شهر الابتسامة الوطني 2025: دعوة للاحتفاء بالصحة والسعادة من خلال ابتسامة مشرقة

«غذِّ ابتسامتك»... شعار هذا العام

شهر الابتسامة الوطني 2025: دعوة للاحتفاء بالصحة والسعادة من خلال ابتسامة مشرقة
TT

شهر الابتسامة الوطني 2025: دعوة للاحتفاء بالصحة والسعادة من خلال ابتسامة مشرقة

شهر الابتسامة الوطني 2025: دعوة للاحتفاء بالصحة والسعادة من خلال ابتسامة مشرقة

مع مطلع شهر مايو (أيار) تتجدد الدعوة السنوية للاحتفاء بشهر الابتسامة الوطني، الذي ينطلق الأسبوع المقبل كأحد أبرز المبادرات العالمية لتعزيز صحة الفم ونشر ثقافة الابتسامة بوصفها رمزاً للصحة النفسية والجسدية.

شعار شهر الابتسامة لعام 2025

«غذِّ ابتسامتك»... شعار هذا العام

تأتي حملة هذا العام تحت شعار «غذِّ ابتسامتك» Feed Your Smile، لتسلط الضوء على العلاقة المتينة بين التغذية السليمة وصحة الفم، في دعوة مفتوحة للجميع لاختيار أنماط حياة تدعم ابتسامات صحية تدوم.

تاريخ الحملة وأبعادها

منذ تأسيسه قبل أكثر من ستة عقود في المملكة المتحدة، تطور شهر الابتسامة الوطني ليصبح تقليداً عالمياً راسخاً في الوعي الصحي العام. وقد وُلد هذا الشهر من رحم الحاجة إلى التصدي لمشكلات الفم المتفاقمة، مثل تسوس الأسنان وأمراض اللثة، الناتجة غالباً عن أنماط التغذية غير الصحية والإهمال في العناية اليومية. واليوم، تقف هذه الحملة كحائط صد توعوي وتثقيفي، يربط بين صحة الفم وجودة الحياة.

الشعار والرؤية

يحمل شعار 2025 «غذِّ ابتسامتك» في طياته رسالة صحية متكاملة: الغذاء المتوازن هو خط الدفاع الأول لصحة الفم. وترتكز الحملة على ثلاثة محاور أساسية:

التوعية بمخاطر المشروبات غير الصحية على الأسنان

- خفض استهلاك السكريات، وهي المتهم الأول في تسوس الأسنان.

- تعزيز تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم والبروتين، مثل منتجات الألبان والأسماك والمكسرات، لما لها من دور جوهري في تقوية الأسنان.

- تشجيع شرب الماء بانتظام، كبديل صحي يساعد على ترطيب الفم وتقليل الحموضة.

كما تتضمن الحملة رسائل توعوية يومية تشمل أساسيات العناية بصحة الفم، من تنظيف الأسنان بمعجون يحتوي على الفلوريد، إلى استخدام خيط الأسنان وفرشاة ما بين الأسنان، بالإضافة إلى التذكير بدور العادات الثقافية الصحية مثل استخدام السواك.

كيف يمكننا جميعاً المساهمة؟

يعتمد نجاح الحملة على المشاركة المجتمعية الواسعة. ويمكن لكل فرد، صغيراً كان أو كبيراً، أن يكون جزءاً من هذا الجهد الصحي عبر:

- المدارس والمؤسسات: تنظيم ورش توعية تفاعلية، وعرض تجارب حقيقية، وتقديم تحديات ممتعة تعزز العادات الصحية.

- وسائل التواصل الاجتماعي: استخدام الوسم الرسمي غذ - ابتسامتك لمشاركة الصور والقصص والنصائح، مما يعزز روح المبادرة ويزيد من انتشار الرسالة.

جانب من فعاليات العام الماضي بشهر الابتسامة

العالم العربي: التحديات والفرص

رغم التقدم الصحي، لا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني من معدلات مرتفعة من أمراض الفم، أبرزها تسوس الأسنان والتهابات اللثة. وتُشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه المشكلات تتفاقم بفعل قلة الوعي وضعف الوصول إلى خدمات طب الأسنان في بعض المناطق.

لذا، يُعد شهر الابتسامة فرصة استراتيجية لتبني مبادرات توعوية شاملة ومستدامة تشمل:

- نشر المعرفة حول سبل الوقاية وأهمية الفحص الدوري.

- تعزيز الخدمات الصحية في المناطق المحرومة.

- الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية لتقديم حلول فعالة في التشخيص والعلاج.

- تحفيز التفاعل الرقمي عبر حملات مبتكرة تشجع المجتمعات على المشاركة والتوعية الذاتية.

أهداف الحملة لعام 2025

- التوعية المجتمعية: نشر الثقافة الصحية بلغة مبسطة وجذابة.

- تحسين الوصول إلى الرعاية: تعزيز الخدمات في المناطق النائية.

- دعم الابتكار الصحي: إدماج الذكاء الاصطناعي في التشخيص.

- تشجيع التفاعل المجتمعي: حملات إلكترونية ومسابقات تفاعلية.

شراكات استراتيجية فاعلة

تسعى الحملة إلى تعزيز التعاون مع:

- وزارات الصحة والجامعات والجمعيات الطبية لتقديم برامج متكاملة.

- شركات العناية بصحة الفم لتوفير الفحوصات المجانية ومستلزمات النظافة.

- وسائل الإعلام والمؤثرين لتوسيع قاعدة الوعي والتأثير المجتمعي.

مبادرات تفاعلية

- تحدي الابتسامة: حملة تصويرية تشجع مشاركة الابتسامات الصحية.

- ورش تثقيفية: ندوات حية ومصورة مع خبراء تغذية وأطباء أسنان.

- برامج مدرسية: أنشطة مبتكرة للأطفال لبناء عادات صحية منذ الصغر.

جانب من فعاليات الأعوام السابقة بشهر الابتسامة

دور المؤسسات الصحية والمتخصصين

تلعب الكوادر الطبية، ولا سيما أطباء الأسنان وخبراء التغذية، دوراً محورياً في إنجاح هذه المبادرة، عبر:

- تقديم استشارات مجانية أو بأسعار رمزية.

- نشر محتوى تعليمي مصور عبر القنوات الرقمية.

- تنظيم برامج توعية بالتعاون مع المدارس والمراكز المجتمعية.

جانب من فعاليات العام الماضي بشهر الابتسامة

رسالة أمل وابتسامة للمستقبل

أكثر من مجرد حملة صحية، يمثل شهر الابتسامة الوطني رسالة عالمية للتفاؤل، تذكّرنا بأن الابتسامة ليست فقط مظهراً جمالياً، بل هي تعبير عن توازن داخلي وصحة متكاملة. في عالم مثقل بالتحديات، تبقى الابتسامة لغة إنسانية سامية تعبر الحدود وتبني جسور الأمل.

فلنغذِّ ابتسامتنا... ولنصنع الفرق

في الختام، يمثل شهر الابتسامة الوطني لعام 2025 فرصة ذهبية لإحداث تأثير إيجابي حقيقي، من خلال خطوات بسيطة تعزز من صحة الفم وجودة الحياة.

لنكن جزءاً من هذا الجهد العالمي، ولنحتفِ بابتسامتنا كأجمل ما نملك.

للمزيد من المعلومات:

www.dentalhealth.org/nationalsmilemonth2025


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

صحتك المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

يُساعد استبدال حفنة من المكسرات المتنوعة بوجباتك الخفيفة المعتادة بين الوجبات الرئيسة على تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والوجبات السريعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من تلك اليدوية (بيكسلز)

فرشاة الأسنان الكهربائية أم العادية... أيهما الأفضل لصحة فمك؟

تُقدم فرش الأسنان الكهربائية العديد من المزايا مقارنةً بالفرش اليدوية، فهي توفر أداءً تنظيفياً فائقاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حكم قضائي يعاقب مها الصغير بالحبس لـ«انتهاك حقوق الملكية الفكرية»

الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)
الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)
TT

حكم قضائي يعاقب مها الصغير بالحبس لـ«انتهاك حقوق الملكية الفكرية»

الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)
الإعلامية مها الصغير (حسابها على موقع فيسبوك)

أصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية، السبت، حكمها على الإعلامية المصرية مها الصغير بالحبس لمدة شهر وغرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه (الدولار يساوي نحو 47 جنيهاً مصرياً)، بعد اتهامها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية في قضية «اللوحات» الفنية الشهيرة، التي ثبت ملكيتها لعدد من الفنانين العالميين، وأثيرت في مصر قبل عدة أشهر، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة حينها.

وأثيرت الواقعة بعدما ظهرت المذيعة مها الصغير في برنامج «معكم منى الشاذلي»؛ إذ أفادت بأنها رسمت اللوحات التي عرضت خلال الحلقة، بينما تبين لاحقاً أنها ليست ملكها، وهو ما اعترفت به على حسابها على «فيسبوك»، مؤكدة أن اللوحات تعود ملكيتها لفنانة دنماركية.

وحذف برنامج «معكم منى الشاذلي»، حديث الصغير من حساباته الرسمية على «السوشيال ميديا»، بينما استدعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسؤولي القناة لمعرفة تفاصيل الواقعة.

وبدورها، نشرت الفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا اللوحة على حسابها على موقع «إنستغرام»، وأوضحت تفاصيل ادعاء مها الصغير بملكية اللوحة، بينما علقت الإعلامية منى الشاذلي على الحلقة، وأكدت تواصل فريق عمل برنامجها مع الرسامين أصحاب اللوحات، وتوجيه الدعوة لهم ليكونوا ضيوفاً على إحدى الحلقات، في خطوة اعتبرها البعض تداركاً للخطأ الذي وقعوا فيه لعدم تحري الدقة.

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، قد تلقى شكاوى من مؤسسات فنية أوروبية خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، أفادت باستخدام مها الصغير أعمالاً تخص عدداً من الفنانين دون الحصول على إذن منهم، حيث عرض البرنامج لوحات محمية بحقوق «الملكية الفكرية»، دون الرجوع إلى أصحابها أو الجهات المالكة لها، وهو ما اعتبرته النيابة تعدياً.

وأصدر المجلس حينها قراراً بمنع مها الصغير من الظهور إعلامياً لمدة 6 أشهر، لمخالفة المعايير والأكواد الصادرة عنه، إلى جانب إحالة الشكاوى إلى النيابة العامة للتحقيق، والتي قررت إحالة الصغير إلى المحاكمة، كما قام المجلس بلفت نظر فريق عمل برنامج «معكم منى الشاذلي»؛ لعدم تحرِي الدقة.

من جانبه، أكد المحامي المصري، صبرة القاسمي، أن الحكم يمكن الاستئناف عليه وتخفيفه، موضحاً أن «هناك 3 سيناريوهات متوقعة أمام محكمة الجنح المستأنفة، إما الاستئناف ووقف التنفيذ، وإما تخفيف الحكم، وإما إلغاؤه، و​قد تقرر المحكمة الاكتفاء بالعقوبة المالية (الغرامة) وإلغاء عقوبة الحبس تماماً، خصوصاً إذا قدم الدفاع ما يثبت عدم القصد الجنائي، أو إذا تم الصلح أو التسوية مع أصحاب الحقوق الأصليين، على الرغم من أن الحق الأدبي يظل قائماً»، وفق قوله.

​وأشار القاسمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «في حالات الملكية الفكرية، غالباً ما تميل المحاكم للتخفيف إذا ثبت أن الغرض لم يكن بهدف التربح التجاري».

الإعلامية مها الصغير هي ابنة مصفف الشعر محمد الصغير، وعملت بالتقديم التلفزيوني منذ سنوات عبر برنامج «الستات ميعرفوش يكذبوا»، وقبل ذلك عملت في برنامج «It’s Show time»، وكان من المفترض أن تقدم أحد البرامج الحوارية أخيراً، لكن القناة التي أعلنت عنه أوقفته عقب إثارة أزمة اللوحات.


مصر: انتقادات تدفع مسؤولين للتراجع عن منع جلوس السيدات بجوار سائقي «الميكروباص»

قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)
قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)
TT

مصر: انتقادات تدفع مسؤولين للتراجع عن منع جلوس السيدات بجوار سائقي «الميكروباص»

قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)
قرار منع السيدات من الجلوس بجوار السائقين تم إلغاؤه (صفحة إدارة المواقف العامة بمحافظة البحيرة)

تسبب القرار الذي صدر بمنع السيدات من الجلوس بجوار سائقي الأجرة بمحافظة البحيرة (شمال مصر) في انتقادات، ما استدعى محافظة البحيرة للتدخل وإلغاء القرار والتأكيد على احترام وتقدير المرأة وتعظيم دورها في المجتمع.

