ولد الشيخ يبحث مع هادي الترتيبات النهائية لمشاورات {جنيف 2}

مصدر رئاسي لـ {الشرق الأوسط} : المباحثات إيجابية وموعد المشاورات خلال أيام

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى استقباله المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في محافظة عدن أمس (رويترز)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى استقباله المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في محافظة عدن أمس (رويترز)
TT

ولد الشيخ يبحث مع هادي الترتيبات النهائية لمشاورات {جنيف 2}

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى استقباله المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في محافظة عدن أمس (رويترز)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى استقباله المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في محافظة عدن أمس (رويترز)

أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، مباحثات مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، خلال الزيارة الأولى له إلى مدينة عدن منذ اندلاع الأزمة اليمنية، ومنذ تعيينه في هذه المهمة أواخر أبريل (نيسان) الماضي، حيث بحث ولد الشيخ مع الرئيس هادي القضايا الرئيسية المتعلقة بالتحضيرات الجارية لعقد جولة مشاورات ثانية بين أطراف النزاع في مدينة جنيف السويسرية، وأكدت المصادر أن هادي وولد الشيخ ناقشا النسخة شبه النهائية من أجندة مشاورات جنيف، في ضوء الملاحظات التي طرحت من قبل اللجنة التي شكلت من قبل الرئاسة اليمنية للمشاركة في المشاورات.
وقال مصدر في مكتب الرئاسة اليمنية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن المباحثات التي أجرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس في عدن، مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كانت «إيجابية»، وإنها تركزت على موضوع تنفيذ القرار الأممي 2216، وآلية انعقاد المشاورات، وأكد المصدر أنه تم الاتفاق على تحديد موعد انعقاد المشاورات خلال الأيام القليلة المقبلة، وذكر المصدر أن الرئيس هادي أكد للمبعوث الأممي أنه رئيس لكل اليمن وأن كل قطرة دم تسيل هو محاسب أمام الله بشأنها ولذلك يريد السلام، وأن المباحثات كانت جيدة والأمور تسير بشكل طيب.
وقال المصدر إن هادي وولد الشيخ بحثا القضايا الأساسية، أما التفاصيل فهي من اختصاص اللجنة المختصة، في إشارة إلى وفد التفاوض واللجنة الفنية المشكلة من قبل الحكومة الشرعية، مشيرا إلى أن الوقت لم يسمح للمبعوث الأممي بالتجول في عدن والاطلاع على حجم الدمار الذي لحق بالمدينة جراء عدوان الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح عليها في مارس (آذار) الماضي، لكنه أشار إلى أن ولد الشيخ أكد أنه سوف يطلع على الدمار من خلال خط سيره من مقر إقامة الرئيس هادي في قصر معاشيق في كريتر بمديرية صيرة، إلى المطار في حي خور مكسر.
وفي السياق ذاته، قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» إن الرئيس عبد ربه منصور هادي رحب بالمبعوث الأممي بمدينة عدن التي عانت من وطأة الحرب والدمار، وعانى أبناؤها طوال شهور مضت من الحصار وانعدام الغذاء والدواء فضلا عن الشهداء والجرحى الذين سقطوا في سبيل الدفاع عن المدينة وسكانها، ونقلت الوكالة عن هادي قوله إن ما يجري اليوم في تعز من مجازر ودمار هو امتداد وتكرار لما عانته عدن على أيدي الميليشيا الانقلابية.
