قائمة توماس توخيل الأولى تعكس استراتيجية قصيرة المدى

هل يركز مدرب إنجلترا على الفوز بكأس العالم المقبلة ولا ينظر إلى ما هو أبعد من ذلك؟

توخيل يقود حصة تدريبية للمنتخب الإنجليزي (رويترز)
توخيل يقود حصة تدريبية للمنتخب الإنجليزي (رويترز)
TT
20

قائمة توماس توخيل الأولى تعكس استراتيجية قصيرة المدى

توخيل يقود حصة تدريبية للمنتخب الإنجليزي (رويترز)
توخيل يقود حصة تدريبية للمنتخب الإنجليزي (رويترز)

أعلن المدير الفني لمنتخب إنجلترا، توماس توخيل، عن قائمته الأولى منذ تعيينه خلفاً لغاريث ساوثغيت، وهي القائمة التي أثارت جدلاً واسعاً. استدعى توخيل قائد ليفربول السابق جوردان هندرسون، الذي سيبلغ من العمر 35 عاماً في يونيو (حزيران) المقبل، بينما عاد ماركوس راشفورد إلى القائمة بعد تألقه مع أستون فيلا الذي يلعب له معاراً من مانشستر يونايتد.

كما ضمت القائمة لاعبين من فئات عمرية مختلفة، بدءاً من مايلز لويس سكيلي، لاعب آرسنال البالغ من العمر 18 عاماً، وصولاً إلى دان بيرن، مدافع نيوكاسل يونايتد البالغ من العمر 32 عاماً، لخوض مباراتي إنجلترا في تصفيات كأس العالم ضد ألبانيا ولاتفيا على ملعب ويمبلي يوم الجمعة 21 مارس (آذار)، والاثنين 24 مارس على التوالي.

فما الذي يمكن استخلاصه من أول قائمة يعلن عنها توخيل؟ وهل لا يهتم توخيل إلا بالمدى القصير؟ دائماً ما كان هناك شعور بأن توخيل، الذي يرتبط بعقد مع المنتخب الإنجليزي لمدة 18 شهراً -حسب فيل ماكنولتي على موقع «بي بي سي»- يركز بشكل كامل على الفوز بكأس العالم المقبلة، ولا ينظر إلى ما هو أبعد من ذلك.

وقد أثار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم جدلاً واسعاً، بل انتقادات لاذعة، عندما تجاهل عدداً من المديرين الفنيين المميزين مثل إيدي هاو، بعد رحيل ساوثغيت، مفضلاً البحث عن أفضل مدير فني متاح بغض النظر عن جنسيته. وكانت الاستراتيجية واضحة، وهي أنه يمكن التفكير في الاستراتيجية طويلة المدى في أثناء وجود مدير فني له تاريخ حافل مع البطولات والألقاب مثل توخيل. وهناك لاعبون يمثلون الجيل القادم مثل المدافع لويس سكيلي القادر على اللعب في أكثر من مركز والقيام بأكثر من مهمة داخل المستطيل الأخضر، خصوصاً في ظل نقص الخيارات في مركز الظهير الأيسر لمنتخب إنجلترا، وكذلك مورغان روجرز، لاعب أستون فيلا البالغ من العمر 22 عاماً، لكنَّ هناك أيضاً لاعبين متقدمين في السن يمثلون الاستراتيجية قصيرة المدى لتوخيل.

دان بيرن البالغ من العمر 32 عاماً ينضم للمرة الأولى إلى قائمة المنتخب الإنجليزي (د.ب.أ)
دان بيرن البالغ من العمر 32 عاماً ينضم للمرة الأولى إلى قائمة المنتخب الإنجليزي (د.ب.أ)

ويُعد استدعاء هندرسون المثال الأبرز على رغبته في الاعتماد على اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة في الوقت الحالي. لعب هندرسون آخر مباراة له مع إنجلترا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وغاب عن بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024 الصيف الماضي. ووصف توخيل هندرسون بأنه «معتاد على الفوز»، وهذا هو ما يدور في ذهن المدير الفني وهو يخطط للفوز بكأس العالم المقبلة.

