كأس العالم للأندية الجديد: هل يدفع نجوم اللعبة إلى نقطة الانهيار؟

بدأ الضغط الحقيقي على اللاعبين يظهر على سطح النقاشات بسبب كأس العالم للأندية (أ.ب)
بدأ الضغط الحقيقي على اللاعبين يظهر على سطح النقاشات بسبب كأس العالم للأندية (أ.ب)
TT

كأس العالم للأندية الجديد: هل يدفع نجوم اللعبة إلى نقطة الانهيار؟

بدأ الضغط الحقيقي على اللاعبين يظهر على سطح النقاشات بسبب كأس العالم للأندية (أ.ب)
بدأ الضغط الحقيقي على اللاعبين يظهر على سطح النقاشات بسبب كأس العالم للأندية (أ.ب)

حتى ليونيل ميسي، الرجل الذي يُعدّه كثيرون أعظم من لمس كرة القدم، لم يختبر في مسيرته أسبوعين على هذا النحو من الإجهاد المحتمل وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.

فإذا ما شارك النجم الأرجنتيني في جميع التزاماته المقررة، سيخوض أربع مباريات خلال 14 يومًا فقط، موزعة بين إنتر ميامي ومنتخب الأرجنتين، وسيسافر لمسافة تقارب 10 آلاف ميل. ورغم أن ميسي يمثّل حالة استثنائية في حجم المتابعة، إلا أنه ليس وحيدًا.

فبعد مرور 18 شهرًا على إعلان الفيفا عن خطته لتوسعة كأس العالم للأندية لتضم 32 فريقًا، بدأ الضغط الحقيقي يظهر على سطح النقاشات. وكان الاجتماع الذي عقد في جدة في ديسمبر(كانون الأول) 2023 لحسم المواعيد والتفاصيل الدقيقة، النقطة التي فجّرت المخاوف.

الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم «فيفبرو» أطلق بيانًا لاذعًا، قال فيه إن الجدول “يعكس تجاهلًا لصحة اللاعبين النفسية والبدنية”، فيما عبّر ماهيتا مولانغو، الرئيس التنفيذي لاتحاد اللاعبين المحترفين في إنجلترا، عن استيائه قائلًا: “الآن فقط يدرك الجميع أن الأمور لم تعد تحتمل. لم يعد الأمر مجرد تهديد بعيد. لقد أصبح واقعًا.”

فيفا يواجه دعاوى قانونية بسبب ازدحام الروزنامة (د.ب.أ)

مع انتهاء المواسم الأوروبية في مايو(آيار)، يبدأ ضغط جديد. فالنافذة الدولية التي حجزها الفيفا مطلع يونيو (حزيران) لا تزال قائمة، حيث تقام خلالها مباريات تصفيات كأس العالم 2026 في أوروبا، آسيا، أميركا الجنوبية، وأميركا الشمالية.

المنتخبات الكبرى مثل الأرجنتين، البرازيل، هولندا، كوريا الجنوبية، والسعودية، لديها مباريات حاسمة يوم 10 يونيو – أي قبل أربعة أيام فقط من انطلاق كأس العالم للأندية في ميامي، في 14 يونيو (حزيران)، والتي تستمر حتى 13 يوليو (تموز). مرحلة المجموعات وحدها تمتد حتى 26 يونيو.

ما يزيد الطين بلّة، هو تزامن البطولة مع كأس الكونكاكاف الذهبية (14 يونيو – 6 يوليو)، والمقامة أيضًا في أميركا وكندا، إلى جانب بطولة أوروبا تحت 21 عامًا (11 – 28 يونيو).

ميسي (أ.ب)

من المتضرر؟

اللاعبون الذين يشاركون في تصفيات كأس العالم مطلع يونيو، قد يجدون أنفسهم مضطرين للانتقال فورًا إلى أميركا للمشاركة مع أنديتهم. لكن الأهم أن بعضهم قد يُحرم من تمثيل منتخبه أصلاً.

فحسب المادة 22.5 من لوائح كأس العالم للأندية (أكتوبر 2024)، لا يُلزم الفيفا الأندية بالسماح للاعبين بالمشاركة مع منتخباتهم خلال البطولة، باستثناء فترة التوقف الدولية من 2 إلى 10 يونيو. وهذا يعني أن الأندية يمكنها قانونيًا منع لاعبيها من الانضمام إلى منتخباتهم في الكؤوس القارية أو البطولات السنية، مما يخلق صدامًا حتميًا بين مصالح الأندية والمنتخبات.

