للأسبوع الثالث على التوالي، يواصل فيلم «Lilo & Stitch» تصدّره شباك التذاكر السعودي، وحسب التقرير الأسبوعي لهيئة الأفلام، فقد حقق الفيلم إيرادات بلغت 7.3 مليون ريال خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو (حزيران) فقط، ليرتفع إجمالي ما جمعه في السعودية إلى أكثر من 20.2 مليون ريال منذ بدء عرضه، خصوصاً أن الفيلم يأتي متزامناً مع إجازة عيد الأضحى، وضمن موجة من الإقبال الجماهيري على أفلام العائلة والنوستالجيا، حيث أعادت «ديزني» تقديم قصتها الكلاسيكية بلمسة واقعية تجمع بين التصوير الحيّ والمؤثرات البصرية الحديثة.
ويحافظ الفيلم على جوهر القصة الأصلية التي صدرت عام 2002، وتدور حول الطفلة ليلو (مايا كيالوها)، التي تعيش مع شقيقتها الكبرى ناني (سيدني أغيلونغو) في هاواي بعد فقدان والديهما، إلى أن يدخل حياتها كائن غريب يُدعى «ستيتش»، فتتشكل بينهما علاقة تتحدى مفاهيم العائلة والانتماء، ومع تسلسل الأحداث تضطر ناني إلى التنازل عن حضانة أختها ليلو إلى جارتها وصديقتها المقربة، لتغادر للدراسة، وتترك ليلو برفقة صديقها الجديد «ستيتش».
كما اختار المخرج دين فليشر كامب أن يُبقي قلب القصة نابضاً في فكرة العائلة بوصفها خياراً لا حتمية، حيث لا يوجد شرير خارق هنا، ولا معركة مصيرية، بل صراع داخلي ناعم يدور في نفس الطفلة التي تحاول أن تكون مفهومة، والكائن الذي لم يتعلّم بعد معنى الانتماء ولا مفهوم العائلة، في أجواء ساحلية صيفية تركز على جمال هاواي وكثافة السياح من مرتاديها، حيث تتنوع المواقع ما بين الفنادق والمطاعم والحفلات الصاخبة التي تجذب السياح لهذه الجزيرة، وتُظهر المتاعب الذي يُسببها «ستيتش» للتأقلم مع هذه الأجواء.

عودة للبساطة
وبعيداً عن أفلام الأكشن والكوميديا، يقدّم فيلم «Lilo & Stitch» بنسخته الحيّة تجربة مختلفة، تدفع الجمهور إلى تذكّر البساطة التي جعلت من «ديزني» جزءاً من ذكريات الطفولة؛ ففي عالم يعجّ بالأبطال الخارقين والتهديدات الكونية، تختار «ديزني» أن تحكي قصة طفلة وحيدة وكائن غريب لا يعرف الحب، لتثبت أن أعمق القصص هي التي تُروى بهمس، لا بضجيج. وربما يُظهر تصدّر «ليلو وستيتش» أن الجمهور السعودي يجد متعة حقيقية في القصص العائلية والدرامية التي تلامس مشاعر الحنين والارتباط العائلي، والرغبة في مشاهدة الأفلام بصحبة العائلة في دور السينما، خصوصاً مع بداية موسم الصيف.
من الناحية التقنية، اعتمد الفيلم على المزج بين التصوير الحي وتقنية CGI لإحياء شخصية «ستيتش» دون أن يفقد روحه الكرتونية. وتولّت شركة MPC (المعروفة بأعمالها في «The Jungle Book» و«The Lion King») مهمة المؤثرات، وقدّمت كائناً حياً بالملامح لكنه غير مرعب، يحافظ على جاذبيته للطفل والمراهق. أما الموسيقى التصويرية فأعادت توزيع أغنيات هاواي التقليدية، وأضافت لمسة دافئة عززت أجواء الفيلم.

حراك سينمائي
يأتي هذا الفيلم في ظل نشاط حركة صالات السينما السعودية بالتزامن مع إجازة العيد في البلاد، حيث شهد شباك التذاكر حركة نشطة هذه الأيام وسجّلت دور العرض المحلية إيرادات بلغت 28 مليون ريال سعودي، مع بيع 581.7 ألف تذكرة موزعة على 35 فيلماً عُرضت في السوق المحلية. ويأتي هذا الزخم في ظل سيطرة أفلام العائلة والأكشن والدراما، وتنوع الإنتاجات بين الأميركية، العربية، والمشتركة، مما يعكس تنامي شهية الجمهور السعودي للسينما العالمية والمحلية على حد سواء.
وجاء في المرتبة الثانية بعد «Lilo & Stitch»، الفيلم المصري «ريستارت»، وفي المرتبة الثالثة الفيلم الأميركي «Mission: Impossible – The Final Reckoning»، تلاه الفيلم المصري «المشروع X»، ثم في الأفلام الأميركية التالية بالترتيب «Ballerina»، و«Karate Kid: Legends»، و«Final Destination: Bloodlines»، وفي المرتبة الثامنة جاء الفيلم السعودية «إسعاف»، تلاه الفيلم السعودي «فخر السويدي»، وعاشراً الفيلم المصري «سيكو سيكو».


