من صعود ليستر سيتي إلى صدارة الدوري الإنجليزي وآرسنال إلى مركز الوصافة وتراجع مانشستر سيتي ويونايتد إلى المركزين الثالث والرابع، تظهر علامات مضيئة في المرحلة الخامسة عشرة تؤكد قوة الدوري الذي تلعب المتغيرات فيه دورا كبيرا هذا الموسم، نبرز منها هنا أهم 10 نقاط.
«القلب البريطاني» يحظى بفرصته مع آرسنال
من بين الأمور اللافتة للانتباه في مباراة آرسنال وسندرلاند التي انتهت بفوز الأول بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد هو عدد اللاعبين البريطانيين داخل الملعب، فبحلول نهاية المباراة وصل عددهم إلى أربعة وهم: آرون رامزي وثيو والكوت وكيران جيبس وكالوم تشامبرز. أما مشاركة أليكسي أوكسلاد تشامبرلين، فقد جعلت عدد اللاعبين البريطانيين منذ بداية المباراة خمسة. المؤكد أن هذه الفترة بالغة الأهمية لأي فريق قرب قمة الدوري الإنجليزي الممتاز، وتكتسب أهمية إضافية لآرسنال تحديدًا بالنظر لمساعيه للاستعاضة عن لاعبيه المصابين وإجراء تغييرات في مراكز اللاعبين داخل الملعب.
يذكر أنه حتى وقت ليس بالبعيد، اعتاد المدرب أرسين فينغر الحديث كثيرًا عن «القلب البريطاني» للفريق، في إشارة إلى ستة أو سبعة لاعبين محليين وقعوا عقودًا طويلة الأجل مع آرسنال. وتحمل الأسابيع القليلة المقبلة فرصة أمام كثير من هؤلاء اللاعبين للتأكيد، أو بالأحرى إعادة التأكيد، على قوة تأثيرهم بالفريق. ورغم الدور الهامشي الذي اضطلع به أوكسلاد تشامبرلين أمام سندرلاند، فإنه أصبح لديه دور واضح مع الفريق الآن، مثلما فعل نهاية الموسم الماضي وحقق في خضم ذلك بعض النجاحات. ومن المعتقد أن تشامبرز سيحظى أيضًا بمزيد من الفرص في خطي الدفاع والوسط.
من ناحية أخرى، فإنه بحلول مثل هذا الوقت في الشهر المقبل، سيستعيد آرسنال بعض المتغيبين عن الفريق ومنهم جاك ويلشير وداني ويلبيك - وتنعقد آمال آرسنال على كثير من الأمور، على رأسها استمرار اللياقة البدنية المرتفعة لمسعود أوزيل، لكن سيبقى من المثير معاينة كيفية استجابة هذا «القلب البريطاني» لمزيد من الضغوط.
ستوك سيتي المتألق يكشف عن إمكانات رائعة
هل يمكن أن تتحول الهزيمة المدوية التي ألحقها ستوك سيتي بمانشستر سيتي بهدفين مقابل لا شيء إلى ما يشبه خارطة طريق للفريق بقيادة المدرب مارك هيوز؟.. من جهته، أبدى المدرب تحفظه لدى سؤاله عن ذلك، مكتفيًا بالقول إن أية خطة لعب تعتمد على تنفيذ لاعبيه لها. الملاحظ في هذا اللقاء أن لاعبي مانشستر سيتي بدأوا كأبطال، ثم انتهى الحال بهم في وضع بائس. وعن هذا، قال حارس مرمى ستوك سيتي: «أعتقد أنهم شعروا بحرج بالغ عند نهاية المباراة. لقد قدمنا أداءً جيدًا حقًا، وحتى في ظل ظروف المباراة نجحنا في الاستحواذ على الكرة وقدمنا كرة قدم جيدة للغاية. إنني فخور حقًا بزملائي الذين أبلوا بلاءً جيدًا. وكان باستطاعتنا تسجيل هدفين آخرين في الشوط الثاني. إن هذا يؤكد مستوى الأداء الرائع الذي قدمناه وحجم المشكلات التي سببناها لهم. في الواقع، لقد عجزوا عن التعامل معنا».
في الواقع، هو محق في قوله، حيث بدا واضحًا أن كيفين دي بروين ورحيم سترلينغ وفيرناندينهو وويلفريد بوني وجو هارت وباقي أفرد فريق المدرب مانويل بيليغريني عاجزين عن التوصل لوسيلة لإيقاف القوة الهجومية للرائعين الثلاثة: شيردان شاكيري وماركو أرناوتوفيتش وبويان كوكيتش.