ثم يأتي الاختيار المفاجئ لبيرن. صحيح أن بيرن يقدم مستويات جيدة ويمثل «قصة رائعة»، على حد وصف المدير الفني لنيوكاسل يونايتد إيدي هاو، لكنها مرحلة متأخرة جداً لأي لاعب لإثبات جدارته على المستوى الدولي. سيكون بيرن أكبر لاعب سناً ينضم للمرة الأولى لقائمة المنتخب الإنجليزي منذ أن خاض مهاجم بولتون واندررز، كيفن ديفيز، مباراته الأولى ضد الجبل الأسود في 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2010، عن عمر 33 عاماً و200 يوم. وكان هذا المهاجم النشيط هو الأكبر سناً منذ ليزلي كومبتون، البالغ من العمر 38 عاماً، عام 1950.

وتجب الإشارة هنا إلى أن القائمة الأخيرة للمدير الفني المؤقت السابق لي كارسلي كانت تضم لاعبين خاضوا مجتمعين 627 مباراة دولية، بينما ضمت هذه القائمة لاعبين خاضوا 664 مباراة دولية. ويفتقر توخيل إلى خدمات لاعبين أصغر سناً تعرضوا لإصابات في الآونة الأخيرة، مثل كوبي ماينو لاعب مانشستر يونايتد الصاعد، وآدم وارتون لاعب كريستال بالاس، لكنه من الواضح أن المدير الفني الألماني يفضل الاعتماد على اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة.

في الواقع، كان استدعاء هندرسون بمثابة مفاجأة كبيرة بعد أن بدا أن مسيرة اللاعب الدولية قد انتهت تماماً عندما استُبعد، كما هو الحال مع راشفورد، من قائمة المنتخب الإنجليزي تحت قيادة غاريث ساوثغيت في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024. لقد قضى قائد ليفربول السابق فترة غير جيدة في المملكة العربية السعودية قبل أن يعود إلى أوروبا عبر بوابة أياكس، ورأى توخيل أن اللاعب يقدم المستويات التي تكفي لعودته لتمثيل منتخب بلاده.

تصريحات توخيل تشير إلى اقتناعه بأن راشفورد لا يزال قادراً على تقديم الكثير لمنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
تصريحات توخيل تشير إلى اقتناعه بأن راشفورد لا يزال قادراً على تقديم الكثير لمنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

ويبدو أن توخيل يرغب في الاستفادة من تأثير هندرسون على اللاعبين خارج الملعب أيضاً، حيث قال: «ما يقدمه في كل مرة هي القيادة الجيدة والشخصية القوية والنشاط والحيوية. إنه يحرص على أن يعيش الجميع وفقاً للمعايير المطلوبة وبشخصية قوية. إنه يجسد كل ما نسعى إلى بنائه». ودائماً ما كان توخيل من أشد المعجبين براشفورد، ويسعى للاستفادة مما حققه المدير الفني لأستون فيلا، أوناي إيمري، بعد نجاحه في مساعدة اللاعب على استعادة كثير من مستواه السابق.

وقال توخيل: «كان لديَّ شعور قوي بضرورة ضمه، لدفعه إلى البقاء على مستواه الحالي وعدم العودة إلى عاداته القديمة». تشير تصريحات توخيل إلى أنه يدرك تماماً أن راشفورد قد فقد الكثير من بريقه مع مانشستر يونايتد خلال الفترة الأخيرة له في «أولد ترافورد»، لكنه مقتنع أيضاً بأن اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً لا يزال قادراً على تقديم الكثير لمنتخب إنجلترا.

