارة نضال مخرجين موجودين حالياً في غزة تحت القصف ووسط الجوع والدمار.

تتنقّل فعاليات وعروض المهرجان بين العاصمة عمّان وسائر المحافظات الأردنية (إدارة المهرجان)

للسينما الأردنية مساحتها كذلك وعلى جدول العروض 11 فيلماً أردنياً، تتنوّع ما بين أعمال روائية ووثائقية وقصيرة «في دليل على النموّ المتصاعد في صناعة السينما لدينا»، على حدّ قول رئيسة المهرجان.

ومن بين النجوم الصاعدين لهذه السينما المحلّية، المخرج أمجد الرشيد الذي شارك العام الماضي من خلال فيلمه «انشالله ولد» وانضمّ هذه السنة عضواً في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة. «مهمّة صعبة ومثيرة للحماسة أن ألعب دوراً في اختيار أفضل فيلم قصير»، يقول رشيد لـ«الشرق الأوسط». وهو يرى في المهرجان «نقطة ضوء وسط البشاعة ندافع عنها جميعاً كي لا تموت إنسانيتنا وسط ما يحدث».

تنوّع ضيوف الافتتاح ما بين مخرجين عرب وعالميين على رأسهم ضيف الشرف المخرج الآيرلندي جيم شيريدان، إضافةً إلى ممثلين ونقّاد ومجموعة كبيرة من صنّاع السينما. وبحضور رئيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام الأمير علي بن الحسين، جرى تقديم أعضاء لجان التحكيم التي ستُفتي بأفضل الأفلام عن فئات الروائي الطويل، والوثائقي، والفيلم القصير، والأفلام الأجنبية.

أعضاء اللجان التحكيمية برفقة الأميرة ريم علي (إدارة المهرجان)

تحلّ الممثلة اللبنانية ديامان أبو عبّود ضيفةً للمرة الأولى على المهرجان ولجانه التحكيمية، وهي شاركت «الشرق الأوسط» فرحتها بالعودة إلى عمّان بعد سنوات طويلة. ولفتت إلى أنّ أكثر ما يلمسها في الأفلام عموماً هي «القصص التي تشبه نفسها والأرض الطالعة منها. فقط من خلال الصدق يصل الفيلم إلى قلوب الناس».

أما الممثل والمخرج والكاتب اللبناني جورج خبّاز، فضيفٌ دائم على مهرجان عمّان السينمائي وعضو في لجانه التحكيمية. يرى في هذا الحدث دليلاً على أنّ «إرادة الحياة في منطقتنا فوق كل اعتبار». أما أكثر ما يجذبه في المهرجان فهي الألفة السائدة فيه التي تُشعر كل ضيف وكأنه من أهل البيت، إضافةً إلى أنه يُصيب دائماً في اختيار الضيوف والأفلام.

المخرج والممثل اللبناني جورج خباز عضو اللجنة التحكيمية في المهرجان (إدارة المهرجان)

يتكلّم المهرجان لغة مجتمعه العربي ولا يهمل طموحات الفئات الشابة. لذلك فهو يحتفي، وكما في كل دورة، بالإنجازات الأولى لصنّاع الأفلام، ويقيم فعاليات «أيام عمّان لصنّاع الأفلام»، والتي تشمل حلقات نقاش وندوات وورش عمل، إضافةً إلى تشكيلها منصةً لتقديم المشاريع السينمائية والحصول على دعم لتنفيذها وتحويلها من أفكارٍ إلى أفلام.

يفرد المهرجان مساحة واسعة للمواهب السينمائية العربية الشابة (إدارة المهرجان)

بعد التصفيق للجان التحكيم وضيوف الشرف والعروض الراقصة، آن موعد الصمت الدامع الذي فرضه فيلم الافتتاح. «ما بعد» فيلمٌ قصير للمخرجة الفلسطينية مها حاج لم يقع الاختيار عليه عبثاً.

ربما تترك بدايته انطباعاً بأننا أخيراً أمام مشهدٍ جميل من قلب فلسطين، حيث الطبيعة الخلّابة وقصة زوجَين متقدمَين في السن ينتظران عودة أولادهما الخمسة إلى البيت، ويلوّنان الصمت بالحديث عن كلٍ منهم. غير أنّ المقلب الآخر للحكاية أعمق وأقسى.

