«أكول»: ثورة في إنشاء الفيديو تُعيد تعريف التواصل المرئي بالذكاء الاصطناعي

أدوات متقدمة ترسم ملامح مستقبل التفاعل الرقمي الغامر... وتحول التفاعلات اليومية إلى تجارب مخصصة ومتعددة اللغات

تسمح المنصة بترجمة ودبلجة صوت المتحدث إلى أكثر من 140 لغة في آن واحد مع محاكاة نبرة صوته الأصلية
تسمح المنصة بترجمة ودبلجة صوت المتحدث إلى أكثر من 140 لغة في آن واحد مع محاكاة نبرة صوته الأصلية
TT

«أكول»: ثورة في إنشاء الفيديو تُعيد تعريف التواصل المرئي بالذكاء الاصطناعي

تسمح المنصة بترجمة ودبلجة صوت المتحدث إلى أكثر من 140 لغة في آن واحد مع محاكاة نبرة صوته الأصلية
تسمح المنصة بترجمة ودبلجة صوت المتحدث إلى أكثر من 140 لغة في آن واحد مع محاكاة نبرة صوته الأصلية

مع تصاعد الطلب على محتوى الفيديو الجذَّاب والتفاعلي في عالم يزداد اعتماده على التواصل المرئي، ظلَّت عمليات إنتاجه معقدة ومكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً. وسواء كان الأمر يتعلق بالاجتماعات الافتراضية المرهقة، أو الحاجة إلى إنشاء مواد تسويقية مخصصة تصل إلى جماهير عالمية، أو رغبة صناع المحتوى في تقديم تجارب فريدة، كانت هناك فجوة واضحة تحتاج إلى حلول مبتكرة.

«أكول» تنقل عالم الفيديوهات والمكالمات المرئية إلى المستقبل بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي

ومن هذا المنطلق، طوَّرت شركة «أكول» (Akool) مجموعة متكاملة من أدوات الفيديو التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ تستهدف الشركات والمبدعين على حد سواء، لتزويدهم بالقدرة على إنشاء محتوى عالي الجودة بكفاءة وسهولة لم يسبق لهما مثيل، بهدف إحداث ثورة في عالم إنشاء المحتوى المرئي، وجعل رواية القصص المرئية في متناول الجميع، وسد الفجوة بين التفاعلات الحقيقية والتجارب الرقمية، وذلك بهدف جعل التفاعلات الرقمية غير قابلة للتمييز عن الواقع.

«الكاميرا الحية»: نافذة إلى مستقبل إنشاء الفيديو الفوري

ومن أبرز ابتكارات «أكول» إطلاق تقنية «الكاميرا الحية» (Akool Live Camera)، التي تُمثل نقلة نوعية في مجال إنشاء الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي. فهذه التقنية لا تُعد مجرد أداة لتحسين جودة الفيديو، بل وسيلة ثورية لإعادة تعريف طريقة إنتاجه بالكامل، لا سيما في البيئات الحية وغير المعدة مسبقاً، مثل الاجتماعات عبر الإنترنت، والبث المباشر، وألعاب الواقع المعزز.

و

«أكول» تساعد في تبديل الوجوه

تأتي «الكاميرا الحية» لتلبي حاجة ملحة في عصر الاتصالات الرقمية؛ حيث تسعى إلى التقاط التفاعلات البشرية الطبيعية من تعبيرات الوجه الدقيقة ولغة الكلام وحركات الجسد، وتحويلها إلى تجارب فيديو عالية الدقة والجودة، بأقل قدر من التأخير الزمني (Latency)، ما يفتح آفاقاً جديدة للتواصل الافتراضي.

قدرات مذهلة في الزمن الحقيقي

وتتمحور فكرة «الكاميرا الحية» حول مجموعة من القدرات المذهلة التي تعمل بشكل متناغم في الزمن الحقيقي، وأبرز هذه القدرات هي «الشخصيات الرقمية الذكية» (AI Avatars)، وهي صور رمزية واقعية أو متخيلة قابلة للتخصيص بشكل كامل؛ حيث يمكن للمستخدم الاختيار من بين مئات الشخصيات المصممة بالدقة الفائقة (4K)، أو إنشاء شخصيات رقمية تمثله شخصياً.

هذه الشخصيات الرقمية ليست مجرد صور ثابتة، بل تجسيد تفاعلي يعكس تعبيرات وجه المستخدم وحركاته ونبرة صوته بدقة مذهلة، وتزامن حركة الشفاه بشكل طبيعي مع الكلام، ما يوفر حضوراً احترافياً مع الحفاظ على الخصوصية، ويسهم في تجاوز إرهاق المكالمات المرئية والتواصل بين الثقافات المختلفة.

