تساقط بقايا طائرات وصواريخ على منازل الأهالي في جنوب سوريا... ومطالبات بـ«حماية دولية»

رسائل إسرائيلية تحذيرية وصلت إلى هواتف سكان حوض اليرموك المحاذي للجولان المحتل

منزل في ريف درعا تعرض لأضرار جراء سقوط مخلفات القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران عليه (سانا)
منزل في ريف درعا تعرض لأضرار جراء سقوط مخلفات القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران عليه (سانا)
TT

تساقط بقايا طائرات وصواريخ على منازل الأهالي في جنوب سوريا... ومطالبات بـ«حماية دولية»

منزل في ريف درعا تعرض لأضرار جراء سقوط مخلفات القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران عليه (سانا)
منزل في ريف درعا تعرض لأضرار جراء سقوط مخلفات القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران عليه (سانا)

سقطت، يوم الاثنين، طائرة مُسيّرة إيرانية فوق أحد المنازل بالحي الشمالي من مدينة نوى بريف درعا الغربي، بعدما اعترضتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية؛ ما أسفر عن أضرار مادية جزئية في المنزل، دون وقوع إصابات بشرية، وفق قناة «الإخبارية السورية».

وذكر موقع «درعا24» أن طائرة مُسيرة إيرانية سقطت قرب منزل في قرية خربة قيس بريف درعا الغربي، دون وقوع أضرار بشرية أو مادية، عقب سقوط صاروخ إيراني اعترضته الدفاعات الإسرائيلية في ساعات الفجر، بالقرب من مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، وفق موقع تجمع «أحرار حوران»، الذي نقل عن مصادر محلية أن الصاروخ سقط بالقرب من خيمة تسكنها عائلة من عشائر البدو، ما أدى إلى اشتعال جزئي للنيران فيها، دون وقوع إصابات بشرية. كما أُسقطت مسيرة إيرانية بصاروخ من الطيران الحربي الإسرائيلي أُطلق في أجواء مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، ما أدى إلى اشتعال النيران في قبو أحد المنازل قرب «المشفى الوطني» في غرب المدينة، ما خلف أضراراً مادية واحتراق دراجة نارية، دون وقوع أضرار بشرية.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال الشيخ أحمد عراب، وهو خطيب وإمام أحد مساجد نوى: «الطيران الإسرائيلي والطيران والصواريخ الإيرانية تخرق الأجواء السورية بشكل يومي منذ اندلاع الحرب بين البلدين، وتحصل عمليات مواجهة بينهما في أجوائنا، وتسقط بقايا الطائرات والصواريخ في كثير من المدن والبلدات والقرى، منها نوى والصنمين والرفيد ونافعة، وتخلف أضراراً مادية، والأمر مزعج ومقلق جداً لنا، ولكن (نحن المواطنين) لا نستطيع فعل شيء».

صورة لرسالة نصية إسرائيلية تسلمها سكان حوض اليرموك جنوب سوريا

وشدد عراب على أنه «يجب أن تكون هناك حماية دولية لهذه الأجواء، تمنع الطيران الإسرائيلي والطيران والصواريخ الإيرانية من المرور في الأجواء السورية». وتحدث عن رسائل إسرائيلية تحذيرية وصلت إلى هواتف بعض السكان في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي المحاذي للجولان السوري المحتل. بينما نشر موقع تجمع «أحرار حوران» المحلي الذي يُعنى بنقل أخبار المنطقة الجنوبية خصوصاً درعا، صورة ونص الرسالة التي عُنونت بـ«إنذار الطوارئ.. درجة قصوى».

وجاء في نص الرسالة: «في الدقائق القليلة المقبلة من المتوقع تَلقّي إنذارات في منطقتك. يجب تحسين موقعك لأقرب مكان محمي بجوارك، وفي حال تلقي إنذار، فإنه يجب الدخول إلى منطقة محمية والبقاء فيها حتى يتم تسلم إشعار جديد». وذيلت الرسالة بعبارة: «الجبهة الداخلية - التعليمات تنقذ الحياة».

منشورات ألقاها الطيران الإسرائيلي على قرية كويا في حوض اليرموك بريف درعا الغربي تحذر السكان من حمل السلاح أو الوصول إلى أراضيهم الزراعية (درعا 24)

من جهته، أعرب مفلح سالم السليمان، وهو من أهالي بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، عن امتعاض كبير لأن الأجواء السورية أصبحت «مسرحاً» للمواجهة بين إسرائيل وإيران. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «السماء السورية مستباحة من قبل الطيران الإسرائيلي والطيران والصواريخ الإيرانية، وبقايا الطائرات والصواريخ تسقط على منازلنا وتدمرها... والناس، خصوصاً الأطفال، خائفون ومرعوبون ويقضون معظم الوقت في المنازل والبعض في الأقبية».