وكأنّ «لبنى» (عرين عمري) و«سليمان» (محمد بكري) اختصرا بملامحهما وقصتهما مأساة غزة كاملةً، رغم أن أحداث الفيلم تدور قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. لكنّ الإجرام يعيد نفسه؛ ولذلك اقتضى تصويب الصورة والخروج عن النصوص المفروضة من خلال أفلام كتلك التي يقدّمها مهرجان عمّان السينمائي لجمهوره.


مقالات ذات صلة

«صورة مسيئة» لريهام عبد الغفور تثير جدلاً حول خصوصية المشاهير في مصر

يوميات الشرق ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

«صورة مسيئة» لريهام عبد الغفور تثير جدلاً حول خصوصية المشاهير في مصر

أثارت صورة وُصفت بأنها «مسيئة» للفنانة المصرية ريهام عبد الغفور جدلاً حول «انتهاك الخصوصية»، بعدما أعلنت «نقابة الممثلين» عن سعيها للوصول إلى مصوري الصورة.

أحمد عدلي (القاهرة)
آسيا مشاهدة فيلم بوليوودي في سينما أريانا بكابل عام 2012 (رويترز)

سينما عتيقة في كابل تسقط أخيراً تحت جرافات «طالبان»

سقطت دار عرض سينمائي شهدت فصولاً من التاريخ الحديث لأفغانستان من حيوية ستينات القرن الماضي المنفتحة، إلى فترات القمع التي أعقبت استيلاء «طالبان» على الحكم

«الشرق الأوسط» (كابل )
يوميات الشرق خلال تسلم الجائزة في «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

كريم الألفي: «مهرجان البحر الأحمر» يتيح مساحة مميزة للأصوات الجديدة

يقدّم المخرج وكاتب السيناريو المصري كريم الدين الألفي عملاً سينمائياً ينتمي إلى عالم متخيَّل.

أحمد عدلي (جدة)
سينما ‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

في 2025، صُنعت الأفلام السعودية لتُشاهَد، ودخلت الموسم وهي تعرف موقعها وطبيعة المتلقي، وتتحرك ضمن مسارات واضحة: صالات السينما أو المنصات الرقمية أو المهرجانات.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق «الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفال

قال المخرج السعودي، ممدوح سالم، إن فيلمه «الهندول» ارتبط بمشهد عاشه في وداع جده، وإن الفكرة ظلت تلح عليه حتى كتبها بعد 10 سنوات.

انتصار دردير (جدة)

ظهور تمساح جديد بدلتا مصر يثير الذعر بين السكان

فرق اصطياد التماسيح تعمل على تمشيط المصارف في الدلتا (محافظة الشرقية)
فرق اصطياد التماسيح تعمل على تمشيط المصارف في الدلتا (محافظة الشرقية)
TT

ظهور تمساح جديد بدلتا مصر يثير الذعر بين السكان

فرق اصطياد التماسيح تعمل على تمشيط المصارف في الدلتا (محافظة الشرقية)
فرق اصطياد التماسيح تعمل على تمشيط المصارف في الدلتا (محافظة الشرقية)

جدّدت أنباء عن ظهور تمساح في محافظة الشرقية (دلتا مصر)، مما أثار التساؤل حول كيفية وصوله إلى هذه المنطقة، وأثار الذعر بين السكان، خصوصاً أن التماسيح عادة تعيش في المياه العذبة، وتشتهر بوجودها في مصر ببحيرة ناصر خلف السد العالي، وفق خبراء.

وخلال اليومين الماضيين، توالت أخبار على «السوشيال ميديا» عن وجود تمساح في مكان آخر بأحد المصارف في محافظة الشرقية أيضاً، مما أثار ذعر الأهالي، في حين أكد مسؤولون اتخاذ إجراءات الرصد اللازمة للوقوف على حقيقة الأمر، حسب وسائل إعلام محلية.

وكانت وزارة البيئة المصرية قد أعلنت قبل أيام عن نجاح وحدة صيد التماسيح بالإدارة العامة للمحميات الطبيعية في الإمساك بالتمساح الذي أُبلغ عن ظهوره في مصرف بلبيس العمومي بمنطقة الزوامل في محافظة الشرقية.

وخلال الفحص، تبين أن التمساح يبلغ طوله نحو 25 سنتيمتراً، وعمره لا يتجاوز عامين، وينتمي للتماسيح النيلية، وفق بيان الوزارة الذي أضاف أنه ستُتّخذ إجراءات قانونية لإعادة التمساح إلى بيئته الطبيعية في بحيرة ناصر، حفاظاً على حياته والنظام البيئي.