قد يغيب نجوم عن منتخباتهم مثل ويستون ماكيني (يوفنتوس – أميركا) وجيراردو أرتياغا (مونتيري – المكسيك) عن الكأس الذهبية. وكذلك، لاعبو تحت 21 عامًا مثل ريكو لويس (مانشستر سيتي – إنجلترا) أو مالو غوستو (تشيلسي – فرنسا) قد تُقرّر أنديتهم الاحتفاظ بهم للبطولة.

فينيسيوس (رويترز)

ماذا عن جدول السفر؟

ميسي هو المثال الأبرز. من الممكن أن يلعب ضد كولومبوس كرو مع إنتر ميامي في 1 يونيو، ثم يسافر إلى تشيلي لمواجهة منتخبها في 5 يونيو، ثم إلى الأرجنتين لملاقاة كولومبيا في 10 يونيو، قبل العودة إلى ميامي لمواجهة الأهلي المصري في 14 يونيو. ذلك يعني أربع مباريات في 14 يومًا، وسفرًا يقارب 9500 ميل.

ورغم أن هناك مؤشرات إلى أن مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني قد يُريح بعض اللاعبين المخضرمين، فإن تلك «الراحة» لن تشمل كل النجوم. في أوروبا، الوضع أكثر تعقيدًا.

فينيسيوس جونيور ورودريغو سيتوجهان من مدريد إلى الإكوادور (5 يونيو)، ثم إلى ساو باولو لمواجهة الباراغواي، ثم إلى ميامي لملاقاة الهلال في 18 يونيو ضمن المجموعة الرابعة.

أما ثنائي إنتر ماركوس تورام وبنيامين بافار، فسوف يخوضان نهائي دوري الأبطال ضد برشلونة في 31 مايو، ثم ينضمان إلى فرنسا لمواجهة إسبانيا (نصف نهائي دوري الأمم) في 5 يونيو، وربما النهائي في 8 يونيو، قبل مباراة ضد مونتيري في كاليفورنيا بتاريخ 17 يونيو.

إنجلترا كذلك تواجه أندورا في 7 يونيو ثم السنغال في 10 يونيو، وبعد أيام فقط يبدأ كل من هاري كين وجود بيلينغهام وكول بالمر مشوارهم في كأس العالم للأندية.

ووفقًا للوائح، يجب أن تصل الفرق إلى معسكراتها التدريبية في الولايات المتحدة قبل 3 أيام على الأقل من أول مباراة.

المباريات لن تتوقف في الصيف (أ.ف.ب)

هل هدأت المخاوف؟

قطعًا لا. الحرب القانونية مستمرة.

في يونيو الماضي، رفعت نقابات اللاعبين في إنجلترا وفرنسا دعاوى ضد الفيفا، معتبرة أن جدولة البطولة تنتهك قوانين العمل في الاتحاد الأوروبي. وفي أكتوبر، تقدمت فيفبرو و”الدوريات الأوروبية” بشكوى رسمية إلى المفوضية الأوروبية لحماية حقوق اللاعبين.

الفيفا، من جانبه، يردّ بأن البطولة تخدم “مصالح اللعبة عالميًا”، ويتهم الدوريات الكبرى بـ«النفاق والأنانية»، مؤكدًا أن الجدول الزمني حتى 2030 أُقرّ بعد استشارات شاملة، وهو ما تنفيه فيفبرو.

نجم بنفيكا التركي كريم أكتوركوغلو (رويترز)

هل الأرقام تدعم القلق؟

نعم. وفقًا لتقرير حديث من فيفبرو ومؤسسة «فوتبول بنشمارك»، فإن نجم بنفيكا التركي كريم أكتوركوغلو لعب 55 مباراة هذا الموسم حتى أبريل. أما فيديريكو فالفيردي فقد شارك في 62 مباراة بين ريال مدريد وأوروغواي منذ أغسطس، وقد يصل إلى 73 مباراة هذا الموسم.

القلق لا يقتصر على الموسم الحالي، بل يمتد إلى ما بعده. إذ تنطلق نسخة 2025-2026 من الدوري الإنجليزي يوم 16 أغسطس — أي بعد خمسة أسابيع فقط من ختام كأس العالم للأندية، مما يترك اللاعبين الكبار أمام فترة راحة لا تتجاوز أسبوعين.

