هل تحل المظلة النووية الأوروبية محل المظلة الأميركية - الأطلسية؟

باريس تريد قدراتها النووية للدفاع عن «مصالحها الحيوية» ولكنها منفتحة على إفادة أوروبا منها

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب الرئيس دونالد ترمب ويظهر في الصورة نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو خلال اجتماع الاثنين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب الرئيس دونالد ترمب ويظهر في الصورة نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو خلال اجتماع الاثنين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض (أ.ب)
TT

هل تحل المظلة النووية الأوروبية محل المظلة الأميركية - الأطلسية؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب الرئيس دونالد ترمب ويظهر في الصورة نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو خلال اجتماع الاثنين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب الرئيس دونالد ترمب ويظهر في الصورة نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو خلال اجتماع الاثنين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض (أ.ب)

لم ينتظر فريدريتش ميرتز، رئيس الحزب «الديمقراطي المسيحي» الفائز في الانتخابات التشريعية التي شهدتها ألمانيا، الأحد الماضي، والذي سيكون المستشار الألماني القادم، تسلمه لمنصبه الجديد حتى يكشف عن توجهات جديدة في سياسة بلاده الخارجية التي كانت مرتبطة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بالولايات المتحدة الأميركية وبالحلف الأطلسي منذ نشوئه. ولا تزال ألمانيا تستضيف أكبر عدد من القوات الأميركية المرابطة في أوروبا «35 ألف رجل»، فضلاً عما يقارب الـ200 قنبلة نووية، رغم أن دستورها يحرمها من الحصول على هذا السلاح.

ولأن ميرتز يبدو قلقاً، كغيره من القادة الأوروبيين، مما هي عليه اليوم السياسة الأميركية تجاه الحلف الأطلسي وتجاه أوروبا، فقد دعا، مساء الأحد، إلى «ترسيخ قدرات دفاعية مستقلة»، بحيث تكون «بديلاً عن حلف (الناتو) بشكله الحالي».

كذلك أطلق نقاشاً حول كيفية حماية القارة القديمة، خصوصاً أن واشنطن «غير مبالية بمصير أوروبا». ولأن برلين، كغيرها من العواصم الأوروبية، بحاجة لمظلة نووية تحميها، ولأن الشكوك تتزايد بشأن فاعلية المادة الخامسة من النظام الداخلي للحلف الأطلسي التي توفر الحماية الجماعية لأي عضو يتعرض لاعتداء خارجي، فإن المستشار القادم لم يتردد في طرح بالون اختبار بقوله، ليل الجمعة الماضي، إنه يتعين على باريس ولندن النظر «فيما إذا كان يمكن توسيع حمايتهما النووية لتشملنا أيضاً».

وبكلام آخر، يريد ميرتز أن يستبدل بالمظلة النووية الأميركية مظلة نووية أوروبية. والحال أن فرنسا وبريطانيا هما القوتان النوويتان الوحيدتان في القارة الأوروبية، والأولى هي الوحيدة داخل الاتحاد بعد خروج بريطانيا منه في عام 2020.

المستشار الألماني القادم فريدريتش ميرتز واقفاً بمناسبة اجتماع لنواب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» و«الاتحاد الاجتماعي المسيحي» في البرلمان الألماني (البوندستاغ) الثلاثاء (إ.ب.أ)

لا يكفي أن يطلب ميرتز ليتحقق طلبه. فقرار اللجوء إلى السلاح النووي هو سيادي بامتياز، وليس سهلاً أن تقبل أي قوة نووية مشاركة آخرين في قرار بهذه الخطورة. واللافت أنه لم يصدر أي تعليق رسمي من لندن ولا من باريس على طرح ميرتز.

ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية، الأحد، تصريحات عن مسؤول فرنسي، كتمت هويته، ومفادها أن فرنسا «مستعدة» من خلال قوة الردع النووية التي تملكها للمساعدة في حماية أوروبا. وبحسب المصدر الفرنسي، فإن «نشر عدد قليل من الطائرات المقاتلة الفرنسية المسلحة نووياً في ألمانيا لا يُتوقع أن يكون أمراً صعباً، ومن شأنه أن يبعث برسالة قوية» إلى روسيا. وقال دبلوماسي ألماني للصحيفة البريطانية إنه «إذا تحرّكت فرنسا لوضع قوّات نووية في ألمانيا، فسيزيد ذلك الضغط على البريطانيين لاتّباع النهج نفسه. نحن بحاجة إلى مظلّة نووية، ونريد أن يكون لنا رأي في هذا، ويجب أن نكون مستعدين للحديث عن ذلك ودفع ثمنه».

ماكرون: نووي فرنسا أيضاً للدفاع عن أوروبا

تعد فرنسا إحدى الدول الخمس النووية «الرسمية»، وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والمتمتعة بحق النقض «الفيتو». وقد تحولت إلى دولة نووية في عام 1960 زمن رئاسة الجنرال شارل ديغول متأخرة عن بريطانيا التي سبقتها إلى امتلاك السلاح النووي بمساعدة أميركية رئيسية في عام 1952.

ووفق المعلومات المتوافرة، فإن قوة الردع النووية الفرنسية تتألف من 300 رأس نووي والتي يمكن إطلاقها من الغواصات أو الطائرات العسكرية الاستراتيجية أو بواسطة الصواريخ من مخازنها تحت الأرض. وحتى مساء الثلاثاء، غضت باريس النظر عما جاءت به «تلغراف»؛ إذ بقيت وزارتا الدفاع والخارجية صامتتين. أما الطبقة السياسية فقد غابت عن السمع بعكس ما كان عليه موقفها العام الماضي عندما طرح الرئيس ماكرون هذه الإشكالية في خطاب مطول له يوم 25 أبريل (نيسان) 2024 في جامعة السوربون في باريس. وفي كلمته المذكورة، دعا ماكرون إلى إنشاء دفاع أوروبي «ذي صدقية إلى جانب الحلف الأطلسي في مواجهة روسيا التي أصبحت تشكل تهديداً أكبر بكثير منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022».

الدفاع الأوروبي يشمل أيضاً القدرات النووية الفرنسية التي أشار إليها ماكرون في حديث لمجموعة من الصحف المحلية في الشهر عينه. ووفق الرئيس الفرنسي، فإن «العقيدة الفرنسية هي أنه يمكننا استخدام السلاح النووي عندما تتعرض مصالحنا الحيوية للتهديد. وقد سبق لي أن قلت إن هناك بعداً أوروبياً لهذه المصالح الحيوية؛ لأن هذا الردع (النووي) يساهم في مصداقية الدفاع الأوروبي».

وعلى الرغم من أنه أوضح أن فرنسا ستحتفظ بـ«خصوصيتها»، فإن الرئيس أعلن مع ذلك أنها «مستعدة للمساهمة أكثر في الدفاع عن التراب الأوروبي». ومما قاله أيضاً: «دعونا نضع كل شيء على الطاولة وننظر إلى ما يحمينا حقاً بطريقة موثوقة». ورغم تأكيده «خصوصية» فرنسا بكونها صاحبة السلاح النووي، فإن الرئيس الفرنسي أكد أنها «جاهزة للمساهمة بشكل أكبر في الدفاع عن الأراضي الأوروبية».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مقابلته مع الصحافي الروسي بافيل زاروبين في مقر إقامة الدولة في نوفو أوغاريوفو خارج موسكو الاثنين (أ.ب)

فرنسا: لا إجماع على استخدام الردع النووي

منذ مجيئه إلى السلطة في عام 2017، طرح ماكرون نفسه المدافع الأول عن الاستقلالية الاستراتيجية، وعن الدعوة لقيام دفاع أوروبي قوي ليس بديلاً وإنما قائم إلى جانب الحلف الأطلسي. بيد أن الوضع اليوم تغير إلى درجة أن ألمانيا التي كانت الأكثر تعلقاً بالحلف المذكور، عدلت مقاربتها من النقيض إلى النقيض. وما يطالب به ميرتز صراحة يعد تحولاً تاريخياً في طبيعة النظرة إلى النادي الأطلسي، وإلى التطلع إلى دفاع نووي أوروبي يكون «بديلاً» عن الحلف الأطلسي.

