ممثلون يتألّقون في رمضان ويتفرَّدون بالشخصية اللافتة

أدوار في مسلسلات لبنان وسوريا تُميّزها قوالب مُغايرة

تطلُّ سينتيا كرم بدور فريد تُخرج منه ما يحلو انتظاره (لقطة من «بالدم»)
تطلُّ سينتيا كرم بدور فريد تُخرج منه ما يحلو انتظاره (لقطة من «بالدم»)
TT

ممثلون يتألّقون في رمضان ويتفرَّدون بالشخصية اللافتة

تطلُّ سينتيا كرم بدور فريد تُخرج منه ما يحلو انتظاره (لقطة من «بالدم»)
تطلُّ سينتيا كرم بدور فريد تُخرج منه ما يحلو انتظاره (لقطة من «بالدم»)

أسماءٌ تبرُز بالاختلاف والتجدُّد وهجران النسخ القديمة، تستوقفُ المُشاهد. في كلّ موسم رمضاني، تلمع اكتشافات. بعضٌ يُقدّم جمال الأدوار، وبعضٌ يتفرَّد بصنف الشخصية وإتقان أدائها. والمتفرّدون قوالبهم صبُّوها بخصوصية، حمَّلوها اجتهادهم، وأضافوا منهم إليها. حضورهم لا يقلّل من آخرين يؤدّون بمهارة ويُقنعون. إقناعُهم أيضاً تألُّق، لإيصالهم روح الشخصية. لكنَّ الفارق أحياناً بأصناف الأدوار وما تتطلَّبه. فالممثل الجيّد يُقدّم المطلوب المُقنع، وتحت هذه الخانة يُصنَّف كثيرون. غياب أسماء عن المذكورين أدناه ليس تقليلاً لشأن المُقتدِرين، المؤدّين أدوارهم بكلّ ما فيهم، والمميَّزين بما يُعطون. فمَن تشملهم السطور يشدّون الأنظار بنوع الدور وجمال أدائه.

سينتيا كرم المتفوّقة

في صدارة المتألّقين هذا الموسم، ومكتوبها يُقرأ من كلماته الأولى، الممثلة اللبنانية سينتيا كرم، ابنة خشبة المسرح. تُقدّم في مسلسل «بالدم» شخصية «عدلا» بكل ما تعنيه الخبرة التمثيلية. لم تنحرف مليمتراً واحداً عن سياقها. أضافت وأغنت.

تطلُّ بدور خارج القوالب الجاهزة؛ تعجنه بأدواتها، وتُخرج منه ما يحلو انتظاره. ففي المسلسل (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر)، تُقدّم القلب الكبير المقيم بجوار عقل متواضع. شخصية مُركَّبة تليق بموهبتها. مجالُها ليس فحسب ما يقوله لسانُها، وإنما أيضاً ما يُحرّك مشاعرها. تُتقن الإقناع بقسوة البساطة في عالم يضجُّ بعويل الذئاب. تلتهمها وتظنُّ الأسنان قبلة. وتنهشها وتبتسم للنهش. نرى بأمّ العين صوت تحطُّم قلبها. ونسمع الدم يسيل! مُقنعة في قَلْب الحاستَيْن، فنلمح وَقْع التشظّي ونُصغي إلى النزيف!

لا مبالغة بِعدِّها نجمة رمضان، وإنْ في العادة لا يصحُّ استعجال الأحكام. على مواقع التواصل، انتشارٌ كثيفٌ لصورها وتفنُّنٌ في مديحها. الورق أنصفها، فتردُّ له جَميله. والكاميرا ميَّزتها، وتبدو بحجم التميُّز. لباسُها، شَعرها «المنكوش»، ثرثراتها الفوضوية، هوسها بالكواكب والأبراج، وقلبُها... سيطرة تامة على التفاصيل. تُبيّن أنّ الحبّ الصافي لا يمنحه أيّ كان. وحدها القلوب العظيمة تفعل. تلك التي تتجاوز الأشكال وحُكم النظرة والتعريف، ولا تدركها إلا قلّة. وسام فارس بشخصية «مروان»، وجعُها المرتَقب، وخيبتُها الكبرى، يتفوّق أيضاً.