وإلى جانب الشخصيات الرقمية، تُقدم «الكاميرا الحية» ميزة «الترجمة الفورية للفيديو» (Real-time Video Translation) التي تُعد جسراً حقيقياً للتواصل العالمي. وتدعم هذه الخاصية أكثر من 140 لغة (من بينها اللغة العربية)، ما يسمح بترجمة الكلام المنطوق بشكل فوري خلال المحادثات المباشرة أو العروض التقديمية ولأكثر من لغة في آنٍ واحد، بحيث يسمع كل شخص المحادثة بلغته الأم. وما يُثير الإعجاب حقّاً هو قدرة النظام على الحفاظ على هوية صوت المتحدث الأصلية، مع تحقيق مزامنة دقيقة لحركة الشفاه مع اللغة المُترجم إليها، ما يجعل التواصل متعدد اللغات يبدو سلساً وطبيعياً، وكأنه يتم بلغة واحدة مشتركة. وهذا التطور يفتح آفاقاً واسعة أمام الشركات للوصول إلى أسواق عالمية جديدة، ويمكّن الأفراد من التواصل دون حواجز لغوية.

ولا تتوقف إمكانات «الكاميرا الحية» عند هذا الحد، بل تشمل أيضاً خاصية «تبديل الوجوه الحي» (Live Face Swape) التي تُتيح للمستخدمين تبديل وجوه أخرى بوجوههم في الزمن الحقيقي خلال مكالمات الفيديو أو البث المباشر، مع الحفاظ على دقة تعبيرات الوجه والعواطف. ويمكن استخدام هذه التقنية لأغراض إبداعية أو ترفيهية أو لتمثيل هويات مختلفة مع الحفاظ على أصالة الأداء.

وتولي الشركة أهمية قصوى للتكامل السلس مع المنصات الشائعة؛ حيث تعمل «الكاميرا الحية» بسلاسة مع تطبيقات مؤتمرات الفيديو المعروفة مثل «زووم» (Zoom) و«اجتماعات غوغل» (Google Meet) و«مايكروسوفت تيمز» (Microsoft Teams)، وغيرها، ما يسهل على المستخدمين دمج هذه القدرات الثورية في سير عملهم اليومي دون عناء.

تطبيقات واسعة النطاق: من قطاع الأعمال إلى التعليم وصناعة المحتوى

وإضافة إلى ذلك، توفر المنصة ميزة «إنشاء الفيديو بالذكاء الاصطناعي المباشر» (Live AI Video Generation) التي تعني إنتاج محتوى فيديو واقعي للغاية بشكل فوري دون الحاجة إلى تسجيل مسبق أو سيناريو أو عمليات ما بعد الإنتاج المعقدة؛ حيث يتم إنشاء المحتوى مباشرة بناءً على السياق ونبرة الصوت وتفاعل الجمهور.

وتعتمد هذه المنظومة المتطورة على بنية تحتية تقنية قوية تجمع بين الذكاء الاصطناعي المتقدم، بما في ذلك تقنيات رسم خرائط الوجه التفصيلية ومحركات الصوت العصبية والذكاء الاصطناعي المدرك للسياق. كما تستفيد من المعالجة الطرفية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (Edge AI) والحوسبة السحابية لتقديم تجارب سريعة الاستجابة وعالية الدقة.

وهذه التقنيات واسعة ومتنوعة، وتمتد لتشمل قطاعات متعددة؛ حيث يمكن للمديرين التنفيذيين في قطاع الأعمال مخاطبة فرقهم العالمية بلغات متعددة، مع تكييف اللغة والإيماءات لتناسب كل جمهور. ويمكن للمسوقين إنشاء حملات إعلانية مبتكرة وشخصية، واستخدام الشخصيات الرقمية لتقديم عروض منتجات تفاعلية في التجارة الإلكترونية المباشرة.

أما في قطاع التعليم، فيمكن للمدرسين استخدام شخصيات رمزية محببة للتواصل مع الطلاب عن بُعد، ما يُعزز التفاعل، ويجعل الدروس أكثر جاذبية، خاصة في البيئة التعليمية الهجينة أو عن بُعد.

ويمتد تأثير المنصة ليشمل أيضاً صناع المحتوى الذين يمكنهم الآن إنتاج مواد فريدة وجذابة بسهولة أكبر، سواء كانوا يديرون قنوات بث مباشر، أو ينشئون مقاطع فيديو مبتكرة. كما تستفيد منها فرق العمل الموزعة عالمياً؛ حيث تساعد الشخصيات الرقمية في تخفيف ضغط الظهور المستمر أمام الكاميرا، وخفض القلق المرتبط بذلك، مع الحفاظ على الشعور بالتواصل الشخصي.