وكان القرار الذي نشرته صفحة بعنوان «مشروع مجمع مواقف البحيرة» بتخصيص الكرسي المجاور للسائق للرجال قد أثار جدلاً وانتقادات وشكاوى، وصلت إلى ديوان محافظة البحيرة، وأصدرت المحافظة بياناً، السبت، يلغي هذا القرار، مؤكدة أنها تكنّ كل التقدير والاحترام لجميع المواطنين على حد سواء، «خصوصاً المرأة البحراوية التي نسعى للحفاظ على كل حقوقها وتعزيز تلك الحقوق، وتعظيم دورها في المجتمع»، وفق ما ورد بالبيان.

مع التأكيد أنه تم إلغاء ما صدر في هذا الشأن، وأن الهدف الأساسي الذي نسعى إليه هو تحقيق بيئة آمنة ومناسبة للجميع مع التركيز والتأكيد على حقوق كل أفراد المجتمع، وتحقيق الصالح العام. وأشار البيان إلى أن «ما تم تداوله على صفحة مشروع مجمع المواقف عقب ورود عدد من الشكاوى، لا يعكس السمة الأساسية للغالبية العظمي من سائقي البحيرة من الشهامة والكفاءة».

وحقوقياً، أبدت مبادرة المحاميات المصريات لحقوق المرأة، وهي مؤسسة نسوية معنية بالدفاع عن حقوق النساء والفتيات وتعزيز مبادئ المساواة وعدم التمييز، عن بالغ قلقها إزاء ما تم تداوله بشأن صدور توجيهات إدارية بمنع السيدات والفتيات من الجلوس بجوار سائقي الميكروباصات ووسائل النقل الجماعي بمحافظة البحيرة، حتى وإن جرى التراجع عنها لاحقاً.

وتؤكد المؤسسة، في بيان، السبت، أن «مثل هذه القرارات، سواء طُبّقت أو لم تُطبّق، تمثل انتهاكاً صريحاً لأحكام الدستور المصري، وتعكس منطقاً تمييزياً خطيراً في إدارة المرافق والخدمات العامة».

وعدّت رئيسة مؤسسة «مبادرة المحاميات المصريات لحقوق المرأة»، هبة عادل، «التذرع بمفهوم الآداب العامة لتبرير مثل هذه القرارات يمثل توسعاً خطيراً في تقييد الحقوق»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن التراجع السريع عن القرار يُعد خطوة صحيحة، فإنه يكشف عن خلل في آليات اتخاذ القرار وغياب المراجعة الدستورية المسبقة، وهو ما يستدعي إصلاحاً مؤسسياً وتشريعياً حقيقياً».

وأكدت ضرورة «إقرار القانون الموحد لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، بوصفه الإطار التشريعي القادر على منع مثل هذه الانتهاكات»، على حد تعبيرها.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات متنوعة على هذا القرار، رغم التراجع عنه، وهو ما عدّه المتخصص في علم النفس الدكتور جمال فرويز، قراراً تم اتخاذه نتيجة موقف فردي من سائق تجاه سيدة بجواره، ومثل العادة تم التعميم، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تم التراجع عن القرار مثل الكثير من القرارات الانفعالية التي تصدر من دون دراسة علمية».

وتوالت التعليقات التي أخذت القرار على محمل قد يتسبب في «وصم غير مفهوم لسيدات وسائقين»، وفق الخبير السوشيالي، معتز نادي، الذي رصد انتشار هذا القرار بشكل واسع، وأرجع ذلك لـ«كونه تصرفاً مثيراً للجدل ويفتح باباً للسخرية والتندر، ويثير علامة تعجب حول اتخاذه والتراجع عنه بسرعة»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».


هل يصلح النرجسيون للعمل معاً؟

عادة ما تكون العلاقة بين الأشخاص النرجسيين آسرة ومضرة (رويترز)
عادة ما تكون العلاقة بين الأشخاص النرجسيين آسرة ومضرة (رويترز)
TT

هل يصلح النرجسيون للعمل معاً؟

عادة ما تكون العلاقة بين الأشخاص النرجسيين آسرة ومضرة (رويترز)
عادة ما تكون العلاقة بين الأشخاص النرجسيين آسرة ومضرة (رويترز)

يُنظر إلى النرجسية عادةً على أنها صفة فردية. فالنرجسيون، المقتنعون بقدراتهم ومواهبهم، يبدو أنهم مصممون على شق طريقهم بأنفسهم نحو القمة. وعندما يلتقي نرجسيان، قد نتوقع أن يكره كل منهما الآخر بدلاً من السعي إلى التآلف والانسجام معاً. ومع ذلك، تستند نتائج دراسة جديدة إلى كتابات عالم النفس والفيلسوف الألماني الأميركي، إريك فروم، لتُظهر كيف يمكن أن يألف النرجسيون العمل معاً في جماعات.