ومن الواضح أنه لا يشعر بنفس الشعور تجاه جاك غريليش، لاعب مانشستر سيتي. كان توخيل يأمل أن يستعيد غريليش أيضاً مستواه بعد استبعاده من المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024، على الرغم من أنه لا يشارك بانتظام تحت قيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. كما لم تشهد القائمة ضم لاعب خط وسط توتنهام جيمس ماديسون، في الوقت الحالي على الأقل. في المقابل، استدعى توخيل، ريس جيمس لاعب تشيلسي العائد من إصابة أخرى في أوتار الركبة.

كان جيمس عنصراً أساسياً في فريق تشيلسي الذي قاده توخيل للفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2021، وهناك ثغرة محتملة في مركز الظهير الأيمن في ظل إصابة ترينت ألكسندر أرنولد لاعب ليفربول، وكايل ووكر، البالغ من العمر 34 عاماً، والمعار إلى ميلان، وفي ظل افتقار تينو ليفرامينتو لاعب نيوكاسل يونايتد، إلى الخبرة.

ولم يُخفِ توخيل رغبته في الاستفادة من القدرات البدنية الكبيرة للاعبين الإنجليز، وهو الأمر الذي يتجلى بوضوح في اختياراته، حيث يتميز دان بيرن بالطول الفارع، إذ يصل طوله إلى 1.98 متر، في حين يجمع روجرز بين القوة البدنية والمهارة الطبيعية والركض السريع. ويجمع جيمس أيضاً بين القوة البدنية الهائلة والقدرات الفنية العالية، وبالتالي يبدو أن الفريق سيتمتع بقوة بدنية كبيرة.

وعندما سُئل توخيل عما إذا كان هذا النقص في اللياقة البدنية كلف إنجلترا خسارة البطولات السابقة، رد قائلاً: «لا أعتقد أنه كان هناك الكثير من النقص في اللياقة البدنية. ربما كان هناك نقص محدود لأننا خسرنا المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية ونصف النهائي وربع النهائي في كأس العالم. هناك شعور بأنه تنقصنا خطوة صغيرة ضرورية لتحقيق الفوز بالبطولات».

من المؤكد أن القائمة التي أعلنها توخيل ستثير جدلاً كبيراً، لا سيما في نوتنغهام، حيث يعتقد جمهور نوتنغهام فورست أن كالوم هدسون أودوي يستحق العودة إلى قائمة إنجلترا بعدما استعاد الكثير من مستواه السابق، وسجل هدف الفوز في مرمى مانشستر سيتي، وهي النتيجة التي زادت من حظوظ نوتنغهام فورست في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى.

كما شهدت القائمة غياب مدافع إيفرتون جاراد برانثويت، الذي لعب مباراة دولية كاملة تحت قيادة ساوثغيت، على الرغم من المستوى المميز الذي يقدمه منذ عودة المدير الفني الاسكوتلندي ديفيد مويز، إلى ملعب «غوديسون بارك». وانضم بارنثويت إلى قائمة المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً بقيادة كارسلي.

ولا شك أن هناك من يطالب أيضاً بضرورة ضم مدافع توتنهام، جيد سبنس، كما لم ينضم كونور غالاغر على الرغم من مستواه الرائع مع أتلتيكو مدريد. وعلاوة على ذلك، لم يضم توخيل، إيثان نوانيري، لاعب آرسنال البالغ من العمر 17 عاماً، الذي سينضم أيضاً إلى قائمة المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً بقيادة كارسلي.

ضم هندرسون الذي سيبلغ من العمر 35 عاماً في يونيو أثار جدلاً واسعاً (رويترز)
ضم هندرسون الذي سيبلغ من العمر 35 عاماً في يونيو أثار جدلاً واسعاً (رويترز)

وبدا توماس توخيل مرتاحاً تماماً وظهر بشكل رائع أمام وسائل الإعلام في أثناء الإعلان عن قائمته الأولى. وبدءاً من إشارته إلى عزمه على «بناء روح الأخوة» في تشكيلة المنتخب الإنجليزي، وصولاً إلى حديثه عن «أجواء أبوية» عند التعامل مع لاعب آرسنال الشاب مايلز لويس سكيلي، كان توخيل واثقاً تماماً بنفسه ومرتاحاً في منصبه الجديد مديراً فنياً لمنتخب إنجلترا.

