لبنان: اجتماع بين جعجع والحريري لحسم موقف القوات من انتخاب فرنجية

مصادر: لن يكون لـ«القوات» دور في انتخاب شخصية محسوبة على النظام السوري

عمال يرفعون شجرة أعياد ميلاد ضخمة أمام مسجد محمد الأمين في العاصمة بيروت أمس (أ.ف.ب)
عمال يرفعون شجرة أعياد ميلاد ضخمة أمام مسجد محمد الأمين في العاصمة بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

لبنان: اجتماع بين جعجع والحريري لحسم موقف القوات من انتخاب فرنجية

عمال يرفعون شجرة أعياد ميلاد ضخمة أمام مسجد محمد الأمين في العاصمة بيروت أمس (أ.ف.ب)
عمال يرفعون شجرة أعياد ميلاد ضخمة أمام مسجد محمد الأمين في العاصمة بيروت أمس (أ.ف.ب)

تتجه الأنظار إلى ما سيحمله الأسبوع الحالي من مستجدات على ضوء اللقاءات المرتقبة بين الأطراف السياسية، ولا سيّما المسيحية منها، في موازاة الحديث عن عودة متوقعة إلى بيروت خلال أيام لرئيس الحكومة السابق، رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري للإعلان رسميًا عن مبادرته التي ترتكز بشكل أساسي على انتخاب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية. وبينما أشارت المعلومات إلى اجتماع سيعقد خلال الساعات القليلة المقبلة بين فرنجية والنائب ميشال عون الذي لا يزال غير راضٍ عن وصول حليفه للرئاسة، سيكون اللقاء الذي سيضم جعجع الرافض أيضًا لانتخاب فرنجية، والحريري، مهما لحسم موقف «القوات» النهائي.
ويوم أمس، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي، لدرس جدي للمبادرة والتحاور بغية الوصول لانتخاب رئيس، في وقت يبدو واضحًا من خلال تصريحات حلفاء الحريري، وخصوصًا المسيحيين منهم، استياءهم من ترشيحه لفرنجية، وهو ما عبّر عنه أمس، كل من النائب عن القوات، أنطوان زهرا، بالقول: «عندما نصل إلى المفاضلة، بين فرنجية وعون ستكون الأولوية للأخير». وقال زير العمل، المحسوب على «حزب الكتائب» سجعان قزي، إن «الطريقة التي تم فيها طرح مبادرة ترشيح فرنجية لم تكن تليق بالحلفاء وأهنئ عون بحليفه حزب الله وأهنئ حزب الله بوفائه لعون».
وفيما قال زهرا: «هناك شيء ما يطبخ، والحريري لم يتشاور معنا ولا مع غيرنا في هذا الشأن، والاستحقاق الرئاسي ليس شأنًا إسلاميًا تتبلغ به الجهات المسيحية»، مؤكدًا أن «جعجع ليس بوارد أن ينتقل لأي مكان لمقابلة أي أحد، وأن ملف رئيس الجمهورية لبناني»، أشارت مصادر في «قوى 14 آذار» لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّه من المنتظر أن «يكون لجعجع موقف حاسم في هذا الإطار على ضوء المستجدات المتوقعة في ظل الحديث عن عودة مرتقبة للحريري»، مرجّحة أن يكون الشهر الحالي «شهر انتخاب الرئيس» على وقع الحراك المحلي والإقليمي للدفع باتجاه انتخاب فرنجية. وأكدت في الوقت عينه، أن «هذا الأمر إن حصل لن يكون لأصوات (القوات) دور فيه». وأضافت: «يبدو من الواضح أن (القوات) ترفض أن تكون شريكة في انتخاب أي شخصية محسوبة بشكل أو بآخر على النظام السوري أو الذين يعتاشون على فتات حزب الله». ورأت المصادر أنّه إذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية في الجلسة المقبلة المحددة في 16 الحالي، يبدو، ووفق المعطيات، أنها ستتم في جلسة قريبة، مضيفة: «ستصبح وتيرة تحديد موعد الجلسات سريعة وفي أوقات متقاربة للضغط باتجاه انتخاب رئيس خلال الشهر الحالي وقبل بداية فترة الأعياد».
من جهته، أشار القيادي في «التيار الوطني الحر» النائب السابق سليم عون إلى أن «مشروع ترشيح فرنجية وحتى اللحظة لم يطرح علينا كاملاً بعد أن كان الحديث عن سلة متكاملة»، موضحًا: «نحن صامتون لأن أحدًا لم يطرح علينا بعد الاقتراح ولأننا ما زلنا متمسكين بترشيح رئيس تكتل (التغيير والإصلاح) العماد ميشال عون».
وفي الإطار نفسه، قال أمين عام «تيار المستقبل» أحمد الحريري، إنّ «الرئيس سعد الحريري بصدد إعلان مبادرة لإنهاء الشغور الرئاسي، وهي ليست مبادرة بين طرفين، بل مبادرة وطنية للتوافق، وفي حال كتب لها النجاح يكون الجميع قد نجح في تخليص البلد من مخاطر استمرار الفراغ الرئاسي، وتداعيات ذلك على الاستقرار والاقتصاد واتفاق الطائف».
وأكد في احتفال لمنسقية بيروت في «المستقبل»: «مصلحة البلد تفرض علينا أن نأخذ قرارات لم يأخذها أحد، وخصوصًا أننا لم نضع (فيتو) على أي مرشح رئاسي من الأقطاب الأربعة (عون وجعجع وسليمان وأمين الجميل)، الذين اتفقوا في اجتماعات بكركي، ألا يضع أي قطب منهم (فيتو) على الآخر في حال كانت لديه فرصة جدية للوصول إلى سدة الرئاسة»، مضيفا: «لكن في حال قام الأقطاب الأربعة بتعطيل إمكانية وصول أي مرشح منهم، نصبح أمام خيار أن البلد لا يمكن أن يبقى من دون رئيس، ونكون نحن مرتاحي الضمير لأننا لم نضح (فيتو) على أحد، وبالتالي تصبح هناك ضرورة للذهاب جديًا إلى سبل الوصول إلى انتخاب رئيس في أقرب فرصة».
من جهته، رأى وزير الصحة، وائل أبو فاعور، المحسوب على «الحزب الاشتراكي» برئاسة النائب وليد جنبلاط، أن «ترشيح فرنجية فرصة لتسوية سياسية وطنية». وقال في جولة على العسكريين المحررين.. «أمامنا فرصة سانحة لتسوية سياسية وطنية ممكن أن تتحقق عبر ترشيح رئيس تيار المردة إلى رئاسة الجمهورية، إذا ما عطفت على التسوية المحتملة القادمة في حكومة الوحدة الوطنية لتعيد إنتاج التوازن الوطني وتكريسه، ولا يمكن أن تسير عجلة الدولة والحياة الوطنية إلا بهذا التوازن»، معتبرًا أن «التسوية أفضل الفرص الممكنة والمتاحة لنصل إلى بر الأمان دستوريًا وسياسيًا وأمنيًا». وأشار إلى أن «القسم الأكبر من أطياف (14 آذار) ومن القوى السياسية خارج (8 آذار)، ونحن منهم، نقول: نؤيد وصول سليمان فرنجية للرئاسة، وقسم من أطياف (8 آذار) يقول: نحن مع الحريري لرئاسة الحكومة على رأس حكومة وحدة وطنية».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.