لكن الأندية بدأت تخفف من تحفظاتها، خصوصًا بعد إعلان جوائز البطولة: مليار دولار كجوائز مالية، والفائز قد يحصد 125 مليون دولار.

دازن ستنقل كأس العالم للأندية مجاناً (أ.ف.ب)

وماذا عن المشكلات الأخرى؟

بعض المخاوف مثل تأخر توقيع اتفاقيات البث تم احتواؤها، إذ ستُبث البطولة عبر منصة «دازن»، مع صفقات فرعية في بلدان أخرى منها المملكة المتحدة (قناة 5).

كما أبرمت فيفا اتفاقيات رعاية مع شركات عملاقة مثل فيزا، كوكاكولا، هايسنس، وآي بي إنبيف. لكن تبقى مشكلة التأشيرات قائمة، إذ عبّرت السلطات الأميركية عن قلقها بشأن التعامل مع مئات آلاف طلبات التأشيرة للبطولة الحالية، وملايين أخرى لكأس العالم 2026.

السلطات الأميركية عبّرت عن قلقها بشأن التعامل مع مئات آلاف طلبات التأشيرة (إ.ب.أ)

قال نائب الرئيس الأميركي ج.د. فانس: “نحن نرحب بالزوار من أكثر من 100 دولة، نريدهم أن يستمتعوا ويحتفلوا ويشاهدوا المباريات. لكن عندما تنتهي البطولة، عليهم أن يعودوا، وإلا فسيتحدثون إلى وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم.”


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

إنفانتينو سعيد بالوجود في المغرب قبل انطلاق أمم أفريقيا

أبدى السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، سعادته بالوجود في العاصمة المغربية الرباط.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
خاص إنفانتينو أشار إلى أن المملكة بمثابة معقل كرة القدم الجديد (الشرق الأوسط) play-circle 05:11

خاص إنفانتينو لـ«الشرق الأوسط»: العالم سيستمتع بوجوده في السعودية عام 2034

يرى السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن المملكة أصبحت معقلاً رئيسياً على ساحة كرة القدم العالمية.

فاتن أبي فرج (الدوحة)
رياضة عربية الأمطار الغزيرة أدت إلى إلغاء مباراة السعودية والإمارات (رويترز)

فيفا: صاحب برونزية «العرب» سيُحدد لاحقاً

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم إلغاء مباراة تحديد المركز الثالث في بطولة كأس العرب بين منتخبي السعودية والإمارات، وذلك نظراً للأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عربية عقوبات المنع من التسجيل قد تؤثر على مسيرة الزمالك محلياً وخارجياً (نادي الزمالك)

«فيفا» يعلن منع الزمالك من التسجيل للمرة السابعة

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الأربعاء، إيقاف قيد نادي الزمالك المصري لثلاث فترات قيد، وذلك للمرة السابعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

دورة أستراليا: الأميركية دانييل كولينز تغيب بسبب علاج الخصوبة

دانييل كولينز (رويترز)
دانييل كولينز (رويترز)
TT

دورة أستراليا: الأميركية دانييل كولينز تغيب بسبب علاج الخصوبة

دانييل كولينز (رويترز)
دانييل كولينز (رويترز)

كشفت الأميركية دانييل كولينز، التي سبق لها أن نالت وصافة بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، إحدى بطولات (غراند سلام) الأربع الكبرى، عن أنها ستغيب عن المسابقة، التي تقام الشهر المقبل بسبب خضوعها لعلاج الخصوبة.

وتخضع اللاعبة الأميركية، التي وصلت إلى نهائي بطولة أستراليا عام 2022، لعمليات تجميد بويضاتها، مما سيحرمها من المشاركة في النصف الأول من الموسم الجديد.

كانت كولينز قد تحدثت بصراحة عن معاناتها مع مرض بطانة الرحم المهاجرة، وتراجعت عن قرارها الاعتزال في نهاية عام 2024 بسبب صعوبة تكوين أسرة.

وكتبت كولينز، 32 عاماً، التي لم تلعب منذ بطولة أميركا المفتوحة، على حسابها في تطبيق «إنستغرام»: «حصلت على إجازة خلال الأشهر القليلة الماضية للتعافي من إصابة في الظهر تعرضت لها في نهاية الموسم. كما خضعت لعدة عمليات تجميد بويضات».