وأجاب توخيل بشكل واضح ومباشر على كل الأسئلة، باستثناء رفضه الكشف عن هوية قائد المنتخب الإنجليزي المحتمل في حال عدم وجود هاري كين. لقد كان توخيل صريحاً وصادقاً ومتحمساً بشكل واضح للمهمة التي تنتظره، على الرغم من اعترافه بأنه «يفتقد رائحة العشب» وأنه لا يستطيع الانتظار لبدء التدريب مع لاعبيه الجدد.

يمتلك توخيل خبرات كبيرة من خلال العمل مع أندية كبيرة مثل بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ، بينما يُبدي إعجابه بكرة القدم الإنجليزية وباللاعبين الإنجليز الذين عمل معهم في تشيلسي. والآن، يبدأ المدير الفني الألماني عمله الجاد من أجل مساعدة إنجلترا على تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في الفوز بكأس العالم القادمة.


مقالات ذات صلة

ما حظوظ المنتخبات الآسيوية في التأهل المباشر لكأس العالم 2026؟

رياضة عالمية مننتخب السعودية مطالب بالفوز بمباراتيه المقبلتين مع تعثر أستراليا ليتأهل مباشرة (سعد العنزي)

ما حظوظ المنتخبات الآسيوية في التأهل المباشر لكأس العالم 2026؟

لا أحد يريد الحديث عن الملحق، أو ما يسميها الاتحادان الدولي لكرة القدم «فيفا» والآسيوي للعبة، «تصفيات الدور الرابع»؛ لرغبة كثير من المنتخبات المشارَكة ببطاقة.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية أنشيلوتي (أ.ف.ب)

البرازيل تستأنف محادثات التعاقد مع أنشيلوتي لتدريبها في كأس العالم

جدد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم اهتمامه بكارلو أنشيلوتي، حيث يرغب في أن يتولى مدرب ريال مدريد تدريب منتخب بلاده في كأس العالم.

The Athletic (ساوباولو)
رياضة عالمية سون هيونغ مين (أ.ب)

انتقادات سون تدفع كوريا إلى مراجعة شاملة لوضع الملاعب

قررت السلطات في كوريا الجنوبية إجراء مراجعة شاملة لوضع ملاعب كرة القدم في أنحاء البلاد، وذلك بعدما ألقى قائد المنتخب هيونغ مين سون باللوم على العشب.

«الشرق الأوسط» (سيول)
رياضة عالمية ماريا تاتو (أ.ف.ب)

كأس العالم 2030: اتهامات بالتلاعب تدفع رئيسة اللجنة المنظمة في إسبانيا للاستقالة

قدمت رئيسة اللجنة المنظمة في إسبانيا لاستضافة كأس العالم 2030 لكرة القدم استقالتها، الأربعاء، بعد اتهامها بالتلاعب بمعايير اختيار المدن المضيفة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية فينيسيوس (أ.ف.ب)

فينيسيوس: على البرازيل «إعادة التفكير في كل شيء» بعد رباعية الأرجنتين

قال مهاجم منتخب البرازيل، فينيسيوس جونيور، إن الفريق «يجب أن يعيد التفكير في كل شيء»، بعد تعثّر مشواره في تصفيات كأس العالم بهزيمة ثقيلة أمام غريمه الأرجنتيني.

The Athletic (بوينس آيرس)

ما حظوظ المنتخبات الآسيوية في التأهل المباشر لكأس العالم 2026؟

مننتخب السعودية مطالب بالفوز بمباراتيه المقبلتين مع تعثر أستراليا ليتأهل مباشرة (سعد العنزي)
مننتخب السعودية مطالب بالفوز بمباراتيه المقبلتين مع تعثر أستراليا ليتأهل مباشرة (سعد العنزي)
TT
20

ما حظوظ المنتخبات الآسيوية في التأهل المباشر لكأس العالم 2026؟

مننتخب السعودية مطالب بالفوز بمباراتيه المقبلتين مع تعثر أستراليا ليتأهل مباشرة (سعد العنزي)
مننتخب السعودية مطالب بالفوز بمباراتيه المقبلتين مع تعثر أستراليا ليتأهل مباشرة (سعد العنزي)

لا أحد يريد الحديث عن الملحق، أو ما يسميها الاتحادان الدولي لكرة القدم «فيفا» والآسيوي للعبة، «تصفيات الدور الرابع»؛ لرغبة كثير من المنتخبات المشارَكة ببطاقة «التأهل المباشر». ومع اقتراب نهاية تصفيات الدور الثالث على صعيد قارة آسيا، تُقدِّم «الشرق الأوسط» قراءةً لحسابات التأهل لكل مجموعة.

مع ختام الدور الثالث سيتأهل منتخبان من كل مجموعة بصورة مباشرة نحو «كأس العالم 2026»، بواقع 6 منتخبات آسيوية، وبالتالي يتبقى لقارة آسيا مقعدان إضافيان سيحسمان عن طريق الدور الرابع.

منتخب عمان مرشح لبلوغ الملحق الآسيوي حيث يحتل المرتبة الرابعة في المجموعة الثانية (رويترز)
منتخب عمان مرشح لبلوغ الملحق الآسيوي حيث يحتل المرتبة الرابعة في المجموعة الثانية (رويترز)

حسمت اليابان موقعها في المونديال المقبل مع نهاية الجولة السابعة، ورافقها منتخب إيران بعد نهاية الجولة السابعة، وتبقت 4 بطاقات أخرى، ستكون كالتالي، بطاقة للمجموعة الأولى التي تأهلت عنها إيران، في حين تبقَّت بطاقتان للمجموعة الثانية التي لم يُحسَم تأهل أي من منتخبات هذه المجموعة، وبطاقة للمجموعة الثالثة التي تأهلت عنها اليابان.

ستُحسم في يونيو (حزيران) المقبل 4 بطاقات آسيوية أخرى نحو المونديال، في حين تتأهل المنتخبات الحاصلة على المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاث من الدور السابق، ويتم تقسيمها على مجموعتين، بحيث تضم كل مجموعة 3 منتخبات تتنافس بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة. ويتأهل المنتخبان الحاصلان على المركز الأول في كل مجموعة مباشرةً إلى «كأس العالم 2026»، في حين يتنافس المنتخبان الحاصلان على المركز الثاني من خلال مباراة ملحق من أجل تحديد الفريق الذي يمثل قارة آسيا في الملحق القاري.

منتخب الإمارات يحتل حاليا المرتبة الثالثة في المجموعة الأولى (رويترز)
منتخب الإمارات يحتل حاليا المرتبة الثالثة في المجموعة الأولى (رويترز)

وللمرة الأولى، ستحصل قارة آسيا على 8 مقاعد مباشرة في كأس العالم، بالإضافة إلى مشاركة دولة إضافية في بطولة الملحق العالمي ما قد يرفع عدد المتأهلين من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى 9 متأهلين.

عوداً لتفاصيل المجموعات. في المجموعة الأولى نجح منتخب إيران في بلوغ المونديال بالبطاقة الأولى لهذه المجموعة، وبات منتخب أوزبكستان قريباً من تحقيق حلم طال انتظاره؛ إذ يقترب من مرافقة المنتخب الإيراني، حيث يحضر وصيفاً برصيد 17 نقطة وبفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيه، منتخب الإمارات.

وتعود المشارَكة الأولى لإيران في نهائيات كأس العالم إلى عام 1978 في الأرجنتين، قبل أن تشارك لاحقاً في 5 نسخ أخرى (1998، و2006، و2014، و2018 و2022)، لكنها لم تنجح أبداً في تخطي دور المجموعات.

