«غير شرعية» و«فاسدة»... ترمب يصب غضبه على وسائل الإعلام المنتقدة له

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT
20

«غير شرعية» و«فاسدة»... ترمب يصب غضبه على وسائل الإعلام المنتقدة له

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

صبّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الجمعة) جام غضبه على وسائل الإعلام المنتقدة له، وعلى خصومه السياسيين، في خطاب ألقاه من وزارة العدل التي أعيد تشكيلها إلى حد كبير منذ عودته إلى البيت الأبيض، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وطوال حملته الانتخابية، شبّه ترمب الإجراءات الجنائية المتخذة ضده بممارسات لوزارة العدل بحقه في عهد سلفه جو بايدن لطالما وصفها بأنها اضطهاد.

وقال ترمب: «لقد تجسسوا على حملتي الانتخابية، وأطلقوا الكثير من الخدع وعمليات التضليل».

وأضاف: «انتهكوا القانون على نطاق هائل، واضطهدوا عائلتي وفريقي ومؤيديَّ، وفتشوا مقر إقامتي في مارالاغو، وفعلوا كل ما في وسعهم لمنعي من أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة».

وكان ترمب يشير إلى الإجراءات الفدرالية التي كانت تستهدفه بتهمة حجب وثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض عام 2021.

وشنّ ترمب هجوماً لاذعاً على وسائل الإعلام التي تنتقده، متهماً إياها بممارسة ضغوط على القضاة «في شكل غير قانوني».

وقال الرئيس الأميركي إن شبكتي «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي» وصحفاً لم يحددها «تكتب حرفياً بنسبة 97.6 في المائة أموراً سيئة عني وهذا الأمر لا بد أن يتوقّف. لا بدّ أن يكون غير شرعي».

في خطاب ألقاه أمام مدّعين عامين وعناصر أجهزة إنفاذ القانون في مقر وزارة العدل، وصف ترمب وسائل الإعلام هذه بأنها «أذرع سياسية للحزب الديمقراطي. وبرأيي هي فاسدة حقاً وغير شرعية. ما تفعله غير شرعي».

وقال إن وسائل الإعلام هذه «تؤثر على القضاة وهي تغيّر القانون حقاً، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون شرعياً. لا أعتقد أنه شرعي. وهي تفعل ذلك بالتنسيق التام مع بعضها البعض».

وجعل ترمب توجيه الانتقادات الحادة إلى وسائل إعلام أميركية معارضة له جزءاً أساسياً من خطابه منذ انتخابه رئيساً لولاية أولى في العام 2016.

وفي ممارسة غير مسبوقة لرئيس بلد مكرّسة حرية الصحافة في دستوره، يصف ترمب بشكل روتيني صحافيين لا يتّفق معهم بأنهم «أعداء الشعب» ويروجون «أخباراً مضلّلة».

منذ بدء ولايته الرئاسية الثانية في يناير (كانون الثاني)، سارع ترمب للضغط على وسائل إعلام رئيسة على غرار «وكالة أسوشييتد برس» مع تمكين وسائل إعلام يمينية من تغطية أخبار البيت الأبيض بأريحية أكبر.


مقالات ذات صلة

العلماء الأميركيون يفرّون إلى أوروبا هرباً من سياسات ترمب

العالم مبنى الكابيتول الأميركي (أ.ف.ب)

العلماء الأميركيون يفرّون إلى أوروبا هرباً من سياسات ترمب

تشهد أوروبا، ومعها الكثير من الدول الأخرى، موجة من الهجرة العلمية غير المسبوقة، حيث يسعى العلماء الأميركيون لمغادرة الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)

إدارة ترمب تدرس الاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضاً روسية

إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تدرس الاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضاً روسية، في خطوة لإرضاء الرئيس فلاديمير بوتين وإنهاء الحرب.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس ترمب خلال حديثه مع بعض المهندسين في موقع عمليات حفر بولاية تكساس (أ.ف.ب)