وأضافت في رسالتها، التي نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا): «بصراحة، كانت هذه من أروع الأشياء التي قمت بها على الإطلاق. لم يتبقَّ لي سوى عملية واحدة. مع كل هذا، لن أشارك في المنافسات خلال النصف الأول من العام المقبل».

كانت رابطة محترفات التنس، قد أعلنت في مارس (آذار) الماضي، برنامجاً جديداً لدعم الأمومة، حيث يوفر للاعبات الدعم المالي وحماية تصنيفهن خلال فترة علاج الخصوبة.


بيتكوفيتش: جاهزون لمواجهة السودان وفتح صفحة جديدة في كأس أفريقيا

فلاديمير بيتكوفيتش (إ.ب.أ)
فلاديمير بيتكوفيتش (إ.ب.أ)
TT

بيتكوفيتش: جاهزون لمواجهة السودان وفتح صفحة جديدة في كأس أفريقيا

فلاديمير بيتكوفيتش (إ.ب.أ)
فلاديمير بيتكوفيتش (إ.ب.أ)

أكد فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب المنتخب الجزائري، جاهزية فريقه لقص شريط مشاركته في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم أمام السودان ​ضمن المجموعة الخامسة، غداً (الأربعاء)، وشدد على أن فريقه سيبذل قصارى جهده لإسعاد الجماهير الجزائرية.

وستشهد مباراة المجموعة الخامسة غداً أول مواجهة عربية خالصة في البطولة التي تستضيفها المغرب وستجمع بين بطلين سابقين.

وقال بيتكوفيتش، في مؤتمر صحافي، اليوم (الثلاثاء)، إنه يجب نسيان ما حدث في الماضي والتركيز فقط على الحاضر، في إشارة إلى الخروج ‌المبكر من آخر ‌نسختين في الكاميرون وساحل العاج.

وأضاف: «‌طلبت ⁠من ​اللاعبين عدم ‌التفكير في الأمس، لأن الأهم هو ما يقدمه الفريق اليوم. المنتخب يستعد لبدء هذه المغامرة بثقة وإيجابية وهدوء وفتح صفحة جديدة في البطولة».

ووصف المدرب السويسري مواجهة السودان بالصعبة، وأوضح: «حللنا جيداً المنافس في آخر 9 مباريات في كأس الأمم الأفريقية للمحليين وكأس العرب. نخوض البطولة لتقديم أفضل ⁠ما لدينا ومنح الثقة للاعبين».

وضمن المجموعة ذاتها تلتقي غينيا الاستوائية مع ‌بوركينا فاسو، غداً، أيضاً.

وأشار بيتكوفيتش إلى أن ‍احترام المنافس يبقى أمراً ‍أساسياً، ورفض تقديم أي مؤشرات بخصوص التشكيلة التي سيدفع ‍بها في المباراة.

من جانبه قال رياض محرز، قائد الفريق: «الانطلاقة الجيدة تبقى مفتاح النجاح في كأس الأمم الأفريقية. لم نكن على المستوى المطلوب في آخر نسختين من البطولة لكن ​الفرصة متاحة الآن للتعويض وفتح صفحة جديدة».

وأضاف لاعب الأهلي السعودي: «ما حدث في السابق (في الكاميرون وساحل ⁠العاج) بالخروج من الدور الأول أصبح من الماضي، خصوصاً في ظل وجود جيل جديد مدعم ببعض اللاعبين أصحاب الخبرة. مباراة الغد فرصة حقيقية لكتابة قصة جديدة للمنتخب. هدفنا صنع الفارق وإظهار مستوانا الحقيقي».

وعن الانتقادات التي يتعرض لها وتشكك كل مرة في مردوده مع المنتخب الجزائري قال محرز: «الانتقادات تبقى جزءاً من كرة القدم سواء في الأندية الكبيرة أو المنتخبات. أنا لا أهتم شخصياً بذلك بقدر ما يهمني العمل الجماعي من أجل مصلحة المنتخب. ‌حالياً الأمور مشجعة والمجموعة الحالية رائعة لكن يجب إثبات ذلك في الملعب».