سيواجه منتخب أوزبكستان في الجولة المقبلة نظيره الإماراتي على أرض الأخير، وفي حال قدرته على تحقيق الفوز سيعبر رسمياً نحو المونديال دون الانتظار للجولة الأخيرة من تصفيات المرحلة الثالثة، أما في حال خسارته فسيتأجل الحسم للجولة الأخيرة، لتزيد حظوظ الإمارات بالمنافسة على البطاقة الثانية.

وكاد منتخب الإمارات يفقد حظوظه في المنافسة بعد أن تأخَّر انتصاره أمام كوريا الشمالية حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، وبعد المواجهة بساعات قرَّر الاتحاد الإماراتي إقالة البرتغالي باولو بينتو من منصبه، ليبدو أنه يستعد للموقعة المرتقبة يوم 5 يونيو المقبل.

في حال عدم قدرة العراق على التأهل المباشر سيكون حاضرا في الملحق الآسيوي (أ.ف.ب)
في حال عدم قدرة العراق على التأهل المباشر سيكون حاضرا في الملحق الآسيوي (أ.ف.ب)

فوز منتخب الإمارات وحده أمام منتخب أوزبكستان لن يكون كفيلاً لقيادته للمونديال؛ إذ يتطلب التأهل انتصاراً أخيراً في الجولة التي تليها حينما يلتقي منتخب قيرغيزستان مقابل تعثر المنتخب الأوزبكي بالتعادل أو الخسارة حينما يلاقي المنتخب القطري.

أما منتخب قطر فقد ودَّع فرصة التأهل المباشر للمونديال؛ إذ ينافس حالياً على مباريات الملحق، كون إحدى بطاقتَي الملحق ستكون من نصيب الإمارات أو أوزبكستان، ويحتاج المنتخب القطري لثلاث نقاط فقط ليضمن عبوره للملحق من اللقاءين المتبقيين له، أو تعثر المنتخب القرغيزي الذي يمتلك 6 نقاط حالياً، في وقت ودَّع فيه منتخب كوريا الشمالية المنافسة.

في المجموعة الثانية، الفرصة قائمة للمنافسة على البطاقتين، حظوظ منتخب كوريا الجنوبية قوية بالعبور نحو المونديال رغم تعادله في آخر 3 مواجهات، إلا أن «الشمشون الكوري» يحتاج لفوز وحيد فقط سيضمن له العبور مباشرةً دون الانتظار للجولة الأخيرة.

يمتلك منتخب كوريا الجنوبية حالياً 16 نقطة، وسيكون أمام مباراة صعبة في الجولة المقبلة مع العراق صاحب المركز الثالث برصيد 12 نقطة، والمنافس بشراسة لهذه المجموعة. فوز كوريا سيحسم التأهل لها، أما الخسارة فستبقي الأمر حتى الجولة الأخيرة.

منتخب الأردن الذي يحتلُّ وصافة هذه المجموعة برصيد 13 نقطة حظوظه قائمة وبيده، إذ سيخوض مواجهة تنافسية أمام عمان في الجولة المقبلة، ويحتاج لأربع نقاط ليضمن العبور المباشر شريطة تعثر العراق في أي مباراة مقبلة، وغالباً ستكون الجولة الأخيرة مثيرة للغاية حينما يلتقي المنتخب الأردني بضيفه العراقي، وستتحدد أهمية هذه المواجهة بالنظر لنتائج الجولة قبل الأخيرة.

في المجموعة الثانية لم يفقد أي منتخب حظوظه في التأهل، إلا أن العبور المباشر انحصر بين كوريا الجنوبية والأردن والعراق وعمان بحظوظ أقل كونها ستنافس على سيناريوهات معقدة للغاية، لكن حظوظها قائمة، أما منتخبا فلسطين والكويت فالآمال صعبة، لكنها كذلك قائمة للمنافسة على بطاقة التأهل نحو مباريات الملحق.

في المجموعة الثالثة، عبرت اليابان مع نهاية الجولة السابعة، واحتدم التنافس بين أستراليا صاحبة المركز الثاني والأخضر السعودي الذي يحتل المركز الثالث، وسط حظوظ قائمة لمنتخب إندونيسيا، لكنها بحاجة لمزيد من التعثرات لمنافسيها.

أستراليا التي تمتلك 13 نقطة ستواجه اليابان، ثم المنتخب السعودي، وستكون فرصتها قائمةً بتحقيق الفوز في الجولتين، أو فوز وتعادل، أو فوز وحيد مقابل تعثر الأخضر السعودي بأي نتيجة أمام البحرين.

أما المنتخب السعودي، فيحتاج إلى تحقيق الفوز في آخر مباراتين سيخوضهما أمام البحرين في الخامس من يونيو المقبل بالعاصمة البحرينية المنامة، ثم أستراليا حينما يستضيفها في السعودية في العاشر من الشهر ذاته.

لكن الأمر الذي يحتاج إليه الأخضر السعودي ليس الفوز فقط، بل سيكون بحاجة لتعثر منتخب أستراليا أمام اليابان إما بالتعادل أو الخسارة، ليمنح الفوز المنتخب السعودي بلوغ النقطة الـ16 مقابل 14 نقطة حدّاً أقصى لأستراليا.

وفي حال عدم تعثر أستراليا أمام اليابان، وانتصار الأخضر على أستراليا في الجولة الأخيرة وتساوي المنتخبين برصيد 16 نقطة، فسيتم النظر لحسابات عدة، أولها فرق الأهداف الإجمالي، ثم إجمالي الأهداف، وبعدها يتم النظر للمواجهات المباشرة.

وفي حال فازت أستراليا بهدف وحيد على اليابان في الجولة المقبلة فيتعيَّن على المنتخب السعودي تسجيل 8 أهداف في المباراتين المقبلتين أمام البحرين وأستراليا ليكون فارق الأهداف في صالحه.

منتخبا الصين والبحرين، افتقدا المنافسة على بطاقة التأهل المباشر، لكن حظوظهما قائمة بالمنافسة على مباريات الملحق، رغم أن انتصار إندونيسيا في الجولة الماضية على البحرين، جعل الأمر معقداً بالنسبة للبحرين والصين، إذ سيمنح أي انتصار للأخضر ضمان عبوره نحو الملحق في حال عدم تأهله المباشر، أما إندونيسيا فالأمر كذلك، خصوصاً أنها ستواجه الصين في الجولة المقبلة.

ويشار إلى أن الملحق الآسيوي سيضم 6 منتخبات ستُوزَّع على مجموعتين، كل واحدة تضم 3 منتخبات، وستلعب من دور واحد خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل؛ حيث تقام بنظام التجمع في بلد محايد، وسيتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم ليكتمل عدد البطاقات الآسيوية الثمانية.

أما المنتخبان اللذان يحتلان المركز الثاني في المجموعتين فيلتقيان ذهاباً وإياباً في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على أن يذهب الفائز منهما إلى الملحق الدولي المقرر في مارس (آذار) 2026؛ حيث ستشهد بطولة المُلحق تنافس 6 منتخبات على آخر بطاقتين متاحتين للتأهل لكأس العالم وستعرف البطولة مشاركة منتخبين من الكونكاكاف، ومنتخب واحد من الاتحاد الآسيوي، الاتحاد الأفريقي، الكونميبول واتحاد أوقيانوسيا. وبحسب نظام «فيفا» فإن المُنتخبات الأربعة الأقل تصنيفاً ستلعب مع بعضها في نظام شبيه بنصف النهائي، أما المنتخبان الأعلى تصنيفاً، فسيتأهلان مباشرةً للنهائي، بينما الفائزان من نصف النهائي سيواجهان المتأهلَين للنهائي من أجل الحصول على بطاقتين لكأس العالم.

عاجل الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ انطلق من الأراضي اللبنانية ورصد آخر