غموض الرسوم الجمركية يدفع عوائد سندات الخزانة الأميركية للارتفاع الطفيف

متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT
20

غموض الرسوم الجمركية يدفع عوائد سندات الخزانة الأميركية للارتفاع الطفيف

متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بشكل طفيف يوم الأربعاء، حيث راقب المستثمرون عن كثب احتمالية إعفاءات من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل. كما ساهمت إعادة توازن المحافظ الاستثمارية في نهاية الربع في تحفيز بعض عمليات بيع السندات.

وأشار ترمب في تصريحاته يوم الاثنين إلى أن بعض الرسوم التي كان قد هدد بفرضها لن تُطبق في الثاني من أبريل (نيسان)، وأن بعض الدول قد تحصل على إعفاءات. وقدمت هذه التصريحات بعض الارتياح للمستثمرين الذين كانوا قلقين من التأثير التضخمي المحتمل على الاقتصاد الأميركي، وكذلك من التأثيرات السلبية على النمو الناجمة عن السياسات التجارية العدوانية، وفق «رويترز».

وفي الوقت نفسه، ساهمت عمليات إعادة تخصيص المحافظ الاستثمارية مع اقتراب نهاية الربع في دفع بعض ضغوط البيع على سندات الخزانة، مما أدى إلى ارتفاع العوائد. وقال توني فارين، المدير الإداري لمجموعة «ميشلر» المالية، بشأن بيع المستثمرين للسندات لشراء الأسهم: «هذه التجارة بدأت بالفعل، وهي ليست مجرد خطوة يمكن اتخاذها في اليوم الأخير من الربع، بل يجب أن تتم تدريجياً».

وأضاف أن موضوع الرسوم الجمركية لا يزال القوة المهيمنة في السوق، حيث يترقب المستثمرون بفارغ الصبر وضوح خطة ترمب الكاملة الأسبوع المقبل، بعد شهر من التأثيرات المدوية بسبب تهديدات فرض رسوم على بعض الشركاء التجاريين الرئيسين للولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية، أظهرت قراءة طلبيات السلع المعمرة لشهر فبراير (شباط)، التي أصدرتها وزارة التجارة الأميركية، تحسناً أكبر من المتوقع. ومع ذلك، تراجعت الطلبات الجديدة على السلع الرأسمالية المصنعة الأميركية الرئيسة بشكل غير متوقع. وجاءت هذه البيانات عقب استطلاع رأي أجراه مجلس المؤتمرات يوم الثلاثاء، والذي كشف عن انخفاض حاد في ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أربع سنوات، وسط مخاوف من ركود اقتصادي محتمل.

وأشار محللو «بنك أوف أميركا» في مذكرة يوم الأربعاء إلى أن عوائد سندات الخزانة الأميركية لا تزال متأرجحة بين موضوعين متناقضين: من جهة، تراجعت العوائد في الأسابيع الأخيرة بسبب المخاوف من التأثيرات الاقتصادية الناتجة عن عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، ومن جهة أخرى، لا تزال الأساسيات الاقتصادية قوية والمخاوف من التضخم قائمة.

وفي منتصف تعاملات صباح الأربعاء، ارتفعت عوائد سندات العشر سنوات القياسية بنسبة 4.348 في المائة، بزيادة قدرها أربع نقاط أساس عن اليوم السابق. كما ارتفعت عوائد سندات السنتين، التي تعكس توقعات التغيرات في السياسة النقدية، بنحو نقطة أساس واحدة إلى 4.015 في المائة.

وفي وقت لاحق من اليوم، كان المستثمرون بحاجة إلى شراء 70 مليار دولار من سندات الخمس سنوات، وهو ثاني مزاد من أصل ثلاث عمليات بيع لسندات الخزانة هذا الأسبوع. وقد لاقى مزاد سندات السنتين بقيمة 69 مليار دولار يوم الثلاثاء استحساناً كبيراً من السوق.


مقالات ذات صلة

ترمب يلوّح برسوم جمركية على أشباه الموصلات ويَعد بمرونة «محدودة»

الاقتصاد دونالد ترمب يحيّي الجماهير أثناء حضوره بطولة «يو إف سي 314» بمركز كاسيا في ميامي بولاية فلوريدا (د.ب.أ)

ترمب يلوّح برسوم جمركية على أشباه الموصلات ويَعد بمرونة «محدودة»

صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأحد، بأنه سيعلن، خلال الأسبوع المقبل، معدل الرسوم الجمركية على واردات أشباه الموصلات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد امرأة تمر أمام متجر إلكترونيات في مركز تسوق ببكين (أ.ف.ب)

كيف انتقلت الصين من مغازلة ترمب إلى تحدي رسومه الجمركية؟

وضعت الصين المسؤولين الحكوميين المدنيين ببكين في «حالة حرب» وأمرت بشن هجوم دبلوماسي يهدف إلى تشجيع الدول الأخرى على التصدي لرسوم ترمب الجمركية

«الشرق الأوسط» (واشنطن، بكين)
الاقتصاد دمى باربي معروضة للبيع في متجر ألعاب «فاو شوارتز» بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)

من الميكروويف إلى دمى باربي... ما السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟

رغم استثناء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية، لا تزال 46 من أصل 50 سلعة تعتمد فيها الولايات المتحدة بشكل كبير على الصين، خاضعة للرسوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سفينة شحن ترسو خارج محطة ميناء «إليزابيث» في نيوجيرسي (رويترز)

وزير التجارة الصيني: رسوم ترمب الجمركية «ستُلحق ضرراً بالغاً» بالدول الفقيرة

قال وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، لرئيسة منظمة التجارة العالمية، إن الرسوم الجمركية الأميركية «ستُلحق ضرراً بالغاً» بالدول الفقيرة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد ترمب خلال حديثه للصحافيين عن الرسوم الجمركية (رويترز)

مركز بحوث ألماني: لا يُمكن استبعاد أزمة اقتصادية عالمية

قال رئيس معهد «إيفو» الألماني، الرائد في البحوث الاقتصادية، كليمنس فوست، إنه لا يمكن استبعاد حدوث أزمة اقتصادية عالمية بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

«غولدمان ساكس» ترفع توقعاتها للذهب عند 3700 دولار بنهاية 2025

سبائك ذهبية معروضة في متجر «هاتون غاردن ميتالز» لتجارة المعادن الثمينة بلندن (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في متجر «هاتون غاردن ميتالز» لتجارة المعادن الثمينة بلندن (رويترز)
TT
20

«غولدمان ساكس» ترفع توقعاتها للذهب عند 3700 دولار بنهاية 2025

سبائك ذهبية معروضة في متجر «هاتون غاردن ميتالز» لتجارة المعادن الثمينة بلندن (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في متجر «هاتون غاردن ميتالز» لتجارة المعادن الثمينة بلندن (رويترز)

رفعت مجموعة «غولدمان ساكس» توقّعاتها لسعر الذهب بنهاية عام 2025 إلى 3700 دولار للأونصة، مشيرة إلى ارتفاع الطلب من البنوك المركزية بشكلٍ يفوق التوقعات، إلى جانب تصاعد المخاوف من الركود الاقتصادي، وهو ما عزّز تدفقات الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) المدعومة بالذهب.

وكانت التوقّعات السابقة للمجموعة تبلغ 3300 دولار بنهاية العام، لكنها عدّلتها بعدما رفعت تقديراتها للطلب الشهري من البنوك المركزية إلى 80 طناً، مقارنةً بتقدير سابق بلغ 70 طناً شهرياً، وهو رقم يفوق بكثيرٍ المتوسط الشهري قبل عام 2022 البالغ 17 طناً فقط، وفق «رويترز».

كما لفتت المجموعة إلى أن ازدياد الإقبال على صناديق الذهب المدعومة بالمعدن النفيس جاء مدفوعاً بمخاوف من ركود اقتصادي محتمل، إذ يرى خبراء «غولدمان ساكس» أن هناك احتمالاً نسبته 45 في المائة بوقوع ركود في الولايات المتحدة خلال الـ12 شهراً المقبلة.

وقد واصل الذهب صعوده اللافت الذي بدأ العام الماضي، مسجلاً ارتفاعات قياسية متتالية، وزيادة بأكثر من 23 في المائة منذ بداية العام، حيث اخترق حاجز 3200 دولار للأونصة، للمرة الأولى يوم الجمعة الماضي.

وفي تحليلها، أشارت «غولدمان ساكس» إلى أن المخاطر المتعلقة بتوقّعاتها المحدّثة تميل إلى الجانب الإيجابي (الارتفاع)، ففي حال بلغ متوسط مشتريات البنوك المركزية 100 طن شهرياً، فإن سعر الذهب قد يصل إلى 3810 دولارات للأونصة بنهاية عام 2025. كما أن وقوع الركود قد يعيد تدفقات صناديق المؤشرات إلى مستويات الجائحة، ما سيدعم الأسعار لتصل إلى 3880 دولاراً للأونصة.

في المقابل، إذا جاء أداء الاقتصاد أقوى من التوقعات بسبب تراجع حالة عدم اليقين في السياسات، فقد تعود تدفقات صناديق المؤشرات إلى مستوياتها السابقة المبنية على توقعات أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى هبوط الأسعار إلى 3550 دولاراً للأونصة، بحلول نهاية العام، وفقاً للبنك.

وفيما يلي قائمة بأحدث توقّعات أسعار الذهب لعاميْ 2025 و2026 وفقاً لعدد من المؤسسات المالية الكبرى:

«غولدمان ساكس»: توقّع سعر الذهب عند 3295 دولاراً في 2025، و3700 دولار بنهاية العام، مع إمكانية بلوغه 3810 دولارات في حال زيادة مشتريات البنوك المركزية.

«كوميرتس بنك»: يتوقّع وصول الذهب إلى 3000 دولار في 2025.

«إتش إس بي سي»: يتوقّع 3015 دولاراً في 2025، و2915 دولاراً في 2026، مع أهداف طويلة الأجل عند 2750 دولاراً بحلول 2027، و2350 دولاراً على المدى البعيد.

«دويتشه بنك»: توقّعات عند 3139 دولاراً في 2025، و3700 دولار في 2026، مع هدف إضافي عند 3350 دولاراً بنهاية العام.

بنك «إيه إن زد»: توقّع أسعار الذهب عند 2763 دولاراً في 2025، و2795 دولاراً في 2026، مع احتمال وصوله إلى 2900 دولار بنهاية 2025.

«ماكواري»: توقّعات عند 2951 دولاراً في 2025، و2675 دولاراً في 2026.

«يو بي إس»: تتوقّع 3500 دولار في 2025، و3000 دولار بنهاية العام.

بنك «أوف أميركا»: توقّعات عند 3063 دولاراً في 2025، و3350 دولاراً في 2026.

«جيه بي مورغان»: تتوقّع 2863 دولاراً في 2025، و3019 دولاراً في 2026، مع هدف عند 3000 دولار في الربع الأخير من 2025.

«مورغان ستانلي»: توقّعات عند 2763 دولاراً في 2025، و2450 دولاراً في 2026.

«سيتي ريسيرش»: توقّعات عند 2900 دولار في 2025، و2800 دولار في 2026، مع سيناريوهات قصيرة المدى تتراوح بين 3200 دولار (خلال 3 أشهر)، و3500 دولار بنهاية 2025.