وأضاف هادي أنه «رغم المعاناة والجراح، فإن أيدينا ممدودة دوما للسلام انطلاقا من مسؤولياتنا الوطنية والإنسانية تجاه شعبنا»، مشيرا إلى أنه وفي سياق الحرص على دماء اليمنيين «أعلنا مبكرا عن أسماء الفريق الحكومي المشارك في المشاورات القادمة المرتكزة على تطبيق القرار الأممي 2216، كتعبير منا على حسن النيات وتأكيدا على حرصنا حقن الدماء اليمنية والانتصار لإرادة وخيار الشعب اليمني التواق للسلام والأمن والاستقرار».
ونقلت الوكالة تثمين المبعوث الأممي لجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي الرامية للسلام وإخراج اليمن من أزمته وواقعه الأليم إلى آفاق السلام والبناء والاستقرار، وبحسب ذات المصدر، فقد أشاد المبعوث الأممي بالتعديل الذي جرى على الحكومة اليمنية، قبل أيام، واعتبر أنه عزز فرص السلام وأكد النيات الصادقة في الوصول إليه من خلال أعضاء الفريق الحكومي الذين تبوءوا مناصب رفيعة في الدولة تجعلهم أكثر قدرة على اتخاذ القرار، وقال إن هذه إشارة إيجابية مرحب بها من قبل الجميع، وإن موعد المشاورات سيتم تحديده خلال الأيام القليلة المقبلة والتي تأتي تنفيذا للقرار 2216، وذكر أنه «متفائل جدا بأننا سنصل إلى ما يستحقه ويتطلع إليه الشعب اليمني في السلام والوئام».
وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي يمني في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة ولد الشيخ إلى عدن «جاءت متأخرة جدا، وأنه كان يفترض أن يقوم بزيارتها وزيارة محافظات كالضالع ولحج للاطلاع على حجم الجرائم التي ارتكبها الحوثيون والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح خلال هجومهم على المحافظات الجنوبية»، وأضاف المصدر أن الزيارة تأتي للتسويق للاتفاقات التي توصل إليها ولد الشيخ خلال لقاءاته، الفترة الماضية، مع الحوثيين وأتباع المخلوع علي عبد الله صالح في مسقط، طوال الأشهر الماضية، وأردف المصدر أن ما يجري الآن من حديث حول مشاورات جنيف وغيرها، لا يأخذ في الاعتبار، المتغيرات على الأرض، وذلك في إشارة إلى أن المشاورات ستعقد، هذه المرة، في ظل تحرير عدن وعدد من المحافظات وأن الرئيس وجزءا من أعضاء الحكومة يوجدون في المدينة، إضافة إلى متغيرات أخرى، أكد عليها المصدر، والمتعلقة بوجود قوى سياسية فاعلة في الساحة الجنوبية، بخلاف الجانب الرسمي الشرعي.
على صعيد آخر، وفي أول تصريحات تنسب إليه منذ التعديلات التي أجراها الرئيس عبد ربه منصور هادي على حكومته، قال نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء، خالد محفوظ بحاح، خلال لقائه، أمس، بعدد مستشاري الرئيس في العاصمة السعودية الرياض، إنه بحث مع أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون وعدد من رؤوساء الوفود إلى قمة المناخ في باريس مستجدات الأوضاع في المنطقة وتعزيز المواقف الدولية حول مجريات الأحداث التي تشهدها بلادنا وهو الهدف الفعلي من الزيارة إضافة إلى المشاركة في قمة المناخ العالمية، ولمح بحاح إلى ضرورة إصلاح أي اختلالات قد تعتري أداء الحكومة الشرعية، من خلال تأكيده على أن الوقت الذي نعيشه يمثل فرصة حقيقية لتصحيح كل التجاوزات والأخطاء التي ارتكبها النظام السابق وثار عليه الشعب، ونقل عن نائب الرئيس اليمني قوله إن «الوقت حان لتأسيس دولة النظام والقانون ولن يكون ذلك إلا بتجاوز الحسابات الضيقة وتطبيق النظام والقانون واحترامنا لبعضنا البعض»، وأضاف: «علينا تغليب المصلحة الوطنية وتعزيز لحمة الصف والتركيز على الهدف الأسمى وهو تخليص البلاد من عدوان الانقلابيين من ميليشيا الحوثي وصالح، وعدم الانشغال بأي قضايا أخرى يمكن تجاوزها فيما بيننا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.