وأضاف: «إسرائيل وإيران تتقاتلان في أجواء الدول الأخرى وفوق رؤوس شعوبها وعلى حسابها»، مشدداً على ضرورة وجود حماية دولية للأجواء السورية.

أضرار مادية في ريف درعا جراء سقوط بقايا من القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران (سانا)

ولم يصدر موقف سوري رسمي إزاء المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية، بينما يتابع الشارع السوري باهتمام المواجهة بين إسرائيل وإيران، وباتت تطوراتها الشغل الشاغل للغالبية العظمى من المواطنين، في حين تصدرت وقائعها أخبار وسائل الإعلام المحلية الرسمية والخاصة، ومواقع وقنوات التواصل الاجتماعي.

وتشير المعطيات على الأرض إلى أن دمشق ليست في وارد الانخراط بأي نزاع، فهي على مسافة عداء واحدة مع الطرفين، وفق مصادر قريبة من الحكومة بدمشق؛ قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع السوري الهش، وأولوية إعادة تشكيل وبناء الدولة، لا يحتملان تصدير مواقف غير محسوبة بدقة بين خصمين كليهما ساهم في تدمير سوريا».

ولا يخفي كثير من السوريين فرحتهم بتعرض إيران للقصف؛ لأنها اصطفت إلى جانب النظام السوري السابق المخلوع في سنوات الحرب، في حين لم يُبدوا حماساً تجاه إسرائيل التي يَعدّونها عدواً يحتل جزءاً من أراضيهم ويستهدف على الدوام الأراضي السورية، إلى جانب ما يفعله بالفلسطينيين.


مقالات ذات صلة

حاكم مصرف سوريا المركزي يدعو لدعم الليرة الجديدة

الاقتصاد حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (إكس)

حاكم مصرف سوريا المركزي يدعو لدعم الليرة الجديدة

أكد حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، أن الليرة الجديدة ليست مجرد وسيلة تبادل، بل رمز لنجاح الثورة السورية، والانتماء، والثقة بالقدرة على النهوض.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي علم سوريا خلال احتفالات مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد وسط حماة (أرشيفية - أ.ف.ب)

سوري يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر في حماة

لقي خمسة أشخاص من عائلة واحدة سورية حتفهم مساء الجمعة داخل منزلهم في ظروف غامضة بحي البياض في مدينة حماة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أرشيفية لسيارات تصطفّ لدخول لبنان بعد الإطاحة ببشار الأسد بالقرب من الحدود اللبنانية السورية (رويترز)

اعتقال 12 شخصاً بينهم ضباط مرتبط بنظام الأسد على الحدود السورية اللبنانية

ألقت وحدات حرس الحدود السورية، في وقى متأخر من يوم أمس (الجمعة)، القبض على 12 شخصاً بينهم عناصر وضباط لديهم ارتباط بالنظام السابق على الحدود السورية اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عناصر من الشرطة السورية خلال عملية أمنية ضد خلية لـ«داعش» في حلب (الداخلية السورية)

اشتباكات بين «قسد» والقوات الحكومية في حلب

أفاد التلفزيون السوري بإصابة جندي من قوات الأمن الداخلي برصاص قناصة من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) على حاجز أمني في مدينة حلب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي آثار الانفجار في مسجد علي بن أبي طالب بحمص (د.ب.أ) play-circle

إدانات واسعة للهجوم الإرهابي على مسجد في حمص السورية

أدانت السعودية والإمارات والعراق وتركيا والأردن ولبنان وقطر ومجلس التعاون الخليجي، الجمعة، الهجوم «الإرهابي» على مسجد في حي وادي الذهب بمدينة حمص السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

إسرائيل تغلق حاجزاً عسكرياً شمال رام الله

مركبات عسكرية تعمل خلال غارة إسرائيلية على بلدة قباطية قرب جنين (رويترز)
مركبات عسكرية تعمل خلال غارة إسرائيلية على بلدة قباطية قرب جنين (رويترز)
TT

إسرائيل تغلق حاجزاً عسكرياً شمال رام الله

مركبات عسكرية تعمل خلال غارة إسرائيلية على بلدة قباطية قرب جنين (رويترز)
مركبات عسكرية تعمل خلال غارة إسرائيلية على بلدة قباطية قرب جنين (رويترز)

أغلقت القوات الإسرائيلية، صباح اليوم (السبت)، حاجز عطارة العسكري، شمال رام الله بالضفة الغربية.