وتولي الشركة اهتماماً خاصاً للاستخدامات الأخلاقية لهذه التقنيات، مع تأكيد الشفافية وإضافة علامات مائية (Watermark) عند الحاجة، وتطبيق آليات للإشراف على المحتوى، بالإضافة إلى تصميم بعض المزايا، مثل معالجة بيانات الوجه على جهاز كل مستخدم لضمان الخصوصية وأمان البيانات.

وتضم محفظة المنصة مجموعة شاملة من المنتجات الأخرى التي تكمل «الكاميرا الحية»، مثل «الشخصيات الرقمية للبث المباشر» (Streaming Avatar) و«الشخصيات الرقمية الناطقة» (Talking Avatar) لإنشاء شخصيات رقمية تتفاعل وتتحدث بناءً على نصوص أو أوامر صوتية، وأدوات لترجمة الفيديو غير المباشرة، وتبديل الوجوه في مقاطع الفيديو المسجلة، وإنشاء الصور من النصوص، وتحريك الصور الثابتة لجعلها تتحدث، وتغيير خلفيات الفيديو ومحرر فيديو مدعوم بالذكاء الاصطناعي. كل هذه الأدوات مصممة لتمكين المستخدمين من إطلاق العنان لإبداعهم، وتحقيق أهدافهم التواصلية بكفاءة عالية.

وتتعاون الشركة مع خدمات «أمازون ويب سيرفيسز» (AWS) لعرض تقنية الشخصيات الرقمية المتقدمة في فعاليات كبرى، ما يوضح قدرة هذه التقنية على العمل ممثلين للعلامات التجارية بشكل فوري وذكي. كما تم استخدام هذه التقنيات من قبل شركات عالمية في حملات تفاعلية، وهذه الشراكات والاعتمادات المبكرة تؤكد الثقة المتزايدة في الحلول الذكية المبنية على الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على تقديم قيمة حقيقية في سوق تنافسية.

مولد الصور في «أكول»

تحويل النصوص إلى فيديو بجودة عالية

كما تُقدم المنصة ميزة متقدمة لتحويل النصوص المكتوبة إلى محتوى فيديو ديناميكي وجذاب؛ حيث تتيح للمستخدمين، سواء كانوا مسوقين يسعون لإنشاء مواد ترويجية سريعة أو معلمين يطورون محتوى تعليمياً مرئياً، أو مبدعين يرغبون في تحويل أفكارهم النصية إلى قصص مصورة، القدرة على إنتاج عروض فيديو عالية الجودة والدقة بسهولة دون الحاجة إلى خبرات تقنية معقدة في التصوير أو التحرير. ويمكن للمستخدمين كتابة نصوصهم المفصلة، والحصول على فيديو يُعبر عما يفكرون به، بكل سهولة. ولا يسرع هذا الأمر عملية إنتاج الفيديو بشكل كبير فحسب، بل يفتح آفاقاً جديدة لإنشاء محتوى مخصص وفعال من حيث التكلفة، ما يجعل إنتاج الفيديو في متناول شريحة أوسع من المستخدمين.

وتُمثل هذه التقنيات رحلة رقمية نحو إعادة تعريف كيفية تفاعلنا وتواصلنا في العصر الرقمي. ومن خلال «الكاميرا الحية» ومجموعة الأدوات المبتكرة، تُقدم هذه المنصة حلولاً متقدمة للمستخدمين في مختلف المجالات، ليس فقط لإنشاء محتوى مرئي مذهل، ولكن أيضاً لبناء جسور من التفاهم والتواصل تتجاوز الحواجز الجغرافية واللغوية والثقافية لمستقبل لا تكون فيه الكاميرا مجرد نافذة، بل بوابة إلى عوالم جديدة من الإمكانات التعبيرية والتفاعلية، مدعومة بقوة الذكاء الاصطناعي الذي يسعى لجعل كل تفاعل رقمي أقرب ما يكون إلى الواقع، بل ربما أكثر ثراءً منه.


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «إس كيه هاينكس» ولوحة أم للكمبيوتر تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

رئيس «إس كيه» الكورية: صناعة الذكاء الاصطناعي ليست في فقاعة

قال رئيس مجموعة «إس كيه» الكورية الجنوبية، المالكة لشركة «إس كيه هاينكس» الرائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن أسهم الذكاء الاصطناعي قد تتعرض لضغوط.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد هاتف ذكي وشاشة كمبيوتر يعرضان شعارَي «واتساب» والشركة الأم «ميتا» في غرب فرنسا (أ.ف.ب)

تحقيق أوروبي في قيود «ميتا» على منافسي الذكاء الاصطناعي عبر «واتساب»

خضعَت شركة «ميتا بلاتفورمز» لتحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار، على خلفية خطتها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي داخل تطبيق «واتساب».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».