تمساح صغير اصطيد في محافظة الشرقية (محافظة الشرقية)

ويقول الأستاذ في مركز البحوث الزراعية بمصر، الدكتور خالد عياد، إن التماسيح التي تظهر في الدلتا هي غالباً حالات نادرة وحديثة الولادة، لأن طولها لم يصل إلى متر، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «ظهورها لا يدعو للخوف أو الفزع، لأن الإنسان ليس على قائمة طعام التمساح، بل إن البعض يستأنسهم وحتى أن هناك من يبيع التماسيح في الأسواق الشعبية، مثل سوق الجمعة في منطقة السيدة عائشة».

وأوضح عياد أن هناك فارقاً بين نوعين من التماسيح: «الإليجيتور وله مواصفات جسدية معينة ويهرب من البشر، أما النوع الآخر الكروكودايل، فهو الذي يشكل خطراً بعض الشيء، لكنه لا يهاجم، بل يدافع عن نفسه وعن صغاره». وأضاف: «إذا وُجد تمساح كبير، فيمكن أن يكون جاء عن طريق المياه من نهر النيل خلال فترة الفيضانات الماضية، ولكن لو عاش هذا التمساح وحده يموت، فالتمساح يتطلب شروطاً خاصة ليضع بيضه ويعيش في مكان معين».

ووفق دراسة نشرتها وزارة البيئة في وقت سابق فإن عدد التماسيح حسب المسح والإحصاء الذي أُجري في بحيرة ناصر لا يتجاوز ألف تمساح، مع التأكيد على أنه حيوان معرض للانقراض، ويتم حمايته من الصيد الجائر وفق اتفاقيات دولية وقعت عليها مصر ودول عدّة، في حين قدرت دراسة حديثة أعداد التماسيح في بحيرة ناصر بين 6 آلاف إلى 30 ألف تمساح.

فيما يلفت نقيب الفلاحين في مصر والخبير الزراعي، حسين أبو صدام، إلى أن التمساح الذي ظهر أو الأخبار التي تتحدث عن وجود تماسيح في الدلتا لا ترتقي إلى الظاهرة ولا تدعو للخوف أو الذعر، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الأرجح أن هذه التماسيح كانت بحوزة بعض الأفراد من هواة تربية الحيوانات الغريبة وعندما تكبر يتخلصون منها بإلقائها في المصارف القريبة منهم».

وأكد أن وزارتي البيئة والتنمية المحلية تقومان بتمشيط الترع والمصارف عن طريق فرق اصطياد التماسيح، واستبعد أن يكون ما ظهر قادماً من بحيرة ناصر، موضحاً أن «تماسيح بحيرة ناصر تعيش في المياه العذبة ولا تتحمل المعيشة في مياه الصرف الزراعي، ويستبعد مرورها من السد العالي، فلا يمكن انتقال التماسيح من مكان بيئتها الطبيعية في بحيرة ناصر إلى مصارف بالشرقية نظراً لوجود توربينات السد العالي والشِّباك التي تمنع مرورها».


«صورة مسيئة» لريهام عبد الغفور تثير جدلاً حول خصوصية المشاهير في مصر

ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
TT

«صورة مسيئة» لريهام عبد الغفور تثير جدلاً حول خصوصية المشاهير في مصر

ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

فجرت صورة وُصفت بأنها «مسيئة» للفنانة المصرية ريهام عبد الغفور جدلاً حول «انتهاك الخصوصية»، بعدما أعلنت «نقابة الممثلين» عن سعيها للوصول إلى مصوري الصورة والفيديو اللذين جرى تداولهما على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي من العرض الخاص لفيلم «خريطة رأس السنة»، الذي تقوم ببطولته وطُرِحَ بالصالات السينمائية، (الأربعاء).

والتقطت الصور والفيديو للممثلة المصرية خلال وجودها في القاعة، وهي جالسة على الكرسي المخصص لها، لكن زاوية التصوير خلال جلوسها مع ارتفاع فستانها أظهرتها بشكل «غير لائق»، وفق متابعين، في حين لاحقتها عدسات المصورين في العرض داخل القاعة وخارجها مع تسجيلها للقاءات إعلامية مختلفة احتفالاً بعرض الفيلم.

وشهدت الواقعة جدلاً بين المتابعين، فبينما أعلن فريق رفضه لتكرار الأمر بوصفه انتهاكاً للخصوصية، رأى فريق آخر أنه لا يعد انتهاكاً للخصوصية، لأنها كانت تبتسم للكاميرا وتوافق على تصويرها داخل مكان عام.