من سيخلف غوارديولا في مانشستر سيتي؟

بيب غوارديولا (رويترز)
بيب غوارديولا (رويترز)
TT

من سيخلف غوارديولا في مانشستر سيتي؟

بيب غوارديولا (رويترز)
بيب غوارديولا (رويترز)

قال بيب غوارديولا يوم الجمعة الماضي، إن مانشستر سيتي «يجب أن يكون مستعداً» للتخطيط لمرحلة ما بعد رحيله، مؤكداً أنه «لن يكون هنا إلى الأبد». المدرب الإسباني (54 عاماً) أعاد رسم ملامح كرة القدم الإنجليزية خلال 9 أعوام قضاها في الدوري الإنجليزي الممتاز، تُوِّج خلالها بلقب الدوري 6 مرات، إلى جانب الفوز بدوري أبطال أوروبا، وذلك وفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية.

لكن سيأتي اليوم الذي يقرر فيه غوارديولا وضع حد لمسيرته مع سيتي، وهو قرار سيترك اللاعبين والجهازين الفني والإداري، إضافة إلى الجماهير، من دون خدمات أحد أعظم المدربين في تاريخ اللعبة.

ولا أحد يعلم على وجه التحديد متى سيتنحى غوارديولا، أو ما إذا كان سيكمل الأشهر الـ18 المتبقية في عقده الحالي، إلا أن المؤشرات تفيد بأن إدارة مانشستر سيتي بدأت بالفعل عملية تحديد المرشحين المحتملين لخلافته. وقد تم التعرف على اسمين على الأقل حتى الآن، من دون تأكيد رسمي لأي أسماء في الوقت الراهن.

وتسلط شبكة «بي بي سي» الضوء على مجموعة من الأسماء التي قد تدخل دائرة الترشيح لتولي المهمة في ملعب الاتحاد، عندما يرحل غوارديولا.

ومن المرجح أن يقود المدير الرياضي لمانشستر سيتي، هوغو فيانا، عملية البحث عن المدرب الجديد، وهي مهمة شديدة الصعوبة في ظل محاولة السير على خطى غوارديولا، صاحب الحقبة الذهبية للنادي.

وقد تبدأ إدارة النادي بالنظر داخل الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث توجد أسماء بارزة قادرة على الارتقاء إلى واحد من أكبر المناصب التدريبية في كرة القدم العالمية.

في مقدمة هؤلاء يأتي مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا، الذي وصف الأسبوع الماضي، التقارير التي ربطته بمانشستر سيتي بأنها «مجرد تكهنات بنسبة 100 في المائة». المدرب الإيطالي حقق نجاحاً في ملعب «ستامفورد بريدج» بتتويجه بكأس العالم للأندية، لكنه كان صريحاً في الأسابيع الأخيرة بشأن شعوره بعدم تلقي الدعم الكافي من الإدارة العليا، وحاجته إلى ضم لاعبين أكثر خبرة.

ويملك ماريسكا معرفة جيدة بصناع القرار في ملعب الاتحاد، بعدما عمل مساعداً لغوارديولا خلال موسم 2022 - 2023.

كما قد ينظر سيتي إلى أسماء أخرى داخل إنجلترا؛ فقد قدم أوناي إيمري عملاً لافتاً مع أستون فيلا، إذ قاد الفريق من حافة الهبوط إلى العودة للمنافسات الأوروبية، بل ودخوله سباق المنافسة على اللقب هذا الموسم، بفارق 3 نقاط فقط عن المتصدر آرسنال.

بدوره، يحظى أندوني إيراولا باهتمام متزايد بعد قيادته بورنموث، الذي لم يكن مرشحاً، إلى إنهاء الموسم الماضي في المركز التاسع.

أما النمساوي أوليفر غلاسنر، الذي ينتهي عقده مع كريستال بالاس في الصيف، فقد قاد فريقه إلى مفاجأة كبيرة بإسقاط مانشستر سيتي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي.

ولا يمكن إغفال اسم الإنجليزي إيدي هاو، الذي أنهى مع نيوكاسل انتظاراً طويلاً للألقاب، بتتويجه بكأس رابطة الأندية الإنجليزية الموسم الماضي.

وعلى الصعيد الأوروبي، تتوافر أسماء كبيرة قد يستهدفها مانشستر سيتي، مع حضور واضح للمدربين الإسبان.