ترمب يوافق على إنتاج الطاقة باستخدام «الفحم النظيف»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه أعطى الإذن لإدارته للبدء على الفور في إنتاج الطاقة باستخدام «الفحم النظيف».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

الكرملين: اتصال بوتين وترمب سيبحث ملف أوكرانيا و«تطبيع» العلاقات

أعلن الكرملين أن الاتصال الهاتفي المنتظر بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب سيتم بين الساعة 13:00 و15:00 ت. غ، اليوم (الثلاثاء).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا (رويترز)

وزير خارجية أوكرانيا: قادرون على تحقيق السلام العادل في عهد ترمب

 قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده قادرة على تحقيق سلام عادل ودائم تحت قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

تمديد المهمة الأممية في أفغانستان يترافق مع تحذير لـ«طالبان»

مجلس الأمن خلال اجتماعه حول أفغانستان (الأمم المتحدة)
مجلس الأمن خلال اجتماعه حول أفغانستان (الأمم المتحدة)
TT
20

تمديد المهمة الأممية في أفغانستان يترافق مع تحذير لـ«طالبان»

مجلس الأمن خلال اجتماعه حول أفغانستان (الأمم المتحدة)
مجلس الأمن خلال اجتماعه حول أفغانستان (الأمم المتحدة)

مدد مجلس الأمن لعام إضافي مهمة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان «أوناما»، في وقت حذر فيه قادة «طالبان» من أن السلام والازدهار «لا يمكن تحقيقه» قبل تراجعهم عن حظر حصول النساء والفتيات على التعليم، وتمكنهن من العمل، والعيش في الأماكن العامة.

وصوت الأعضاء الـ15 في المجلس بالإجماع على قرار أعطي الرقم 2777، مشدداً على «الأهمية الحاسمة» لاستمرار انتشار «أوناما» وغيرها من الوكالات الأممية في كل أنحاء أفغانستان. وعبر عن تقديره للالتزام طويل الأمد من الأمم المتحدة حيال البلاد وشعبها، مؤكداً دعمه الكامل للبعثة الأممية وللممثلة الخاصة للأمين العام أنطونيو غوتيريش في أفغانستان روزا أوتونباييفا. كما دعا «طالبان» إلى «التراجع سريعاً» عن سياساتهم وممارساتهم بحق النساء والفتيات. وعبر عن «قلقه البالغ» من استمرار وجود الجماعات الإرهابية في هذا البلد، مطالباً الحركة بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وإدانة كل النشاطات الإرهابية في أفغانستان.

القائم بأعمال بعثة أفغانستان في الأمم المتحدة نصير فائق خلال الاجتماع (الأمم المتحدة)
القائم بأعمال بعثة أفغانستان في الأمم المتحدة نصير فائق خلال الاجتماع (الأمم المتحدة)

وطالب بعدم استخدام البلاد لتهديد أو مهاجمة أي دولة أخرى. ودعا إلى مكافحة إنتاج وتجارة وتهريب المخدرات غير المشروعة والمواد الكيماوية المستخدمة في تصنيعها. وشدد على ضرورة تحسين الحد من مخاطر الكوارث التي تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، والاجتماعية، والاقتصادية.

يقف أحد أفراد أمن طالبان حارساً بينما تنتظر النساء الأفغانيات المرتديات النقاب الحصول على وجبات إفطار مجانية توزعها مؤسسة خيرية محلية خلال شهر رمضان المبارك في كابل في 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يقف أحد أفراد أمن طالبان حارساً بينما تنتظر النساء الأفغانيات المرتديات النقاب الحصول على وجبات إفطار مجانية توزعها مؤسسة خيرية محلية خلال شهر رمضان المبارك في كابل في 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وكانت «أوناما» تأسست عام 2002 على أنها بعثة سياسية تُسهّل الحوار بين القادة السياسيين في أفغانستان، والجهات المعنية الإقليمية، والمجتمع الدولي، لتعزيز الحوكمة الشاملة، ومنع النزاعات. وتنسق البعثة أيضاً عملية الإغاثة الشاملة التي تُقدمها الأمم المتحدة بالتعاون مع سلطات «طالبان» الفعلية منذ عودتها إلى السلطة عام 2021.