لكاريس بشار قدرة على تقديم أفضل ما في الدور (لقطة من «تحت سابع أرض»)

كاريس بشار... الفارق

للممثلة السورية كاريس بشار قدرة على تقديم أفضل ما في الدور. تطلّ في «تحت سابع أرض» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي) بشخصية تجمع المتناقضات، فتدرك كيفية خَلْق التوازن الذهبي بينها. في الأمومة تتبدَّل إلى الأم. وفي المراوغة تُراوغ. لا تكون موجاً راكداً طوال الوقت. فأحياناً تهدُر وأحياناً تطفو. وأحياناً تغنّي وتشرُد وتغمز للحبّ مُتلقّيةً إشاراته الأولى.

ذِكرُ كاريس بشار يوجِبُ ذِكرَ تيم حسن (لقطة من «تحت سابع أرض»)

ذِكرُ كاريس بشار يوجِبُ ذِكرَ تيم حسن. في المسلسل، يُمرّران الطابة أحدهما للآخر. وكلاهما فنان في الرمي والتسديد. معاً، يرفعان العادي إلى مُنتَظر، ويُحلّيان المُشاهدة.

هذه الفنانة تبرع في صنع الفارق والإمساك بالدور. شخصية «بلقيس» أكثر من حالة. تاجرة في سوق «البالية»، ومُزوِّرة عملة، وأمٌ، وقلب لم يُغلق بابه. شخصية حتى الآن مُنطلقة، مساحتها عريضة، وصوتها واصل. بطولتها ليست في كونها تُمثّل الدور الرئيسي، وإنما في إجادته وإعطائه كلَّها.

نادين تحسين بيك خفيفة في قراءة المواقف والتفاعل معها (فيسبوك)

نادين تحسين بيك وملهم بشر... بسمة الموسم

في مسلسل «نسمات أيلول»، تتألّق الشخصيات. وبين المتألّقين، تبرُز الممثلة السورية نادين تحسين بيك والممثل السوري ملهم بشر. الأولى بشخصية «رلى» والثاني بدور «نورس». الجديد ليس إتقانهما المطلوب منهما، فغالباً يمتهنان الإقناع. إلحاقهما بهذه السطور مردّه حضورهما المختلف عن درامية المشهد المعتاد. فلمّا وُضعا في موقف كوميدي، أجاداه تماماً. ذلك ينطبق على صباح الجزائري أيضاً في المسلسل (كتابة علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي). فشخصيتها تُخرجها مما قدَّمت ولم يكن أفضل الأدوار.

ملهم بشر ممَن يتفرّدون في أدوارهم (فيسبوك)

وإذا كان الجميع كوميدياً على طريقته، فإنّ نادين تحسين بيك خفيفة جداً في قراءة المواقف والتفاعل معها. تجيدها كأنها من طبيعتها. وإذا كان ملهم بشر يفوقها «سخرية» لكونه المُسبِّب الأول للاستهزاء والآخرون متلقّين له، فإنهما معاً يُشكّلان ثنائية من دون أي إشارة حتى الآن إلى ذلك، وانسجاماً كاريزماتياً ولو تبيَّن أنه مناكفة وشَدّ حبال. المسلسل خطوة إلى الأمام لجميع أبطاله.

حلا رجب ونانسي خوري: دوران لافتان

تطلّ الممثلة السورية حلا رجب في مسلسل «السبع»، والممثلة السورية نانسي خوري في مسلسل «البطل». من الأسماء التي يبدو أنها تُقدّم جديداً. الدَوْران يحملان لمسة. فشخصية حلا رجب تصبغها لمسة كوميديا؛ لسانُها جزء من أدائها، فتتكلّم بسرعة وتُشمِّع الخيط وتُدوزن الوتر على طريقتها. هذا الوجه المُعلَن يُخفي وجهاً آخر يجعلها شخصيتَيْن في شخصية. يبدو أنها لن تمرَّ في «السبع» (كتابة سيف رضا حامد وإخراج فادي سليم) كأنها لم تكُن.