لويس إنريكي، زميل غوارديولا السابق في برشلونة، حقق الإنجاز الأكبر مع باريس سان جيرمان الموسم الماضي، عندما قاده إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا، مكملاً ثلاثية تاريخية من الألقاب. غير أن تعيينه قد يعيد إلى الواجهة علاقة معقدة مع الحارس جيانلويجي دوناروما، الذي عُدّ فائضاً عن الحاجة، وتم بيعه إلى مانشستر سيتي في اليوم الأخير من سوق الانتقالات.

تشابي ألونسو نجح خلال فترته مع باير ليفركوزن في انتزاع لقب الدوري الألماني من بايرن ميونيخ، بطل المسابقة الدائم، إلا أنه يمر حالياً بمرحلة ضغوط في ريال مدريد، قد تؤثر في قيمته التدريبية. ألونسو لعب تحت قيادة غوارديولا في بايرن، وقد عبّر مدرب سيتي أخيراً عن «حبه الكبير» له وللفترة التي عملا فيها معاً.

مدرب بايرن ميونيخ الحالي فنسنت كومباني سيكون خياراً شعبياً لدى جماهير سيتي، بعدما قاد الفريق بوصفه قائداً داخل الملعب، وأسهم في التتويج بـ4 ألقاب للدوري الإنجليزي خلال 11 عاماً قضاها في مانشستر. وقد أعاد كومباني بناء سمعته بقوة بعد تجربة الهبوط مع بيرنلي، إذ فاز بلقب الدوري الألماني الموسم الماضي، ويتصدر البطولة هذا الموسم بفارق 9 نقاط.

أما زين الدين زيدان، فلا يزال بلا عمل بعد 4 سنوات من رحيله عن ريال مدريد، وسط تساؤلات حول ما إذا كان يترقب فرصة تدريب المنتخب الفرنسي.

الإيطالي روبرتو دي زيربي، الذي يمتلك تجربة سابقة في إنجلترا مع برايتون، يقدم عملاً مميزاً حالياً مع مارسيليا، لكن يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كان أسلوبه الحاد يناسب توجهات إدارة سيتي.

ويبلغ يوليان ناغلسمان 38 عاماً فقط، غير أن مستقبله قد يصبح محل تساؤل إذا أخفق منتخب ألمانيا في الظهور بشكل جيد في كأس العالم. وكان لاعب مانشستر سيتي ومنتخب ألمانيا السابق ديتمار هامان قد أكد أن المدرب الألماني «سيكون بالتأكيد خياراً مطروحاً»، مشيراً إلى أن غوارديولا «يكنّ تقديراً كبيراً لناغلسمان».

الهولندي بيب ليندرز، المساعد السابق ليورغن كلوب في ليفربول، يشغل حالياً دور الذراع اليمنى لغوارديولا، لكنه خاض تجربتين غير موفقتين: مدرب أول مع نيك الهولندي في 2018، ثم ريد بول سالزبورغ العام الماضي.

لم يستمر ليندرز سوى 51 مباراة في التجربتين معاً، بنسبة فوز بلغت 47 في المائة، ما يجعل القفز مباشرة إلى المنصب الأول في سيتي مخاطرة كبيرة. وقد ينطبق الأمر ذاته على مدرب فريق تحت 18 عاماً، الألماني أوليفر رايس، الذي تولى المهمة في 2024 وقاد الفريق إلى 21 انتصاراً متتالياً، تُوِّج خلالها بلقب الدوري الإنجليزي الشمالي للفئة العمرية.

ميكيل أرتيتا تولى أول مهمة تدريبية له مع آرسنال بعد عمله مساعداً لغوارديولا، وحقق لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في موسمه الأول. المدرب الإسباني الآخر المعروف لدى مسؤولي سيتي، حوّل آرسنال إلى منافس جاد على اللقب، بعدما أنهى المواسم الثلاثة الماضية في المركز الثاني. هذا الموسم، يلاحق سيتي «المدفعجية» عن قرب، فهل يتمكن أرتيتا أخيراً من إنهاء انتظار آرسنال الطويل للتتويج بالدوري، أم يواصل سيتي وغوارديولا الهيمنة؟

المدرب الألماني خاض مواجهات لا تُنسى مع غوارديولا، وقد اعترف مدرب سيتي بأن كلوب هو أكثر من دفعه إلى أقصى حدوده في هذا المنصب. كلوب يشغل حالياً منصباً قيادياً في مجموعة «ريد بول»، لكن يبقى التساؤل: هل سيقاوم الإغراء إذا تلقى اتصالاً من مانشستر سيتي يوماً ما؟