والواضح أن تحولاً دراماتيكياً، كجعل قوة الردع النووي الفرنسية المخصصة أساساً لـ«حماية المصالح الحيوية الفرنسية»، مسخرة للدفاع عن أوروبا، وهذا يحتاج إلى ما يشبه «الإجماع» الداخلي الفرنسي حتى يرى النور. والحال أن هذا الأمر غير متوافر ويبدو من الصعب بلوغه في المستقبل القريب بالنظر لتضارب المواقف السياسية والقراءات الاستراتيجية. ويكفي أنه بمجرد أن عبّر ماكرون عن فكرته، العام الماضي، اندلعت الاحتجاجات. وسارع النائب فرنسوا كزافيه بيلامي، رئيس مجموعة حزب «اليمين الجمهوري» التقليدي في البرلمان الأوروبي، في حديث لصحيفة «لا كروا» إلى القول: «إن على رئيس الجمهورية ألا يتلفظ بأقوال كهذه»، مضيفاً أن كلامه «يتسم بخطورة استثنائية لأنه يمس السيادة الوطنية الفرنسية».

وذهبت مارين لوبن، زعيمة حزب « التجمع الوطني» اليميني المتطرف والمرشحة الدائمة لرئاسة الجمهورية، إلى انتقاد ماكرون واتهامه بـ«الكذب»، مؤكدة أنه «يرغب بتقاسم الردع النووي (الفرنسي) مع الاتحاد الأوروبي». أما حزب «فرنسا الأبية» اليساري المتشدد الذي يتزعمه الوزير والنائب السابق جان لوك ميلونشون، فقد رأى أن ماكرون «يوجه ضربة جديدة للمصداقية الفرنسية؛ إذ تحت مسمى الدفاع عن الأرض الأوروبية، فإنه يطيح بالاستقلالية الاستراتيجية الفرنسية» الممثلة بقوة الردع الوطنية. وخلاصة رأي الحزب المذكور أن مسائل الدفاع «لا يمكن تقاسمها». وحده فرنسوا بايرو، رئيس الحكومة الحالي وحزب «الخضر» أيدا مقاربة ماكرون. الأول اعتبر أن «مصالح أوروبا الحيوية تشكل أيضاً أوروبا». أما الثاني فقد عبر عن دعمه لذهاب نحو قيام «أوروبا الفيدرالية»، والمدفاع المشترك أحد أسسها.

تؤشر كافة المعطيات المتوافرة على أن عصراً جديداً بدأ مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض، الأمر الذي يثير قلق الأوروبيين ويدفعهم للبحث عن بديل للمحافظة على أمنهم ومصالحهم. بيد أن خلافاتهم تعوق وحدتهم، وانقساماتهم تجعلهم متشرذمين بين من يسعى للتقرب من ترمب مهما يكن الثمن، ومن يرى أن المستقبل الأوروبي يتم رسمه بعيداً عما يريده.


مقالات ذات صلة

النرويج تعتزم تعزيز دفاعاتها بغواصات وصواريخ لمواجهة روسيا

أوروبا نظام «هيمارس» الأميركي (رويترز)

النرويج تعتزم تعزيز دفاعاتها بغواصات وصواريخ لمواجهة روسيا

تعتزم النرويج شراء غواصتين ألمانيتين إضافيتين وصواريخ بعيدة المدى، مع سعي البلد المحاذي لروسيا إلى تعزيز دفاعاته.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
أوروبا الرئيس بوتين محاطاً بيوري أوشاكوف (على يمينه) وكيريل دميترييف خلال المحادثات مع ويتكوف وكوشنر في موسكو أمس (سبوتنيك - أ.ف.ب)

بعد «تعثر» مفاوضات موسكو... تساؤلات عن قدرة إدارة ترمب على كبح اندفاعة بوتين

ماركو روبيو يواصل ضخ رسائل إيجابية، مجدداً التأكيد على «إحراز تقدم» في البحث عن صيغة مقبولة لجميع الأطراف، لكن الأطراف الأوروبية ترى أن الصورة أكثر قتامة