ريهام عبد الغفور (حسابها على فيسبوك)

وتشهد العروض الخاصة للأفلام التقاط صور وفيديوهات لصناع الأعمال بالهواتف المحمولة بعد انتهاء العرض، وينشر بعضها عبر صفحات في مواقع التواصل بعناوين مثيرة، وهو ما تكرر في أكثر من عرض خاص مؤخراً منها عرض فيلم «الست» لمنى زكي.

وأعلنت «نقابة الممثلين» طلب تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة في قاعة السينما التي شهدت الواقعة لتحديد هوية الأشخاص الذين وجدوا أمام المقعد الخاص بالممثلة المصرية وصوَّروها بشكل وصفته النقابة، في بيان (الثلاثاء)، بأنه «غير مهني أو قانوني».

وأكدت النقابة التقدم بطلب للنيابة المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المسؤولين عن الواقعة والمشاركين فيها، مؤكدة عدم التعاون تحت أي ظرف مع استمرار متابعة القضية وجميع تداعياتها حتى نهايتها القانونية، وفق البيان.

واشتبك الفنان أحمد الفيشاوي، خلال تلقيه عزاء والدته الفنانة سمية الألفي، مساء (الاثنين) الماضي، مع أحد المصورين الذي حاول تصويره عن قرب، وطلب منه حذف الصورة في واقعة جرى تداول في فيديو خاص بها عبر مواقع التواصل المختلفة.

واستنكرت «شعبة المصورين» في «نقابة الصحافيين» الواقعة، في بيان (الثلاثاء)، معتبرة أنها بمثابة انتهاك لخصوصية الممثل المصري في لحظة إنسانية خاصة، علماً بأن الفيشاوي سمح بتصوير العزاء من خارج قاعة المسجد التي استقبل فيها المعزين برفقة شقيقه.

وبدأت النيابة المصرية التحقيق في بلاغ الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي لتتبع صور مفبركة نشرت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أكد محاميها أن الصور والفيديوهات المفبركة لموكلته نشرت عبر صفحات على «فيسبوك»، بالإضافة إلى حسابات على تطبيق «تيك توك».

ريهام عبد الغفور مع عدد من الحضور في العرض الخاص لفيلمها الجديد (الشركة المنتجة)

وقال الناقد المصري أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»، إن «مسألة محاولة التقاط صور للفنانين وفيديوهات ووضع عناوين مثيرة عليها لتحقيق مشاهدات ومتابعات في مواقع التواصل أمر زاد عن حده بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة»، مشيراً إلى أن «بعض مَن يحملون الهواتف المحمولة ويُصوّرون يكون هدفهم تحقيق (ترند)، وغالبيتهم أشخاص ليس لهم علاقة في العمل الإعلامي».

ووصف تدخل النقابة لمساندة ريهام عبد الغفور بأنه «أمر طبيعي» باعتبار أن النقابة تدافع عن أعضائها، وعلى الرغم من عدم قدرة النقابة قانوناً في منع هذه الانتهاكات، فإن اللجوء إلى القانون من أجل محاسبة المخالفين ومتابعته قانوناً أمر قد يحد من مثل هذه الأمور التي تستوجب تدخلات عاجلة.

لكن خبير الإعلام الرقمي في مصر، خالد البرماوي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن ما حدث في واقعة ريهام عبد الغفور لا يُعد اعتداءً على الخصوصية لكونها شخصية عامة في مكان عام، وعلى علم بتصويرها، مؤكداً أن «هناك فارق بين الأمور الأخلاقية المهنية وهو أمر يتوجب التفرقة فيه بشكل واضح».

وأضاف أن اختراق الخصوصية يتمثل في محاولة تصويرها من دون رضاها أو وجودها في مكان خاص وعدم رغبتها في التصوير، مشيراً إلى أن المعايير الأخلاقية التي يفترض أن تجعل الصور والفيديوهات لا يتم تداولهما نسبية، وتختلف من مكان لآخر، خصوصاً أن الصور يمكن وصفها «بالمحرجة» وليس بها أي أفعال خادشة للحياء.


