ما زالت تداعيات أزمة إطلالة الفنان المصري محمد رمضان في حفله الأخير بمهرجان «كوتشيلا» الغنائي بأميركا في تصاعدٍ، خصوصاً بعد تقديم بلاغات عدة للنائب العام بمصر من قبل مواطنين وقانونين اتهموه بمخالفة العادات والتقاليد وإهانة العلم المصري، على خلفية ارتدائه زياً مخالفاً لقواعد الذوق العام، كونه يشارك بالحدث كأول فنان مصري.
وتصدر رمضان «الترند» بمنصة «إكس» في مصر، الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، عقب نشره مجموعةً من صور الحفل عبر خاصية «ستوري» بحساباته على موقعي «إنستغرام»، و«فيسبوك»، مما عرّضه لانتقادات عدة عبر منشورات وتعليقات «سوشيالية».

ومن بين البلاغات التي قدمها محامون بمصر، وأعلنوا ذلك عبر حساباتهم بمواقع التواصل، بلاغ المحامي سمير صبري للنائب العام الذي «اتهم رمضان بالظهور بملابس مخلة بالآداب العامة، وإهانة العلم المصري، والإساءة للدولة وللحضارة والفن المصري، وقيامه بالتعدي على قيم وعادات المجتمع».
وقام المحامي أحمد مهران بتقديم بلاغ يتهم فيه رمضان بـ«نشر الفسق، وهدم قيم المجتمع وزعزعة الاستقرار، وتعمد ارتداء ملابس غير لائقة»، بينما قدم المحامي عاطف عبد الهادي بلاغاً تضمن اتهاماً لرمضان بـ«إهانة علم مصر الذي رفعه وهو يرتدي ملابس لا تليق بالرجال»، وفق ما أورده بالبلاغ.
وتضمن بلاغ المحامي هشام رضا حسان اتهامات بـ«القيام بتصرفات خادشة لآداب المجتمع المصري، بما يخالف القيم والضوابط التي يفرضها القانون».
ويعاقب قانون العلم، والنشيد والسلام الوطنيين، الصادر برقم 41 لسنة 2014، بالحبس مدة لا تزيد على سنة، وغرامة لا تتجاوز 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب في مكان عام جريمة إهانة العلم.
المحامي المصري الدكتور حسام لطفي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن الواقعة المنسوبة لعضو نقابة فنية، وقعت على أرض غير مصرية في حفل صدرت له التراخيص المتطلبة هناك، وفيما يتعلق بالمساءلة التأديبية «إن كان لها محل»، فنحن بصدد شأن نقابي طبقاً لأحكام القانون المصري.
من جانبه، أكد الكاتب سيد محمود، مستشار اتحاد النقابات الفنية بمصر، أن «محمد رمضان لم يتم التحقيق معه حتى الآن لأنه ليس موجوداً هو وممثله القانوني، كما أنه لم تصل اتحاد النقابات شكوى رسمية بخصوص إطلالته الأخيرة بأميركا، ولذلك لن يتم استدعاؤه إلا في حالة تقديم بلاغات للنائب العام، وبناءً عليها سيتم إبلاغ النقابات لاتخاذ الإجراءات اللازمة».

وأوضح محمود لـ«الشرق الأوسط» أن «اتحاد النقابات ليس جهةً قانونيةً، لكن نقابة الممثلين بدورها ستقيم حجم ما تم فعله وبناءً عليه تتم العقوبة، والتي لن تصل حتماً للشطب»، وفق قوله.
ودافعت مصممة الأزياء المصرية فريدة تمرازا عن إطلالة رمضان، معلنةً عبر حسابها بموقع «إنستغرام» أن تصميمها الذي ارتداه رمضان «مستوحى من الرموز المصرية القديمة»، بينما تجاهل رمضان الرد على الأزمة المثارة، ولم يعلق حتى الآن عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل.
من جانبه أكد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» أن الفنان أحياناً يراهن على شعبيته، ويعتقد أن أي صدمة أو مجازفة يمكن أن يتقبلها الجمهور، خصوصاً بعد تقديم محمد رمضان برنامج «مدفع رمضان».
ووصف فوزي ما فعله رمضان بـ«المجازفة غير المحسوبة، وأن إطلالته أحدثت رد فعل عكسياً».