تأتي الدراسة الجديدة بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى 125 لميلاد فروم، الذى يُعد من أبرز مفكري القرن العشرين الذين مزجوا بين التحليل النفسي وعلم الاجتماع والفلسفة.

والنرجسية هي سمة شخصية يعاني أصحابها من التركيز المفرط على الذات، وعادة ما يكون ذلك على حساب الآخرين. ويتصف النرجسيون بالأنانية، وبالتوق إلى الإعجاب بأنفسهم، وغالباً ما يُظهرون نقصاً في التعاطف والتواصل مع الآخرين. وبدلاً من ذلك، ينظرون إلى العلاقات على أنها فرص لتعزيز سيطرتهم عليهم.

كتبت الدكتورة سوزان كراوس ويتبرن، الأستاذة الفخرية في العلوم النفسية والدماغية في جامعة ماساتشوستس أمهيرست بالولايات المتحدة، في تعليق لها على نتائج الدراسة، المنشورة الجمعة، على موقع «سيكولوجي توداي»، كان فروم قد تناول في ستينات القرن العشرين ظاهرة أطلق عليها اسم «النرجسية الجماعية»، وربطها بمصطلح نفسي ظهر في منتصف القرن العشرين يُعرف باسم «الشخصية السلطوية». إذ يعارض الأشخاص الذين يتمتعون بهذه الصفات أي مفاهيم للحرية، ويسعون جاهدين لقمع أي تعبير عن الاستقلالية لدى الآخرين.

يُعيد الباحث فولفغانغ فريندته، من جامعة فريدريش شيلر في ألمانيا، إحياء هذا المصطلح ليُطبّق على ما يعتقده الكثيرون بأنه عودةٌ حاليةٌ للسياسات الاستبدادية، مشيراً إلى أن «الأشخاص ذوي التوجه القوي نحو الهيمنة يُقيّمون الآخرين بناءً على انتمائهم الجماعي، ويعتقدون أن مجموعتهم أفضل أو أكثر قيمةً من مجموعات الآخرين». ومن ثم، ينتقل الارتباط من الاستبداد إلى النرجسية الجماعية عبر مسار توجه الهيمنة الاجتماعية.

ويؤكد فريندته على أن النرجسية الجماعية تندرج ضمن هذا التفسير، إذ إن الرغبة في استمرار وجود المجموعة تضمن بقاء أفرادها. وكما هي الحال في النرجسية الفردية السامة، ينتج عن هذا الشكل من النرجسية الجماعية رغبة في سحق من ليسوا ضمن المجموعة، مما يؤدي إلى التمركز العرقي والقومية المتطرفة.

ووفق الدراسة، تسعى هذه الجماعات إلى قادة يميلون هم أنفسهم إلى النرجسية السامة، ساعين إلى تعزيز شعور المجموعة بالتفوق وقمع الغرباء. فمن خلال التماهي مع جماعتهم، لم يعودوا يشعرون بالوحدة، ولا يضطرون لمواجهة أسئلة مُقلقة حول معنى الحياة.

ويعتمد فريندته على نتائج دراسات سابقة كشفت أيضاً أن مشجعي الفرق الرياضية المتنافسة عادة ما يقعون ضحية لهذا التحيز بسهولة. تخيل حجم العداء الذي قد ينشأ بين أشخاص كان من الممكن أن يكونوا أصدقاء لولا كراهيتهم لفريق كل منهم المفضل.

ويؤكد على أن الخروج من هذه المعضلة يتطلب فهم مفهوم «الحرية الإيجابية»، وهو مصطلح آخر مستوحى من فروم. فالحرية الإيجابية تُمكّنك من رؤية نفسك ككائن مستقل، حتى وإن كنت تُعرّف نفسك من خلال انتمائك إلى جماعة.