حين يتحوَّل البيانو إلى رسالة… كاثرين وشارلوت تعزفان «روح الميلاد»

كاثرين وشارلوت تعزفان معاً على البيانو احتفالاً بعيد الميلاد (قصر كنسينغتون)
كاثرين وشارلوت تعزفان معاً على البيانو احتفالاً بعيد الميلاد (قصر كنسينغتون)
TT

حين يتحوَّل البيانو إلى رسالة… كاثرين وشارلوت تعزفان «روح الميلاد»

كاثرين وشارلوت تعزفان معاً على البيانو احتفالاً بعيد الميلاد (قصر كنسينغتون)
كاثرين وشارلوت تعزفان معاً على البيانو احتفالاً بعيد الميلاد (قصر كنسينغتون)

شاركت أميرة ويلز، كاثرين، وابنتها الأميرة شارلوت في أجواء الاحتفال بعيد الميلاد، من خلال تقديم عزفٍ ثنائي على البيانو ضمن حفل الترانيم السنوي.

ولم يظهر العزف مباشرة خلال فعالية «معاً في أعياد الميلاد»، التي استضافها دير ويستمنستر مطلع هذا الشهر، إذ سُجِّلت المقطوعة الموسيقية الأسبوع الماضي داخل قلعة وندسور، خصيصاً لبثها خلال الاحتفال عشية عيد الميلاد عبر قناة «آي تي في 1». والمقطوعة من تأليف الموسيقي الاسكوتلندي إرلاند كوبر. وفق «بي بي سي».

وقبيل عرض البرنامج، حرص قصر كنسينغتون على تشويق الجمهور، بنشر مقطع فيديو قصير تظهر فيه كاثرين إلى جانب شخص لم تُكشف هويته آنذاك، وهما يعزفان على البيانو، مرفقاً بتعليق: «عزف ثنائي مميز».

وفي المقطع المصوَّر الكامل، ظهرت الأميرتان جالستين معاً أمام البيانو، وأناملهما تنساب في عزف مقطوعة «هولم ساوند»، وهي قطعة موسيقية معروفة بإجادتهما لها واستمتاعهما بعزفها سوياً في المنزل. ولافتٌ أن أميرة ويلز اكتفت باستخدام يدها اليسرى فقط، في حين عزفت شارلوت بيدها اليمنى، في القاعة الداخلية لقلعة وندسور.

وخلال العزف، عُرضت لقطات لضيوف يتوافدون لحضور ترانيم أعياد الميلاد، كما ظهرت مشاهد لأمير وأميرة ويلز وهما يشاهدان أطفالهما يعلّقون سلاسل ورقية تحمل أسماءهم على «شجرة التواصل» خارج الدير.

وفي تعليق صوتي رافق الفيديو، قالت كاثرين: «في جوهرها، تتحدث ترانيم أعياد الميلاد عن الحب الذي يتجسّد في أبسط الطرق وأكثرها إنسانية. لا يظهر في لفتات عاطفية أو عظيمة، بل في إيماءات رقيقة: لحظة إنصات، كلمة مواساة، حديث ودود، مدّ يد العون، أو حتى مجرد الوجود».

وأضافت: «قد تبدو هذه الأفعال البسيطة صغيرة، لكنها تسهم في غزل نسيج الحياة الجميل الذي ننتمي جميعاً إليه».

جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُشارك فيها كاثرين بالعزف في حفل ترانيم أعياد الميلاد. ففي النسخة الافتتاحية للفعالية عام 2021، فاجأت الجمهور بمرافقتها للمغني وكاتب الأغنيات توم ووكر على البيانو، أثناء أدائه أغنية أعدّها خصيصاً للاحتفال بعنوان «لأولئك الذين لا يستطيعون الحضور».

من جانبهم، أوضح منظمو الحفل أن موضوع العام الحالي يتمحور حول الاحتفاء بـ«قوة الحب والتكاتف»، تقديراً للأفراد في مختلف أنحاء البلاد ممن يسهمون في خدمة المجتمع، في محاولة لإبراز قيمة الحب بكل أشكاله، في عالم يبدو أحياناً ممزقاً ومشتتاً.

وترددت أنباء عن رغبة كاثرين في إدراج فقرة العزف المشترك مع ابنتها، لتسليط الضوء على أهمية الروابط الإنسانية. وكتبت في رسالة أُرفقت ببرنامج الحفل: «إن تخصيص الوقت، وإظهار الاهتمام والتعاطف الذي تقدمونه، غالباً في صمت ودون انتظار مقابل أو تقدير، يُحدث فرقاً استثنائياً في حياة الآخرين».