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي قبل الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الحلف بمقر «الناتو» في بروكسل اليوم (أ.ف.ب)

روته: نأمل التوصّل إلى وقف النار في أوكرانيا قبل قمة «الناتو» خلال يوليو

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم (الثلاثاء)، إنه يأمل في التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار بأوكرانيا قبل قمة الحلف المقررة في يوليو.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
تحليل إخباري صورة من شريط فيديو لمدفع روسي ذاتي الحركة يطلق قذيفة باتجاه مواقع أوكرانية (أرشيفية - إ.ب.أ)

تحليل إخباري المأزق الأوروبي في حرب مُحتملة مع روسيا

مطلوب اليوم من الدول الأوروبيّة الانتقال من التنافس إلى التعاون لمواجهة احتمال حرب مع روسيا.

المحلل العسكري (لندن)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يكشف عن خدمة عسكرية وطنية جديدة أثناء حديثه للجيش في القاعدة العسكرية في فارس بجبال الألب الفرنسية يوم 27 نوفمبر 2025 (أ.ب)

ماكرون يكشف عن خدمة عسكرية فرنسية جديدة قائمة على التطوّع

كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، عن خطة جديدة للخدمة العسكرية الوطنية، في إطار مسعى فرنسا لتعزيز قدراتها الدفاعية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
TT

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو.

التسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية، حسب المحادثة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ولم تكن بروتوكوليةً.

وحذَّر ميرتس مما وصفه بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية.


المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مامي ماندياي نيانغ، اليوم (الجمعة)، أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو أمر «وارد».

وقال مامي ماندياي نيانغ، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اختبرنا هذا الأمر في قضية كوني. إنها فعلاً آلية معقدة. لكننا جربناها، وأدركنا أنها ممكنة ومفيدة».

وكان يشير إلى جلسة «تأكيد الاتهامات» التي عقدت غيابيّاً في وقت سابق هذا العام بحقّ المتمرد الأوغندي الفارّ جوزيف كوني.


موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
TT

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الروسي وتسجيلات مصوّرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتستهدف أوكرانيا على نحو متكرر الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز، لكن نادراً ما تصل مسيّراتها إلى المناطق الحضرية، وخصوصاً وسط العاصمة غروزني، حيث وقعت الحادثة الجمعة.

وندّد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، بـ«هذا النوع من التصرّفات»، معتبراً أنّه «ليس أكثر من محاولة لتخويف السكان المدنيين وخلق وهم الضغط».

وأكد أنّ «الأهم بالنسبة إلينا، أنّ أحداً لم يُصب»، متهماً كييف بـ«التعويض عن ضعفها عبر تنفيذ ضربات على البنى التحتية المدنية».

ولم تؤكد السلطات المحلية ولا تلك الفيدرالية الروسية الانفجار، لكن شبكة «آر تي» الرسمية نقلت عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله إن مسيّرة أوكرانية نفّذت الهجوم. ولم يتم الإعلان عن سقوط أي ضحايا.

وأغلقت وكالة الطيران الروسية «روسافياتسيا» مطار غروزني، في وقت سابق الجمعة، على خلفية مخاوف أمنية استمرت بضع ساعات، بحسب ما أعلنت على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت عدة تسجيلات مصورة على شبكات التواصل الدخان يتصاعد من برج زجاجي، حيث تهشمت النوافذ في 5 طوابق.

ويعدّ القيام بأي عمل صحافي في الشيشان، التي تصفها بعض المجموعات الحقوقية بأنها «دولة داخل الدولة»، أمراً شبه مستحيل نتيجة القيود التي تفرضها السلطات.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن المبنى يضم مجلس الأمن الشيشاني، ويبعد نحو 800 متر من مقر إقامة قديروف، كما يقع بجانب الفرع المحلي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

ودعم قديروف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، وأرسل آلاف الجنود الشيشانيين للقتال فيها.