بصفته بطلاً سابقاً لأوروبا بعد تتويجه باللقب على أرضه، بقيادة سارينا ويغمان عام 2017، يعرف المنتخب الهولندي للسيدات تماماً ما يتطلبه الأمر للفوز، إلا أن صيف هذا العام يبدو من أصعب التحديات التي تواجهه على الساحة الكبرى.
ووفقاً لما ذكرته شبكة «The Athletic»، يواجه منتخب هولندا للسيدات سلسلة من الإصابات التي طالت عدداً من أبرز نجماته، وفي مقدّمتهن الهدافة التاريخية فيفيان ميديما. وتزداد صعوبة مهمة المنتخب بوقوعه في أقوى مجموعات البطولة، إلى جانب منتخب إنجلترا حامل اللقب، ومنتخب فرنسا الذي بلغ نصف نهائي «يورو 2022»، ما يجعل كل مباراة بمثابة اختبار صعب محفوف بالمخاطر.
مَن المدير الفني؟
بطولة «يورو 2025» تُمثل المحطة الأخيرة لأندريس يونكر، صاحب الـ62 عاماً، ومساعد مدرب برشلونة السابق؛ حيث ينتهي عقده بنهاية البطولة، وقد أُعلن في يناير (كانون الثاني) أنه سيُغادر منصبه بعد 3 سنوات، على أن يخلفه أريان فيورينك، مساعد ويغمان الحالي مع منتخب إنجلترا.
إرث يونكر يبدو معقداً، فبعد نكسة «يورو 2022» التي انتهت بالخروج من ربع النهائي تحت قيادة مارك بارسونز، جاء يونكر منقذاً ليُعيد إحياء فريق وطني كان يوشك أن يفقد بريقه. سيرة يونكر تضم عمله مع لويس فان خال في برشلونة وبايرن ميونيخ، إضافة إلى مناصب تدريبية في فولندام وماستريخت وفيليم تفاي وفولفسبورغ، كما شغل منصب مدير أكاديمية آرسنال لثلاث سنوات.
ومع ذلك، فقد أدّت بعض العروض الباهتة والتدوير المستمر في التشكيل خلال العام الماضي إلى تساؤلات بين الجماهير حول ما إذا كانت لمسة يونكر السحرية قد بدأت تخبو!
كيف يلعب المنتخب الهولندي؟
يعتمد يونكر على مرونة تكتيكية واضحة، متأرجحاً بين خطة 5-3-2 و4-3-3 حسب هوية المنافس، ورغم ذلك، تظل السيطرة على الكرة هدفاً أساسياً، مع مطالبة المدافعات بالتقدم عالياً في الملعب لممارسة الضغط السريع، خصوصاً في وسط الميدان، لإجبار الخصم على ارتكاب الأخطاء.
مَن أبرز 3 لاعبات؟
لا يعاني الهولنديون من قلة المواهب، لكن اللافت في الفترة الأخيرة هو بروز ويكي كابتين، لاعبة وسط تشيلسي البالغة من العمر 19 عاماً، التي قدّمت موسماً استثنائياً مع بطلات الدوري الإنجليزي للسيدات، مُظهرة نضجاً كبيراً في أدائها وحضورها التكتيكي.
ولا تقل المهاجمة لينيث بيرينستين، لاعبة فولفسبورغ، أهمية في التشكيلة، إذ تصدّرت قائمة هدافات التصفيات المؤهلة إلى «يورو 2025»، وسجّلت 17 هدفاً في 20 مباراة بالدوري هذا الموسم.
أما فيفيان ميديما، مهاجمة مانشستر سيتي، فتظل واحدة من أذكى وأكثر المهاجمات شراسة وفاعلية على مستوى العالم.
ومع ذلك، فإن العامل الأهم للمنتخب الهولندي في هذه البطولة قد يكون «اللياقة البدنية»، ففي آخر مباريات دوري الأمم، غابت الحارسة الأساسية دافني فان دومسيلار، وكذلك بيرينستين وميديما، ما أثّر بوضوح على الأداء.