ويبقى التساؤل الأكبر هنا: هل سينجح هيوز في الحفاظ على هذا المستوى الرائع مستقبلاً؟ قد تعتمد الإجابة على قدرة الثلاثي الرائع على الإبقاء على المستوى المتميز من الأداء. وتوحي المؤشرات المتوافرة حاليًا بأن لديهم بالفعل إمكانيات تحقيق ذلك.
يذكر أن شاكيري انتقل إلى ستوك سيتي قادمًا من بايرن ميونيخ، بينما سبق لأرناوتوفيتش المشاركة في صفوف إنتر ميلان. أما بويان فقد شارك سابقا في عدد من الأندية هي برشلونة وميلان وأياكس وروما. وربما وجد كل منهم ضالته المنشودة أخيرًا في هيوز كي يتمكنوا من الاستفادة من كامل إمكاناتهم.
ليستر يثبت أن كرة القدم أكبر من مجرد استحواذ
تتسم كرة القدم أحيانا بدرجة بالغة من البساطة. واللافت أن سندرلاند ووست برومويتش فقط هما من استحوذا على الكرة لفترات أقل عن ليستر سيتي خلال هذا الموسم، بينما تأتي الأندية المتربعة على قمة الدوري أيضًا على رأس أسوأ الأندية من حيث إنجاز تمرير الكرة بنجاح. ومن الصعب تخيل فريق أفضل من ليستر سيتي في الهجمات المرتدة، الأمر الذي تجلى خلال لقائه بسوانزي السبت.
وبالنظر إلى أسلوب لعب ليستر سيتي يتضح أنه يخلو من التعقيد، بجانب أنه في ظل اللياقة البدنية الممتازة التي يتمتع بها رياض محرز وجامي فاردي حاليًا، يبدو أنه من المستحيل إيقاف تقدمهما داخل الملعب بمجرد انطلاقهما من الخلف. ولهذا السبب تحديدًا يسعد المدرب كلاوديو رانييري باستحواذ الفرق المنافسة على الكرة، وذلك لثقته الكاملة في أنه بمجرد وقوع لاعبي الخصم في خطأ، سينقض لاعبوه وينزلون بهم أشد العقاب.
تشيلسي يسقط من جديد
على امتداد 45 دقيقة هي عمر الشوط الثاني من لقائهما، عجز تشيلسي عن تصويب كرة على مرمى بورنموث تحمل خطورة حقيقية، الأمر الذي حول أنظار الكثيرين بعيدًا عن دييغو كوستا والقيمة التي أضافها لتشيلسي. إلا أن هذا لا يعني أن التساؤلات المحيطة بكوستا اختفت تمامًا. ويقضي الإنصاف هنا الاعتراف بأنه ليس الوحيد الذي يتوجب تحميله مسؤولية فقر الأهداف داخل تشيلسي، لكن مسألة غياب بدائل جيدة له تزيد المشكلة تعقيدًا. والملاحظ أن مسألة تراجع كفاءة خط هجوم تشيلسي وقدرته على تسجيل الأهداف تفاقمت على نحو لافت مؤخرًا، حيث سجل الفريق 34 هدفًا بعد 15 مباراة في الدوري الممتاز الموسم السابق، وهو ما يفوق ضعف ما حققه هذا الموسم.
وتبدو حالة كوستا لافتة على نحو خاص - حيث أحرز 11 هدفًا بحلول مثل هذا الوقت الموسم الماضي مقارنة بثلاثة فقط هذا الموسم. إلا أن الحقيقة تبقى أن هناك مشكلة أوسع على مستوى الفريق، خاصة وأن اللاعبين الذين كان يفترض مشاركتهم مع كوستا في تسجيل الأهداف ليس لهم تأثير يذكر حتى الآن. على سبيل المثال، لم يحرز أي من إيدن هازارد ولويك ريمي أهدافا هذا الموسم، بينما سجل كل من فالكاو وبيدرو اللذين انضما حديثًا إلى الفريق هدفًا واحدًا لكل منهما. أما ويليان فسجل هدفين فقط خلال الدوري الممتاز. المؤكد أن هذا الفقر في الأهداف يكبد تشيلسي ثمنًا فادحًا، ذلك أن أية خطأ يسفر عن تسجيل الخصم لهدف يزيد الضغوط على كاهل الفريق في وقت يجد لاعبوه صعوبة في تسجيل أهداف من دون التعرض لأية أهداف في مرماهم.
من جهته، أكد مورينهو في أعقاب الهزيمة الأخيرة بأنه لن يسعى لضم أي لاعبين جدد في يناير (كانون الثاني)!.
لغز سايدو بيراهينو
كم تبلغ قيمة سايدو بيراهينو لاعب وست برومويتش ألبيون حاليًا؟ في أغسطس (آب)، كان هناك تنافس مرير بين وست برومويتش وتوتنهام هوتسبر حول ضمه، لكنه لم يظهر أنه كان جديرًا بهذه الضجة خلال لقاء الفريقين السبت. الملاحظ أن توني بوليس، مدرب وست برومويتش تعامل بصبر مع المهاجم صعب المراس منذ توليه مسؤولية قيادة الفريق في يناير الماضي، لكنه اعترف قبل تعادل فريقه أمام توتنهام بهدف لكل منهما أن الملحمة التي دارت فصولها في الصيف حول ضم اللاعب وبلغت ذروتها مع تقدم توتنهام بعرض بقيمة 23 مليون جنيه إسترليني لضم اللاعب خلال اليوم الأخير للانتقالات، استنزفت قوى بيراهينو التي مكنته الموسم الماضي من تسجيل 20 هدفًا.
وفي الوقت الذي اعترف مسؤولو توتنهام بحاجة الفريق لمهاجم داعم مع حلول العام الجديد، قضى مسؤولو وست برومويتش الخريف في العمل خلف الكواليس للاستعداد لليوم الذي سيرحل بيراهينو. وبالنظر إلى أن تعاقده الحالي سارٍ حتى يونيو (حزيران) 2017، فإن انتقال اللاعب الذي لعب من قبل مهاجمًا للمنتخب الإنجليزي تحت 21 عاما، لن يكون بثمن زهيد، لكن يبقى الأمر المؤكد أن مستواه في تراجع، وبدت على وجهه علامات التعاسة.
خط وسط أستون فيلا يعود للحياة
أعلن ريمي غارد، مدرب أستون فيلا، أن اللاعب جاك غريليش قد يجري استدعاؤه للانضمام إلى الفريق الكبير بعد مشاركته مع فريق الشباب أمام ديربي كاونتي الأسبوع الماضي. وإذا نجح اللاعب البالغ من العمر 20 عامًا في العودة بعزيمة قوية لإظهار براعته بمعدل أكبر، فإن ضمه قطعًا يعد خبرًا سارًا. الملاحظ أنه في ظل غيابه، تألق نجم آخر شاب هو جوردان فيريتو (22 عامًا)، الذي قدم أداء مبهرًا أمام ساوثهامبتون، السبت، وأوضح للجميع السبب وراء دفع النادي 8 ملايين جنيه إسترليني لضمه خلال الصيف. وقد نجح كارلوس سانشيز من تقديم أداء متناغم مع فيريتو، في الوقت الذي يقترب إدريسا غاي من استعادة لياقته البدنية الرائعة التي أبداها في نادي ليل الفرنسي. وبالنظر إلى هؤلاء اللاعبين، وآخرين مثل كارليس غيل، يمكن القول بأن أستون فيلا يملك بالفعل خط وسط جيدًا، لكنه لا يزال بحاجة لمزيد من الدعم في الأمام والخلف.
السلبية تخيم على سوانزي
شعر غاري مونك، مدرب سوانزي سيتي يوم السبت، بالحاجة للتأكيد على أنه لم ينتقد مشجعي النادي للقلق والاضطراب الذي أبدوه حول الملعب خلال مباراة الفريق السابقة على أرضه أمام بورنموث، قائلاً إن تعليقاته اقتطعت من سياقها. إلا أن المؤكد أن الجماهير ساورها شعور بالرهبة والخوف لدى مراقبتهم فريقهم وهو يتراجع عن ليستر سيتي في غضون خمس دقائق فحسب من بداية المباراة.
ومن بين اللحظات الكاشفة في المباراة الدقيقة الـ10 عندما انطلقت صيحات التشجيع من الجماهير خلال تبادل لاعبي سوانزي تمرير الكرة، لكنها سرعان ما تحولت لصيحات غضب عندما لم يجد كي سونغ يونغ أمامه بديلاً سوى العودة إلى الخلف للاحتفاظ بالكرة. وكانت تلك واحدة من اللحظات الصعبة التي اعتادت على النجاح متوسط المستوى، أو على الأقل تقديم منافسة جيدة في مواجهة الخصوم. ومع ذلك، فإن الأمر المؤكد أن انطلاق صيحات الاستهجان في مثل هذا التوقيت المبكر من المباراة لا يخدم لاعبي الفريق.