نانسي خوري من الأسماء التي يبدو أنها تُقدّم جديداً (لقطة من مسلسل «البطل»)

شخصية خوري على النقيض: كئيبة، منطوية (حتى الآن)، وموجوعة. إطلالتها ببحَّة الصوت في الحلقات الأولى من «البطل» (كتابة رامي كوسا وإخراج الليث حجو)، منحها نقطة إضافية. تَطوُّر الدور سيُبيّن ما هو أبعد من مجرّد الانطباعات الأولى.

أعلاه خياراتٌ مما نشاهد في مسلسلات لبنان وسوريا. يبقى بسام كوسا في «البطل» وأمل عرفة في «السبع» أستاذَيْن.


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
TT

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)

ساعات من الطرب والحماسة شهدتها أولى حفلات برنامج «صدى الوادي» في وادي صفار، مع صقر الأغنية الخليجية رابح صقر، والفنان ناصر نايف، ضمن فعاليات موسم الدرعية.

وانطلقت، الخميس، أولى حفلات برنامج «صدى الوادي»، في مشهد جمع بين القيمة التاريخية للمكان والإيقاع الفنّي الذي يُقدّمه موسم الدرعية 25-26، ضمن برامجه التي تمزج بين التاريخ والتراث والسياحة والترفيه.

وبدأت الأمسية على المسرح المفتوح بتصميمه الذي ينسجم مع الطبيعة الآسرة لوادي صفار شمال غربي مدينة الرياض، مع الفنان السعودي الشاب ناصر نايف الذي تفاعل معه الجمهور وهو يؤدّي أغنياته المُحبَّبة.

وتصاعدت حماسة الحضور مع ظهور صقر الأغنية الخليجية رابح صقر الذي لفت الأنظار بأدائه في عدد من أغنياته، أبرزها: «يوم ما أنا ضحّيت ما أقصد جحود»، و«حبيبي اللي همّه رضاي»، إلى جانب أداء ناصر الاستثنائي في «نسايم نجد»، و«خلي الليالي سعادة»، ومجموعة أخرى من الأغنيات التي أشعلت شتاء وادي صفار في أولى حفلات موسم الدرعية هذا العام.

الفنان ناصر نايف خلال الحفل (موسم الدرعية)

الفنان رابح صقر خلال الحفل (موسم الدرعية)

ويأتي اختيار وادي صفار لتنظيم الأمسية لما يمثّله من قيمة تاريخية وموقع حيوي كان على مدى العصور مَعْبراً للمسافرين وقوافل التجارة، وملتقى اجتماعياً لأهالي الدرعية، قبل أن يتحوَّل اليوم إلى مسرح مفتوح يحتضن فعاليات ثقافية وفنية تعكس حضور الموسم وتنوّع عروضه. ويندرج هذا الحفل ضمن برنامج موسيقي واسع يشارك فيه فنانون من أبرز الأسماء العربية؛ من بينهم: فنان العرب محمد عبده، وقيثارة العرب نوال، وراشد الفارس، وأميمة طالب، وفنانو حفل اليوم، الجمعة، عايض يوسف، وزينة عماد، بالإضافة إلى مجموعة من المواهب السعودية الممّيزة.

أجواء تراثية وطربية في ليالي «صدى الوادي» (موسم الدرعية)

ويُقدّم برنامج «صدى الوادي» سلسلة من الحفلات التي تستضيف أبرز الفنانين في العالم العربي، عبر إثراء التجربة الفنية لزوار موسم الدرعية من خلال عروض موسيقية متنوّعة تشمل السامري وفنون الأداء الجماعي، وتُبرز جماليات المكان بتكوينه الطبيعي وشواهده التاريخية.

وتشمل تفاصيل «صدى الوادي» تجربة متكاملة تبدأ باستقبال الزوار بطابع الضيافة السعودية، مروراً بعروض شعرية وغنائية، وصولاً إلى مرافق فنّية ومعارض تفاعلية، من بينها معرض السامري الذي يُقدّم سرداً بصرياً وثقافياً لتراث فنون الأداء النجدية عبر تقنيات رقمية وآلات موسيقية معروضة، بما يعزّز دور البرنامج في الحفاظ على الفنون التقليدية وإبرازها بأسلوب معاصر.


أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
TT

أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)

طوّر فريقٌ بحثي دولي، بقيادة جامعة تكساس الأميركية، أداةً مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساعد المبرمجين من ضعاف البصر على إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وتحريرها والتحقق منها بشكل مستقل.

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام إتاحة أدوات الإبداع التكنولوجي للأشخاص ضعاف البصر، وهو مجال لا يزال محدوداً جدّاً حتى الآن. وقد قُدّمت النتائج، الخميس، خلال مؤتمر «ASSETS 2025» الدولي للحوسبة في دنفر بالولايات المتحدة.

ويعاني المبرمجون ضعاف البصر تحديات كبيرة في العمل على الأكواد والنماذج الرقمية، إذ تعتمد أدوات برمجة تقليدية عدّة على الرؤية المباشرة للشاشات والنماذج ثلاثية الأبعاد.

ووفقاً للفريق، فإن نحو 1.7 في المائة من المبرمجين يعانون ضعف البصر، ويستخدمون أدوات مثل قارئات الشاشة وشاشات برايل التي تتيح لهم قراءة الأكواد بطريقة «برايل».

وجاء اهتمام الفريق في تطوير الأداة بعد ملاحظتهم التحديات التي واجهها زميلهم الكفيف أثناء دراسة النمذجة ثلاثية الأبعاد، إذ كان يحتاج دائماً إلى مساعدة الآخرين للتحقّق من عمله.

وتحمل الأداة المبتكرة اسم «A11yShape»، وتهدف إلى تمكين ضعاف البصر من تحرير النماذج والتحقّق منها دون الحاجة إلى مساعدة أشخاص مبصرين، ما يفتح أمامهم فرصاً أوسع للمشاركة في المشروعات التقنية والإبداعية بشكل مستقل.

وتعتمد الأداة على التقاط صور رقمية متعددة الزوايا للنماذج التي يُنشئها المبرمجون في محرر الأكواد «OpenSCAD»، ومن ثمَّ يستخدم النظام نموذجَ الذكاء الاصطناعي «GPT-4o» لتحويل الأكواد والصور إلى وصفٍ نصّي دقيق يمكن للمستخدم فهمه بسهولة.

كما تقوم الأداة بمزامنة التغييرات بين الكود والوصف والنموذج ثلاثي الأبعاد، وتوفّر مساعداً ذكياً شبيهاً بـ«روبوت دردشة» للإجابة عن أسئلة المستخدم المتعلّقة بالتصميم والتحرير.

وبذلك تتيح الأداة للمبرمجين من ضعاف البصر العملَ بشكل مستقل على تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى مساعدة شخص مبصر، ما يُعزّز فرصهم في الإبداع والمشاركة الفعلية في المشروعات التقنية.

واختبر الباحثون الأداة مع 4 مبرمجين من ضعاف البصر، وتمكّنوا بفضلها من إنشاء وتعديل نماذج ثلاثية الأبعاد لروبوتات وصواريخ وطائرات هليكوبتر بشكل مستقل.

وقال الدكتور ليانغ هي، الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب بجامعة تكساس والباحث الرئيسي في الدراسة: «هذه خطوة أولى نحو تمكين الأشخاص ضعيفي البصر من الوصول إلى أدوات الإبداع، بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن فريقه سيواصل تطوير الأدوات لدعم المبرمجين ضعيفي البصر في مهام إبداعية أخرى، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم الدوائر الإلكترونية، بهدف تمكينهم من العمل بشكل مستقل في هذه المجالات.


الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
TT

الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)

أكد الدكتور عبد اللطيف الواصل، رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، أنّ المرحلة الراهنة تتطلَّب استعادة دور الفلسفة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتقدَّم فيه المادية، لتُعيد طرح الأسئلة الكبرى، وتُقدّم قراءة أعمق للتحوّلات التي يشهدها العالم.