ما أبرز نقاط القوة؟
لا جدال في جودة لاعبات المنتخب الهولندي من حيث المهارة والقدرة على التمرير، ويتميز الفريق بمزيج ناجح من الشابات، مثل كابتين وإسمي بروختس من برشلونة، مع عناصر الخبرة كفان دي دونك، وبيرينستين، وميديما. حتى اللاعبات الشابات يمتلكن خبرات كبيرة في البطولات الكبرى، وهي ميزة لا يستهان بها في مجموعة صعبة مثل هذه.
وما أبرز نقاط الضعف؟
المنتخب الهولندي للسيدات يدخل البطولة دون تشكيلة أساسية ثابتة، وهذا قد لا يكون سيئاً بالضرورة، إذ تمنح المرونة التكتيكية ميزة في مثل هذه البطولات، لكن الإصابات المتكررة لعناصر محورية مثل جيل رورد، وميديما، وفيكتوريا بيلوفا، إضافة إلى التبديلات المستمرة في خط الدفاع، أثّرت على الانسجام، وظهر ذلك في بعض المباريات التي افتقدت فيها اللاعبات التفاهم في المراكز، ما أدّى إلى فقدان الكرة في مناطق خطرة.
هل هناك غيابات بارزة؟
لم يكن الحظ حليفاً للطواحين على صعيد الإصابات. آخر المنضمات لقائمة المصابين كانت بيرينستين، ميديما، وفان دومسيلار، وظهر أثر ذلك جلياً في الخسارة القاسية 0-4 أمام ألمانيا نهاية مايو بدوري الأمم، ومع ذلك، عادت بيرينستين إلى التدريبات، في حين سجّلت ميديما هدفين في الفوز الودي 2-1 على فنلندا بعد عودتها من الإصابة.
ما التشكيل الأقوى للمنتخب؟
رغم الغيابات، يبقى الهيكل الأساسي للمنتخب معتمداً على مزيج من الخبرة والموهبة، لكن غياب الاستقرار قد يعوق وضوح التشكيل الأفضل حتى بداية البطولة.
كيف كان أداء المنتخب الهولندي خلال الـ12 شهراً الماضية؟
منذ بداية 2024، خاض منتخب هولندا للسيدات 18 مباراة، وخسر في 5 منها، وكان الأداء متذبذباً، والنتائج تأثرت بذلك. تعادلات مخيبة أمام فنلندا وإيطاليا، ثم الهزيمة الثقيلة في ألمانيا، وصولاً إلى تعادل باهت 1-1 مع اسكوتلندا في ختام مشواره بدوري الأمم.
ما المتوقع منه في «اليورو»؟
عند سؤال مشجع هولندي عن حظوظ فريقه في البطولة، ستكون الإجابة الحذرة دوماً: «دعونا نخرج أولاً من المجموعة». بالفعل، المجموعة الرابعة هي الأصعب، وتضم فرنسا، إنجلترا، وويلز (التي تشارك لأول مرة في بطولة كبرى)، ما يعني أن أحد الكبار سيغادر مبكراً.
رغم الشكوك، يظل المنتخب الهولندي فريقاً كبيراً اعتاد التألق في المحافل الكبرى، فهو لم يُحقق لقب «يورو 2017» ويصل إلى نهائي مونديال 2019 بمحض المصادفة، وإذا اجتاز دور المجموعات، فقد نراه يذهب بعيداً.
هل تعلم؟
أعلن منتخب هولندا في أبريل (نيسان) أن أريان فيورينك، مساعد مدرب منتخب إنجلترا للسيدات، سيخلف أندريس يونكر بعد الـ«يورو». وكان فيورينك قد عمل سابقاً مساعداً لويغمان مع منتخب هولندا بين 2017 و2021، وتُوج مع الفريق بـ«يورو 2017» ووصل إلى نهائي كأس العالم 2019.
وانضم إلى الجهاز الفني لمنتخب إنجلترا عام 2021، وأسهم في التتويج بـ«يورو 2022» على أرضه، ويُلقب فيورينك بـ«العبقري التكتيكي» من قبل بعض لاعبات منتخب إنجلترا.