وقالت المبعوثة أوتونباييفا لمجلس الأمن خلال الأسبوع الماضي إن الأمر متروك لحركة «طالبان» لتوضيح ما إذا كانت تريد إعادة دمج أفغانستان في النظام الدولي من عدمه. وأضافت : «إذا كان الأمر كذلك، ما إذا كانت مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة على هذا المسار». وأوضحت أن الأفغان «يستاءون بشكل متزايد من تدخلات مسؤولي طالبان في حياتهم الخاصة» ويخشون زيادة عزلة البلاد عن بقية العالم. ولاحظت أن أكثر من نصف سكان أفغانستان - نحو 23 مليون شخص - يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وهي أزمة إنسانية ناجمة عن عقود من الصراع، والفقر المتجذر، والصدمات المناخية، والنمو السكاني الكبير. وقالت إن تراجع التمويل له تأثير كبير.

يقف أحد أفراد أمن طالبان حارساً بينما ينتظر الرجال الأفغان الحصول على مساعدات غذائية تبرعت بها إحدى الجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان المبارك في قندهار في 9 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يقف أحد أفراد أمن طالبان حارساً بينما ينتظر الرجال الأفغان الحصول على مساعدات غذائية تبرعت بها إحدى الجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان المبارك في قندهار في 9 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وكانت «طالبان» استولت على الحكم عام 2021 إثر انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» من البلاد بعد عقدين من الحرب. ولا تعترف أي دولة رسمياً بحكومة «طالبان» بسبب قمعها للنساء والفتيات اللواتي يُمنعن من العمل، ومن دخول العديد من الأماكن العامة، ومن التعليم بعد الصف السادس. كما يجب عليهن أن يرتدين النقاب، ولا يمكنهن إسماع أصواتهن في الأماكن العامة.

خطر صحي

في غضون ذلك، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية في أفغانستان أدوين سينيزا سلفادور أن 80 في المائة من الخدمات التي تدعمها المنظمة في البلاد يمكن أن تتوقف بحلول يونيو (حزيران) بسبب نقص في التمويل. وأوضح أن «هذه الإغلاقات ليست مجرد أرقام في تقرير، بل تُمثل أمهات غير قادرات على الولادة بأمان، وأطفالًا فاتتهم التطعيمات المنقذة للحياة، ومجتمعات بأكملها تُركت دون حماية من تفشي الأمراض الفتاكة». وقال في بيان إنه «من دون تدخل عاجل، يمكن أن تغلق أكثر من 220 منشأة إضافية بحلول يونيو 2025، ما يحرم 1.8 مليون أفغاني إضافيين من إمكان الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية». وأشار إلى وقف 167 عملية من هذا النوع بسبب نقص الدعم المالي. وأضاف أن «الأمر لا يتعلق بالتمويل فحسب. إنها حالة طوارئ إنسانية تهدد بإلغاء سنوات من التقدم في تعزيز منظومة أفغانستان الصحية».

وتدق المنظمة ناقوس الخطر منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الوكالة، مما أنهى مساهمات واشنطن في الشبكة العالمية لمراقبة الحصبة وعرضها للخطر، علما أنها كانت ممولة بالكامل من واشنطن.

وحتى قبل تخفيضات التمويل، كانت أفغانستان تُكافح حالات طوارئ صحية متعددة، بما في ذلك تفشي الحصبة، والملاريا، وحمى الضنك، وشلل الأطفال، وحمى القرم الكونغولية.

وجرى الإبلاغ عن أكثر من 16 ألف حالة مشتبه فيها بالحصبة، بما في ذلك 111 حالة وفاة، في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2025.