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأن «الاحتلال أغلق الحاجز منذ ساعات الصباح الأولى، ما تسبب في عرقلة حركة المواطنين، خاصة القادمين والمغادرين من قرى وبلدات شمال غربي وغرب رام الله، ومن المحافظات الشمالية».

وفق تقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، فإن العدد الإجمالي للحواجز الدائمة والمؤقتة التي تقسم الأراضي الفلسطينية بلغت ما مجموعه 916 ما بين حاجز عسكري وبوابة.


سوري يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر في حماة

علم سوريا خلال احتفالات مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد وسط حماة (أرشيفية - أ.ف.ب)
علم سوريا خلال احتفالات مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد وسط حماة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

سوري يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر في حماة

علم سوريا خلال احتفالات مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد وسط حماة (أرشيفية - أ.ف.ب)
علم سوريا خلال احتفالات مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد وسط حماة (أرشيفية - أ.ف.ب)

لقي خمسة أشخاص من عائلة واحدة سورية حتفهم مساء الجمعة داخل منزلهم في ظروف غامضة بحي البياض في مدينة حماة.

وبحسب وزارة الداخلية، أظهرت نتائج التحقيقات الأولية أن الزوج أقدم على قتل زوجته وبناته الثلاث قبل أن يقتل نفسه.

والتحقيقات مستمرة لمعرفة الدوافع والملابسات الكاملة للجريمة، وفق ما أوردته قناة «الإخبارية» السورية اليوم السبت.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن السلاح المستخدم في جريمة القتل هو بندقية حربية نوع كلاشينكوف.


تفجير حمص: «داعش» يتبنَّى... ودمشق تتوعَّد

عناصر أمن يعاينون الأضرار التي خلفتها عبوة ناسفة أثناء صلاة الجمعة في مسجد بحمص أمس (أ.ب)
عناصر أمن يعاينون الأضرار التي خلفتها عبوة ناسفة أثناء صلاة الجمعة في مسجد بحمص أمس (أ.ب)
TT

تفجير حمص: «داعش» يتبنَّى... ودمشق تتوعَّد

عناصر أمن يعاينون الأضرار التي خلفتها عبوة ناسفة أثناء صلاة الجمعة في مسجد بحمص أمس (أ.ب)
عناصر أمن يعاينون الأضرار التي خلفتها عبوة ناسفة أثناء صلاة الجمعة في مسجد بحمص أمس (أ.ب)

في حادث جديد يُسلّط الضوءَ على التحديات الأمنية التي تواجهها الحكومة السورية، قُتل ما لا يقلُّ عن 8 أشخاص، وجُرح آخرون في انفجار وقع داخل مسجد بمدينة حمص (وسط البلاد) وتبنّته جماعةٌ تابعة لتنظيم «داعش».

وأوضح مسؤول بوزارة الصحة السورية، في تصريح نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، أنَّ حصيلة تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بحمص بلغت 8 قتلى و18 مصاباً. وقالَ مدير مديرية الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة، نجيب النعسان، إنَّ الحصيلة «غير نهائية».

وفيما أعلنت جماعة «سرايا أنصار السنة» المتطرفة التابعة لـ«داعش» مسؤوليتَها عن التفجير، قائلة إنَّها استهدفت مسجداً علوياً، تعهد وزير الداخلية السوري أنس خطاب بأن تصلَ يدُ العدالة إلى الجهة التي تقف وراء التفجير «أياً كانت». ووصف استهدافَ دور العبادة بأنَّه «عمل دنيء وجبان».

ويعدّ هذا التفجير الثاني من نوعه داخل مكان عبادة منذ وصول السلطة الحالية إلى الحكم قبل عام، بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة في دمشق في يونيو (حزيران)، أسفر عن مقتل 25 شخصاً، وتبنّته أيضاً مجموعة «سرايا أنصار السنة».

ولقيَ تفجير حمص أمس إدانات عربية واسعة، فيما شدّدت وزارة الخارجية السعودية على رفض المملكة القاطع «للإرهاب والتطرف» واستهداف المساجد ودُور العبادة وترويع الآمنين، مؤكدة التضامن مع سوريا ودعمها جهودَ حكومتها لإرساء الأمن والاستقرار.