وتابع الواصل، خلال افتتاح أعمال «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025» في نسخته الخامسة، أنّ الرياض باحتضانها هذا الحدث المعرفي تُرسّخ مكانتها فضاءً حيّاً يتقاطع فيه عمق الفكرة مع حيوية التجديد، وتمنح الفكر موقعاً فاعلاً في صياغة الرؤى والأسئلة المعاصرة.

يشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً عالمياً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين (هيئة الأدب)

وتتواصل، منذ الخميس، نقاشات غنيّة ضمن أعمال المؤتمر الذي تُنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية، تحت عنوان «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة».

ويشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم، يمثّلون مدارس فلسفية متعددة، مما يمنح البرنامج تنوّعاً معرفياً يُعزّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات.

نقاشات مُعمَّقة ضمن ورشات العمل المُصاحبة للمؤتمر (هيئة الأدب)

وتشهد الفعالية أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية، وطرائق التفكير، ومسارات التأثير المتبادل بين المدارس الفكرية، إلى جانب مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني، والتحوّلات الثقافية، ودور الفلسفة في قراءة الواقع.

هذا الزخم العلمي يمنح الباحثين والمهتمّين رؤى متنوّعة ومقاربات موسَّعة، تُعمّق النقاشات الفلسفية وتُطوّر فهماً أوسع للأسئلة الكبرى في الفكر الإنساني.

مؤتمر الرياض عزَّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات (هيئة الأدب)

الروابط المشتركة بين الشرق والغرب

وأشار الواصل إلى أنّ اختيار عنوان المؤتمر يعكس حقيقة أنّ الفلسفة لم تُولد من الجغرافيا بقدر ما تشكّلت من السؤال. وأضاف أن تناول ثنائية الشرق والغرب ليس هدفه تكريس الانقسام، بل إبراز الروابط المشتركة بين التجارب الفكرية وما يجمعها من ميراث إنساني قائم على البحث عن المعنى وصناعة الوعي.

وأوضح أنّ انعقاد المؤتمر في نسخته الخامسة هو امتداد لمشروع فكري انطلق قبل 5 أعوام، وتحوَّل إلى مبادرة راسخة تُعزّز حضور الفلسفة وتُثري حوار الثقافات، وتُرسّخ موقع المملكة منصةً عالميةً في مجالات الإنتاج المعرفي وصناعة الفكر.

وأوضح الواصل أنّ المؤتمر بات اليوم مشروعاً يتنامى أثره عاماً بعد عام، ويتّسع حضوره محلّياً ودولياً، بما يعكس الثقة التي اكتسبها ودوره في دعم الحوارات الفلسفية بين الشرق والغرب.

يشهد المؤتمر أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية (هيئة الأدب)

وأكّد أنّ الحاجة المتزايدة لاستعادة دور الفلسفة تنبع من واقع عالمي سريع التحوّل، تتقاطع فيه الأزمات والأسئلة الوجودية. وترى الرياض في هذا الحدث مساحة تتفاعل فيها الفكرة العميقة مع التجديد الفكري، في فضاء مفتوح يعكس المكانة المتنامية للمملكة في المشهد الفلسفي العالمي.

ويُعدّ «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة» من أبرز الفعاليات الفكرية السنوية في المنطقة، إذ يُسهم منذ انطلاقته الأولى في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وإعادة تقديم الفلسفات بمختلف مدارسها في سياق دولي، وترسيخ الدور السعودي في دعم الإنتاج الفكري وبناء الجسور المعرفية بين الشرق والغرب، بما يخدم مسارات التنمية الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة.

مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني والتحوّلات الثقافية (هيئة الأدب)

ويأتي انعقاد المؤتمر هذا العام امتداداً لمسيرته المعرفية التي بدأت قبل 5 أعوام، ليواصل دوره منصةً عالميةً تجمع المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، وتُرسّخ مكانة السعودية مركزاً دولياً لإنتاج المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات.