في تصريح أحدث جدلاً واسعاً، لمح رئيس الاتحاد الفرنسي للتنس، جيل موريتون، إلى أن بطولات الرجال في رولان غاروس تُمنح الأولوية في الجلسات الليلية على حساب بطولات السيدات، لأن «مبارياتهم أفضل»، على حد وصفه، ما فتح الباب أمام انتقادات حادة للتمييز بين الجنسين في جدولة المباريات على الملعب الرئيسي.
وقال موريتون خلال مؤتمر صحافي عُقد الاثنين في رولان غاروس: «الجدولة عنصر رئيسي في البطولة. أحياناً علينا أن نفكر بما هو أفضل للمتفرجين، ولهذا نضطر أحياناً لاتخاذ بعض القرارات».
ورفض موريتون التحدث نيابة عن مديرة البطولة أميلي موريسمو، التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن جدولة المباريات، لكنه لم يُنكر أن الجلسات الليلية، منذ انطلاقها في 2021، أصبحت شبه حكر على مباريات الرجال.
وبحسب شبكة «The Athletic»، ومنذ إدراج الجلسة الليلية في جدول بطولة رولان غاروس عام 2021، تم تخصيصها في الغالب لمباريات الرجال. ففي نسختي 2022 و2023، تم تنظيم 9 مباريات للرجال مقابل مباراة واحدة فقط للسيدات.
أما في 2024، فبلغ العدد 11 مباراة لرجال، مقابل صفر للسيدات. وحتى الآن هذا العام، أقيمت ثلاث مباريات للرجال في الجلسات الليلية، دون أي مشاركة نسائية.
اللافت أن المباراة الليلية الوحيدة التي جمعت بين البولندية إيغا شفيونتيك والأوكرانية مارتا كوستييوك عام 2021 جرت من دون حضور جماهيري بسبب قيود حظر التجول المفروضة آنذاك بسبب جائحة كورونا.
مباريات السيدات
في المقابل، توضع مباريات السيدات غالباً في أول فترتين من أصل أربع فترات لعب يومياً، في توقيت تكون فيه المدرجات شبه خاوية. السنة الماضية، افتتحت النساء اللعب في الأيام العشرة الأولى أمام مدرجات فارغة تقريباً، وهو ما تكرر هذا العام أيضاً.
لطالما بررت البطولة هذا التوزيع الزمني بأن مباريات السيدات قد تكون قصيرة نسبياً مقارنة بالرجال، ما قد يشكل «ظلماً» للجماهير التي دفعت تذاكر قد تصل قيمتها إلى 150 دولاراً أو أكثر.
ورغم الانتقادات، أصر موريتون على أن القرارات تُتخذ بناءً على ما يخدم جودة الرياضة، وليس التلفزيون، قائلاً: «الأساس هو الرياضة. في الجلسات الليلية نضع المباراة الأفضل. ربما نرى مباريات للسيدات، لا أدري. يعتمد الأمر على الجدول، ومن يواجه من، وأي مباراة ستكون الأفضل».
وأضاف: «نحن سعداء أيضاً بالكثافة العددية للاعبين الفرنسيين هذا العام. لدينا 27 لاعباً في القرعة الرئيسية، 18 رجلاً و9 سيدات. هذا أمر جيد للبطولة».
ورغم محاولاته للظهور بموقف متوازن، لم يجب موريتون على سؤال مباشر حول ما إذا كانت هذه الجدولة تعكس رسالة سلبية إلى الشابات المهتمات بالتنس، بشأن موقعهن في المشهد الرياضي والثقافي.
تعاني فرنسا منذ سنوات في تقديم لاعبات محترفات على المستوى نفسه الذي يقدم في فئة الرجال، ويبدو أن هذا الاختلال ينعكس على خيارات المنظمين وجدول البطولة.
ويرى البعض أن هذا «التمييز الصامت» قد لا يكون مقصوداً، لكنه يبعث برسائل واضحة: عندما يتعلق الأمر بالإثارة والترويج والجمهور، فإن مباريات الرجال هي الرهان المفضل. أما مباريات السيدات، فمكانها – حتى إشعار آخر – في الظهيرة الباكرة وأمام مقاعد فارغة.










